من أجل تكتل إقليمي ثلاثي يضم العراق وتركيا وإيران ..
غادر صباح هذا اليوم دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا لعقد اجتماع المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين العراق وتركيا .. وهذا المجلس قد تشّكل في عام ٢٠٠٨ ولم ينعقد سوى أربع مرات خلال هذه الأعوام السبعة عشر .. وهذه الزيارة المهمة تأتي في وقت مهم وحسّاس جدا ليس للعراق وتركيا فحسب ، بل لعموم المنطقة بأسرها ، فالدور السياسي الفاعل الذي تنهض به حكومة السوداني في هذا الوقت تحديدا ، قد أضاف لهذه الزيارة أهمية إضافية أخرى ، ومن أجل مواجهة التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة ، بدءً بالمفاوضات الجارية بين أمريكا وإيران مرورا يأوضاع غزّة ولبنان وسوريا واليمن ، وانتهاء بالأوضاع المتسارعة بين الهند والباكستان ، ولهذه الأسباب مجتمعة أرى من الضروري أن يتسع هذا المجلس ليشمل العراق وتركيا وإيران ، في تكتل إقليمي سياسي واقتصادي وأمني يضمُ هذه الدول الثلاث .. فإنشاء مثل هذا التكتل الإقليمي بين هذه الدول الثلاث ستترتب عليه آثارا إيجابية كبيرة للمنطقة بأسرها ، ليس فقط على الجانب السياسي والأمني ، بل أنّ من الممكن أن يتحوّل مثل التكتل الإقليمي ليكون نواةً لتكتل اقتصادي وسياسي على غرار مجلس التعاون الخليجي أو الاتحاد الأوربي .. فجميع مقومات وعوامل نجاح هذا التكتل متوّفرة ، بين هذه الدول المتجاورة .. وبهذه المناسبة ادعو دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن يستثمر هذه الزيارة للدعوة لإنشاء هذا التكتل الإقليمي بين العراق وتركيا وإيران ، ويكون العراق قلب هذا التكتل .. فعراق اليوم غير عراق الأمس ، وحكومة عراق اليوم قد اختلفت كثيرا عن باقي الحكومات التي سبقتها .. ولا بدّ من استعادة العراق لموقعه الإقليمي والدولي الفاعل والحيوي .. مرّة أخرى ادعو دولة الرئيس السوداني إلى الدعوة إلى إنشاء هذا التكتل الإقليمي بين العراق وتركيا وإيران ..
أياد السماوي
في ٨ / ٥ / ٢٠٢٥