وصية أمير المؤمنين (ع) قبل الشهادة
(أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ)
محمد جواد الدمستاني
وصية عظيمة من إمام عظيم في لحظات عظيمة، وهي اللحظات الأخيرة في حياته (ع) ، وصية الخبير المعصوم الحكيم العارف لأبنائه و من سمع خطابه، و الوصية الأصل أكبر مما ذكره الشريف الرضي في نهج البلاغة، وهي شاملة تتناول خلاصة وصاياه التي ذكرها في أماكن و مناسبات متعددة في حياته الشريفة عليه السلام.
و رقمها في عدد من نسخ نهج البلاغة بالرقم 47 في باب الوصايا و الكتب و الرسائل، وعنونها الشريف الرضي بــــ «و من وصية له (ع) للحسن و الحسين (ع ) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله»، فهي وصية للحسن و الحسين و جميع أولاده و من وصلته هذه الوصية كما سيأتي.
وفيها عدة مطالب
1- التقوى و كررها في بداية الوصية مرتين للأهمية
قال عليه السلام: «أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ ،..، أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ».
و هي أهم ما أوصى به الإمام عليه السلام في هذه الوصية، و كان عليه السلام يكرر و يؤكد الوصية بها في حياته، وفي جميع المناسبات و الأحوال، و إذا ما تصفح الإنسان نهج البلاغة يرى كثيرا من الخطب و الكتب و الوصايا و الحكم تتضمن الوصية بالتقوى، و منها قوله عليه السلام: «فَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّذِي ابْتَدَأَ خَلْقَكُمْ…»،خطبة 198، «فَاعْتَصِمُوا بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّ لَهَا حَبْلًا وَثِيقاً عُرْوَتُهُ ..» خطبة 190، «وَ إِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ» كتاب 45، «وَ لَا كَرَمَ كَالتَّقْوَى» حكمة 113، «أَمَا لَوْ أُذِنَ لَهُمْ فِي الْكَلَامِ لَأَخْبَرُوكُمْ أَنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى»، حكمة 130، «وَ لَا عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى» حكمة 371.
و التقوى هي وقاية النفس من عصيان أوامر الله و نواهيه و ما يمنع رضاه، فيكون الإنسان في حالة الحذر و التيقظ لئلا يقع في مخالفة شيئ من ذلك.
وَ سُئِلَ اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ تَفْسِيرِ اَلتَّقْوَى، فَقَالَ: «أَنْ لاَ يَفْقِدَكَ اَللَّهُ حَيْثُ أَمَرَكَ، وَ لاَ يَرَاكَ حَيْثُ نَهَاكَ» بحار الأنوار،ج67ص285، عدة الدّاعي،ج1 ص303
وفي نهج البلاغة خطبة كاملة يصف فيها أمير المؤمنين عليه السلام صفات المتقين، و هي المرقمة بــ 193.
و التقوى معيار التفاضل عند الله: «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ»، سورة الحجرات:13، وبها يتقبل أعمال عباده: «إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ»، سورة المائدة:27، و هي سبيل النجاة و باب الرزق: «وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»، سورة الطلاق:2-3.
2، 3 – الاعراض عن الدنيا و الزهد فيها
قال عليه السلام «وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا، وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا».
«وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا» أي لا تطلبا الدنيا، «وَ إِنْ بَغَتْكُمَا» أي و إن طلبتكما ، وهي دعوة إلى رفض الدنيا و نهي عن طلبها و وإن هي طلبتهما و أقبلت عليهما بما يعدّ فيها خيرا و رفاها و راحة.
«وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا»، لا تأسفا و لا تغتما و لا تتحسرا على شيء غيّب و صرف عنكما و منع عنكما من خيراتها و نعمها.
وهي وصية بالزهد في الدّنيا، و في نهج البلاغة أيضا قَالَ عليه السلام «الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَيْنِ مِنَ الْقُرْآنِ، قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ : لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ». نهج البلاغة-439.
