معادله صاغها طواغيت الزمان وكأنه أمرآ سماويآ أنزل قضاءه وقدره على أن نكون نحن أتباع أهل البيت (ع) محكومين على طول الزمان وغيرنا حاكمين لا لأننا لا نجيد الحكم و لا لأننا ناقصي عقول وفاقدي لمهارات القياده وغيرنا خلقه الله من طينة الحاكمين ولا تليق الحاكميه الا لهم.
هذه المعادله أرادوا لها أن تكون معادله أزليه و من أحرم المحرمات , ولا يجوز المساس بها و لا التقرب منها. هكذا ربوا أتباعهم وهكذا طوعوا أو حاولوا تطويع الجانب المعارض لهم على هذا المبدأ ,حتى أن نسبه كبيره من المعارضه أستبطنت هذا المبدأ في لا وعيها وكأنه أمرآ مسلمآ به وقاعده محسومه تاريخيآ والحاكميه ملكه لا يتمتع بها الا هم.
هكذا طوعت الجماهير وعبر الزمن على مقولات مزيفه وصلت الى حد أستزاغها العقل الجمعي للمحكومين وأخذ يردد مقوله يعتبرها من البديهيات ( أن السنه تحكم والشيعه تلطم ). هكذا دجن الظالمين شعوبهم لدرجه أصبح سوطآ مسلطآ على ظهورهم, فهم يوصفون من قبل حكامهم بأنهم أبناء الوطن وأبناء العمومه عندما يكونون في منزلة المحكومين ومادام هم قانعون وصامتون وخانعون على حقوقهم المهضومه وهم أولاد الملحه والغيارى عنما تكون الحاجه لهم ملحه حين يقرر الحاكمون دخول الحروب كي يكونوا وقود لها. بكلمه أخرى هم وطنيون ما دام ينفذوا أوامر الحاكم ويتصاغروا دونه ويسلكون سلوك الرعايا الخدم المطيعين لأوامر سيدهم ولكن ياويلهم أن نادوا كغيرهم من بني البشر بالمساواة أو بالمشاركه في الحكم ,فهنا تثير ثائرة الأقليه الحاكمه فينعتوهم بأولاد الزنا والعملاء والخونه وهناك من يصرخ بأنهم غرباء ينبغي أبعادهم عن الوطن , فهم جاءوا كما يزعمون من أماكن بعيده من الوطن , يصفها بعضهم أن أصلنا هو الهند وهم العرب الأقحاح وأن جدهم المحارب القديم قد جاء بهم كأسرى حرب فأستوطنوا جنوب ووسط العراق مربين الجاموس لكي نصنع لهم منه قيمرآ دسمآ يأكل منه ساداتنا الحاكمين. هذا هو توصيفهم لنا عبر التاريخ , وكلما رفع الشعب صوته مناديآ بالمشاركه معهم بأدارة البلد.
قد يسأل سائل لماذا تكتبون في مواضيع حيث تثيرون مشاعر الشحناء بين العراقين في وقت نحن بأمس الحاجه الى التهدئه والأنسجام. هذا صحيح ولكن تجعلني وأياك نشعر أننا مواطنون من الدرجه الأولى وليس هناك حق يهضم.
أننا أتباع أهل البيت مسكونون بتجارب مره , عشناها عبر التاريخ ودفعنا أثمانها أرواح ودماء ونحن من نحتاج الى من يطمئننا بأن الحقوق سوف ترد الى أهلها وليس هناك من يفكر أو يجرأ بالأعتداء عليها ثانيه ونحن من نريد من الأخر أن يثبت حسن النيه بالمشاركه معنا بأدارة شؤن البلد يجمعنا سويه ومشفوعه بسلوك عملي يثبته الدستور ويترجم الى قوانين عادله ويمارس على الأرض عمليآ, لأن التجارب القاسيه والمره هي من أعطتنا الحق بالتوجس من الأخر والشعور برغبة الأخر بسحقنا لا بل بأذلالنا تحت مبررات ومقولات وفتاوي أنتجها لهم بعض فقهاهم ممن يوسموا بوعاظ السلاطين..
غيرنا مطلوب بأبداء حسن النيه , وهذا هو منطق الحق حيث أن الظالم عبر التاريخ أذا صحى له ضمير في يوم من الأيام وأراد أن يرجع الحقوق الى أهله , عليه أن يعتذر لهم ويصحح مسيرته معهم ويرد لهم حقوقهم المسلوبه كما فعلت دولة جنوب أفريقيا عندما أعترفت و عتذرت للسود على جرائم أقترفت بحقهم بغير وجه حق, لا العكس وكما هو يحدث الأن في العراق , حيث نحن من ذبحنا ونحن من فجرت المفخخات بنا وبأبنائنا وبمساجدنا وبمدننا وفي نفس الوقت ينظر ألينا بأننا من أسأثرنا فأسئنا الأستئثار , وهذا ما يذكرنا بالمقوله المشهوره (ضربني وبكى وسبقني وأشتكى).
من المهم أن أذكر القارئ الكريم بتجربة الأمام علي (ع) بالحكم والذي لا غبار على مواصفاته كقائد وكحاكم و هو لا تنقصه الحكمه في الحكم ولا المعرفه القضائيه في القضاء , حيث كان ولا يزال يوصف ب (علي مع الحق والحق مع علي) حتى قال الخليفه الثاني عمر بن الخطاب ( لولا علي لهلك عمر) ولا أعتقد هناك من ناظره بالشجاعه في أمة العرب ولكن عندما أستلم السلطه وكانت هي السلطه الوحيده عن الطريق الشعبي قامت الدنيا ولم تقعد وثار آل الزبير طلبآ للسلطه وأدخلوه بحرب الجمل وثار الأمويون في حرب صفين والخوارج في حرب النهروان وهكذا لم يتركوا للأمام فرصه يلتقط أنفاسه لتفرغ لشؤون الأمه والتي كانت في أحوج الظروف الى من يعتني بأمرها ويطيب جراحاتها من كثرة الحروب ومعالجة شؤون الأيتام والأرامل والتي كانت حصيله لهذه الحروب وكذلك لوضع الأسس السليمه للدوله الجديده ولكن المنافقون وأبناء الجاهليه الأولى وأتباع بني سفيان وممن أتفق معهم بالعوده الى النظام الجاهلي القديم أن لا يدعوا فرصه للأمام أن يقيم دوله العدل الألهي والتي وضع أسسها نبينا الكريم (ص) ولكن هذا هو شأن شياطين السلطه والذين يريدون أن يعيشوا على معاناة الأخرين فأستشهد في محرابه على يد عصبه مجرمه نفذت الجريمه على يد أبن ملجم ,وهكذا أسدل الستار على عهد كان يتطلع اليه كل المظلومين وعلى شخص كان أمل المحرومين والفقراء والمساكين , وهكذا كانت الأمه من بعده مئات السنين نالت من التنكيل والتعذيب على أيادي بني أميه ومن بعدهم بني العباس.
ولكن في منتصف القرن العشرين هبت نسمه من العداله على يد زعيم وطني أراد أن ينصف شعبه ,وهو الزعيم عبد الكريم قاسم ولكن أبناء ممن أدمنوا على السلطه وأستأثروا فيها وبسبب النظره الفوقيه لفئه من الشعب العراقي الذين يرتضوا لأنفسهم الا أن يكونوا حاكمين أدخلوا البلاد في فوضى ولم يهدأ لهم بال حتى أعدموه وأرموه في نهر دجله لا لذنب أقترفه الا لأنه خاطب الشعب بأنه أبن الشعب البار وأنصف أبناء الجنوب , سكان الصرائف فبنى لهم دورآ تليق ببني البشر ولكن تآمروا عليه في ليله ظلماء فأعدموه بطريقه جبانه و هذا هو ديدن الظالمين وهكذا رجعت السلطه الى أيديهم مرتآ أخرى ولم يروا الناس الا الأمرين فرجعت الطائفيه على يد عبد السلام محمد عارف وعذبت الناس على يد الحرس القومي ومرت الأيام والسنون وبعد سنوات الظلام وعهود القهر تنسمنا هواء الحريه وأنتخب الناس رئيسآ لوزراء العراق السيد نوري المالكي . وهكذا أفرزت صناديق الأقتراع أرادة شعب قال كلمته ولكن طائفية البعض ونرجسية الأخر لم يترك وقتآ الا وأستثمره بمشاكسة الحكومه التي يتولى أمرها السيد المالكي لكي لا يعطيه فرصه البناء لشعبه وبالتالي أهدار فرصه بناء الديمقراطيه للعراق آملين بأن ترجع عقارب الساعه الى الوراء وأرجاع رموز النظام السابق الى السلطه وبالتالي حرمان أتباع أهل البيت أن يكونوا شركاء مع أبناء الوطن الأخرين وكأنه لا يليق بهم الا مواطنين من الدرجه الثانيه وهو قدرهم المحتوم كما يرى غيرهم , فيستسلم أتباع أهل البيت لقدرهم الي رسمه لهم خصومهم .
وهكذا سوف يستمر هذا المسلسل الدموي ضد أتباع أهل البيت أذا لم يضعوا هم له حدآ . وهذا الحد لا يقوم له قائم بدون وعي للمصلحه العليا. أضافه لوحدة الصف والكلمه , لأن بدون ذلك سوف يعيشون العبوديه على طول الدهر ما لم يفكروا بكرامتهم وان يكونوا حسينين كما أراد الحسين نفسه (ع) حيث قال (هيهات منا الذله يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون).
علي القطبي الموسوي
علي القطبي الموسوي
لم يستفد الطغاة ولصوص السياسة من أمر كما كما إستفادوا من الدين ومن الطائفية. لو حاولنا يوماً واحداً أو ساعة واحدة أن ننظر للأمور بتجرد وواقعية لما سمحنا للسياسيين الفاسدين أن يعلقوا جرائمهم وفسادهم على عاتق الدين الحنيف والمذهب الشيعي الشريف. لا ينبغي لنا ان أن نسمح لمن هو محسوب على الشيعة أو على السنة أن يعتقل الناس بدون ذنب وبدون محاكمة سنين طويلة ويعذب المتهمين حد الموت لأن الحكام السابقين قد ظلموا الشيعة. الطغاة السابقون ظلموا الناس جميعا حتى عشائرهم وأهليهم بلا رحمة إذا ما حاول أحد أن ينافسهم على سلطانهم.هذه سنة التأريخ، والتاريخ يعيد نفسه. الطغاة لا دين لهم الفاسدون لا دين لهم… الإرهاب لا دين له. تحيتي ومحبتي للكاتب الصديق أياد الزهيري.
5 يونيو 2013 – 7:36 م
بسم الله الرحمن الرحيم سلامي وتحياتي للأخ العزيز اوالخطيب الحسني السيد علي القطبي. التاريخ سجل سيرة الشعوب وذاكرتها المسجله والتاريخ كما تعلم هو خير معلم لمن يريد التعلم وهو عبره لمن يريد الأعتبار وهذاه هي مهمة التاريخ الحقيقيه . أخي العزيز اللبيب من أعتبر منه لأن المؤمن لا يلذ من جحره مرتين . شكرآ على تعليقكم ,متمنين لكم النجاح وأناأشكرك على كتاباتك الأخيره فيما يخص سيرتكم الجهاديه في امقرعة النظام السابق وهو سفر جهادي ناصع نسأل من الله أن يكتب لكم فيه الأجر والثواب . أخوكم أياد الزهيري 5 يونيو 2013 – 7:37 م