المؤمن مصدر عطاء
في خضم السير في تجارب الحياة , يتعرض الأنسان فيها للكثير من الصور السعيده والحزينه والمؤلمه والمفرحه ,مصاعب ومتاعب لا تخلو من محطات السعاده. هكذا الأنسان كما قال الله في محكم كتابه العزيز(خلق الأنسان في كبد) وأنا أرى هذه هي مسيرة الأنسان عبر التاريخ ومنذ نزلت الخليقه على الأرض .
أذن لا مهرب من منغصات الحياة مهما أوتي الأنسان من حظ وقوه لأن الأنسان قدره في الحياة هو الكفاح والعمل والسعي نحو التكامل وهذا الطريق بطبيعة الحال لم ولن يخلو من عقبات وهذه من طبيعة الأشياء وكما يقول المثل السويدي (أن تعمل يعني أن تعرق وتتألم وتنزف) . هكذا يخطأ من يتصور أنه بأمكانه النأي بنفسه عن الأذى أو لا سامح الله أن يناله مكروه ولو وضع نفسه في برج عاجي وهذا محال لأنه سوف يحكم على نفسه بالشلل وبالتالي الموت.
أذن أنت والناس أي المحيط على موعد يومي لا مناص من الفكاك منه. هكذا بعض الناس عندما تلدغهم تجارب الحياة بأنيابها المسمومه يؤثرون الأنزواء والوحده معتقدين أنهم سدوا الباب التي تاتي منها الريح وسوف تغلق ويستريح وبالتالي يدخل في شرنقة الوحده التي لها همومها ومشاكلها الخاصه وهنا يصبح كاالمستجير من الرمضاء بالناري . ومع ذلك فالذي يؤثر الوحده والأعتزال عن محيطه الأجتماعي لا يكون في منأى من الضرر بل لعل هذا الأنعزال يجلب ما هو أشر وأضر على المعتزل وأن لم يشعر بها هو نفسه بل قد تكون أثارها يراها عليه غيره.
أن الأنسان عندما يتعرض لشر البعض فهذا هو الطبيعي وهو ما يتماشا والطبيعه الأنسانيه والعله ليس هنا فالعله عندما يعجز الأنسان في مواجهة ما يتعرض له من ضرر من خلال معايشته وأندماجه في المجتمع وهذا يرجع الى التكوين النفسي للأنسان المتعرض للضرر من الأخر . فمنهم من يعتبر هذا أمر طبيعي فيستنفر كل وسائل الدفاع (القوه الجسديه والعقليه والنفسيه) لدرء هذا الضرر أو محاولة تحاشيه وهذا هو الطريق السليم والموضوعي وبالتالي لا يزداد هذا الأنسان الا قوه ومناعه وكما يقول المؤرخ البريطاني تويني ( التحدي يصنع الحضاره) حينئذ هذا الأنسان سلك السلوك الطبيعي فلا يزداد الأ قوه ومنعه وخبره بالحياة وهذه صفه أيجابيه له وللمجتمع الذي يعيش فيه وهي علامه من علامات الصحه النفسيه لأنه أنسان صمد وتغلب على المشكله التي أعترضت له وهكذا الأنسان يزداد قوه مع كثرة المشاكل التي تصادفه حينما يكون قادرآ على حلها عكس من يهرب من المشاكل أو يتجاهلها أو يتغاضى عنها كالنعامه التي تدس برأسها في القش لكي لا ترى الخطر الذي يقترب منها وهذا هو الهروب من الواقع و لا يكون فيه خسران الا لمن تجاهل الواقع أو من أنكسر أمامه ولنا في الأمام الحسين (ع) خير شاهد عندما كان الواقع كل الواقع ضده وليس هناك من يناصره في قضيته حتى أنه قال (اليس هناك من ناصر ينصرنا) ولكن هذا العظيم لم ينكسر ولم يستسلم أمام هذا التحدي وهكذا خسر الأمام الحرب ولكن ربح المعركه مع الظالم أما الصوره الثانيه للأنسان الذي ينهزم من الواقع مهما كانت الأسباب ويفضل الوحده والأعتزال عن محيطه الأجتماعي , يرجع هذا الى أسباب مختلفه قد يكون بعضها راجعأ الى الخوف من الناس وأتقاء شرهم وقد يفضل أخرون هذا الخيار لغريزه داخليه في أنفسهم تجعلهم يفضلون العزله على مخالطة غيرهم من الناس , ذلك أنهم يشعرون بسكون الحياة وبساطتها وبخفة ألتزاماتها بينما لو خالطوا غيرهم من جنسهم لحملوهم بما لا يرغبون أو يطيقون حمله. الميل للعزله عن المحيط الأجتماعي رغبه غير طبيعيه لأنها لا تتماشى والنزعه الطبيعيه للأنسان والذي هو مدني الطبع عكس النعزال والذي هو حاله من الحالات المرضيه التي يبتلى بها بعض البشر ولذلك عبر عنها الرسول الأكرم بحديثه الشريف (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ).
هناك شئ لا يمكن نكرانه في هذا الواقع أنه زمان كثرت فيه الفتن وأزدهر فيه النفاق وأصبح فيه الأذى مظهر من مظاهر القوه , يحرص البعض على أن ينأى بنفسه منها ويبتعد عن كل سوء يمكن أن يصدر من الأخرين رغم مافي معاشرة الأخرين من مغريات منها دخول البهجه الى الذات الأنسانيه الا أنه بالمقابل سيكون هناك دفع لتلك البهجه وذلك الأنس الأنساني برذاذ سوء ونفحات شر قد تحملها تلك العلاقات اليك وأن المتابع للكثير من العلاقات الأنسانيه وما يحدث فيها ومنها يفضل البعض وحده قاسيه وعزله مؤلمه على علاقات جوفاء من الداخل, علاقات يشوبها الكثير من النفاق والمصانعه والتي تكون براقه من الخارج ,جوفاء من الداخل مما يجعله يردد بكل قناعه (الوحده خير من جليس السوء) وهنا يأتي الحكم القاسي على النفس وأن بدى خفيف الوطأ ظاهرا الا أنه ثقيل الأثر على الأنسان نفسه وعلى المجتمع لأنها سوف تخلق مجتمع متقطع الأوصال وحشي الطباع فاقد لعنصر الأنسنه مبتعدأ عن دوره الحقيقي وهو دور البناء بأعتباره خليفة الله بالأرض والا لأنزوى رسول الله (ص) في غار حراء بعيدأ عن الناس مؤثرأ الراحه والدعه على مخالطة الناس و لا ننسى القران الكريم عندما يقول (ولكم في رسول الله أسوه حسنه).
أن الأسلام ينتظر من الأنسان المسلم الموقف الأيجابي بالحياة وأن يكون عنصرأ بناءأ بها لا موقف المتفرج على ما يحدث بل هو ما يصنع الحدث وهذا هو الموقف الأيجابي وهو المطلوب والا على الأقل أن يقف بموقف الحياد الأيجابي الا وهو عدم مناصرت الباطل وتعضيده وهو من أضعف الأيمان كما قال الرسول محمد (ص) ( من رأى منكم منكرأ فاليغيره بيده وأن لم يستطع فبلسانه وأن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الأيمان).
أياد خضير الزهيري
السلام عليكم ورحمة اللله وبركاته بوركتم اخي الحاج اياد على جميل ماطرحته لنا من موضوع شيق لنمط حياتنا الانسان المسلم المؤمن
هاني التميمي