و ذكر الشيخ النراقي في جامع السعادات الزهد، و فيه: «إنّ الزهد إنما يتحقق إذا تمكن من نيل الدنيا وتركها، و كان باعث الترك هو حقارة المرغوب عنه وخساسته، أعني الدنيا بالإضافة إلى المرغوب إليه وهو الله والدار الآخرة ، فلو كان الترك لعدم قدرته عليها، أو لغرض غير الله تعالى وغير الدار الآخرة، من حسن الذكر، و استمالة القلوب، أو الاشتهار بالفتوة والسخاء، أو الاستثقال لما في حفظ الأموال من المشقة والعناء أو أمثال ذلك ، لم يكن من الزهد أصلا». جامع السعادات،ج2ص44
4- 5 -قول الحق والعمل للأجر
قال عليه السلام «وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ»
قولا بالحق أي اجعلا أساس قولكما و كلامكما الحق، و انطقا بالحق مهما كان ، لا بشيء آخر.
و اعملا للأجر أي اعملا للأجر و الثواب، لا لشيء أو أمر آخر.
6- الوقوف مع المظلومين بوجه الظالمين
قال عليه السلام «وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً».
الوصية بوقوفهما في وجه الظالم ، يمنعاه عن ظلمه، و يكونان خصما له، و يكونا إلى جانب المظلوم و عونا له لتحصيل حقه و رفع الظلم عنه.
الخصومة مع الظالم و العون مع المظلوم من لوازم قول الحقّ و العمل له، فمن كان مع الحق لابد له أن يخاصم و يعادي الظالم، فيكون عونا للمظلوم.
و عمليا فإنّ تطبيق هذا المبدأ ليس سهلا و يحتاج إلى إيمان و عقيدة قوية و تقوى تأبى عن السكوت في مواجهة الظالمين و منعهم من ظلمهم، خاصة في هذه الأزمنة، و لكن نتيجة هذا المبدأ عظيمة.
7- التأكيد على التقوى
أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ …
«أُوصِيكُمَا» أي الحسن و الحسين، «وَ جَمِيعَ وَلَدِي»، أبناء أمير المؤمنين الباقين، «وَ أَهْلِي» أقربائي، «وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي»، أي كل من يصله هذا الكتاب أو هذه الوصية، وكل من يسمعها، و كل من قرأها أو سيقرأها، و كل من يقرأ نهج البلاغة فقد و صلته هذه الوصية بتقوى الله و بقية مواد الوصية فهو موصى من قبل أمير المؤمنين عليه السلام، و نحن جميعا نقرأها الآن فالوصية تشملنا و أمير المؤمنين عليه السلام يخاطبنا و يوصينا.
و كرر الوصية بالتقوى تأكيدا لها و بيانا لأهميتها.
8- تنظيم الأمر
«أُوصِيكُمَا .. وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ».
« وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ» أي تنظيم أمورهم و ترتيبها، فمن المهم على الإنسان تنظيم شؤونه المتعددة، الزمنية و الوقتية، العبادية، المالية و الاقتصادية، والعائليّة و الأسرية، و الدّراسيّة و التعليمية، الإدارية و العملية، وغيرها، فانّ النّظام و التنظيم من الأمور المهمة في الحياة، و يوفر كثيرا من الوقت و الجهد و المال، فلا يعيش الإنسان بحالة من الفوضى و الاضطراب و البعثرة، فتختل أموره.
فمن الضروري أن يجعل الإنسان له منهجا يسير عليه و يتحرك على ضوئه.
9- الوصيّة بصلاح ذات البين
قال عليه السلام «وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ».
إصلاح حالة التنافر و التباغض أو التنازع بين المتخاصمين، بين الزوجين، الرجلين، القبيلتين، أو الفئتين، و في القرآن الكريم قال تعالى «فَاتَّقُوا الله وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ»، سورة الأنفال:1، السعي في رفع حالة الخصومة أو العداوة، و محاولة تبديلها بحالة الألفة و المودة و الوئام.
و رغَّب في ذلك بما رواه سماعا عن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله من قوله : «صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ».
