Loading

الأمام علي قياده ملهمه

العظماء هم دائمآ ذخيرة الأمم ونبعها  الذي لا ينضب. قد يرى الكثير أن الثروه الحقيقيه لكل أمه أو شعب من الشعوب هي ثروتها الماديه والمتمثله بثروتها المعدنيه والزراعيه , ولكن هذه نظره قصيره وقاصره تنم عن ضيق أفق وقصر نظر في تقيم الأمور , لأن أي ثروه من الثروات مهما كبرت وعظمت تتحول الى وباء ومصائب على رؤوس هذه الشعوب أذا كانت أدوات هذه الثروات بيد أناس لا يحسنون التعاطي معها فيحولها الى نقمه بدل رحمه ونحن غير بعيدين عن ما حدث في بلدنا العراق وكيف سخر صدام حسين ثروة العراق النفطيه الى وبال على الشعب العراقي , فادخل العراق في حروب لا طائل منها, فبدل أن يبني العراق ويحوله الى بحبوحه من العيش  الرغيد لشعبه , حوله بدلآ عن ذلك  الى بلد الجحيم على رؤوس شعبه وما يعانيه الشعب العراقي اليوم من الفقر والفاقه والتشرد والهجره , هي نتيجه الى هذا التخبط بل الأستهتار بهذه الثروات وهو نوع من أنواع السفاهه , والسفيه هو من لايجيد حسن التصرف بأمواله وهو ما أشارأليه المشرع الأسلامي الى ضرورة وضع اليد على أموال السفيه لمنعه من التصرف غير السليم فيه.

هكذا ينبغي أن تكون النظره شامله لتقييم الثروات الحقيقيه للشعوب وهي نظره يقيمها العاملين في حقل تنمية الموارد البشريه بان للبعد الحضاري  والموروث الثقافي أثرآ كبيرآ وعاملآ حاسمآ في التنميه البشريه والماديه لأي أمه من الأمم عندما تغفل العوامل الملهمه في البناء الروحي والنفسي في حياة الشعوب يجعل منها شعوبآ خاويه الهمه فاقده لبوصلة التوجه نحو الأهداف الحضاريه وهكذا نسترعي أنتباه كل من يهتم ببناء الشعوب أن لا يغفلوا الطاقات الخلاقه والمستتره في تراث العظماء في تاريخنا الأسلامي ومن هؤلاء هو الأمام علي (ع) والذي نحن اليوم بأمس الحاجه اليه لما نعيشه لحاله من الفوضى في كل مفاصل حياتنا وأن نرفع الستار عن هذه الشخصيات العظيمه عن نظره غير تقليديه. وهنا نحن اليوم وبين أيدينا تراثآ عظيمآ وموروثآ ضخمآ أنجزه لنا أمير المؤمنين علي (ع) فيه خارطة طريق يبين فيها مبادئ محاربة المفسدين وكيفية محاربة المال الحرام حيث شجع أصحابه على مبادئ الزهد في الدنيا , وهو من علمنا مبادئ الحكم العادل ولكن وللأسف استغرقنا الكثير من الوقت والجهد في رفع الشعارات واقامة الأحتفالات متناسين وغير مبالين لما دعانا علي (ع) وهو العمل. فحالنا مع علي (ع) كمن يمتدح طبيبآ حاذقآ ولا نلتزم بأرشاداته الطبيه ونحن على ما نعانيه من امراض اجتماعيه وعلل نفسيه فندعي أن عليآ هو الطبيب لها ولكننا نكتفي بالتمجيد و لا ناخذ بما يقول بتحويله الى مشروع عمل .

لا شك أن الأمام علي (ع) هو هبة السماء لأهل الأرض ليكون بينهم هاديآ ينير لهم الطريق في معترك الحياة فقتله المجرمون من الماضين ولم يلتفت اليه الحاضرون الا بالشعارات الرنانه , تاركين نظرية عمل قدمها لنا على طبق من ذهب ولكن وللأسف ساهمنا نحن الحاضرون بقتله مرتآ أخرى ولكن بطريقه أخرى ألا وهو الأبتعاد عن منهجه وعدم الألتفات الى ما أنتجه للأجيال من منهج طريق يسترشد بها من يريد الهدى ويمقت الظلاله و لكن وللأسف يبدو أننا مجتمع لا يرغب بأنتاج زعيم ناجح بل قاتل للزعماء العظام ولا يملك في نفسيته نزعة التقدير اللازمه لظهور الزعامه حتى أننا لا نكاد نلحظ بذره من بذرات الزعامه تظهر في أحد الناس حتى نقتلها في مهدها.

أن القياده تحتاج الى رعايه وعطف لكي تنمو وتصبح شجره باسقه يستظل بها الناس. فالزعيم لا يعتمد على زعامته فقط وأنما هو يعتمد أيظآ على تقدير الناس له وتشجيعهم أياه, أما في المجتمعات القاتله للزعامات فهو في أحسن الأحوال لا يرى التقدير الا بعد موته وأن مصيبتنا اليوم هو أهمالنا للمخلصين وأظهار الموده والنفاق والتزلف والأحترام للظالمين.

أن الزعيم يخلق الأمه وهي تخلقه في الوقت ذاته لأن الأمه لا تستطيع أن تخلق من شخص تافه زعيمآ وبنفس الوقت لا يستطيع الموهوب أن يكون زعيمآ في أمه لا تقدره وهذا ما حدث مع الأمام علي (ع) عندما قال أسئلوني قبل أن تفقدوني) فنهض له شخص أقل ما نقول عنه تافه فيقول له كم شعره في رأسي.

أن الظروف والفضاءات القاتله للمواهب والزعامات الناجحه تدفع بهؤلاء أن يموتوا في سبيل مبادئهم لكي يعرف الناس قدرهم وأني أرجح أن أستشهاد الأمام الحسين (ع) وكذلك أستشهاد الشهيد محمد باقر الصدر هو من باب أحياء الضمائر التي تحتاج الى دماء لكي تستيقظ.

أن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل نحن نستمر في صناعة مذابح ينحر عليها المخلصون حاملي ألوية الحريه والبناء والعدل . أنها لعنة السماء والتاريخ  وأن الذل والهوان لكل شعب يقتل عظماءه ويدفن أنجازاتهم  بمدافن النسيان  .

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *