هل وقع السوداني في فخ قطر وتركيا حقا ؟؟
أياد السماوي
يبدو أنّ اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بالرئيس السوري أحمد الشرع في قطر ، قد فتح شهية المبغضين والحانقين للقيام بحملة شعواء هدفها الأول والأخير استهداف شعبية رئيس الوزراء المتنامية قبيل الانتخابات القادمة ، خصوصا بعد قرار ائتلاف إدارة الدولة بعدم إجراء أيّ تعديل على قانون الانتخابات .. ولهذا لابدّ من استغلال أيّ حدث للتأثير على عواطف العامة وتحريكها باتجاه تحقيق الهدف المطلوب الذي هو شعبية رئيس الوزراء التي أرهقتهم .. من خلال صياغة مجموعة شعارات عاطفية وساذجة لدغدغة عواطف العامة ، على سبيل المثال وليس الحصر ( ولي الدم يصافح سفّاح الدم ) أو ( الدماء تباع من أجل الولاية الثانية ) وغيرها التي توصف رئيس الوزراء بعدم الخبرة في السياسة والوقوع في فخ قطر وتركيا ..
ومن خلال متابعتي لكافّة ردود الأفعال على هذا اللقاء ، استطيع القول أنّها ردود أفعال سياسية وانتخابية .. وما قام به رئيس الوزراء ينطلق من مسؤولياته الدستورية كونه المسؤول عن رسم السياسات العامة للدولة بموجب الدستور ، بما فيها السياسة الخارجية والأمن والدفاع عن البلد .. ولا شّك أنّ رئيس الوزراء يتابع بقلق بالغ التطورات الخطيرة والمتسارعة في المنطقة وفي داخل سوريا التي تواجه مشروعا صهيونيا بالتقسيم ، فهذا المشروع ستكون له ارتدادات وتبعات مباشرة على أمن العراق .. ولا شّك أنّ مصلحة العراق العليا هي الهدف الحقيقي وراء هذا اللقاء ، ولا بدّ أن يكون للعراق حضورا فاعلا في المنطقة .. والقرارات الشجاعة لا يصنعها إلا الشجعان ، وبناء الدولة يحتاج إلى الحكمة في إدارة الدولة .. ولو افترضا أنّ الرئيس الأمريكي قد قرّر زيارة العراق ، فهل سيمتنع رئيس الوزراء عن استقباله ؟ وهو من أصدر الأوامر باغتيال قادة النصر على طريق المطار ؟ .. أمّا المبغضين الذين يرون في السوداني خطرا على مستقبلهم السياسي ، فهذه الحملة لن تنفعهم ولن تحسّن من صورتهم المرتبطة بالفشل والفساد ..
أياد السماوي
في ١٨ / ٤ / ٢٠٢٥