الفائز الأكبر ..
أياد السماوي
قد يذهب البعض إلى الاعتقاد بأنّ الفائز الأكبر في انتخاب الدكتور محمود المشهداني رئيسا لمجلس النواب العراقي هو زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أو رئيس حزب تقدم محمد الحلبوسي ، باعتبار أنّ السيد المشهداني قد حظي بدعم زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من البداية ، مع اختلاف الدعم المقدّم من السيد الحلبوسي الذي جاء على مضض ، درءً للفوز الذي كان قاب قوسين أو أدنى للمرّشح النائب سالم العيساوي .. وفي اعتقادي إن كان هنالك فائز أكبر في انتخاب المشهداني فهو الدستور والقانون والمحكمة الاتحادية العليا ، والسبب في ذلك هو أنّ انتخاب المشهداني لم يجري خلافا للدستور والقانون وقرار المحكمة الاتحادية العليا ( 322 / اتحادية / 2023 ) ، وهذا بحد ذاته هو الفوز الأكبر ، فعدم الذهاب إلى فتح باب الترشيح من جديد بعد تعديل النظام الداخلي لمجلس النواب ، قد حفظ للدستور والقانون احترامهم وحفظ للمحكمة الاتحادية العليا هيبتها ..
أمّا بالنسبة للحسابات السياسية التي تنطلق من المصالح السياسية للفرقاء ، فإنّ انتخاب المشهداني قد حفظ لكل طرف من المتخاصمين قدرا من الرضا والقبول ، فالبنسبة للحلبوسي يكفيه عدم فوز العيساوي الذي كان بالنسبة له كابوسا مرعبا ، وهذا بالنسبة له نصر أكيد ، أما الأطراف الشيعية التي صوتت ودعمت بقوة للمشهداني ، فهي أيضا تشعر بالرضا والارتياح لعدم فوز مرّشح (خميس الخنجر ) برئاسة مجلس النواب .. ثمة أمر مهم ينبغي الإشارة له والوقوف عنده هو أنّ فوز الرئيس محمود المشهداني قد تمّ بدعم وتأييد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني ، وهذا أمر مفرح جدا ، حيث سيؤسس هذا لتعاون إيجابي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، ومثل هذا الانفتاح والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية من شأنه أن يوفرّ المناخ الصحي للسلطة القضائية من أجل بسط وسيادة القانون وتحقيق الأمن والاستقرار في البلد .. فألف مبروك للدكتور محمود المشهداني رئيسا لمجلس النواب العراقي ، وتحية للنائب سالم العيساوي الذي كان مثالا للنزاهة والشجاعة والخلق الرفيع ..
أياد السماوي
في 1 / 11 / 2024