طوفان الطائفيه
الحروب تتطور أدواتها وتتغير سيناريوهاتها ولكن يبقى هدفها واحد لا يتغير وهو تحطيم الخصم والقضاء عليه وبناءآ على هذا المنظار نستطيع تفسير ما يجري على العالم الأسلامي من مؤامرات دوليه , ماضيآ من حروب أستعماريه توجت بأحتلال العالم الأسلامي من قبل الأستعمار الأوربي وحاضرآ تتمثل بأشعال حروب طائفيه بين المسلمين أنفسهم , يحرقون من خلالها قدراتهم والتي تنتهي بالقضاء على وجودهم الحضاري والمادي.
أن الذي يجري من تقطيع أوصال هذه البلدان وتجزأتها وما يجري من ذبح لأبنائها هو تطبيق فعلي لنظرية الفوضى الخلاقه التي تقوم على أساس ما أسماه المفكر صموئيل هنتجتون ب (فجوة الأستقرار) وهي الفجوه التي يشعر بها المواطن بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون , حيث يكون من أهم عناصر هذه الفوضى الفساد في الدوله. فيكون من الصعب عليها الأستجابه لمطلب شعبي مما يدفع الجماهير لمزيد من الفوضى والتي ستقود بالنهايه الى أستبدال قواعد اللعبه. أن فحوى هذه النطريه يقوم على أستراتيجية الهدم والبناء وفقآ للهوى الأمريكي في أختيار أداة مواليه بل ومنبطحه لنظام العولمه الجديد وطبعآ هذا لا ينفذ بالأماني بل يتم عبر طريق اذكاء الصراعات المذهبيه والعرقيه من خلال ضرب أستقرارها الأمني وتدمير وضعها الأقتصادي , مصاحبه بتعبئة وتحريض أعلامي بغيض حيث يؤدي ذلك الى أنهاك شعب هذه الدوله ومن ثم أستسلامه لمخططاته بعد أن يفقد كل شئ ويدمر بيده كل شئ بحرب طائفيه قذره فيكون حينئذ في موقع المتسول على أبواب هذه الدول بل هو من يطلب قدومها أليه ليمارس السلطه والهيمنه عليه تحت ذريعة (أريد أن أعيش).
أن الوضع المتأزم في المنطقه تحصيل حاصل لسياسه قذره وضع لبناتها في غرف مظلمه في دوائر مخابرات ووزارات خارجيه دول تدور في فلك الكيان الأسرائيلي تكون محصلته خلق صراعات بينيه والوصول بها الى الذروه بحرب طائفيه لا تبق ولا تذر تنتهي باستهلاك قدرات هذه البلدان الماديه والبشريه مما يقود بديهيآ الى تغير كبير في الواقع الجيوسياسي في المنطقه لصالح هذه القوى حيث تدمر كل قوى الأنتاج المحليه والوطنيه والقوميه وأحلال قوى وأمكانيات الشركات العابره للقارات بدلآ عنها وهذا هو مبغى وأقصلى غايه تخطط لها الأمبرياليه العالميه.
نحن الأن على أعتاب حروب تنبثق من الداخل يفجر الوضع فيه وتقلب الطاوله على أصحابها بدل من حروب تأتي من خارج الحدود تنقل فيها الأليات والجنود عبر البحار والمحيطات . أنها الحرب الطائفيه , الحرب المجنونه التي لها واقع خصب في أوطاننا لأن هناك الكثير من المجانين وقود لها وهناك الكثير من بائعي الضمير ممن مستعد للتجاره بها . وأنطلاقآ من هذه البيئه المهيئه للتفجير شجعت القياده الأسرائيليه بالتعاون مع التحالف الأمبريالي على وضع نظريه أمن جديده لأسرائيل قائمه على تجزئة العالم الأسلامي على أساس ديني وطائفي وعرقي لتشكيل كانتونات صغيره وضعيفه وهذا ما يوفر لأسرائيل الكثير من الجهد بدلآ من بناء قوه عسكريه ضخمه وعسكرة مجتمع تكون تكاليفه باهضه.
لقد حرص المنظرون والمخططون لهذه الحروب القذره أن يؤطروا هذه الحروب بأطار ديني ويجتهدون بأفتاءات ما أتى الله بها من سلطان لكي يعطوها مشروعيه فقهيه , كذلك ينتدب لها شخصيات معتوهه لتنفيذ هذه المهام القذره , شخصيات تعاني من مركب نقص كبير وأغلبهم ممن له ماضي معيب يعاني منه صاحبه مما يسهل على مجندي هؤلاء بأن يلقوا من على كاهلهم هذا الماض المؤلم والمقلق لهم عن طريق الأستشهاد من أجل مكونه الطائفي الذي يصور له بأنه معتدى عليه من قبل المكونات الأخرى ويوعد بعد تنفيذ العمليه الأستشهاديه كما يزعمون بمصاحبة الرسول (ص) وتناول وجبة الغذاء معه وهناك مجموعه من الحور العين تكون بأنتظاره وهذا كله كذب وأفتراء على هؤلاء المخدوعين لأن الرسول لا يصاحب القتله والمجرمين لأنه بعث رحمه للعالمين.
أن القوى الأمبرياليه وعلى رأسهم الصهيونيه العالميه تنفذ هذه الأيام سياسة أشعال النيران وأستراتيجية تفجير البراكين ليتعقبها طوفان يقتلعها من الجذور لكي يحلوا محلها حضاره عزموا هم على أقامتها في المنطقه وبذلك يتحقق بناء نظام عالمي يكون نهايه لصدام الحضارات كما توقعه صموئيل هنتجغتون في كتابه صراع الحضارات.
أن هذا كله يجعلنا أمام لحظات تاريخيه , يتحمل مسؤليته الجميع للوقوف أمام هذا المخطط الجهنمي وعدم التساهل معه , وأول خطوات المجابه فهمه والتثقيف على مخاطره لأنه مخطط ليس بالجديد كما يزعم البعض وأنما هو مؤامره تمتد جذورها الى بدايات القرن العشرين عندما وضع الغرب مخططه على تقسيم الدوله العثمانيه وتوزيع التركه بينهم وكان هذا عن طريق سيناريوهات أنعاش الروح القوميه العربيه والتركيه , متوازيه مع بث روح الطائفيه والمذهبيه بين شعوب هذه الدول قاصدين أضعاف كياناتهم الجديده لكي يسهل عليهم السيطره والأقامه الطويله بها وهذا ما حدث فعلآ في البلدان العربيه وليومنا هذا.
أننا اليوم بأمس الحاجه الى سيناريوا مقابل يمنع عليهم تنفيذ مخططاتهم , وهذا يتطلب لقاء حكماء الأمه وكبح جماح الطائفيين الذ ين لا يراعون حرمة الدم المسلم لأ ن الحرب الطائفيه نتائجها كارثيه على الجميع حيث يكون هناك أنهيار متسارع ومتواصل لعناصر القدره لهذه الدول فيكون الخراب عام وشامل (أقتصاديآ, ثقافيآ, أخلاقيآ). فهي حرب أقل ما يقال عنها بالحرب القذره تحرق الأخضر واليابس. حرب تدار بدوافع غريزيه منحطه يكشر فيها الأنسان عن سلوك متوحش لا يضاهيه أشد الحيوانات شراسه في عالم الغاب.
أياد الزهيري