الراحل آية الله الشيخ جعفر الصائغ. ( قدس).
شيخ المبلغين المسلمين في أفريقيا
————————————-

بقلم السيد علي القطبي

 بسم الله الرحمن الرحيم

الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا). الأحزاب (39).

عن علي (عليه السلام): ‏موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس.

 الشيخ الراحل آية الله الشيخ جعفر الصائغ (طاب ثراه).
تمكن أن يقيم وجوداً علمائياً حوزوياً مؤسساتياً مستقلاً في لبنان وأفريقيا اعتماداً على ذاته وعلمه وشخصه وعلاقاته الإجتماعية.
اعتمد على المجتمع الذي يعيش فيه مادياً ومعنوياً وقانونياً في رفد مؤسّساته (المسجد والحسينية والمدرسة الإسلاميّة ومركزه الإسلامي وباقي فروع مؤسّساته في أنحاء البلاد) ، بدون الإعتماد على أي جهة سياسية أو حكومية او فئوية.
أوّل من أقام مجلس العزاء في بلاد ساحل العاج في افريقيا.
بعد رحيله ما زالت بعض مؤسساته تعمل بادارة أبنائه وأصحابه ومحبيه في أفريقا ولبنان.
أوّل من أسّس مسيرة حسينية جابت شوارع أبيدجان ساحل العاج.
أول من أقام مجلساً رمضانياً حسينياً في كل ليلة من ليالي شهر رمضان، وكان كاتب السطور هو خطيب المجلس.  1990 عام
التنسيق مع جامعة الأزهر الشريف وفي رفد المركز الإسلامي الأفريقي بعشرات المدرسين والمجودين القرآنيين ليكون مقرهم عند سماحة الشيخ في مركزه الإسلامي، ومن ثم ينتشرون في عموم البلاد لتعليم القرآن الكريم لغةً وقراءةً وتجويداً.

 آية الله الراحل الشيخ جعفر بن آية الله الشيخ بدر الدين الصائغ بن عمتي (المباشرة) المرحومة الطاهرة العابدة العارفة الحاجة نشمية رمضان علي آل قطب الدين.  يقود مسيرة حسينية في مدينة أبيدجان عاصمة ساحل العاج في أفريقيا. قطعت المسيرة طريقها في شوارع منطقة أدجمي
وكانت نهاية المسيرة في حسينية المركز الإسلامي الأفريقي التي أسّسها الشيخ الراحل طاب ثراه بجهوده الشخصية وبمساعدة ثلّة من المؤمنين العاملين إلى وجه الله تعالى.
مع الافارقة الذين هداهم الله تعالى إلى مدرسة آل بيت رسول الله محمدّ (صلى الله عليه وآله الطاهرين).  

سماحة آية الله الراحل الشيخ جعفر الصائغ (طاب ثراه) بن آية الله الراحل الشيخ بدر الدين الصائغ العاملي  (طاب ثراه) مع عدّة من طلابه ومحبيه من الطلاب الأفارقة الذين التزموا بالدين وتفقهوا وتشيعوا على يديه الكريمتين .  وهؤلاء الطلاب المؤمنون ساهموا في نشر علوم الإسلام، وركب الآلاف منهم سفن النجاة على نهج نبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين في مختلف مدن بلاد ساحل العاج في أفريقيا. بفضل استاذنا وأبن عمتنا آية الله الشيخ جعفر الصائغ (طيب الله ثراه). وما زالت مدارس ومساجد الراحل الصائغ (رض) قائمة ومستمرة في نشاطاتها الإسلاميّة، ويشرف عليها ابنه البار الحاج أمين الصائع (حفظه الله).                                                                    

السيرة الذاتية:
الشيخ جعفر الصائغ ولد في العراق سنة 1929م وهو الولد الأكبر للعلامه الشيخ بدر الدين الصائغ. والدته المرحومة الحاجة نشمية آل قطبي وهي من السادة الاشراف وأخواله كانوا من الوجهاء في منطقة الكوت وكانو نعم المعينين له أيّام مدة اقامته بالعراق.
نشأ الشيخ في العراق ثم انتقل مع والديه الى لبنان، حيث كان والده يريد الاقامه في وطنه لبنان بعد ان حصل على أعلى الدرجات في الا جتهاد وكان عمه (ابو زوجته) الحاج رمضان آل قطب الدين (القطبي) نعم المعين له منذ أن سكن العراق وهم من عائلة كريمة وميسورة.

