Loading

الإعلام الحديث وبرمجة العقول: بين الكسل المعرفي وصناعة الوعي

إعداد / عمران الياسري
في أمسية رمضانية ليلة الاربعاء 11 رمضان 1446 هجرية الموافق الثلاثاء 11/3/2025 ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد عليها السلام سنة 3 قبل الهجرة استضاف مصلى الامام الحسين في مدينة مالمو الباحث الشيخ احمد سلمان وبحضور عدد من رجال الدين وجمهور غفير.
تناول الشيخ أحمد سلمان تأثير الإعلام الحديث على تشكيل الوعي الفردي والمجتمعي وكيف أن من يملك وسائل الإعلام والمعلومات يتحكم بشكل كبير في طريقة تفكير الناس. كما يناقش مشكلة “الكسل المعرفي” التي يعاني منها الجيل الجديد بسبب الاعتماد على المحتوى القصير، مما يقلل من القدرة على التركيز والتعمق في المعرفة. ويقارن بين دور الإعلام في الماضي حيث كان الدين هو المصدر الرئيسي للمعرفة وبين الحاضر حيث أصبح الإعلام الرقمي هو المسيطر.
من خلال هذه المحاضرة يسلط الشيخ الضوء على ضرورة الوعي الإعلامي وتنمية التفكير النقدي لمواجهة التأثيرات السلبية لهذا الواقع الجديد.
تلخيص محاضرة الشيخ أحمد سلمان في مالمو – الليلة 11 من رمضان
1- العلاقة بين الماضي والحاضر في فهم الواقع:
أحيانًا يمكن فهم الحاضر عبر دراسة الماضي وأحيانًا العكس حيث يساعد فهم الواقع الحالي على تفسير بعض الأحداث التاريخية.
التشابه بين الأزمنة يجعل بعض القضايا تتكرر بأشكال مختلفة لكن بجوهر واحد.
2- قوة الإعلام وتأثيره:
اليوم أقوى سلاح في العالم ليس الأسلحة التقليدية بل الإعلام والمعلومات.
من يمتلك وسائل الإعلام والخوارزميات المسيطرة على البيانات هو الذي يملك العالم فعليًا.
الإعلام الحديث لا يقتصر على نقل المعلومات بل يعمل على “برمجة العقل البشري”، بحيث يعيد تشكيل طريقة التفكير والوعي لدى الأفراد والمجتمعات.
3- أزمة “الكسل المعرفي” في الجيل الجديد:
الشباب اليوم يميلون إلى المحتوى القصير (مثل مقاطع الفيديو القصيرة على وسائل التواصل).
هذا أدى إلى ضعف القدرة على التركيز والتعمق في المعرفة مما يشبه ضعف اللياقة البدنية لكن على مستوى العقل.
المشكلة ليست فقط في التلقي السلبي بل في تغيير طريقة التفكير حيث أصبح العقل مبرمجًا على استهلاك المعرفة بشكل سريع وسطحي.
4- وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة القدوات:
المتابعة المستمرة للمشاهير على وسائل التواصل تخلق “محاكاة لا إرادية” لهم، مما يؤدي إلى اتخاذهم كقدوة حتى دون وعي بذلك.
الإعلام يروج لهذه الشخصيات ويدفع الناس لتبني أنماط حياتهم وأفكارهم، مما يؤثر على القيم والمبادئ المجتمعية.
5- مقارنة بين الإعلام الماضي والحاضر:
في الماضي، كان الإعلام متمثلًا في المنابر الدينية ومجالس الدرس حيث كان الصوت الأعلى هو صوت الدين.
اليوم تحوّل الإعلام إلى الفضاء الرقمي حيث يتم التحكم في وعي الناس بشكل غير مباشر من خلال الخوارزميات والمحتوى السريع.
الرسالة الأساسية:
الوعي الإعلامي ضروري لمواجهة التأثير السلبي للإعلام الحديث. من المهم تنمية التفكير النقدي وتجنب الكسل المعرفي من خلال القراءة العميقة والانفتاح على المعرفة الجادة وعدم الانجراف وراء المحتوى السريع الذي يعيد برمجة العقول بطريقة غير واعية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *