عمائم بالمجان
من المفارقات أن ترى في دول العالم المتقدم أن الصباغ والمنظف لا يمارس مهنته الا بشهاده تثبت اتقانه المهنه وهذا ينطبق على كل المهن, في حين أن من يمارس عملآ خطابيآ ودورآ ثقافيآ وعباديآ وحتى أفتائيآ في مجتمعاتنا بدون أن يحوز على أجازه تدل على أهليته على هذا الأداء. ألم تكن هذه مفارقه عجيبه ,أن تحرص الدول كل الدول المتقدمه منها والناميه على أن من يسوق سياره بدون أن يحمل أجازه سوق يعتبر هذا التصرف تصرف غير قانوني بل جريمه يعاقب عليها القانون . السؤال المطروح أن الشخص الذي يقود سياره وبدون أجازه يعاقب بالحبس أو الغرامه لأنه قد يسبب الأذى لمن يدهسه و قد يقع الأذى على شخص أو بعض اشخاص , فما بالك بمن يمارس دور رجل دين والذي ببعض كلمات قد يثير موجه من الشغب والأقتتال الطائفي ما يذهب ضحيته المئات من البشر الأبرياء , وهذا عمل طبعآ يسببه المتشددون منهم والذين يظهرون التباكي على مكونهم زورآ وبهتانآ . وهناك عمائم عملها حصد الأمتيازات سواء على المستوى الرسمي والشعبي , لا يهمهم من الدين الا حصادهم المادي , حتى تحولت الكثير من المواسم الدينيه والشعائر التعبديه الى موسم حصاد لهم ولا يعنيهم من هذه المظاهر الا ما يدخل في جيوبهم من المال , تاركين الناس في فراغ فكري وعقائدي مخيف, قد يتمظهر عنه الكثير من السلوكيات الشاذه والأخلاقيات الغريبه على مجتمعاتنا . صحيح قد يعترض معترض ويقول ما لهؤلاء ودنيا الفكر والعقائد لأنهم لا رصيدآ فكريآ لديهم ولا هم من أهل الثقافه والفكر , هذا صحيح لأنهم لبسوها بالمجان وأقتنوها زورآ , ولاشك أن هؤلاء يشكلون كارثه حقيقيه على الأسلام قبل غيرهم وهم من نسفوا كل الجهود الجباره والتاريخيه التي سطرتها عمائم ينحني التاريخ لها أجلالآ واكبارا من أمثال العلامه محمد باقر الصدر . هذه العمامه التي ساهمت في بناء صرحآ علميآ مما تنحني له الأكاديميات العلميه أجلالآ وأكبارا , ولا يمكن ان ننسى العلامه مطهري صاحب العمامه البيضاء والتي أسست لثورة شعب أطاح باعتى دكتاتور, ولا ننسى تلك العمامه التي مسحت البؤس والتهميش والمحروميه من طائفه كادت أن تسحق في لبنان , الا وهو سماحة العلامه موسى الصدر صاحب العمامه السوداء . هذه الشخصيه التي فقدها العالم العربي والأسلامي . شخصيه اصلاحيه نادرآ ما تظهر في عالم اليوم والتي أنتصرت للمظلوم والمحروم وجعلته رقمآ كبيرآ أمام حيتان السرقات ومقاولي الحروب.
نحن اليوم بأمس الحاجه الى عمامه كعمامة جمال الدين الأفغاني ذلك الرجل الذي جاب العالم الأسلامي مصلحآ هنا وناصحآ هناك , لم يقر له قرار ما دام العالم الأسلامي تحت الأحتلال وغارق في بحور من الجهل والحرمان, فهو كان بحق صاحب العمامه الجواله التي تتفقد شؤون المسلمين وقلقه على أوضاعها ويشغله هاجس مستقبلها . خائفه على مصيرهم وساعيه الى أصلاحهم.
نحن اليوم بحاجه الى عمامه ثائره ناطقه عامله لا تجامل أحد ولا تخشى سلطان ولا تضعف أمام جمهور . تقول الحق ولا تأخذها في الله لومة لائم ,عمامه من وسط هذه الجماهير ولها , لتحدث أنعطافآ تاريخيآ في مسيرتها, لتبعث من جديد فيه مبادئ الأسلام الراقيه, جاعله منه أنسانآ بناءآ , معجونآ بقيم الأنبعاث الحضاري وممزوجآ بأخلاقه العاليه, جاعلآ منه مجتمعآ أيجابيآ يرفض كل ألوان الفساد والسلبيه , ناكرآ لكل القيم النفعيه والأنانيه. مجتمع يحمل شعار خير الناس من نفع الناس.
أن ما ذكرناه يمثل دعوه مخلصه لحماية الحوزه العلميه من الدخلاء والعملاء وخاصه الذين تسللوا الى هذا الصرح العلمي الكبير في زمان النظام السابق والذين يعملون لحساب جهاز مخابرات النظام الصدامي السابق والذين منهم الأن من يعبث بالحياة العامه في العراق وينفذ أجنده تسئ للشعب العراقي , ويصبون الزيت على النار ليزيدوا البلد أشتعالآ وفوضى . وهناك من ركب الموجه لغرض الأبتزاز وهم جلهم من المعممين الجدد , والذين أرادوا أن يجعلوا منها سلمآ للحصول على المناصب العامه وأن كانوا لا يحملون أدنى مؤهل تثبت فيهم الكفاءه والمهنيه مما أنعكس سلبآ على الحياة العامه العراقيه.
من حقنا أن نقلق على معاقل طالما ظلت سدآ منيعآ للدفاع عن الأسلام وملاذآ أخيرآ لعامة المسلمين في السراء والضراء من أناس طارئين عليها . أنها مسؤلية الجميع لأن الحوزات العلميه هي ملك الجميع وحريآ بنا أن نمنع كل من يسدد سهامه عليها ونفضح كل من يحاول أختراقها بقصد أضعافها أو النيل منها.
أياد الزهيري
اشكر الأخوه على تعليقاتهم واتمنى المزيد من الملاحظات لأن الموضوع مهم ويهمنا جميعآ وهو يصب في ترتيب بيتنا الداخلي . فمادام هناك متسع من الوقت لأبداء الملاحظات فقد يأتي وقت لا يسعنا ان نفعل شيئآ نعالج فيه وضعنا 1 أغسطس 2013 – 4:42 م علي آل قطب الدين العزيز العراقي تحية طيبة أشكر اهتمامك ومتابعتك الذكية في مناقشة موضوع المقال وموضوع تعليقي. ولكني اتمنى عليك أن تكتب إسمك الحقيقي. عزيزي ليس هناك ما يخيف. خفنا من صدام وخفنا البعث فماذا جنينا. لنقول كلمتنا بدون خوف وتستّر. ربما يستغل البعض خاصة من (المحبين) ويقولون علي القطبي يكتب بإسم مستعار تأييداً لنفسه. ذكرتم حول المجاملة نعم هي المجاملة والمصالح على حساب الحقيقة وعلى حساب حرمة العلم الديني ومصداقية الإسلام. المجاملة التي تفضلتم بها هي سبب آخر أو عامل آخر من عوامل الواقع المؤسف الذي يعيشه الإسلام بكل طوائفه. وأيضاً التخلف الثقافي واسباب أخرى جعلت الساحة مفتوحة وخالية أهل الغايات والمآرب. علماء بلا علم و لا شهادات ولا دراسات ، وباحثون بلا أبحاث ولامؤلفات ولا أبحاث. ساعدك الله يا أمير المؤمنين. علي آل قطب الدين 2 أغسطس 2013 – 8:53 م
