وجدت دراسة جديدة أن الألم المزمن، مثل التهاب المفاصل أو السرطان أو آلام الظهر، والذي يستمر لأكثر من 3 أشهر، يزيد من خطر التدهور المعرفي والخرف.
وأشار إلى أنه عند الشعور بالألم في مكانين في الجسم، فإن حجم “الحُصين” يتقلص بصورة أكبر، وهو ما يعادل أكثر من عامين بقليل من الشيخوخة، وفقا لتقديرات في الدراسة، التي نُشرت أمس الاثنين، في مجلة “Proceedings of the National Academy of Sciences”.
و”الحُصين” هو بنية دماغية، ترتبط بصورة وثيقة بالتعلم والذاكرة، ويبلغ عمرها حوالي عام في شخص يبلغ من العمر 60 عاما، يعاني من موقع واحد من الألم المزمن، مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من الألم.
ووجدت الدراسة أن الخطر يرتفع مع زيادة عدد مواقع الألم في الجسم، وكان حجم “الحُصين” أصغر بأربع مرات تقريبا لدى الأشخاص الذين يعانون من الألم في 5 مواقع أو أكثر من الجسم، مقارنةً بأولئك الذين يعانون من اثنين فقط، أي ما يعادل 8 سنوات من الشيخوخة.
وحللت الدراسة بيانات من أكثر من 19 ألف شخص، خضعوا لفحص الدماغ، وهي دراسة حكومية طويلة الأجل لأكثر من نصف مليون مشارك بريطاني، تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاما.
واكتشفت أن الأشخاص الذين يعانون من مواقع متعددة من آلام الجسم، كان أداؤهم أسوأ من الأشخاص الذين لا يعانون من الألم في 7 من 11 مهمة معرفية، بينما كان أداء الأشخاص الذين لديهم موقع ألم واحد، كانوا أسوأ في مهمة معرفية واحدة فقط، وهي المقدرة على تذكر أداء مهمة ما في المستقبل.
وأخذت الدراسة في اعتباراتها مجموعة متنوعة من الحالات المساهمة، مثل العمر، وتعاطي الكحول، وكتلة الجسم، والعرق، والوراثة، وتاريخ الإصابة بالسرطان، والسكري، ومشاكل الأوعية الدموية أو القلب، والأدوية المتناولة، والأعراض النفسية، وحالة التدخين، على سبيل المثال لا الحصر، ورغم ذلك فإن الدراسة أغفلت قياس مستويات التمرين البدني.
وقال الباحث في مرض ألزهايمر، الدكتور ريتشارد إيزاكسون، مؤكدًا أن “التمرين هو الأداة رقم 1 الأقوى في مكافحة التدهور المعرفي والخرف، وقد يكون الأشخاص المصابون بالألم المزمن متعدد المواقع أقل قدرة على الالتزام بالنشاط البدني المنتظم، كآلية محتملة لزيادة خطر الإصابة بالخرف”.
على الصعيد العالمي، تعد آلام أسفل الظهر سببا رئيسيا لسنوات العيش مع الإعاقة، بينما تأتي آلام الرقبة في المرتبة الرابعة، وفقا لدراسة العبء العالمي للأمراض لعام 2016، كذلك من الأسباب الرئيسية الأخرى، التهاب المفاصل، وتلف الأعصاب، والألم الناجم عن السرطان، والإصابات.
ويقدّر الباحثون أن أكثر من 30% من الناس في جميع أنحاء العالم يعانون من الألم المزمن، قائلين: “الألم هو السبب الأكثر شيوعا وراء طلب الناس للرعاية الصحية والسبب الرئيسي للإعاقة في العالم”، وفقا لمقالات نُشرت في مجلة “ذا لانست” الطبية في عام 2021.
يقترح الباحثون الخضوع لعلاجات محددة للألم المزمن، مثل التدليك، والتمارين من قبل المعالجين المهنيين والفيزيائيين، والوخز بالإبر.
كما يوصون باتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، مثل تقليل الدهون غير المشبعة، والسكريات، والأطعمة المصنعة الأخرى، كما يؤكدون أن فقدان الوزن قد يكون مفيدا أيضا، خاصةً لآلام الظهر والركبة، وفقا لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية.