إلى رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام: هل قرأتَ رواية “أحدب نوتردام”؟
بقلم: علي السراي
خُيِّلَ إليَّ، للوهلة الأولى، وأنا أُصغي إلى تخرُّصاتك بحقّ سلاح الحزب الذي حماك، وحمى رهطك، وبلدك، واستنقذكم من فم الشيطان، أنّ المتحدِّث ليس سوى كيم جونغ أون، ذاك الذي يُرعبُ العالم بتصريحاته النوويّة!
لكنني، ما لبثتُ أن أبصرتُ أمامي “أزميرالدا” فاتنة نوتردام، الشقراء الباريسية التي طمع فيها الجميع، فإذا بي أراها تعرض خنجرها للبيع، خنجرها الوحيد، وسط وحوشٍ بشريّةٍ تتربّصُ بها، وتنتظرُ اللحظة المناسبة للانقضاض عليها، ولسلبها ما تبقّى لها من شرفٍ تسيرُ به بين الناس.
تخيّل يا سيادة الرئيس!
أنْ تُقدِم تلك الحسناء على التخلّي عن سلاحها الوحيد، عن كرامتها، عن شرفها، عن وسيلتها الأخيرة للدفاع عن نفسها!
لبنان، يا سيادة الرئيس، هو تلك الفاتنة التي يطمع بها الجميع، والخنجرُ الذي بين يديها هو سلاح حزب الله، السلاحُ الذي قطع – وما يزال – أيادي ورؤوسًا عفنة، ظلّت تتحيّن الفرصة للانقضاض على لبنان وأرضه وشعبه، لإعادتهم إلى حظيرة الذلّ والاحتلال والمهانة.
هل صحيحٌ ما سمعناه منكَ في منتدى دبي للإعلام؟
بماذا وعدوكَ “الصهاينة العرب” و”الإسرائيليون” مقابل دعوتك إلى نزع سلاح الحزب؟
بالكرسي؟ بالمال؟ بالجاه؟ بالصَّولجان؟
ألا تعلم أنّك لم تبلغ سدّة الحكم لولا ذاك السلاح، الذي لولاه لكنتَ ولبنان من الماضي السحيق، من طيّات النسيان؟
وأين وعودكَ التي أطلقتها يومًا: تحرير الأرض؟ إعادة الإعمار؟
كيف اختزلتَ كلّ ذلك في شعار “التخلّص من سلاح حزب الله”؟
وهل تظنّ حقًّا أنّ سيادة لبنان، وأمنه، واستقراره، ستُصان إذا رُفع هذا السلاح؟
وهل صدّقتَ فعلًا إعجاب اليهوديّة مورغان أورتاغوس بمواقفكَ العدائيّة تجاه الجمهورية الإسلامية وثورتها؟
هبْ أنّ مشروعك الذي أطلقتَه من دبي تحت مسمّى “أزمة وطنية”، وتحقيق “التحرّر من ثنائية السلاح والقرار”، قد رأى النور، فهل سينفعكَ ذلك إن اجتاحت الدبّابات الإسرائيليّة الحدود، وانطلقتْ نحو قصر بعبدا؟
فاعلم، أيّها الرئيس…
لا وطنَ، ولا سيادةَ، ولا كرامةَ، بل ولا هويّةَ، من دون سلاح حزب الله، ذاك السلاح الذي كان وما يزال، وسيبقى الحصنَ الحصين، والدرعَ الواقي، والمخلبَ الفولاذيّ الذي يُرعب أعداء لبنان، أعداء الصمود، والتضحية، والشهادة، والانتصار.
وإنْ دونَ هذا السلاحِ لَخَرْطُ القتاد!
ما عجزت عنه “إسرائيل” في ساحات الجهاد، لن تُحقِّقه أنت، ولا حكومتك المنحرفة عن مطالب شعبها، لا في الواقع ولا في الأحلام.
فلا وجود لبلدٍ اسمه “لبنان” دون حزب الله وسلاحه، الذي ما فَتِئَ حاميًا ومدافعًا ومضحِّيًا.
وستُقطعُ – لا ريب – كلُّ يدٍ مريبةٍ، مشبوهةٍ، خائنةٍ، تمتدُّ لذلك السلاح.