Loading

أراء ودراسات في القياده ج4

قيادة التجمعات

ننتقل من عموم الكلام عن القياده الى الخصوص  وهو كيفية قيادة مجموعه من الناس تحت عنوان أجتماعي أو ديني أو وظيفي والذي يهمنا هنا هو الجمعيات المدنيه والتي تكون موضع البحث بعد أن كان الكلام في الجزء الأول والثاني عن القياده بشكل عام.

هناك نموذجين أو أستراتيجيتين لعملية أدارة المجموعه.

1-أداره قائمه على أساس السيطره والسلطه . وهذا النوع نجده في الجيش والأنظمه الدكتاتوريه وأحيانآ في المجاميع التي تفتقر الى الثقافه والحرص العام , حيث يكون هذا النوع من الأداره مناسب لها لأنهم أشخاص يفتقدون لمشاعر التكافل والتعاون وعدم وجود روح المسؤوليه ولا يمتازون بالأنضباط فيكون هذا اللون من الأداره مناسب لهم وخاصه في مرحلة التأسيس.

2-الأداره القائمه على أساس العلاقه الحميميه والتكافل بين الأعضاء حيث يمتاز أعضاء هذه المجموعه بالنضج الفكري والرقي التعاوني داركين جيدآ لمصالحهم.

من الملاحظ عند البدء بتشكيل أي تجمع من الأعضاء تتشكل عندها عمليه من الحراك السلوكي أذا صح التعبير , وهذه العمليه تبدأ بمرحله والتي تسمى بالمرحله الأبتدائيه , وهي مرحله يلتقي بها هؤلاء الناس مع بعضهم والمثل كما أسلفنا سيكون الجمعيات الأسلاميه هنا في أوربا  حيث تكون الأدوار والمعايير غير واضحه ., وأكيد هذا التجمع هو عباره عن كتله متنوعه من الأفراد ولكن لهم أمال وأهداف معينه . التواصل بينهم سطحي وحذر ومتردد والتركيز عند كل فرد من هؤلاء على هدف يخصه ويسعى اليه  حيث هو مركز أهتمامه الأول ,وهنا يبدأ التنافس الخفي عند كل واحد ضمن مجموعه الأعضاء .

في هذه المرحله الغير واضحه تتجه الجهود لقائد يتولى التنظيم لهذه الجمعيه مثلآ . هذه المرحله هي مرحلهة النشوء. هنا يأتي دور القائد والذي يأخذ دور قيادي نشط في أضفاء روح الهدوء والأطمئنان بين الأعضاء فيعمل على أنشاء تركيبه أداره واضحه. هنا يكون من المهم أختيار القائد بشفافيه وأن تجري العمليه بوضوح وأن يكون هذا القائد المنتخب منفتح على الكل والآ تبدأ عملية الشك عند البعض مما يشكل بدايه لدورة الصراع وقد ينفصل جزء منهم في هذه المرحله الأبتدائيه.

2-المرحله الثانيه : هي مرحلة شهر العسل وهي مرحله ما بعد المرحله الأبتدائيه حيث كل الموجودين متفقين على النظام العام للتجمع وهي مرحله تتسم بالبهجه ومشاعر السرور أتجاه الأخر. خلال هذه المرحله يظهر التثمين المتبادل بينهم والتكافل والتعاون حتى أن الفضاء الأجتماعي بينهم يتسم بمشاعر الأمان والأطمئنان لبعضهم . في هذه المرحله تنطلق أحلامهم في تحقيق أهداف مشتركه على سبيل المثال السفرات المشتركه والسعي لتعليم أولادهم تعليمآ مشتركآ ووووووو…لخ.

كذلك يشعر الجميع بأنهم سواسيه, المشاعر وديه كذلك تكون مرحلة شهر العسل جرعه مناسبه لبدايه جيده وتساهم في خلق ظروف جيده للصداقه والتعاون بين الأفراد.

3-مرحلة الأندماج: حيث تبدأ هذه المرحله عندما يبدأ يكتشف الأفراد لخصوصية بعضهم وأختلاف قدرات بعضهم حينئذ تتبلور الأدوار, وهذا يعني أن يشعر المرء ويعترف أن الأعضاء على أختلاف أدوارهم وتباين “طاقاتهم وحتى ضعفهم ممكن تنسيقها وتوجيهها نحو هدف معين. الأندماج الناجح يعطي صوره منسجمه للتجمع كذلك يوفر ظروف للهويه الجماعيه والأعتزاز بالنفس لأنه يجد هويته وعندها يقرر الأنفتاح على الأخرين وينمو أو يتوقف عند حد معين ويكتفي بما هو عليه.

4-المرحله الرابعه وهي مرحلة الصراع: في كل تجمع ونشاط أنساني وفي كل عمل مشترك يبرز الصراع بين الأفراد وحتى أن ظهور النزاع أو التصادم دليل القوه والنضوج في المجموعه وأن غياب الصراع دليل الخوف أو اللامبالات والأهمال بين أعضاء التجمع لأن بعض أنواع الصراع يكون نتيجة الحرص الشديد بين الأطراف المتنازعه من أجل تحقيق هدف يعتبره كل واحد منهم بانه هو الأفضل في تقديم الخدمه لهذا التجمع. هنالك أيضآ ظاهره تحدث أحيانآ وهي أستمرار النزاع والأدمان عليه معتبره البعض كحاله للتنفيس النفسي وهي عملية تفريغ لأحتقان هو بالأساس ناتج من ظروف خارج حدود التجمع ولكن يتصوره الكثير أنه من نتاج هذا التجمع وهذا وهم كبير يقع فيه الكثير. وأحيانآ يستمر هذا الصراع ويتحول الى حاله مصدعه للجميع فينعكس على نشاط هذا التجمع حتى أن التجمع يتهدد بالتشظي أو التوقف , وبهذه الحاله يحتاج هذا التجمع الى المساعده , وهذه المساعده قد تأتي من أناس يمتازون بالحكمه والمسؤوليه أو قد تأتي من الخارج.

5-المرحله الخامسه وهي مرحلة النضوج:

التجمع الناضج والنشط هو عباره عن أفراد يشكلوا مجموعه يكون كل واحد منهم ذو أمكانيه ويستطيع الوقوف على قدميه لكن بنفس الوقت يرغب بالتضامن مع الأخرين. أي ذو ميل الى الألفه والتضامن . هذا التجمع يكون الأحترام بينهم متبادل والكل يحترم الكل والعضو هنا يقدم أمكانياته طوعآ والجو في هذا التجمع يشجع على التحضير للعمل والمشاركه فيه وهذا التجمع يتصف بالأتي.

أ-وعي الأعضاء بأمكانياتهم وأمكانيات غيرهم.

ب-الأختلافات بين الآعضاء مقبوله وطبيعيه ومحترمه.

ج-التجمع ذو تركيبه منضبطه حيث الأعضاء يعرفون ذلك ويحترمونه.

ح-القرارات تتخذ عن طريق النقاشات المنطقيه حتى أن وجهات النظر من الأقليه تؤخذ بعين الأعتبار وتشجع.

و-الأعضاء واعين لحركة المجموعه ولدورها.

 

6-الأنفصال: التجمعات تولد وتتطور وتموت, لا مجموعه بقت مدى الحياة وهناك أسباب مثل أن هذا التجمع هو أصلآ ذو زمن محدد أو لأعادت التنظيم له أو ينحل بسبب الأزمات المتكرره والمزمنه . ولكن هناك في الكثير من الحيان تداعيات وأنعكاسات لهذا الأنفصال او التلاشي فيكون على شكل حزن للبعض وعدوانيه للبعض الأخر وأحساس بالمراره للبعض الأخر .

 

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *