السيد رياض الحكيم

Loading

((تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ* لِتُنْذِرَ قَوْماً مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ).  

س – رجّح بعض المفسرين أن تكون ((ما)) نافية، والمعنى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ينذر قوماً لم يُنذر آباؤهم من قبل. وعلى هذا فيطرح هذا السؤال: كيف تنسجم فرضية ترك أبائهم من دون نذير مع قولـه تعالى: ((وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)وكيف يحاسَب أولئك الآباء على كفرهم ما دام لم يُبعث لهم رسول وقد قال الله تعالى: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)

ج ـ أولاً: ان أولئك الآباء يمثلون أحد أو بعض أجيال الأمة، فعدم ارسال رسول لهم لا يعني عدم وجود رسول للأمة، ففي الجزيرة العربية كان هناك عدة رسل، وقد انتشرت بينهم الحنيفية التي جاء بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) قبل تحريفها فيما بعد، والآية التي تحدثت عن النذير لكل أمة لم تتضمن الإخبار عن وجود نذير في كل جيل منها، فلا ينافيها عدم وجود نذير في بعض الأجيال السابقة على عصر النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم)، ولعلّ التعبير في الآية ((خَلا فِيهَا نَذِيرٌ)) يؤكد كفاية تقدم النذير.

وثانياً: إن الهدف من بعثة الرسل إقامة الحجة على الأمم، ويكفي في إقامة الحجة على الأجيال المتعاقبة وجود رسول في بعضها، ولا يتوقف إقامة الحجة على وجود رسول في كل جيل، والآية الكريمة: ((وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)) لم تتضمن بعثة الرسول لكل جيل، بل مجرد بعثة الرسول التي تتم به الحجة، وإن كانت على عدة أجيال.

مراجعات قرانية ( اسئلة شبهات وردود )

سماحة السيد 

رياض الحكيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *