المدينة المنورة
اعداد / عمران الياسري
الساعة التاسعة صباح هذا اليوم الاربعاء الموافق 17/10/2012 الموعد المقرر لزيارة بعض الاماكن الدينية والتاريخية في المدينة المنورة لحملة الرحاب لعموم اوروبا .
وانتقلنا من مقر الاقامة الى هذه الاماكن التي تبعد حوالي 10 كم عن طريق تم تهيئتها عن طريق الحملة ذهاباً واياباً مع وجود مرشد ديني لكل باص يلخص بشكل موجز تاريخ ذلك المكان التاريخي ورغم ارتفاع درجة الحرارة الا انه واصلوا الزيارة بروح ايمانية عالية .
مسجد قباء
قال الله عزَّ وجل: (… لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة: 108). وقد نزلت هذه الآية في حق هذا المسجد.
لما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الى المدينة المنورة من مكة المكرمة في 12 ربيع الأول، من عام 622م. فأول ما نزل في قباء (وقُباء (بضم القاف) قرية قريبة من المدينة المنورة) فنزل في دار كلثوم بن الهدم الانصاري، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستقبل الناس ويجلس في بيت سعد بن خيثمة الانصاري المجاور لبيت كلثوم بن الهدم الانصاري، فكان لكلثوم بن الهدم موضع يوضع ويخزن فيه التمر ليجف فاستوهبه منه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأسس على ارضه مسجد قباء.
وقد مكث النبي (صلى الله عليه وآله) أكثر من عشرين يوماً في قباء بانتظار قدوم الإمام علي (عليه السلام) وبرفقته الفواطم وبعض النساء من أهل البيت.
وهو المسجد الذي أسس على التقوى فأسس المنافقون في قباله مسجد ضرار الذي اسس على النفاق والذي امر النبي (صلى الله عليه وآله) باحراقه بعد رجوعه من تبوك.
وهو أول مسجد بني في الإسلام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وشارك رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بنائه وصلى فيه .
روى الطبراني في الكبير عن الشموس بنت النعمان قالت : نظرت إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) حين قدم ، ونزل وأسس هذا المسجد ، مسجد قباء ، فرأيته يأخذ الحجر أو الصخر حتى يهصره الحجر ، وأنظر إلى بياض التراب على بطنه وسرته ، فياتي الرجل من أصحابه ويقول ، بأبي وأمي يا رسول الله أعطني أكفك ، فيقول : (( لا ، خذ حجراً مثله )) حتى أسسه ، ويقول : (( إن جبريل (عليه السلام) هو يؤم الكعبة )) قالت فكان يقال : إنه أقوم مسجد قبلة .
وكان يحرص على الذهاب إليه أيام السبت والاثنين والصلاة فيه.
هو ثاني المساجد في المدينة المنورة من حيث الأهمية بعد المسجد النبوي الشريف
فضل مسجد قباء:
روى ابن قولويه في المزار عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين رجع بعمرة.
وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) فقيل له: إني آتي المساجد التي حول المدينة فبأيِّها أبدأ؟ فقال (عليه السَّلام): (أبدأ بقبا فصل فيه، وأكثر، فانه أول مسجد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه العرصة) (المجلسي: بحار الأنوار ج 97 ص 214 ح 4).
و أمام المسجد بئر كان ماؤها عذباً غزيراً لكنها معطلة الآن، ويقال أن خاتم النبي (صلى الله عليه وآله) كان قد وقع فيه فسمي بـ (بئر الخاتم)، كما أن هناك مقبرة عند المسجد هي للشيعة والنخاولة على ما ذكره هيكل في كتابه (محمد حسين هيكل: في منزل الوحي ص 603).
مسجد القبلتين:
يقع هذا المسجد في الجهة الشمالية من الحرة الغربية على يمين الذاهب إلى أُحد، وهو المكان الذي نزل فيه التشريع الإلهي بتغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام.
صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن معه من المسلمين إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعجبه أن تكون قبلته إلى الكعبة قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام.
وكان يكثر الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل من أجل ذلك، فاستجاب الله له، قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ وحيثُ ما كُنْتُم فَولُّوا وجوهَكُم شَطْرَه، وإِنَّ الذين أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أنه الحقُّ من ربهم، وما اللهُ بغافلٍ عَمًّا يعملون}.
وكان ذلك ـ حسب أغلب الروايات ـ في شهر رجب من السنة الثانية للهجرة.
وكان تغير القبلة في مسجد بني سالم سبباً لتغير اسمه الى مسجد القبلتين، وذلك في صلاة الظهر، وقد صلى النبي(صلى الله عليه وآله) ركعتين منها الى جهة المقدس فلما نزلت آية تحويل القبلة استدار مع المسلمين تجاه الكعبة وصلى الركعتين الباقيتين الى المسجد الحرام.
وكانت صلاة العصر من هذا اليوم أول صلاة كاملة صلاها تجاه الكعبة المشرفة.
وتستحب الصلاة في هذا المسجد والدعاء المأثور.
سماحة الشيخ رياض المياحي قرأ الدعاء مع بقية الحجاج
المساجد السبعة
من المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينة المساجد السبعة . وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الإسم ، ويروى بعضهم أن مسجد القبلتين الذي يبعد عنها كيلومترين تقريباً يضاف إليها ، لأن من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة .
تقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من موقع الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة سنة خمس للهجرة لمواجهة أحزاب المشركين، وكان لدعاء النبي (صلى الله عليه وآله) وبطولة الإمام علي (عليه السلام) في قتل عمرو بن عبد ود، وإشارة سلمان الفارسي الأثر في انتصار المسلمين، وجاء المسلمون من بعدهم فخلدوا ذكرى هؤلاء العظماء، فبنوا مسجداً على قمة المرتفع الذي دعا فيه النبي (صلى الله عليه وآله) بهلاك الأحزاب، وأسموه مسجد الفتح، وبنوا مسجداً آخر أسموه باسم الإمام علي (عليه السلام) ومسجد باسم سلمان الفارسي