وصلاح ذات البين و تحويلها إلى ألفة و مودة و تقريب الأنفس بدل حالات الخصام و الشقاق و التمزق يؤثر مباشرة على قوة المجتمع و تماسكه، و الصلاة و الصوم المستحبة عبادات رئيسية تؤثر على الإنسان العابد، فالخيرية و التفضيل كأنّه اجتماعي في قوة المجتمع و صفائه على فردي يقوم العابد بأعظم منه في الواجبات، إذ يفهم من عامة الصلاة و الصيام المستحبتين، و الخلاصة أنّه لو انحصر وقت المؤمن بين إصلاح بين فردين و هو عمل اجتماعي أو بين فئتين أو مجموعتين، و عمل استحبابي من صلاة أو صوم قدّم الأول الاجتماعي على الثاني الفردي.
10- الوصيّة برعاية الأيتام
«اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ»
الأيتام الذين مات آباؤهم وليس لهم من معيل أو متكفل و في الغالب يكون وضعهم المعاشي و الاجتماعي صعب و بحاجة إلى رعاية و عناية و مواساة، و تكفل بأعمالهم و العمل على تلبية حوائجهم، و انتشالهم من حالة الفقر و البُؤس والحرمان.
و «فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ»، قيل بأن تطعموهم يوما وتتركوهم يوما فلا يشبعون، وهي كناية عن تعاهد الأيتام باستمرار، لا بشكل متقطّع ، أي تكفلوا الأيتام باستمرار و اعتنوا بهم فلا يكون لديهم نقص.
وَ «لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ»، أي لا يضيعوا و أنتم موجودون فعليكم برعايتهم و حفظهم من الضياع، ذلك بأنّ الأيتام مع عدم الرعاية يصبحون خطر اجتماعي مؤقت قابل للحصول في أي وقت بالضياع و الضلال.
و هذا ما يُفهم من النّهي في عدم غبّ أفواه الأيتام و عدم ضياعهم و هو استلزامه الأمر ببرّهم والإحسان إليهم و رعايتهم و تكفلهم.
و في تمام نهج البلاغة، فَإِنّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «مَنْ عَالَ يَتيماً حَتّى يَسْتَغْنِيَ أَوْجَبَ اللّهُ – عَزَّ وَجَلَّ – لَهُ بِذَلِكَ الْجَنَّةَ ، كَمَا أَوْجَبَ لآكِلِ مَالِ الْيَتيمِ النّارَ».تمام نهج البلاغة،ص ٩٩٤.
ونزل في أهل بيت النبي عليهم السلام قوله تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا». سورة الانسان:8.
11- الوصيّة بالجيران
قال عليه السلام: «وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ».
الوصيّة في الجيران وهم المجاورون في المسكن والتحذير من اللَّه فيهم و الاهتمام بهم و إعانتهم و العناية بهم، و إكرامهم بوصيّة الرسول صلَّى اللَّه عليه وآله في حقّهم.
و الوصية بالجار تعنى مطلق الاهتمام بهم فتشمل جانب الغذاء من الأكل و الطعام و الشراب فلا يجوعون و جارهم يشبع، و لا يظمأُون و هو ريّان، و جانب اللباس فلا يفتقرون إليه أو إلى جودته، و جانب السكن و نواقصه، و كل ما عليه الجار من رفاه و سرور و يفتقده جاره.
و كذلك الإطلاق يشمل كل أنواع الجيران، مسلم أو غير مسلم، قريب أو غير قريب، أو غيره، كل أولئك موصى بالاهتمام بهم و الاحسان إليهم، و كفّ السوء عنهم.
ومن أدب الجوار الصّبر على الأذى فضلا عن الأذى، و روي عن الإمام الكاظم عليه السلام: «لَيْسَ حُسْنُ اَلْجِوَارِ كَفَّ اَلْأَذَى وَ لَكِنَّ حُسْنَ اَلْجِوَارِ صَبْرُكَ عَلَى اَلْأَذَى». الكافي،ج2ص667
و في رسالة الحقوق ذكر الإمام زين العابدين عليه السلام حقوق الجار و أوله « وَأَمَّا حَقُّ الْجَارِ فَحِفْظُهُ غَائِباً وَكَرَامَتُهُ شَاهِداً وَنُصْرَتُهُ وَ مَعُونَتُهُ فِي الْحَالَيْنِ جَمِيعاً، ..». رسالة الحقوق.
«فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ»، فهم وصية رسول الله صلى الله عليه و آله فينبغي تطبيقها و العمل بها، و «سَيُوَرِّثُهُمْ» بمعنى كثيرا ما كان النبي (ص) يوصي بهم حتى ظنّ المسلمون أنّ النبي (ص)
سيورثهم و يفرض لهم ميراثا من تركة جيرانهم.
و في الرواية عن النبي (ص): «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ». بحار الأنوار،ج8ص144
في إيثار المؤمنين بالدعاء ، يروى عن الإمام الحسن المجتبى عليه السلام قَالَ: «رَأَيْتُ أُمِّي فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ قَامَتْ فِي مِحْرَابِهَا لَيْلَةَ جُمُعَةٍ، فَلَمْ تَزَلْ رَاكِعَةً وَ سَاجِدَةً حَتَّى اِنْفَجَرَ عَمُودُ اَلصُّبْح،ِ وَ سَمِعْتُهَا تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنَاتِ وَ تُسَمِّيهِمْ وَ تُكْثِرُ اَلدُّعَاءَ لَهُمْ وَ لاَ تَدْعُو لِنَفْسِهَا بِشَيْءٍ، فَقُلْتُ لَهَا يَا أُمَّاهْ لِمَ لاَ تَدْعِينَ لِنَفْسِكِ كَمَا تَدْعِينَ لِغَيْرِكِ فَقَالَتْ يَا بُنَيَّ اَلْجَارَ ثُمَّ اَلدَّارَ». كشف الغمة،ج1ص468
و قد ينصرف من المعنى في الجار هو جار السكن أي من يكون بيته قريب إلى بيتك، و لكن مع التوسع في المعنى يشمل بقية أنواع الجيرة فالوصية تشمل الجار في العمل، و الجار في السوق، و جار العقار و المزرعة، و غيرها فتشملها الوصية بالرعاية لهم و الاهتمام بهم.
12- الوصيّة بالقرآن
«وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ».
الوصية بكتاب اللّه و هو الحبل المدود من السماء إلى الأرض، و الدعوة و الوصية إلى تنفيذ أحكامه وتشريعه و السبق في العمل به قبل الآخرين، «وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ». سورة المطففين:26، و «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ». سورة البقرة:148.
13- الوصيّة بالصلاة
«وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ».
الوصيّة بأمر الصلاة و التحذير من تركها، و ذكر أهميتها و فضيلتها فهي عمود الدين، فواجب أن يقام الدين بإقامتها.
و في تمام نهج البلاغة: «وَاللّهَ اللّهَ فِي الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا خَيْرُ الْعَمَلِ، وَهِيَ عَمُودُ دينِكُمْ، فَلَا تَغْفَلُوا عَنْهَا..»، تمام نهج البلاغة،ص٩٩٥، و فيه: «الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ، الصَّلَاةَ». تمام نهج البلاغة،ص٩٩٦.
و عمود و الجمع أعمدة وهو ما يقوم به البيوت و الخيام، و هو الجزء الرئيسي في البناء بحيث أنّ سقوطه يؤدي إلى هدم البناء أو سقوط الخيام، فالصلاة ركيزة أساسية و رئيسية للمؤمن و في الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِه الْعَبْدُ الصَّلَاةُ فَإِنْ قُبِلَتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا». الكافي،ج3ص٢٦٨
14- الوصيّة بالبيت الحرام
«وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا».
والوصية بالبيت الحرام في مكة بأن يقصدوه و يحجوا إليه و يعتمروه و يعمّروه، ولا يتركوا زيارته وإقامة مناسكه و شعائره مدة عمرهم و بقائهم، و المحافظة عليه، و حذرهم في تركه بعدم التناظر لتاركيه و عدم النظر إليهم بالكرامة و الرحمة، و يحتمل أنّ لم تناظروا أي لم تراقبوا من قبل الأعداء، فإنّ الاجماع على بيت الله و التوحد في ظله يوجب خشية الأعداء، فينظرون إليكم بالعظمة.