موضوع مهم أيها الفاضل الكاتب الصديق أياد الزهيري. وكنت شخصياً قد عرجت على هذا الأمر مرات عديدة منها في الحلقة الثالثة من باب الفقه والزواج. حتى عامل التنظيف يحتاج إلى شهادة في هذا الزمن ، ولكنّ الّذي يتحدث عن كتاب الله تعالى دين الاسلام ليس له أي شهادة ، وقد سألت أكثر من مرة عن بعض الروزخونية كيف يتحدثون ويخوضون في تفسير القرآن وعلوم الفقه ، وهم لم يجلسوا يوما تحت منبر عالم مختص بالتفسير ، ولا يملكون شهادة في أي باب من ابواب الفقه والتفسير والإصول والعقائد واللغة العربية ؟ فيقول بعض رواد المجلس : إن فلان شاعر أو فلان صوته حلو أو فلان يحجي زين والناس راضية. جيد: هذه الناس الراضية (بحجيه الزين والحلو) هل فيهم عالم أو ربع عالم؟ هل فيهم شخص يعرف كيف يعرب جملة واحدة اعراباً نصف صحيح ولا أقول صحيح تماماً. أم جُهّال يزكّون جهالاً.؟ مولاي العزيز لماذا صار علم الدين والفقه والتفسير في بعض المواقع بيد الشعراء وتجار السوق السوداء وأتباع الأحزاب السياسية (الإسلامية). كيف يكون عالماً من لا يستطيع أن يكتب صفحة واحدة بدون أخطاء إملائية ونحوية وإعرابية. هل صارت تزكية فلان وفلان من الأرحام والأقارب والسياسيين أهم من قيمة الشهادات العلمية والمؤلفات والنشاطات العلمية والأدبية . بل أنأ أقول حتى خريج الحوزات والجامعات الاسلامية لا بد من أن يكون على تواصل مع كبار الأساتذة في الحوزات والجامعات الاسلامية ، وهذه وظيفة الحوزات والجامعات ، وفيها متفرغون ولهم رواتب ومخصصات لأجل الحفاظ على علوم الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام). رحم الله الكاتب علي شريعتي واشكر إثارتك المهمة عزيزي أياد الزهيري لأنها حقيقة محل ابتلاء. ختاما أقول لابد من الشهادات الأكاديمية في الحوزات والجامعات الاسلامية الشيعية منها والسنية كي لا تكون العمامة سلعة بيد تجار الحروب وأصحاب الغايات السياسية والتجارية. من فقه الزواج والطلاق.
السلام عليكم رمضان كريم وتقبل الله اعمالنا واعمالكم– بالحقيقة هذا موضوع مهم وعندي تعليق بسيط –نعم نحن مع حماية والدفاع عن حوزاتنا ومراجعنا العظام وهذا واجب علينا – لكنك ترى ان البعض من الناس يدافع عن المرجعية والحوزات العلمية الكريمة لكنه في نفس الوقت تراه يدافع عن بعض الاشخاص ممن اساء ويسيء الى الحوزات والمراجع العظام وهو يعلم ان المرجعية غير راضية عن هؤلاء النفر وخصوصا عن بعض السياسين في العراق كمثال لكنه تراه يطبل ويبرر لهؤلاء الاشخاص الذين اساؤوا للمرجعية والحوزات العلمية والاسباب هي مصلحية نفعية مادية وهذا هو التناقض الذي يقع فيه الكثير -ثانيا السيد الجليل علي قطب قال كلمة جميلة ان البعض لايستطيع ان يكتب مقالة لصفحة بدون اخطاء املائية ونحوية واعرابية وانا اضيف واقول الى سيدنا الجليل بل ان هناك الان ممن يدعون انهم كتاب عندما يريدون ان يكتبوا مقالا ما لموضوع ما ياخذون المعلومات من مقالات الاخرين ومن مصادر كتب مختلفة دون ان يذكر المصدر فهو لايعتمد على نتاجة الفكري بل يعتمد على النتاج الفكري للاخرين دون ان يذكر المصادر التي اعتمد عليها كاتب المقال ليقول للاخرين انه هو صاحب المقالة وهذا بعيد كل البعد عن الامانة العلمية وهذه الامور حدثت وتحدث كثيرا وهناك كلمة جميلة قالها السيد علي قطب الله يحفظة – ان هناك جهال يزكون جهالا-نعم هذه الحالة موجودة – سيدنا الجليل المشكلة ان الكثير من الناس يفتقرون الى الثقافة العامة وصار الكثير ممن يبحث عن مصالحة الضيقة الخاصة وهناك مشكلة اخرة الا وهي مشكلة المجاملات وكثير منها تكون على حساب الحق للاسف الشديد–تحياتنا لكم ونسال الله ان يحفظ لنا مراجعنا وعلمائنا العظام وحوزاتنا الكريمة – 1 أغسطس 2013 – 12:32 م