عاشوراء وشرعنة الظلم
عاشوراء على الأعتاب , والجهود مستنفره لأستقباله والأموال تبذل لاقامته والنفوس تزهق على يدي ألأرهابين لأيقافه . لماذا كل هذه الخصوصيه لهذه الذكرى ,أنه الموقف الشجاع والبطولي للآمام الحسين (ع), الرافض وبقوه شرعنة الظلم الأموي والأستسلام للأنحراف اليزيدي الذي أراد أستحمار عباد الله بعد أن حررهم الأسلام وأرجع لهم أنسانيتهم المسلوبه على يد أسيادهم.
أن التاريخ لا يعرف لعاشوراء وجودآ لولا الموقف التاريخي للأمام الحسين (ع) برفض البيعه لسلطان جائر , وعدم أعطاء الثقه لمن فقد الأهليه بقدراته , أنها أمانةالموقف وشرف الكلمه التي لا يمكن التنازل عنها لمستبد أو خائن, وهكذا يكون عاشوراء دائمآ وأبدآ سوطآ مسلطآ على ظهور كل الطغاة وصوتآ مرعبآ بوجه كل الظالمين وطوفانآ يهدد عروش كل المتكبرين وصرخه بوجه كل المفسدين.
أن خروج الأمام الحسين (ع) ليس أعتراضآ على شخص أراد حكمآ والذي قد يذهب بموته ,ولكنه عارض نظامآ ومشروعآ خطيرآ يريد من وراءه محو الدين الجديد وقبر كل ما جاءت به الشريعه المحمديه والرجوع الى نمط وأعراف مجتمع هيمنت عليه هذه العائله الأمويه.
هنا يستشرف الأمام الحسين(ع) تداعيات المشروع الأموي ومدى خطورته على مستقبل الأسلام, هو قوله المشهور (أني لم أخرج أشرآ ولا بطرآ, أنما خرجت لأصلاح أمة جدي محمد). أي أصلاح أوضاع ساهمت بها أنحرافات بني أميه ومواجهة مشروعهم التدميري البغيض وتقدير الأمام الدقيق من تداعياته على المجتمع الأسلامي الى يومنا هذا والذي لم يغب عن كل القراء ما يحدث الأن في الساحه الأسلاميه من نهوض مشروع الأقتتال الطائفي بقيادة أنظمه تنتمي فكريآ الى المدرسه الأمويه وبالأخص حكام المملكه العربيه السعوديه. أن تبني آل سعود للمشروع الأموي ليس تعاطفآ معه ولا أيمانآ به ولكنه مشروع يشرعن الهيمنه السعوديه ويكسب البيت السعودي الأحقيه في الحكم, أستنادآ الى مبدأ الحق الألهي الذي لا يسمح في الحكم الا لمن يريد هو , وهذا هو مبدأ الجبريه الذي روج له البيت الأموي.
هنا تأتي النظره الثاقبه للأمام الحسين (ع) في مواجهة حركة الأنحراف الأموي , فكان صرخه مدويه عبر الزمن بوجه كل مستبد وظالم لحقوق البشر , وأن أسم الحسين (ع) اليوم يخيف ويقض مضجع أل سعود ومن سار في ركابهم من الحكام الخونه , فالمسأله لم تكن كما صورها البعض أنها معركه بين البيت الأموي والبيت الهاشمي , فهذا تفسير مغرض او على أقل تقدير قاصر ولا يخلوا من سذاجه واضحه, لأن الواقع يكشف لنا بعد النظر والعبقريه الحسينيه في التصدي للثوره المضاده بقيادة المعتوه يزيد بن معاويه, وما نعانيه اليوم وما نتعرض له من مذابح نحن أتباع أهل البيت نتيجه طبيعيه لتلك المأساة التي حدثت نتيجة السطو الأموي على مقاليد الحكم وأغتصابهم للسلطه وتلاعبهم بمقدرات المسلمين.
أن الصراع اليوم هو ذلك الصراع نفسه بين حق يمثله الحسين (ع) وباطل يمثله يزيد بن معاويه. حتى أن اليوم من يريد أيقاف الأنحراف ومنع الأستلاب لمقدرات الشعوب أن ينحاز الى معسكر الحسين (ع) وأن يكون جنديآ فاعلآ فيه, مساهمآ في أسكات كل الأصوات النشاز ومنع يدي الغدر والخيانه وكل صور الجهاله أن تفرض أرادتها على رقاب الناس. فعاشوراء هو أستفتاء للتصويت للحسين (ع) وهزيمه منكره ليزيد وأعوانه والسائرين على خطه. أنها دعوه بأن نعي عاشوراء كما أراد الحسين(ع) وأن نجعل منه موسمآ أنتخابيآ تكتسح فيه الأصوات الحسينيه أصوات الغدر والخيانه الأمويه.
في عاشوراء قاتل الحسين (ع) بسيفه البيت الأموي رمز الأستبداد والعبوديه واليوم وعبر رمزية عاشوراء وأشعاءاته التحرريه قاتل الأمام الحسين (ع) المدرسه الأمويه هازمآ كل الرموز التي تنتمي أليها اليوم ويذكرهم بجريمه نكراء أقترفها أسلافهم وصرخة حق بوجه أحفادهم القتله من الحكام والتكفيرين , لذا بات لا نستغرب أذا ما حشد هؤلاء قطعانهم من الأنتحاريين بتفجير مواكب عاشوراء, أعتقادآ منهم لمحو أثار جريمه أبائهم وأسكات صوت الحق بوجه سادتهم من ألأعراب والمستعربون الجدد من أبناء الأنكشاريين.
أياد الزهيري
0
0
0