العدسات اللاصقة يمكن استخدامها لعلاج وتصحيح البصر وهي عبارة عن مادة بلاستيكية شفافة يتم وضعها على قرنية العين مباشرة لأغراض إما علاجية أو تجميلية، وعدد مستخدمي العدسات اللاصقة حول العالم تجاوز المائة مليون شخص، ويرتدي الناس العدسات لأسباب عديدة للتخلص من النظارة ولتغيير لون القزحية لتغيير الشكل وهذا من الناحية التجميلية أما من الناحية الطبية فلو نقارن استخدام العدسات باستعمال النظارات سنجد أن العدسات تعطي رؤية جانبية أفضل وهي أكثر مناسبة لممارسة الأنشطة الخارجية أو الرياضية وتمنح الحرية للشخص في ارتداء أي نوع من النظارات الشمسية.
والعدسات اللاصقة نوعان رئيسيان هما العدسات اللاصقة اللينة أو المرنة والعدسات اللاصقة الصلبة، وبالنسبة للعدسات اللاصقة اللينة أو المرنة فهي تكون موافقة لشكل قرنية العين وتستخدم لتصحيح العيوب الانكسارية كقصر النظر وطول النظر والرؤية اللابؤرية (الاستيجماتيزم) وتستخدم كذلك لأغراض تجميلية، ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع منها عدسات الاستخدام الواحد والتي يتم استخدامها لمرة واحدة من الصباح ويتم نزعها في المساء قبل النوم، وتعتبر سهلة الاستخدام ولا تتطلب أي عناية أو تعقيم وذلك يقلل من حدوث الالتهابات الناتجة من سوء استخدام العدسات، والعدسات اليومية وقد صُنعت هذه العدسات ليتم ارتداؤها يومياً من الصباح إلى وقت إزالتها قبل النوم ويُعاد استخدامها لعدد معين من الأسابيع حسب تعليمات الشركة المصنعة ويحتاج هذا النوع من العدسات للعناية بنظافتها يومياً واستبدالها دورياً لتجنب ترسب البروتين والميكروبات عليها والتي تؤدي لمضاعفات سيئة للعين، وكذلك العدسات الدائمة وهي المصممة لاستخدام يومي ومستمر لعدد من الأسابيع أكثر من العدسات اليومية، وبسبب الارتداء المستمر لهذا النوع من العدسات فتزداد نسبة احتمالية إصابة القرنية بالعدوى وتراكم الميكروبات على سطح العدسة والذي يكون مضراً للعين.
أما العدسات اللاصقة الصلبة فهي أقل مرونة من العدسات اللينة وبالتالي تكون أقل راحة وخصوصاً لمن لم يسبق له استخدامها، وتُعتبر العدسات الصلبة الحل الأمثل لتصحيح القرنية المخروطية والتقليل من تطورها كما أنها الوسيلة المناسبة لتصحيح حالات الرؤية اللابؤرية الشديدة، وتتميز العدسات الصلبة بأنها تسمح بنفاذ الأوكسجين للعين بدرجة عالية مما يقلل نسبة العدوى، وتتميز أيضاً بسهولة العناية بها وتنظيفها كما أنه يمكن الاحتفاظ بها لسنتين إلى ثلاث سنوات مع العناية بها جيداً وبقاء مقاس النظر المطلوب.
وهي تعطي مجال رؤية أوسع مقارنة بالنظارة الطبية، كما أنها تعطي الأجسام أبعادها الحقيقة بعكس النظارة وخصوصاً في القياسات العالية، وهي عملية جداً في مزاولة الأنشطة الرياضية والمناسبات، ومن سلبياتها أنها تحتاج لعناية ونظافة مستمرة والإهمال بهذا الجانب يعود بنتيجة عكسية على النظر والعين بشكل عام، كما لا يمكن لبسها في أوقات معينة كأوقات النوم أو أوقات الغبار أو عند السباحة أو في حالة التعرض لحرارة عالية كالفرن عند الطبخ، ويحتاج المريض الذي يستخدم العدسات اللاصقة للمداومة على القطرات المرطبة لتفادي الإصابة بجفاف العين.
ولمستخدمي العدسات اللاصقة يجب العلم بأنه قد يتم وصف العدسات اللاصقة من قبل الطبيب كحل أمثل لتصحيح النظر لذلك يتوجب الاهتمام بكل التعليمات والنصائح الخاصة بها، والحرص على التدرج في لبس العدسات، والبدء بساعتين في اليوم الأول والتدرج حتى الوصول لاستخدامها 12 ساعة يومياً وعدم تجاوز هذا الحد، والحرص قبل استخدام العدسات على غسل اليدين جيداً عند لمس العدسات وعلى أن تكون الأظافر قصيرة لتفادي أي خدش للقرنية مما يضر بصحة العينين والنظر، وعدم إعارة العدسات والأدوات الملحقة بها من علبة العدسات والمحلول لأي شخص آخر، وكذلك عدم استخدام عدسات الغير، والحرص على نزع العدسات قبل الموعد ب 24 ساعة على الأقل حتى يتسنى لأخصائي العدسات إجراء الفحص بشكل دقيق، وعدم فرك العينين مهما كانت الحالة بوجود العدسات اللاصقة، والحرص على ارتداء نظارة شمسية عند التعرض للشمس عند ارتداء العدسات اللاصقة، ونزع العدسات اللاصقة قبل النوم وتجنّب السباحة بالعدسات ويمكن إبقاؤها في حال الاستحمام مع إبقاء العينين مغلقتين كي لا يلامسها شيء من مواد التنظيف كالصابون وغيره، والاحتفاظ بنظارة طبية لاستخدامها في حال فقدان العدسات، وكذلك تنظيف العدسات وشطفها في كل مرة يتم إخراجها من العينين وشطف العلبة الخاصة بها، وبالنسبة للسيدات وعند وضع المكياج الحرص على ارتداء العدسات قبل وضع المكياج للتقليل من تلوثها بتلك المواد، كما يجب عدم لبس العدسات أبداً عند حدوث احمرار أو إفرازات داخل العين حتى يسمح الطبيب بذلك.
كما ينبغي معرفة الأعراض الشائعة عند لبس العدسات للتكيّف معها ومنها الإحساس بوجود جسم غريب داخل العين، وازدياد الدمع والرمش اللاإرادي، وازدياد الحساسية تجاه الضوء وجفاف العدسة مع العلم بأن كل هذه الأعراض طبيعية في البداية، وستزول بمجرد أن تتكيف العين مع العدسات إلا أنه يجب عليك التواصل مع الطبيب في حال استمرت هذه الأعراض لوقت طويل، إن ارتداء العدسات اللاصقة بدون وصفة طبية أو ارتداؤها بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى حدوث التهابات خطيرة بالعين ويمكن أن يسبب العمى لا قدر الله.