إضاءات عن بعض تحركات الإمام المهدي في زمن الغيبة
السيد جعفر العلوي
الحلقة ٣
إمامنا وقائدنا الأعظم المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف يتحرك في أنحاء الأرض كما دلت عليه الأحاديث دون أن يشعر به أحد فهو يحضر الحج ويزور أضرحة أبائه العظام، ويحضر مواقع الصالحين في شعائر الحزن والفرح لأهل البيت عليهم السلام، كما يساند المقاومين الصالحين، ويُغيث من يأذن الله له في اغاثته، ويسدد الصالحين فقهاءً كانوا او علماء أو مؤمنين بشكل مباشر او عبر وسائط.
❇”وجود الإمام سبب بقاء الشيعة وحمايتهم”
لم تتعرض أمة من الأمم للمصائب والفتن والقنل الواسع والمطاردة والنهجير والاستهداف العلني بالفتوى والتخطيط والتنفيذ بالإستئصال والقتل والمذابح كما تعرض له المسلمون الشيعة طوال أكثر من الف وأربعمائة سنة من قبل طغاة بني أمية وبني العباس والسلاجقة والعثمانيين والوهابيين والغربيين والنواصب وغيرهم، ولكن الله تعالى حفظ الشيعة بل بارك في وجودهم كماً ونوعاً وانتشروا في بقاع الأرض وازدادوا قوة وتأثيراً إيجابياِ في العالم رغم كل المآسي الفجيعة التي تعرضوا لها، حفظهم الله وبارك فيهم بأهل البيت عليهم السلام لأنهم القادة الفعليون للشيعة.
وللإمام المهدي المنتظر في عصر الغيبة تدخلاته في حفظ الشيعة عبر الأسباب المباشرة كتوجيه الفقهاء والعلماء والصالحين، وكذا عبر الحيلولة دون حدوث الكثير من الأضرار عليهم بطرائق خاصة عبر تحركات الأبدال وجنود الله الذين يعملون وفق نهج الإمام المهدي ويمهدون لفرجه الشريف.
راجعوا الحلقة الأولى عن الأبدال. https://t.me/ofeqetlalala/928
وهذا الأمر قد لا يدركه كثير من الشيعة بأن الإمام المهدي هو بعد الله تعالى سبب الحياطة والدفاع عنهم. وقد قال المهدي سلام الله عليه في إحدى رسالتيه للعالم الرباني العظيم الشيخ المفيد: (إنا غير مُهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء -أي الشدة والضيق- واصطلمكم -أي استأصلكم- الأعداء).
❇”المهدي سبب استمرار البشرية رغم مخاوف أسلحة الدمار الشامل في عصرنا”
يتحدث البعض عن احتمالات فناء البشرية عبر أسلحة الدمار الشاملة او عبر اصطدام كوكب أو كويكب ما بالأرض او بأحداث كونية او بسبب حوادث داخل بطن الأرض، متناسين أن الوجود البشري وبقاء الأرض هو بيد الله تعالى، وأن الله قد وعد بفرج عظيم للبشرية عبر ظهور الإمام المهدي الذي هو وأباؤه الطاهرون خلفاء الله وحججه في أرضه، وبوجودهم المبارك صلوات الله عليهم يستمر الوجود الكوني، وكذلك وجود الجنس البشري في الأرض، كما دلت عليه الأدلة النقلية في القران والأحاديث والأدلة العقلية أيضاً.
فالرسول وأئمة الهدى من بعده هم أمان لأهل الأرض كلها باستمرار الوجود البشري، ففي الحديث المؤكد: (الأرض لا تبقى بغير إمام ولو بقيت لساخت) اي لانمسخت. بصائر الدرجات: ج٢ ص٨٦٩.
❇️”ختاماُ”
الإمام المهدي كما جاء في زيارته يوم الجمعة هو ( عين الحياة- عين الله في خلقه -ونُورَ اللهِ الَّذي يَهتَدي بِهِ المُهتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤمِنينَ – سفينة النجاة)، لذا لو أمعنا النظر فإن وجود الإمام هو الوجود الحقيقي للخير كله إذ هو (عين الحياة)، لذا نلتمس الله (به)، كما في دعاء الندبة وهو الدعاء العظيم في حقائقه وكلماته حين نخاطب الله تعالى (به عليه السلام): واجعل صلاتنا به مقبولة، وذنوبنا به مغفورة ودعاءنا به مستجابا، واجعل أرزاقنا به مبسوطة، وهمومنا به مكفية وحوائجنا به مقضية) فعبره ينظر الله إلينا إذ هو (عين الله في خلقه) وهو الذي يقود سفينة نجاتنا وخلاصنا في عالم مضطرب بالحروب والأزمات والفتن الكبرى والمصائب الجمة. نسأل الله تعالى أن يعجل فرجه وفرجنا به.
فسلام عليه سلاماً لا حد له ولا انقطاع.
السيد جعفر العلوي