التحاقه بالحوزة العلمية.
التحق بالحوزة العلمية في النجف الاشرف عام 1944 م. طلب العلم في مدرسة الجزائري حيث كانت تقع في محلة العمارة ومن ثم إنتقل إلى مدرسة كاشف الغطاء، ثم درس مرحلة السطوح
عند مجموعة من الاساتذة الأفاضل منهم عمّه المرجع الديني آية الله اراحل الشيخ محمد تقي الفقيه. والد زوجته (رحمه الله)
.
والمقدّس السيد حسين مكي والعلامة السيد عبد الصاحب الحسني والعلّامه الشيخ علي كاشف الغطاء والعلامة السيد علي ابراهيم، والعلامة الشيخ باقر القرشي والعلامة الشيخ عبد الكريم الزنجاني الذي درّسه الفلسفة.

منحه المجتهد السيد ابراهيم الزنجاني اجازة الاجتهاد. كما كان للشيخ جعفر رحمه الله علاقه مميزة تربطه بالمراجع العظام السيد محسن الحكيم قدس سرة وزعيم الحوزة العلميه المقدس الراحل السيد ابو القاسم الخوئي والشيخ محمد حسين كاشف الغطاءاعلى الله درجاتهم ومن الخواص الذين يعتمد عليهم السيد محسن الحكيم حيث يرسله في احرج الاوقات ليترجم عن لسانه الى المسلمين في بغداد والكوت والبصرة
وكان يلقي الخطابات في بيت السيد محسن الحكيم في أيّام الحكم القاسمي والمد الأحمر عام  1959م
وقد اشيع عليه في مجلس السيد اسم لسان الاسلام.
وقد نال اجازة الاجتهاد من اية الله العلامه الشيخ علي كاشف الغطاء رحمه الله والعلامة آية الله السيّد إبراهيم الزنجاني رحمه الله ووالده العلامة آية الله الشيخ بدر الدين الصائغ قدس سره

وقد كان وكيلا للسيد محسن الحكيم قدس سره وثم من بعده السيد ابو القاسم الخوئي قدس سره في منطقة الكوت مكان والده الشيخ بدر الدين قدس سره إلى ان هاجر الى افريقيا للتبليغ هناك
وله مؤسّسات في لبنان منها جمعية الإمام علي بن ابي طالب ع الثقافية الخيرية في قانا.
وله مؤسّسات في لبنان منها جمعية الامام علي بن ابي طالب ع الثقافية الخيرية في قانا. وانشأ كلية الامام علي ابن ابي طالب (ع) الثقافية الخيرية في بلدته قانا ووقف تنفيذه لانه صار مزار لشهداء مجزرة قانا عام 1996 م.
وأسّس مسجد الرسول الاعظم (ص) بمنطقة الخشنه (قانا) وجامع الامام موسى بن جعفر (ع) شمال بلدة قانا ووسّع جامع كان يسمى (معبد صالحه) وقد أسماه الشيخ جامع السيدة زينب (ع).
وقام بتوسعة وترميم الجامع الكائن قرب مساكن المسيحيين، وقد أسماه جامع الزهراء (ع) ولقد اصبح اليوم عامرا بالمصلّين.
وقام بتوسعة وترميم أقدم مسجد في قانا عمره اكثر من 300 سنه، وبني من قبل أحد أبناء آل الصغير زعماء الجنوب آنذاك.
وقد كان همّه الاكبر انشاء المساجد في انحاء لبنان

كان الشيخ جعفر (قدس سره) يردد مقولته:
بانّ رجل الدين لا يتم عطاؤه إلا من خلال المسجد.

أوّل حجة: 
وأوّل حجة له كانت عام 1957م، وبدأ يحج كل عام منذ 1990، وكان يغتنم الفرصة للقيام بواجباته الدينية الّتي يراها تكليفاً عليه فيقوم بعرفات بالمرور على خيم الحجاج معلنا البراءة من المشركين، ومن سار على نهجهم، مما كان يثير فضول الناس لمعرفة المتحدث عن كثب فكان يعرفهم الحج وأركانه. وقد هاجر إلى أفريقيا للقيام بمهمّة التبليغ الإسلامي، وهناك في ساحل العاج افريقيا كان أول من أقام مجالس العزاء الحسيني.  عن طريق دعوته للخطباء الحسينيين المعروفين مثل الخطيب الكبير المرحوم الشيخ عبد الوهاب الكاشي والخطيب المرحوم السيد حسين الشامي.
كما قام بفسح الفرصة إلى العديد من الخطباء الشباب (في حينها) منهم الشيخ حسين العاملي، وابن خالته السيد علي القطبي، (كاتب السطور) وغيرهم كثير.

وقد انشأ مدرسة الامام علي بن ابي طالب ع احدى مؤسّسات المركز الاسلامي الافريقي الذي اسسه عام 1979 في ابيدخان عاصمة ساحل العاج في افريقيا الغربيه لانها تتميز بالديمقراطيه والاستقرار.


آية الله الشيخ جعفر الصائغ. في باريس في ثمانينات القرن الماضي في مهمّة تبليغية ولقاء الدكتور التيجاني السماوي للاتفاق على ترجمة كتابه ثم اهتديت للفرنسية، وتم المراد بترجمة الدكتور التيجاني، وطبع ونشر بمساعي المهندس محمد علي الصائغ بتمويل المحسن الحاج علي الصراف من الكويت. — 

المرحوم آية الله الشيخ بدر الدين الصائغ العاملي (طاب ثراه) والد الشيخ جعفر الصائغ (طاب ثراه)

 قبر المغفور له آية الله الشيخ بدر الدين الصائغ (قدست روحه) في دار السلام حيث كان أوصى في حياته بدفنه بعد وفاته إلى جوار أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام). من اليمين الحاج أمين الصائغ واليسار الحاج محمد علي الصائغ أحفاد المغفور له رحمه الله تعالى برحمته الواسعة.

 المجتهد الشيخ بدر الدين الصائغ اسكنه الله فسيح جناته وبجانبه حفيده الشيخ عبد الواحد الصائغ نجل الأصغر الشيخ جعفر الصائغ قدس سره

المركزُ الإسلامي الأفريقي في حفلة تخرّج دفعة من تلامذة المركز بإشراف مدير المركز الشيخ  أمين نجل الراحل آية الله الشيخ الصائغ. في الصورة حجة الإسلام السيد غلام رضا الكاظمي الذي حضر زائراً في المقر الرئيسي للمركز – الحسينية.

 أمين عام العتبة العلوية المقدسة جناب الفاضل المهندس السيد مهدي الحسيني يسلم الأستاذ المهندس العالم الفلكي الحاج محمد علي الصائغ راية أمير المؤمنين عليه السلام المنصورة. في الحفل التكريمي الذي اقيم في الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة بحضور ممثلي المراجع والأفاضل تقديراً لإنجازاته العلمية العبادية المميزة في علم المواقيت والأهلة، والتعاون العلمي مع قسم البحوث في الامانة العامة…اذار 2012 . في الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة.
النجف الاشرف مارس 2012.‏
كان والده  الراحل آية الله الشيخ جعفر الصائغ. أستاذه الأول في تعلّم علوم الفلك والمواقيت والأهلّة.

والحاج المهندس د. محمد علي هو نجل آية الله الشيخ جعفر الصائغ العاملي (طاب ثراه) بن آية الله الشيخ  بدر الدين الصائغ العاملي (طاب ثراه) وأمّه كريمة آية الله المرجع الديني الحاج الشيخ محمد تقي الفقيه وجدته من طرف والده عمتي (المباشرة) المرحومة الحاجة العابدة نشمية رمضان علي المنتهية نسبا إلى السيد محمد بن السيد عرب بن السيد محمد قطب الديني الموسوي/ الحسيني.

مفتي الشام اية الله السيد علي مكي العاملي حفظه الله والفلكي المهندس محمد علي الصائغ .. صبيحة عيد الاضحى المبارك 1423ه..دمشق المحروسة ..حي الامين. 

 زيارة شيخ الأزهر الشيخ محمد شلتوت الى جامعة قم في الصورة السيد شريعة مداري عن يسارهم الشيخ محمد جواد مغنية والشيخ جعفر الصائغ (رحمهم الله تعالى).

 المرحوم آية الله الشيخ جعفر الصائغ (قدس روحه) مع فضيلة الشيخ سلام المالكي عام 1996 م. 

  سماحة الشيخ سلام المالكي وخلفه الشيخ أمين الصائغ في مصلى المركز الاسلامي الأفريقي في ساحل العاج الذي أسّسه الشيخ الراحل جعفر الصائغ (رض).

 العالم الفلكي المهندس محمد علي الصائغ وشقيقه سماحة الشيخ عبد الواحد الصائغ. في حديث ودّي مع سماحة العلاّمة الشيخ عبد الأمير قبلان. رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في دار الطائفة 2010. والمهندس محمد علي الصائغ أحد علماء الذين الذين يعتمد عليهم (رسمياً ) المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان وكذلك يعتمد عليهم العديد من المؤسسات والحسينيات والمراكز الإسلامية للشيعة الإمامية في أنحاء العالم.

 
قبر عمتي المرحومة نشمية القطبي.
الشيخ امين الصائغ وقوفاً. والمهندس محمد علي الصائغ  جالساً أمام قبر جدتهم عمتي المرحومة الحاجة العابدة الزاهدة نشمية رمضان علي آل قطب الدين (القطبي). (رحمها الله تعالى برحمته الواسعة) والدة المرحوم الشيخ جعفر الصائغ. وفاءً منهم واحتراماً ومحبة إلى جدّتهم.
وقد سمعت من أكثر من شخص من أرحامنا ونسابتنا في لبنان أن عمتي المرحومة والدة الراحل الشيخ جعفر الصائغ أول من كان يلبس العباءة العراقية في جنوب لبنان. وذلك ما يقارب قبل ستين عام على الأقل. حين دخلت لبنان أول مرة. وعرفت بالتقوى والعبادة.
وكان زواج آية الله الشيخ بدر الصائغ من الرحومة الحاجة نشمية جعفر الصائغ في مدينة واسط /الكوت/ العراق. قد وقع في  نهاية العشرينات من القرن الفائت. (ما يقارب التسعين عاماً) من الآن، وأثمر الزواج عن ثلاثة أبناء هم الشيخ جعفر، والشيخ مرتضى، والأستاذ عبد الرسول، والحاجة أم حسن حرم رجل الأعمال الوجيه والخطيب السيد محمد صفي الدين ( حفظه الله تعالى) من شخصيات الشيعة الإمامية المعروفة في جنوب لبنان، وفي الضاحية الجنوبية/ بيروت. وهو متولي مسجد الإمام الحسن في الضاحية الجنوبية.
رحمهم الله تعالى موتانا وموتى المسلمين برحمته الواسعة ببركة سورة الفاتحة مع الصلاة على محمّد وآله الطاهرين.

مرقد والد حرم الشيخ جعفر الصائغ المرحوم آية الله العظمى الشيخ محمد تقي الفقيه

 
قبر المرحوم آية الله الشيخ جعفر الصائغ العاملي في جوار السيدة الحوراء عقيلة بني هاشم الحوراء زينب (ع).
خاطبته أحد بناته بهذه الأبيات
أسولف وي صوركم لمن اشتاك
واتخيل وكول ويـــــاي يحجون
وارد بهمس واحجي وية الحياطين
بلكي من الصور هسة يطلعون
*************************

حفيده مصطفى ابن الحاج محمد علي الصائغ
ترك زخارف الدنيا ومغرياتها لينشر مذهب اهل البيت مع الافارقة المستضعفين وكان يحبهم ويحبونه ويشاركهم شظف العيش وصعوبته وقد اثمرت جهوده بتكوين ارضية صالحة ونخبة من الموالين وعليهم الاعتماد مع المساجد وهم صدقته الجارية وعلمه الذي ينتفع به وبر ابنه الشيخ امين مكمل المسيرة رغم قلة الناصر والمعين….
*************************
الشيخ محسن الفقيه
رضوان الله عليك يا شيخ جعفر كم عملت وقد رأيت عند الله ما عملت نسأل الله أن
نوفق كما وفقت

******************************
ماجدة الصائغ
رحمة الله عليك (يا أبتاه) يا شيخ جعفر الصائغ واسكنكم فسيح جناته ومهما تكلمت عنكم لم استطيع ان افيكم حقكم والحمد لله الذي خلف ما مات وسدد الله خطى ولدكم الشيخ امين لاكمال مسيرتكم ونشر الدين الشيعي والتشيع وكفالة الايتام ومشاركة الناس احزان هذه الدنيا الدنية ومثل ما قال مصطفى (حفيدكم) مع قلة الناصر والمعين ولكن الاتكال على الله الواحد الاحد هو الغالب والناصر على كل المصاعب وعلى كل صاحب قلم ظالم.
*******************************
عبد الصمد الصائغ.
رحم الله المقدس وانشاء الله تلامذته مستمرون على المسيره وحفظ الله الشيخ امين ووفقه الله لرعايتهم وحفظ تراث الشيخ
—————————–

سنتحدث عن الآثار العلمية والفكرية والتبليغية التي قدّمها أهداها للإسلام والتشيع العظيم آية الله الراحل الشيخ جعفر الصائغ العاملي (طاب ثراه) في لبنان وأفريقيا في حلقة أخرى. إن شاء الله تعالى شأنه.
المصادر
بعض المعلومات من أبناء وبنات الشيخ الراحل وبعضها من ذكرياتي الخاصّة.
————————–
علي آل قطب الدين الموسوي البغدادي.
مالمو جنوب السويد

الصور