التبليغ بالقدوه
ونحن على أعتاب شهر محرم الحرام وهو شهر موسم الكلمه وللكلمه ضريبه وضريبة الكلمه القدوه.
التبليغ والدعوه الى الله من اسمى وأشرف الأعمال . والعامل في هذا المجال يمتلك من سمو النفس و نظافة الروح وعلو الهمه ما لا يمتلكه الآ القله لأنه عمل لا يرجى فيه الا الله و لا تحصد فيه نتائج الأعمال الا في يوم الجزاء. فعمل بهذه المواصفات لا تختاره الا الصفوه من الناس وهي صفوه جعلت من نفسها خادمه في هذا المشروع الألهي.
أن مشروع بهذا الحجم ومسؤوليه بهذه الجسامه تحتاج الى مواصفات شخصيه تتخطى الواقع وترتفع في روحيتها عليه لكي تكون نفسها ليست اسيره له, وهي من تقود هذا الواقع وليس العكس وهي من أهم صفات القائد لأن المبلغ هو قائد وللقائد لوازم ومن اهم لوازمه هو سمو النفس والجرأه والمعرفه.
لا شك ان الكلام وحده لا يكفي وفي نفس الوقت أن في الكلام مساحه كبيره للمناوره وللخداع لأن للكلام خاصية التلبيس والتدليس وبهذه الخاصيه صال وجال رجال السفسطه اليونانيون في معارك وجدال كلامي البسوا فيه الحق بالباطل والباطل بالحق الى أن وضع أرسطو أسس المنطق الأرسطي محاوله منه لمنع أستغلال أداة الكلمه ذات الأستخدام المزدوج ولذلك واشاره للتنبيه جاءت الأيه الكريمه محذره ومنذره بهذا اللون من بائعي الكلام حيث قال (كبر مقتآ عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) . أضافه الى أن التبليغ بالقدوه هو أسلوب عمل وعمل دائم لأن عمل الأنسان المخلص لا يترك مجالآ للضنون والشكوك أن تسري الى نفوس الناس لأنه جسد واقعأ عمليأ , لذلك تراه سريع المرور الى عقول وقلوب الناس وهذا ما دعى باالأمام الصادق (ع) حيث قال (كونوا لنا دعاتأ صامتين).
أن الشخصيه القدوه شخصيه لها سحرها في بناء شخصيه الجيل القادم لأنها تمثل الرمز والقدوه في التمثل بها وهكذا تكون الشخصيه القدوه أهم ركائز بناء الشخصيه لجيل في طور بناء ملامح شخصيته وكلما كانت شخصية القدوه قويه وساحره كلما كان أنجذاب وتعلق الجيل الجديد لها أكبر وأقوى وبالتالي يكون التعلق بها أعظم مما يساهم في تسارع التمثل بها والعكس و كلما يفقد المجتمع الشخصيات التي تصلح أن تكون قدوه كلما يساهم في أكثر من عملية تعطل بناء شخصية الجيل الجديد ويكون فقدان المثل الأعلى له وبالتالي يساهم في بروز ظاهرة التخبط الأجتماعي في مجالات كثيره مما يخلق حاله من الفوضى الأجتماعيه حتى أن السلوك الغريب لكثير من الشباب يؤكد ذلك أننا نعيش في مجتمع غربي يكون فيه فقدان القدوه في أوساطنا ذات أثر سلبي مضاعف وخطير والسبب هو عند ضياع القدوه يساعد ويسهل للجيل الناشئ في الغرب في اللجؤ الى قدوه غربيه بعيده عن قيمنا حتى لتراه يقلد المطربين في ملابسهم واللاعبين في حركاتهم والممثلين في سلوكياتهم.
أن غياب القدوه أمر صعب ولكن الأخطر منه ألا وهو أدعاء القدوه أو من يجعل من نفسه في مقام القدوه ومع الزمن يكتشف الناس زيف أدعائه من خلال سلوكه المتناقض فحينئذ تسقط الأقنعه عن هؤلاء فيكون أثره كارثي لمن كان يعتبره قدوه وهنا تنهار عنده صوره القدوه فيصاب بخيبة أمل قد تقوده الى الكابه أو حياة العبث.
لا شك أن من أخطر نتائج سقوط قناع ما يدعي أنه قدوه هو الأحباط النفسي في أوساط مريديه والتندر في أوساط مخاليفيه وهذه حاله خطره في وسط الدعوه والأرشاد الديني .
أن ألتزام الخطيب بأقواله ومحاولة عدم الأبتعاد عنها على أرض الواقع لب ومحور عملية التبليغ وهي روح دعوته عندما يتمثل ما يقوله عملآ وسلوكآ وأن لا يخالف في عمله ما يقوله بلسانه وهنا يقع في المحذور وهنا ما نبه له القرآن الكريم (ما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه أن أريد الا الأصلاح ما أستطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وأليه أنيب) .
أن الداعيه هو القدوه المتحركه بين الناس وهو الصف المتقدم للدفاع عن الدين ونشر الفضيله , وأن نجاح الداعيه لا يأتي عفويآ ولا يفرض فرضآ بل هو مرتبط بمؤهلات ومواصفات للداعيه أن يتصف بها وتكون له شخصيته المؤثره منها العلم والرصيد الثقافي وواقعيته وموضوعيته ورحابة صدره وسعة خلقه وهناك خاصيه ينبغي للمبلغ القدوه أن يلتفت أليها وهي من الأهميه بمكان الآ وهي عدم طلب الشهره بين الناس ولا الجاه ولا ولا العطاء . فالقدوه الحقيقي يعلم خطر طلب الجاه عند الناس ,لأن من غلب عليه حب الشهره والجاه والطمع صار مقصور همهم على مراعاة من يطلب الجاه عندهم , مشغوفآ بالتودد اليهم والمراءات لأجلهم , ولا ينطق الا بما يرضوا هم وبذلك يبذر بذار النفاق وهو أصل الفساد.
أياد الزهيري
محمد جعفر الكيشوان الموسوي جناب الأستاذ الفاضل أياد الزهيري دامت توفيقاته. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مقال رائع يعالج جانبا مهما من حياتنا الأجتماعية فما أحوجنا إلى القدوة في كل جوانب الحياة. الزوجة بحاجة إلى الزوج القدوة وبالعكس كذلك،والولد بحاجة إلى الوالد القدوة الذي لاينهاه عن خُلُقٍ ويأتي بمِثله.مسؤلية المبلغ جدٌ عظيمة في توعية الشباب وإصلاحهم وإرشادهم ولكن المؤسف حقاأن بعض المبلغين ليس لديه برنامجا علميا وعمليا للإصلاح إن لم يكن هو بأمس الحاجة إليه وهذا كما أشرتم ضمنا ينبع من عدم الأشتغال بالنفس وتفحص عيوبها ومحاسبتها بشكل دائم. المبلغ القدوة ليس بالضرورة أن يكون خطيبا يعتلي المنبر ويتربع عليه ولايهمه سوى الأعتناء بمظهره وطريقة تحدثه، حتى سألني يوما أحد الخطباء المحترمين قائلا كيف كانت محاضرتي فقلتُ له ذلك بيتك وبين الله فإن كنت قد نويتَ التقرب إلى الله بتلك الكلمات فقد أحسنت كثيرا وإن كنت تريد بها الشهرة فأجرك عليها المبلغ القدوة هو قدوة في كل أقواله وأفعاله لأنه يبلغ بما يؤمن به فإن تحدث عن الصدق فسوف يسرك حديثه لأنه هو من الذين تحلوا به وإن حدثك عن الكرم أجاد وأحسن لأنه هو من الكرماء. المبلغ القدوة هو قدوة فعلا في المسجد سواء كانعلى المنبر أو جلس عند عتبة المجلس فهو لايزاحم الناس ويزيحهم ليجلس في صدر المجلس أو في الصف الأول. المبلغ القدوة هو في البيت مع أولاده وفي السوق مع المارّة. المبلغ القدوة تدل عليه حركاته وسكناته فتراه متواضعا في نفسه يستصغر شأنها فيعظم في عيون الآخرين وكلّما كبر مقامه في قلوب الناس تراه يزداد تواضعا لأنه لم يتواضع ليقال عنه متواضعا وإنما نظر إلى نفسه فرآها هي أصغر من النملة. المبلغ الرسالي هو صاحب فكر ومبدأ وقيم وأخلاق يريد الإصلاح ماإستطاع إلى ذلك سبيلا حتى أنه ينفق في ذلك ماله ووقته من أجل أن يهدي الله تعالى به قلب شاب ضلّ الطريق معاذ الله. هل يستوي هذا ومن يلقي بعض الكلمات التي حفظها عن ظهر غيب ثم لاتجد عنده صدقا. نسأل الله العافية. شكرا لكم جناب الأستاذ الفاضل على هذه الإشارة المهمة سائلا الله تعالى أن يجعل لكم بكل كلمة حسنة ويضاعفها لكم أضعافا كثيرة ويسجلها في سجل أعمالكم الصالحة وينفعكم بها في الدارين. تحياتنا ودعواتنا محمد جعفر الكيشوان الموسوي 7 يونيو 2013 – 6:25 م
بسم الله الرحمن الرحيم سلامي وتحياتي للأخ العزيز محمد جعفر الكيشوان على أبدء رأيك وهذا دليل أهتمامكم بهكذا مواضيه غايه في الأهميه والاثير وهذا دليل على حرصكم على المصلحه العامه والتي أصبح عند الكثير في هذه الأيام شئ من الترف لأن الكثير ممن يبرز على الواجه لا يبغي الا نفسه وأما ما عدى ذلك فهو صرف للوقت والجهد في غير محله وهذا ما يبشر بعصر نرجسي لايعيش فيه الأنسان الا لنفسه وياريت هذا المرض يصيب بعض العامه من الناس ولكن المشكله في من يدعي أنه من النخبه وهم من يضعوا أنفسهم بموضع القدوه وهو لا يمتلك من مقوماتها شئ الا الدعاء. أخي العزيز نحن مجتمع تقوم ثقافته على الأستماع .أي ان الخطيب والسياسي ورجل الدين هم من يشكل الصوره الثقافيه والنظومه القيميه للمجتمع فان اساؤوا لا سامح الله لأدوارهم فسوف ندخل حقبه مظلمه يكفينا الله شرها. اياد الزهيري 9 يونيو 2013 – 1:21 م