ثقافة الورد تبدد وثنية الظلمة وتفسر الانتماء السلوكي
توزيع الورود في مسيرة كارلس كرونه أنموذجا (قصة من الواقع )
ثقافة تبديل الورود في البيوت وتبادلها بين الناس من الموروث الاجتماعي السويدي خصوصا والاوربي عموما بكثير من المواقف والمشاهد مما امتدت هذه الثقافة الى اجيال ولدت في السويد وهي من اصول غير اوربية وهذا ما لمسناه بكثير من المشاهد على شعائر التذكر بواقعة كربلاء المقدسة ، فقد شهدت قبل ايام في مدينة تبعد عن مدينتنا ساعة والنصف مسيرة حاشدة وهي مسيرة أربعينة الامام الحسين عليه السلام فقد بدأت القصة مع زينب و زهراء حيث لم يسعني ان اكتب عن مشاعر الذوق الذي تمثلت بهاتين الفتاتين من حيث الفن في تشكيل الورود والمطبوع الذي يرافق الورد وقد طبع باللغة السويدية لتبين من هو الحسين ، وبعد محادثتي معهن كان حديثهن ذو شجون وعبر !! زينب و زهراء
قالو لي في صبيحة يوم السبت المصادف ٦-١٢-٢٠١٤ نهضنا مبكرين كي نسافر من كريستيان ستاد الى كارلس كرونه لنشارك بالمسيره الاربعينية والتي أعددنا لها ترتيب مسبق لمشاركه بها بفكرة ليست جديدة ولكنها مؤثرة بالمجتمع السويدي وهي شراء كميه كبيره من الورود واستنساخ البطاقات التعريفية عن المناسبة مع خط قطعة من القماش مكتوبه باللغة السويدية لتعريف بالمناسبة وبعض من الحلوى والقهوة .
بعدها توكلنا على الله حيث رافقنا والدنا الذي لم يتأخر عن طلبنا حين قلنا له الفكرة وبينما السيارة تسير والطقس غائم الى ممطر كنا ندعوا الباري ان ينجح مهمتنا وان نلتقي بأكبر عدد من السويديين والاجانب غير الناطقين بالعربية لكي نستطيع التحدث لهم عن منشورنا من خلال الورود الفقرة الواصلة بيننا .
وحال وصولنا الى مدينة كارلس كرونه توجهنا نحو مركز المدينة بمعية المسؤول الاداري عن المسيرة حيث وجدنا قد نصبت خيمة كبيرة وقد باشرنا على الفور بأعداد القهوة والشاي وانواع من الكيك وبدأنا بحملتنا بتوزع الورود مع بطاقة تعريفية . كتب في عنوانها الرئيسي من هو الحسين !
حيث كنا نقف عند مفترق الطرق ونبادر المارة بأبتسامة خجولة حيث أن تجربتنا تحتاج الى نوع من الجرئه في بعض المواقف وخصوصاً اذا كان رد الفعل غير متوقع ، نقدم لهم الورود وكثيرا منهم !
يسأل ما هي المناسبه؟ فنقوم على الفور بشرح عن شخصية الامام والتضحيات والمبادئ التي جاء بها وناضل من أجلها والوقوف بوجه الظالم ومقارعته مع ذكر رموز عالمية معروفة قد اخذت دروس وعبره لنجاح ثوراتهم من خلال قرأة سيرة الامام الحسين وثورته ضد الظلم والعبودية وكيف كانت ثورة فكر ومبدأ ينتصر على وحشية وهمجية القتل والارهاب ،
وكذلك التضحية التي ابتدأت بعائلتة ومروراً به واصحابه فكانوا يصغون لنا ويستمعون بكل احترام حتى نعتذر لهم لتأخيرهم ولكن شاء الله أن ينشر من السماء قطرات من ندى غيومها مغازلة خدود المارة مطراً من رحمة الباري جل في علاه ، مطراً احياناً وبرداً احياناً اخرى ومنهم من يقول الطقس بارداً صحيح ولكن نشعر بدفئ حرارة كلامكم ونقل مشاعركم بشكل جميل ،
تقبل المجتمع في هذه المدينة التي تعد أكثر قسوة من غيرها على الاجانب المقيمين بالسويد حيث ادركنا ان الفارق الوحيد بين البشر كيف تستطيع ان تنتصر لفكرة ما من خلال الطرق التي توصلك الى قلوبهم وعقولهم .
وبينما نحن مشغولين بتوزيع الورود قد لاح الى مسامعنا صوت هادر موحد وهو ينادي لبيك ياحسين تارة وتارة رافضا الظلم والارهاب كلا كلا يا داعش
فأتجهنا صوب الخيمة لأستقبال هذا الحشد الكبير المكون من الرجال والنساء والاطفال تتقدمهم كوكبة من اعلام الدول المشاركة بهذه التظاهرة ورايات تجسد واقعة الطف ،،
وفي مقدمتها رجال طلبة العلوم الدينية من العراق والبحرين وغيرها من مناطق السويد وبعض وجهاء جأو من الدنمارك ومدن مالمو وبعض المناطق المتفرقة ، حتى اقتربوا منا حاولنا ترديد الهتافات ولكننا لم نتمكن وذلك كون عَبرت الموقف قد اخنقتنا وعيوننا تسابقت بملامسة موقف الملحمة والمظلومية الكبرى التي وقعت على اهل بيت النبوة من آل محمد لامست إقامة المآتم الذي آقيم وتجديد لذلك العهد على مناصرة قضية النخبة من العظماء الذين ساروا في مسيرة الزمن مشدودي الخطى نحو رايات العزّة والشموخ وما لهذه الرسالة السماوية التي لم تصنعها مشيئة المخلوق بل أنها إرادة الموقف الذي ارادها الله أن تتجسد في هذه الأرض عن طريق الحسين عليه السلام لتبقى حيّة تنبض بالسمو والعطاء.
مسيرة الأربعين لديها حضورين جسدي وروحي يتسلح بذاكرة مليئة بالعزم والجمال لكي نرفع أيدينا الى الباري عز وجل نبتهل ونرجوا ان يتقبل منا اليسير وان يجعل من اسمائنا تردد على شهود العيان يوم الموقف أمام جدتنا الزهراء . زينب و زهراء عباس الحكيم
ثقافة الورد تبدد وثنية الظلمة وتفسر الانتماء السلوكي توزيع الورود في مسيرة كارلس كرونه أنموذجا (قصة من الواقع)