فالحج بذهاب الملايين من المسلمين بشكل سنوي عظمة للمسلمين، و مظهر من مظاهر القوة و العزّة و لو اغتنم موسم الحج بأفضل اغتنام و كان مؤتمرا عالميا سنويا لكل المسلمين يبحث في قضاياهم المختلفة و يناقش و يوصي و تطبق وصاياه، فإنّ نتائجه على المسلمين على المستوى الفردي و الاجتماعي ستكون أكبر و أعظم، و في الآية في سورة الحج كلمة منافع مطلقة، قال الله تعالى « وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ». سورة الحج:27-28
و الرواية عنه عليه السلام في تمام نهج البلاغة: «وَاللّهَ اللّهَ فِي حَجِّ بَيْتِ رَبِّكُمْ – عَزَّ وَجَلَّ – فَهُوَ الشَّريعَةُ الَّتي بِهَا أُمِرْتُمْ، فَلَا تُخَلُّوهُ مَا بَقيتُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا ، إِنَّ أَدنى مَا يَرْجِعُ بِهِ مَنْ أتَاَهُ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ مَا قَدْ سَلَفَ مِنْ ذنبه». تمام نهج البلاغة،ص995.
15- الوصيّة بالجهاد
«وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».
الوصيّة بالجهاد في سبيل اللَّه و في طريق الله و لأجل رضاه، ببذل المال و الأموال، و بذل النفس و الأنفس شهادة في ساحات و ميادين الجهاد، و باللسان و الألسن قولا و كلاما، و التحذير من اللَّه في تركه، فهو عزّ للإسلام، فعنه عليه السلام « فَرَضَ اَللَّهُ .. اَلْجِهَادَ عِزّاً لِلْإِسْلاَمِ». نهج البلاغة، حكمة 252
كذلك في تمام نهج البلاغة: «وَ اللّهَ اللّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ في سَبيلِ اللّهِ، فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ في سَبيلِ اللّهِ رَجُلَانِ: إِمَامُ هُدىً، وَمُطيعٌ لَهُ مُقْتَدٍ بهِدُاَهُ».
16- الوصيّة بالتواصل والتباذل
«وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ».
أي يصل بعضكم بعضا مقابل القطيعة و الهجران، و يعطى بعضكم بعضا، و ينصر بعضهم بعضا، يصله بهدية أو إعانة أو زيارة، و تحفظ العلاقة و الرابطة بين المؤمنين بل بين الناس عامة، و في هذا قوة و صلابة للمجتمع الإسلامي.
17- الوصيّة بعدم التقاطع
«وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ»
نهاهم عن التدابر و التقاطع و حذرهم في مقابل ما أمرهم به من التواصل و التباذل و الترابط، و التقاطع أي يقطع بعضكم العلاقة مع الآخر، ويهجره ، و قد يعاديه.
والتدابر أي يعطي كل واحد منهما ظهره للآخر و هو بمعنى الافتراق و الانفصال و التهاجر فلا يسأل عن الآخر و لا يهتم به و بشؤونه، و هذا يسبب ضعفا و وهنا للمجتمع.
18- الوصيّة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
«لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ».
النهى عن ترك الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر والذي يستلزم الأمر بهما، فإنّ الترك يؤدي إلى تولَّى الأشرار عليهم، و إلى عدم استجابة دعاء الداعين منهم.
وحين يتولى الأشرار على رقاب العباد و يسيطرون و يتسلطون و يستولون على مواقع و موارد القوة و القدرة و الثروة يفسدوا حال الأمة و تعم الفوضى و الفتن، و تضطرب أحوال و أوضاع النّاس، و تتعطل أحكام الدين و تبطل سنة سيد المرسلين.
فترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر يستلزم شيوع المنكر و يؤدي إلى كثرة الشرّ و تكاثر الأشرار و قلَّة الصالحين في المجتمع و ضعف قدرتهم.
و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يردع الأشرار عن أعمالهم السيئة، و يؤدي إلى تولي الأخيار و الأبرار شؤون الأمة، فيعملون لمصلحة الإسلام و المسلمين.
و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فرضان واجبان من الله على المسلم، و هما من أفضل الأعمال، و قوام الشريعة كما عن أمير المؤمنين عليه السلام في غرر الحكم، قال (ع) «الأمرُ بِالمَعروفِ أفضَلُ أعمالِ الخَلقِ». غرر الحكم،ص١٠٩، و قال (ع) «قِوامُ الشَّريعَةِ الأمرُ بِالمَعروفِ، والنَّهيُ عَنِ المُنكَرِ، وإقامَةُ الحُدودِ». غرر الحكم،ص٥٠٤
و لا ينبغي التهاون عنهما فالعمل بهما فيه ترقي للمجتمع الإسلامي نحو الأفضل و الأكمل، و في الرواية عن الإمام الصادق (ع): قَالَ الراوي: «لَقِيَنِي أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي بَعْضِ طُرُقِ اَلْمَدِينَةِ قُبُلاً فَقَالَ: حَارِثٌ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: لَأَحْمِلَنَّ ذُنُوبَ سُفَهَائِكُمْ عَلَى حُلَمَائِكُمْ، قُلْتُ: وَ لِمَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟ قَالَ: مَا يَمْنَعُكُمْ إِذَا بَلَغَكُمْ عَنِ اَلرَّجُلِ مِنْكُمْ مَا تَكْرَهُونَ مَا يَدْخُلُ عَلَيْنَا مِنْهُ اَلْعَيْبُ عِنْدَ اَلنَّاسِ وَ اَلْأَذَى أَنْ تَأْتُوهُ وَ تَعِظُوهُ وَ تَقُولُوا لَهُ قَوْلاً بَلِيغاً؟ قُلْتُ: إِذاً لاَ يَقْبَلُ مِنَّا وَ لاَ يُطِيعُنَا، قَالَ: فَإِذاً فَاهْجُرُوهُ وَ اِجْتَنِبُوا مُجَالَسَتَهُ». الإختصاص،ج1ص251
19 – التحذير من الفتنة
ثُمَّ قَالَ: «يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي، انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ».
ثمّ وصّى أهل بيته وعشيرته بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لأنهم أولياء الدم بالاكتفاء بالقصاص عن القاتل و عدم تجاوز ذلك إلى أخذ النّاس بالظنّة و التهمة أو الانتقام منهم و إن كانوا مخالفين أو حتى أعداء، و حتى الجاني فإنّما يضرب ضربة بضربته لقتله، «لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً»، لا أجدنّكم تخوضون، كناية عن كثرة القتل و سفك الدماء، و ذلك بقتل النّاس على الشكوك و الشبهات فيمن قتل الإمام (ع)، و ارتكاب المجازر، تقولون و ترفعون شعار قتل أمير المؤمنين، و قال البحراني في شرحه: حكاية ما جرت به العادة أن يقوله طالب الثأر حين هياجه إظهارا لعذره و السبب الحامل له على إثارة الفتنة، قتل فلان! و نهاهم أن يقتلوا إلَّا قاتله إذ ذلك هو مقتضى العدل. شرح نهج البلاغة،ج ٥ص١٢٣.
و هنا بيان لعظمة أمير المؤمنين في حفظ دماء المسلمين و وحدتهم بدمه و نفسه، و التاريخ شاهد على حالات قتل القائد و ما يسفك من دماء بعده برفع شعارات قتله، و قتل النّاس بالظنّة و التهمة و الشكوك و الشبهات.
و قال عليه السلام «انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ».
فإذا مات بهذه الضربة يضربوا المجرم ضربة تساوي ضربته تكون قاضية عليه دون زيادة ليكون ذلك مقتضى العدل.
20- عدم التمثيل و التنكيل
«وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ».
نهى عن المثلة و التنكيل بالمجرم القاتل مذكرا بحديث سمعه عن رسول اللَّه (صلَّى اللَّه عليه وآله) «إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ»، وذلك لما في المثلة من تعدّي الواجب و الحق، و قسوة القلب و شفاء الغيظ وكلّ ذلك رذائل يجب الانتهاء عنها .
و المثلة و التنكيل يكون بقطع بعض أعضائه و تقطيعه، و تشويه خلقته بقطع يده أو رجله أو ثلم عينيه.
والكلب العقور أي يعقر الناس ويجرحهم ، ويؤدي إلى تسمّم من عقره، فحتى هذا الكلب المؤذي محرم التنكيل و التمثيل به في حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و وصية امير المؤمنين عليه السلام.
و في الكامل لابن المبرد قال أمير المؤمنين عليه السلام: «فإن آثرتم أن تقتصّوا فضربة بضربة وإن تعفو أقرب للتقوى» الكامل،ج2ص168.
و هنا الوصية كاملة كما ذكرها الشريف الرضي في نهج البلاغة في الكتاب رقم 47، كتب :
و من وصية له (عليه السلام) للحسن و الحسين (عليهما السلام) لما ضربه ابن ملجم لعنه الله :
أُوصِيكُمَا بِتَقْوَى اللَّهِ وَ أَلَّا تَبْغِيَا الدُّنْيَا وَ إِنْ بَغَتْكُمَا وَ لَا تَأْسَفَا عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا زُوِيَ عَنْكُمَا وَ قُولَا بِالْحَقِّ وَ اعْمَلَا لِلْأَجْرِ وَ كُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَ لِلْمَظْلُومِ عَوْناً أُوصِيكُمَا وَ جَمِيعَ وَلَدِي وَ أَهْلِي وَ مَنْ بَلَغَهُ كِتَابِي بِتَقْوَى اللَّهِ وَ نَظْمِ أَمْرِكُمْ وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَيْنِكُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ جَدَّكُمَا ( صلى الله عليه وآله ) يَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ أَفْضَلُ مِنْ عَامَّةِ الصَّلَاةِ وَ الصِّيَامِ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْأَيْتَامِ فَلَا تُغِبُّوا أَفْوَاهَهُمْ وَ لَا يَضِيعُوا بِحَضْرَتِكُمْ
وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي جِيرَانِكُمْ فَإِنَّهُمْ وَصِيَّةُ نَبِيِّكُمْ مَا زَالَ يُوصِي بِهِمْ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْقُرْآنِ لَا يَسْبِقُكُمْ بِالْعَمَلِ بِهِ غَيْرُكُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا عَمُودُ دِينِكُمْ وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ لَا تُخَلُّوهُ مَا بَقِيتُمْ فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا وَ اللَّهَ اللَّهَ فِي الْجِهَادِ بِأَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ أَلْسِنَتِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ عَلَيْكُمْ بِالتَّوَاصُلِ وَ التَّبَاذُلِ وَ إِيَّاكُمْ وَ التَّدَابُرَ وَ التَّقَاطُعَ لَا تَتْرُكُوا الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ فَيُوَلَّى عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ ثُمَّ تَدْعُونَ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ .
ثُمَّ قَالَ : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا أُلْفِيَنَّكُمْ تَخُوضُونَ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا لَا تَقْتُلُنَّ بِي إِلَّا قَاتِلِي انْظُرُوا إِذَا أَنَا مِتُّ مِنْ ضَرْبَتِهِ هَذِهِ فَاضْرِبُوهُ ضَرْبَةً بِضَرْبَةٍ وَ لَا تُمَثِّلُوا بِالرَّجُلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) يَقُولُ إِيَّاكُمْ وَ الْمُثْلَةَ وَ لَوْ بِالْكَلْبِ الْعَقُورِ.
مصادر و مراجع: القرآن الكريم، تفاسير القرآن الكريم، كتب الحديث، نهج البلاغة، شروح نهج البلاغة، كتب تاريخ و أخلاق و قواميس.