نقطة نظام
نحن العراقيون اليوم لا تغادر عيوننا شاشات التلفزيون ولا شبكات التواصل الأجتماعي (الفيس بوك) تواصلآ مع الحدث وملاحقتآ لكل جديد يمكن أن يحدث على أرض وطننا الحبيب العراق , وكما هو معروف أن الحدث الأبرز هذه الأيام هي المظاهرات الجماهيريه التي تعم كل محافظات الوسط والجنوب طلبآ للأصلاح وأحتجاجآ على تجاوزات حدثت بحق الوطن والمواطن , وهذه ظاهره صحيه , بل ودليل نضج ووعي أجتماعي وسياسي عالي , لا والأهم هو دليل شجاعه وقوة أراده , وهذا برهان على حيوية أمه لا تنام على ضيم , ولاتقبل بهوان.
أن الموضوع الذي أريد أن أشير عليه محذرآ ومنبهآ الا وهو محاولة أختطاف حركة هذه الجماهير ومصادرة شعاراتها الأصلاحيه والوطنيه من قبل أتجاهات وحركات لا تعلن عن نفسها ولا تتجرأ بالكشف عن أسمها الحقيقي , بل هي تركب الموجه وتحاول أن تجيرها نحو أهدافها الفئويه والجهويه, ولكن مع الزمن وعندما يرون هم أن الظروف قد نضجت بأتجاه تأمن لهم ظهورهم الغير الشرعي , وحتى الغير مقبول جماهيرآ لأنه يمثل خطآ نشازآ في الوسط الأجتماعي والوطني , مستفيدين من حالات هوس هنا وهناك بأن يصطادوا بالماء العكر كما يقال فيحرفوا الشعارات ويختلقوا للجمهور خصومآ هم يريدوا أن يشعلوا معركه معهم وليس للجمهور له مصلحه فيها , ولكن هذه هي الأجواء الصاخبه يختلط فيها الحابل بالنابل وتضيع الحقيقه ويكون الأنتهازيون هم أبطال الميدان , بالحقيقه هذه هي أخطر الصفحات عندما يفقد قادة المظاهرات زمام المبادره لصالح الأنتهازين وأصحاب الأهداف الشريره مستغلين طيبة البعض وجهل البعض وغضب البعض. لهذه الأسباب فهمت ما كان يقصده أمير المؤمنين عندما وقف بالضد من الجمهور الهائج المطالب بتنحي عثمان بن عفان , وهو يعرف نوايا البعض الخبيثه والأيادي الغير نظيفه التي أندست لكي تحقق أهداف عجزة عن تحقيقها بالظروف الأعتياديه , ولهذه الأسباب أرسل علي بن أبي طالب (ع) ولديه الحسن والحسين (عليهما السلام ) لمنع محاولة قتل عثمان لا دفاعآ عن عثمان ونحن نعرف رأي علي (ع) بعثمان ولكن لمعرفته بخطورة المخطط وأهدافه المشبوهه ومدى تأثيره على مستقبل الأمه , ومع ذلك لم تسلم الأمه من هذا المخطط الرهيب والذي ندفع ثمنه لحد هذا اليوم , أتدرون ماذا كان موقف الأمام (ع) ممن جاءوا له بعد ما قتلوا عثمان وما حدث من هرج ومرج , رفض طلبهم بقبول منصب الخليفه وقال لهم قولته المشهوره ( أني لكم وزير خير من أكون عليكم أمير) , وهذا ليس هروبآ من المسؤوليه ولا خوفآ من أحد ولكن لا يريد الأمام أن يسن ولا يقر للفوضى أن تكون الطريق للأصلاح وأنما أراد أن يسن للشرعيه الطريق الأمثل للوصول للسلطه الا وهي الطرق الشرعيه والقانونيه , وهذا ما حداه لقبول دعوة الأنصار والمهاجرين لأن يكون خليفة المسلمين عن طريق المبايعه وليس الفوضى , وهكذا كانت خلافة علي بن أبي طالب (ع) الخلافه الوحيده التي أتت من قبل الجمهور.
من هذا نحن من ندعي حب وولاية علي (ع) أن نقتفي نهجه ونواصل دربه ,لأن غير ذلك هو أدعاء بالأنتماء له وتزويرآ وتشويهآ لمنهجه . لذا ومن باب الأستشهاد بقوله , أنقل لكم مقتطفآ من خطبه له في نهج البلاغه حيث يقول ( أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة. وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة. أفلح من نهض بجناح . أو أستسلم فأراح. هذا ماء آجن. ولقمه يغص بها آكلها. ومجتني الثمره لغير وقت أيناعها كالزارع بغير أرضه ………..) . أعتقد كلمات الأمام لا تحتاج الى تفسير ,فهو أبو البلاغه وملك الفصاحه , وهذه الصفتين كفيله بما قل ودل , فمن كان علي أمامه وشعاره ,فكلمات علي أوضح من الشمس في رابعة النهار , ولكن أرجوا أن لا تفهم كلماتي بغير مقاصدها وهدفي بغير مرماه , الا وهو القصديه في الحركه الجماهيريه مسترشدآ بروح هذه الأمه ورموزها العظام.
أياد الزهيري