Loading

بسم الله الرحمن الرحيم”

“بين عدل الله ورحمته: حوار إبليس وآدم عليه السلام” .

قال تعالى في محكم كتابه:
﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ (ص: 77-78)

فلما طرد الله إبليس ـ لعنه الله ـ من الجنة، قال إبليس:

“يا رب، كيف وأنت العدل الذي لا تجور، فيضيع ثواب عملي؟”

فقال الله تعالى:

“لا، ولكن اسأل من أمر الدنيا ما شئت، ثوابًا لعملك، فأعطيك.”

1. قال إبليس:
“أول ما أطلب: البقاء إلى يوم القيامة.”
فقال:
﴿رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾
فأجابه الله:
“قد أعطيتك.”
2. قال:
“سلطني على ولد آدم.”
قال تعالى:
“سلطتك.”
3. قال:
“أجرني منهم مجرى الدم في العروق.”
قال:
“قد أجريتك.”

ثم قال إبليس:

“لا يُولد لهم ولد إلا وُلد لي اثنان، وأراهم ولا يروني، وأتشكل لهم في كل صورة شئت.”

قال الله:

“قد أعطيتك.”

قال إبليس:

“يا رب، زدني.”

فقال:

“قد جعلت لك ولذريتك في صدورهم أوطانًا.”
قال إبليس:
“رب حسبي.”

فقال إبليس عند ذلك:
﴿فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ (ص: 82–83)
وقال أيضًا:
﴿ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾ (الأعراف: 17)

آدم عليه السلام يسأل ربه:

فلما سمع آدم عليه السلام ما أعطاه الله لإبليس من القوّة، قال:

“يا رب، سلّطت إبليس على ولدي، وأجريته فيهم مجرى الدم، وأعطيته ما أعطيته.
فما لي ولوَلَدي؟”

فقال الله تعالى:
1. “لكم السيئة بواحدة، والحسنة بعشر أمثالها.”

قال آدم:

“يا رب، زدني.”

قال الله:
2. “فتحت لكم باب التوبة حتى تبلغ النفس الحلقوم.”
وأنزل تعالى:
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53)

قال آدم:

“يا رب، زدني!”

فقال تعالى:
3. “أغفر ولا أُبالي.”

قال آدم عليه السلام:

“حسبي.”

أيها المؤمنون والمؤمنات:

من هذا الذي يدخل النار بعد كل هذه الرحمة الإلهية؟
وقد قال عزّ من قائل:
﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف: 156)
﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ (الزمر: 53)

والتوبة مفتوحة إلى أن تبلغ النفس الحلقوم، والله يغفر ولا يُبالي.

فمن هذا الذي يهلك، إلا من تمادى في الذنوب وأصرّ على الكفر والمعاصي؟

الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تُحصى،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
بقلم: السيد مصطفى مرتضى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *