Loading

Tue, 13 Nov 2012

عاشوراء مشروع أصلاح

(ثورة الحسين ليس تاريخ للقراءه فقط بل واقع حياة علينا ان نعيشه) . كلمة قالها السيد عمار الحكيم في مؤتمر المبلغين تستحق التقدير وتصلح أن تكون خارطة طريق لكل العاملين في المشروع الحسيني وهذه هي الحقيقه والسبيل لكل من يدرك المعاني الحقيقيه لأهداف الحسين (ع) في هذه الثوره وهذا هو المطلوب لأن ثورة الحسين (ع) ليست تراجيديا علينا أن نعيش مأساتها وتكون علامه على ما تميزنا عن غيرنا وكأننا خلقنا للحزن والبكاء ومسئوليتنا هو نشره على أرجاء المعموره ومهمة غيرنا هو نشر الفرح والسرور للعالم.

 الحقيقه غير ذلك والحق أن مشروع الحسين (ع) هو الأصلاح وليس البكاء لأن البكاء هو تحصيل حاصل والبكاء نتيجه لجريمه حصلت بسبب موقف أصلاحي أراده الحسين لتصحيح انحراف أراد أن يؤسس له بني أميه ولكن البكاء على الحسين بعد وقع الجريمه هو باب عاطفي مهم ندخل من خلاله الى بيت الوعي للثوره الحسينيه . أذن نحن لا نرغب بالبكاء فقط بل نحذر من الوقوف عند البكاء والمراوحه عنده بل علينا ان نسعى لأن يدفعنا البكاء الى معايشة المأساة التي تحرك فينا أرادة التغير في انفسنا والسعي الى أستجماع قوانا لمناهضة كل دكتاتور يقف بوجه الجماهير المسلمه . أذن من المهم أن يقودنا البكاء على الحسين (ع) الى محطة الوعي للأهداف الحقيقيه للمشروع الحسيني. الأمام الحسين (ع) أصبح عظيمآ وأستحق بجدارة لقب سيد الشهداء ليس لأنه أبن بنت رسول الله(ص) بل بقدر ما حمل من مسؤوليه عظيمه وجسيمه لتصحيح أنحراف قد حصل على ألية الحكم والتي رسخت مفهوم حكم العشيره وبالأخص العائله والمتمثله بالعائله الأمويه وهذا تطور خطير في مسار الحكم بالأسلام والأخطر ان سياسة هذه العائله تمثل نهجآ أخر بعيدآ عن مبادئ الدين الحنيف وهذا ما أوضحه الأب الروحي للعائله الأمويه أبو سفيان حين قال (تلاقفوها يابني معيط لا جنه ولانار) أي العوده ثانيه الى مبادئ الجاهليه الأولى وهذا نكوص خطير في مسار الدوله الجديده.

هنا جاء دور الأمام الحسين (ع) بمحاولة أرجاع الأمور الى نصابها وأزالة من يتأبط شرآ بهذا الدين , حيث قدم الحسين (ع) أعز ما يملك وهي النفس والأهل والمال والأصحاب . هذا الموقف الذي أختلف فيه الناس الى قسمين. القسم الأول وهو وعاظ السلاطين والذين أعتبروه خروج على سلطة الحاكم الواجب الطاعه وهؤلاء لهم أمتدادت  موجوده لحد الأن وعلى رأسهم أل سعود في وقتنا الحاضر . أما القسم الثاني فهم الأحرار في كل العالم الذين يسعون الى تحرير الشعوب من قيود الأستبداد والعبوديه الى نور الحريه والعداله. أن مبدأ التضحيه والفداء الذي جاءت به ثورة الأمام الحسين (ع) أثرت الموروث الأسلامي بصفحات من نور تنير بها دروب السائرين في طريق التحرر وأزالة الظلم من على وجه الأرض, وهو مبدأ ما أن تأخذ به الشعوب المستضعفه والمتطلعه للحريه والكرامه لضمنت لها رصيدآ عظيمآ يدفع عنها نوازع الشر والأستبداد في كل زمان ومكان. أن السؤال المهم والذي يطرح نفسه هو متى نستحضر عاشوراء؟ نستحضرها عندما تعود نفس الصوره من الظلم والأضطهاد وسلب الحقوق الى الواقع مرتآ أخرى وهو ما موجود على مر الزمن و ما تخبأه الأقدار لنا كشيعة آل البيت. هنا علينا أن نستحضر عاشوراء بكل معانيها وقوتها وعلينا أن نشحذ ذاكرتنا بالمواقف الحسينيه الحقيقيه وأن نربي أرادتنا على المواقف الحسينيه العظيمه لكي نضمن العزه لأنفسنا والنصر على أعداء الأنسانيه.

هنا قوة عاشوراء وفي غيرها يراد أفراغ عاشوراء من معناه الحقيقي الذي أراد وخطط له الحسين نفسه. لأجل هذه المعاني أقام الحسين (ع) ثورته وبهذا أصبح أبو الأحرار . أنا أدعوا القارئ العزيز أن يقلب صفحات ملحمة كربلاء فأنه سيرى عناوين كبيره كتبت بمداد كان مادته دم الحسين (ع) الا وهو ألأصلاح حيث قال (أني لم أخرج أشرآ ولا بطرآ وأنما خرجت لأصلاح أمة جدي محمد). أذن الأصلاح هو ما قصده الأمام الحسين (ع) ولكن أي أصلاح كان يعنيه الحسين (ع). هل هو أصلاح البنى التحتيه التي خربته الحروب أم أصلاح الجسور التي تهدمت والشوارع التي تخربت . لا بل هو لأصلاح نفوس قد أنحرفت وعشعش عليها الفساد. أستراتيجية الحسين تقول أن أصلاح النفوس هو أصلاح لكل شئ لأن فساد النفوس هو فساد لكل صور الحياة و مصداق ذلك هو عندما فسدت النفوس خرب كل شئ بالعراق وأن الخراب الواقع الأن بالعراق بالدرجه الأساس هو خراب الأنسان قبل خراب البنيان وهذا هو الخراب الحقيقي لأن ما دونه يمكن أعادته بما هو أفضل لو كانت النفوس عامره بالأيمان والوطنيه. أذن ليكن عاشوراء مشروع حسيني يستمد قوته من مبادئ الثوره الحسينيه لمكافحة الفساد الأداري والمالي في العراق وأن الحسيني من يكون جنديآ أمينآ في هذا المشروع وأول ما يبدأ به هو نفسه وليتذكر الحسين في كل حالة فساد يريد الشروع بها , وهذا أعتقد أكبر أكاديميه تضع اسس مكافحة الفساد المالي والأداري في بلد مثل العراق وأكيد سوف يكون أعظم تجربه يحتذى بها على مستوى العالم وهذه بالحقيقه هي الثروه الحقيقيه لوجود مرقد الأمام الحسين (ع )في العراق وهذه هي الثروه التي لا تستنفذ. نحن الأن بأحوج ما نكون الى بطل كاالحسين (ع) كقدوه وكملهم لشعب بدأ يستنفذ عزيمته بل وصل الى حد اليأس من أصلاح ما حل به من كارثة فساد لا يحسد عليها وقد لا سامح الله يسدل الستار على وجوده كشعب عراقي له وجود وكيان وهذا ليس بمحال لأن الأمم الغابره أصبحت شئ من التاريخ لأنها فقدت مبررات وجودها وفقدت القدره بالحفاظ على وجودها وهذه هي قوانين التاريخ التي لا ترحم من يتجاهلها فتدخل في عداد الأمم الغابره كأمم عاد وثمود.

أن الحسين (ع) بالحقيقه هو مؤسس ربيع الثورات في العالم , فأن كانت الثورات العربيه مفاجأه للبعض فنحن بثورة الأمام الحسين (ع) قد ألفناها في عقلنا الجمعي لمئات السنين ولا زالت جذوتها عامره في قلوب الحسينين والى ما شاء الله. فالأمام الحسين (ع) هو الباعث الحقيقي للثورات والمعلم الأول للثائرين من أجل الحق والمساوات. وكما أن الصلاة فرصة اللقاء مع الله فلتكن في عاشوراء فرصة لقاء الأحرار مع الحسين (ع) مع فارق الوصف . فنحن نلتقي في عاشوراء مع الحسين (ع) في نهضته ومعه في فكره وأستنهاضه للهمم ومع أصراره على مقاومة الأستبداد. أن خلاصة ما أريد أن أقوله للقراء الأعزاء أن الظروف التي جاءت بجاهلية أولى وثانيه وثالثه تكون وبنفس المبدأ .أن الظروف التي أنتجت عاشوراء الأولى ممكن عندما تتشكل نفس الظروف الموضوعيه والذاتيه متمثله بوجود الحكام المستبدين مع وجود نفوس تهادن وأراده ضعيفه وحب للدنيا وغياب للقيم العليا للسلام بين الناس حينها يكون من الممكن أن تحدث عاشوراء ثانيه وثالثه يروح ضحيتها اللاف من شيعة أل البيت (ع) والآن الرياح الصفراء (العرعوريه) قريبه من حدود العراق وخاصه الأن والعراق يقع في منطقة ضغط واطئ مما يسهل من هبوب رياح القاعده وأذيالهم من الصدامين على مناطق يسكنها عشاق الحسين(ع) وهي معروفة الجغرافيه , وان مما يعجل بهبوب هذه الرياح الصفراء هومباركة النظامين السعودي والقطري وهذا مما يرشح العراق لأن يكون ساحة جهادهم الثانيه بعد سوريا كما ياملون. قد يسأل أحد ما الحل أمام مغول العصر .

أنا أقول وبكل أطمئنان هو النفس والقلب والعقل الحسيني وبها سوف تتكسر على صخرته رؤوسهم العفنه وتتبدد أحلامهم المريضه. ما أحوجنا اليوم لأن ننتج وعيآ حسينيآ في أجواء عاشوريه يجعلنا نعيش الحدث ونستنبط منه العبر لتكون لنا مادة بناء جيده لمستقبل لا نرى فيه الا فصول أربع لايتكرر فيها الا الربيع وأن من يحاول أن يستبدل مشروع عاشوراء الحضاري والاصلاحي بمشروع للغرض الشخصي والمادي والدعائي فهو خائن للقضيه الحسينيه وأن لطم الدهر كله وسيكون الحسين (ع) خصمآ له يوم القيامه شاكيآ الله أن هؤلاء قد أستخفوا بدمه وأضاعوا قضيته وأنا له من يكون له الحسين (ع)  خصمآ يوم القيامه. أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *