الأسلام والحياة
يصرح البعض وهذا البعض طبعآ من هو غير مسلم, ومنهم للأسف من هو مسلم , بأن الأسلام , هو كأي دين أخر عباره عن علاقه خاصه بين الأنسان وربه لا غير ,فهي علاقه باطنيه لا تمت للعالم الخارجي بصله , وتتلخص بأن الأنسان يقرأ شئ من القران الكريم وشئ من الدعاء مقرونه بأداء حركات معينه تدل على الخضوع والأستسلام والأعتراف لله سبحانه.
هذا الموقف من الدين يقودنا الى بروز أتجاهين عند أصحاب هذه النظره.
الأتجاه الأول يتبناه بعض من له معرفه بالدين و بدلالاته ومقاصده على الأنسان ولكن لا يريد للدين أن يترك بصماته الواضحه على الأنسان والسبب أن صاحب هذه النظره يمتلك منهجآ مغايرآ يتعارض مع المنهج الديني لا تخلو عن أهداف تضمره نفوس واضعي هذه المناهج القائمه على أسس غير دينيه , وهذا ما يدفعهم الى أبعاد المنهج الديني عن الحياة ليقلصوا من تأثيراته على الفرد والمجتمع وبالتالي سيادة ما يطمحون له من أمور سواء كانت هذه سلطويه أم سياسيه أو فكريه.
أما الأتجاه الثاني وهو أتجاه وليد المعرفه الناقصه والتي منها عدم المعرفه الحقيقيه بمقاصد الدين الكليه والقصور في معرفة وسائله في تحقيق غاياته الشريفه . هذه الفئه غالبآ ما تقودنا الى تطبيقات مشوهه للدين مما تتمظهر في صور وتطبيقات غير مرغوبه عن الدين وبالتالي حصول النفره منه , وهذا ما نعيشه اليوم من بعض تطبيقات مشوهه ومشبوه الحقت الأذى كثيرآ بالدين عامتآ والأسلام خاصه.
طبعآ هناك جهات تقصد أهداف خطره وهي بالأساس غير مسلمه ولكن مع شديد الأسف يكون مطيتها فئات ممن تدعي الأنتماء الى الأسلام , ولكن الحقيقه ولمن يهمه الأمر ويحرص على المعرفه الحقيقيه للدين وخاصه الأسلام عليه أن يرجع الى المنابع الحقيقيه لهذا الدين ومحاولة معرفة مقاصد نصوصه القائمه على أصلاح الحياة والتي يندب فيها الله خليفته بها للقيام بمهمة الأصلاح (أني جاعل في الأرض خليفه ) والذي يتبين من هذا الأمر الألهي أن هناك مشروعآ ألهيآ على الأرض ينفذه الأنسان وبرعايه ألهيه.
أن أنتداب الأنسان لهذه المهمه هو السبب في أمداده في هذه الأمكانيات والمؤهلات من قبل الله لغرض أنجاز المهمه الكبرى , الا وهي أعمار الأرض (وعلمنا أدم الأسماء كلها…..) ولكن ومع هذه القدرات الا أن الأنسان ككائن خام ينطوي على الكثير من الغرائز فتجعل منه كتله غريزيه يحتاج بسببها الى الكثير من التهذيب لكي ينعتق منها ولو جزئيآ وبتالي لا يسلك سلوكآ تقاطعيآ وحادآ مع الأخرين, ناهيك عما يعتمر الأنسان من أفكار عدوانيه توفر كل أيحاءات التناحر والتنافر بين بني البشر ( أن النفس لأماره بالسوء …). عند هذه الحقيقه الأنسانيه يأتي الدور الحقيقي للدين ليمارس دورآ محوريآ بتهذيب هذه النفس الأماره بالسوء, وأصلاحها ودفعها الى جادة الصواب لكي توفر الظروف المثاليه للتكامل الأنساني والذي هو حجر الأساس لكل حاله متقدمه في مسيرة حياة بني الأنسان, وهنا نلتقط الحديث القدسي والذي يعبر عن هذا التوجه ,حيث يقول (أعبدي أطعني تكن مثلي …) .
أذا الكره في ساحة الأنسان , ومن حسن حظه أن قواعد اللعبه جاهزه ومعروفه ولكن للأسف أن الأنسان لظلوم كفور تستهويه ألعاب أخرى يطلق فيها العنان لغرائزه وأفكاره الشيطانيه مما ساهم في أحداث الجريمه الاولى عندما قتل فيها قابيل أخاه هابيل وما دام الأنسان لا ينوي أيقاف هذه اللعبه فأن سلسلة أشواطها لا تنتهي عند داعش بل سترينا صور أكثر قتامه وأبشع منظر.
هذه هي المرحله والحاله التي أشار لها ونبه عليها علي بن أبي طالب (ع) عندما أطلق ندائه محذرآ ومنبهآ لمن أنعقدت عليه الأمال وما يقتضيه عليهم الواجب الألهي لما وضعوا فيه هم أنفسهم ولما حباهم الله فيه من علمه أن يقولوا كلمة الحق ولا يكتموها وهذا تعهد أخذه الله من خاصة خلقه وهم العلماء, وهذا هو صميم وظيفتهم وعصب أهتمامهم حيث يعبر عنه أمير المؤمنين (والله لولا ما أخذ الله على العلماء من الميثاق أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا لاسغب مظلوم لألقيت حبلها على غاربها…).
هذه هي الحقيقه وهذا هو الدور المناط على عاتق الين , وهذه هي مهمته الرئيسيه وهو دور مهم ونبي مما يجعله أن يأخذ دورآ محوريآ وأساس في أصلاح الحياة, خاصه عندما يعترض مسيرة الحياة ظالم ومستبد , وهذه مهمه يجهلها ويتجاهلها الكثير , وهنا أستحضر ما قاله علي بن أبي طالب (ع) في وصفه للصراع الظالم بين بني البشر القائم على التفاوت الفاحش بينهم, حيث يقول (أضرب بطرفك حيث شئت من الناس ,فهل تبصر الا فقير يكابد فقرآ أو غنيآ بدل نعمة الله كفرآ).
أياد الزهيري