بر الوالدين في ضوء القرآن
بقلم: يوسف الحوري البحراني
*وقضى ربّك ألاّ تعبدوا الاّ ايّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما و اخفض لهما جناح الذلّ من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا*
سورة الإسراء الآية 24
أورد القران مفردة الحسنى في أكثر من موضع و كل موضع تناولها في سياق يتناسب مع غرض الآية.
*وقضى ربك أن لا تعبدوا الا اياه* التوحيد هو أصل الأصول لكل أصل في هذا الوجود *وبالوالدين إحسانا* يا له من أمرٍ عظيم أن يقرن الله التوحيد بالإحسان للوالدين،
*فإذا بلغن عندك الكبر* وهي مرحلة الشيخوخة و المتطلبات الخاصة بهما
*فلا تقل لهما أف* فلا تضجر على مستوى نفخ النفس من الفم لأنهما في مرحلة ضمور و تناقص القوى الجسديه و الذهنية
و الادراكية نتيجة التقدم في العمر
*ولا تنهرهما* أياك أن تزجرهما أو تتكبر على متطلباتهما التي أثقلتك و تبدوا لك تافهة، وهذا طبيعياً لأنك في مرحلة تختلف عن مرحلتهما البدنية و النفسية و الذهنية
*و قل لهما قولا رحيما* دائما اعمل بالمدارة معهما في القول فكن لطيفا في قولك لهما ورحيماً في كلامك معهما عندما تجد ان قولهما او فعلهما لا ينسجم معك،
*واخفض لهما جناح الذل* بل لا تكتفي بالقول الرحيم وسخر كل امكانياتك و طاقاتاتك من أجل تذليل كل الصعوبات و العقبات لهما في مرحلة الكبر و العجز
*من الرحمة* رحمةً بهما و شفقة عليهما
و *وقل ربي ارحمهما* انت مطالب بالدعاء لوالديك دائما و ما دام الله تبارك وتعالى أمرك وحثك بالدعاء لهما فإن هناك أثار
و فيوضات دنيوية و اخروية لك ولهما مترتبة من اثار هذا الدعاء
*كما ربياني صغيرا* وتذكر مرحلة الصغر و الطفولة حينما كُنتَ في مرحلة الضعف و تحتاج إلى معين يلبي حاجاتك النفسية و الجسدية من غذاء و دواء و ملبس و مسكن و عاطفة ورعاية وعناية في مرحلة التربية.
فإرحم و اشفق على والديك في الكبر كما ربياك في الصغر، فما تجده منهما في الكبر ثقيل أو سخيف، فقد وجداه منك في الصغر و لكنهما لم يبخلا عليك بكل ما لديهما من امكانيات و طاقات على كافة المستويات.