عزيز الحافظ wعزيز الحافظ. www.alwhda.com

Loading

كلندوز!

 

 أبتكر احد علماء البايالوجيا العراقيين, تركيبة سحرية بعد سنوات من المحنة النفسية والإنتظار لإنقشاع غيوم الفساد عن الوطن…. المتكتلة كجبال الهملايا.. والساطعة كالاهرامات…أ بتكر تركيبة طبية كوصفة سحرية سماها كلندوز! وهي ليست مشتقة من الموز ولا من اللوز ولا من معاناة العوز… وعندما عرض الوصفة على معهد روتردام الوهمي.. الرصين للسلام وتفسير الاحلام وتصوير الافلام… وافقت إدارة المعهد الشهير على تجريب الوصفة على من اختارهم البيولوجي العراقي كمرهم طبي بصيغة يختار شكلها الدوائي بنفسه..كشراب أو حبوب أو مرهم أو بخاخ .. للتجربة مادامت ضد الفساد فقط!

كلندوز هو دواء خاص ضد الفساد  المالي فقط لا غير! يجعل الفاسد في حالة من التجلّي الغريب يعترف بكل السرقات دون ترهيب ودون تخويف ودون ضغط نفسي ودون تلويح بالتعذيب .. ودون شهر سيف الحجاج الثقفي ودون السياط.. فالدواء يعطي مفعولا غريبا بحيث ان القلب والفكر واللسان يصيغان الجملة المفيدة للاعتراف بالسرقات متطابقين!

ولان الاعراف والشرائع السماوية كلها توجب ان يكون لكل ذنب, عقوبة…لذا قام هذا العالم البيولوجي بإختيار أشخاص على طريقة المختار الثقفي يقومون بمعاقبة الفاسد المالي وتعليقه بمشنقة في باب عمله! وسماهم جيش كلندوز ! واعطاهم للتمحيص والفحص.. الحبة السحرية وتأكد انهم ليسوا من اصحاب الفساد المالي… ولان العراق منطقة خطرة جدا لتجريب الدواء… فهو محصّن من كل فساد))))قرر البايلوجي العراقي السفر الى بلد اختاره بنفسه تعذّر علينا التسمية لان الافتراضات ايضا فيها خطر على بعثة الكلندوز!

 وصل العالم معه الجيش ومعه الوصفة… وحصل على موافقة السلطات هناك على البدء بالحملة الكلندوزية ضد الفساد.. ففي كل العالم لايوجد من يدعي انه يقبل الفساد!! ولا يحاربه..فاستثنى العالم العراقي وزارتين من إستعمال الكلندوز.. لاسباب مفهومة من جوانبها العسكرية! وبدأ فزار وزارة المالية هناك وبدأبالهيئة العامة للضرائب لانمواردها دعم لإقتصاد اي بلد.. فأستغرب ماذا يفعل؟ وكان أخذ الكلندوز اجباريا! حيث وجد حتى ان بائع الشاي في باب الهيئة كان فاسدا! اما الموظفون فاحتاج الى تصنيع مئات من أعواد المشانق للعقوبة! فالجيش العقابي معه ,نعم فقط إذا اعاد الفاسد الاموال التي صرّح بها بنفسه الى الدولة يتم إعفائه من العقوبة الشنقية!

 اما إذا صارت اموال الفساد دورا وبساتين ومصانع وسيارات ويخوت ووو فالمشنقة تنتظر!

فعل الكلندوز فعلته! هذه دائرة واحدة من وزارة المالية! فكيف لو زار المصارف والبنك المركزي ومنافذ بيع الدولار؟ عندها ستكون المشانق اكثر من رداءة رز الحصة التموينية في بلده العراق!!! فقرر ان يزور وزارة آخرى!

قرر ان يزور وزارة النفط والمعادن في ذاك البلد…وهنا الطامة الكبرى ..فقد زار الجهة الحكومية التي تقوم بتوزيع المشتقات النفطية على المواطنين بكل انواعها شبيهة بما في بلده… وقابل مديرها العام وكان موسوما بالحاج! وهي صيغة تشريفية اسلامية عالمية معروفة دليل التقوى والورع والايمان والالتزام! وعندما اخذ الحاج حبة الكلندوز مسرورا… لم يتكلم اي كلمة! استغرب البيولوجي! فهذا دواء لاضرر فيه ابدا! الصمت خيّم على المكان! فإذا بالحاج يزحر زحرة واحدة ويشهق ويزفر ويموت! عندها عرفوا انهم لم يحتاجوا للمشنقة! لان معدل الفساد عند الحاج, اكبر من مقياس ريختر!

تألم البايولوجي العراقي  جدا لما حصل! وترك الاستقصاء عن الفساد في شركات أخرى… وقررإيقاف المهمة البحثية عن الفاسدين هناك… وقرر العودة الى الوطن وقرر اتلاف الكلندوز خوف ان يساء إستعماله في الوطن وقرر تسريح جيش الكلندوز ايضا.. فالعراق نفتخر انه لايوجد فيه فساد! وان الاعلام المعادي حوله و فيه ومنه… يضخّم كل شي!! وانه يختلق للفساد جبالا وهضابا وتلالا وأنهارا وهمية…لامثيل لها لكي يقتل اي انجاز للحكومة … دخل البايلوجي في مصحة نفسية…إذ وجد احد معارفه  يعمل مديرافي مشروع بسيط يمتلك يختا!!  برر لنفسه ان اليخت يعني بلم))) ولكن بمواصفات تكنلوجية متطورة فهو بدون مجداف ومغلف من الاعلى بساتر من الشمس)) وفيه محرك سيارة سوبر 1982))) وفيه سرير للراحة ومهفات اي مراوح تعمل بالطاقة المتولدة من….. ووو فسأل نفسه؟؟؟ ماذا لو اعطيت الكلندوز هنا لمن اعرفهم!؟ ماذا سيحصل؟ عندها نهض من الحلم الحالك القاتم! وشكر الله على السلامة الجسدية والنفسية وقرر تسجيل الحلم بمقال!!

عزيز الحافظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *