02
الرزق طالب و مطلوب
محمد جواد الدمستاني
قال تعالى في سورة الذاريات: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[1]، و قد وعد الله بالرزق و النعم، و روي عن النبي و أهل بيته صلوات الله و سلامه عليهم روايات كثيرة تقسم الرزق بقسمين رئيسيين من ناحية الطلب، فالأول رزق يطلبه الطالب و يسعى إليه، و رزق آخر يبحث و يطلب أصحابَه فيظفر بهم، و في حديث رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: (و اعلموا أن الرزق رزقان: فرزق تطلبونه، ورزق يطلبكم)[2].
و عن أمير المؤمنين عليه السلام: ليس كل طالب مرزوق .[3]
و في نهج البلاغة قال أمير المؤمنين عليه السلام: «الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك، فلا تحمل همّ سنتك على همّ يومك، كفاك كل يوم على ما فيه، فإن تكن السنة من عمرك فإنّ الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك، و إن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهمّ فيما ليس لك، و لن يسبقك إلى رزقك طالب، و لن يغلبك عليه غالب، و لن يبطئ عنك ما قد قدّر لك»[4].
و قال عليه السلام: «الرزق رزقان: طالب ومطلوب، فمن طلب الدّنيا طلبه الموت حتى يخرجه عنها، و من طلب الآخرة طلبته الدّنيا حتى يستوفي رزقه منها»[5].
و قال الإمام الصادق عليه السلام: «الرزق مقسوم على ضربين، أحدهما واصل إلى صاحبه و إن لم يطلبه، و الآخر معلق بطلبه، فالذي قسم للعبد على كل حال آتيه و إن لم يسع له، و الذي قسم له بالسعي فينبغي له أن يلتمسه من وجوهه و هو ما أحله الله له دون غيره، فإن طلبه من جهة الحرام فوجده حسب عليه برزقه وحوسب به»[6].
و الرزق الطالب يبحث بشدة عن مطلوبه ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه و آله: «الرزق يطلب العبد أشد من أجله»[7]. و قال صلى الله عليه و آله: «إنّ الرزق يطلبه العبد كما يطلبه أجله»[8]، و قال عليه الصلاة و السلام: «لو أنّ أحدكم فر من رزقه لتبعه كما تبعه الموت»[9]، وقال عليه السلام لأبي ذر: «لو أنّ ابن آدم فر من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت»[10].
-
– سورة الذاريات، آية 22 ↑
-
– الأمالي – الشيخ الصدوق – ص 369 ↑
-
– عيون الحكم والمواعظ – علي بن محمد الليثي الواسطي – ص 409 ↑
-
– نهج البلاغة، حكمة 379 ↑
-
– نهج البلاغة، حكمة 431 ↑
-
– الفصول المهمة في أصول الأئمة – الحر العاملي – ج 1 – ص 273 ↑
-
– بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 100 – ص 33، عن جامع الأخبار. ↑
-
– بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 100 – ص 33 ↑
-
– بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 100 – ص 33 ↑
-
– بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج 100 – ص 33 ↑