Loading

الدين والحياة

عندما لا يفهم البعض جوهر الدين أو يجهل الكثير من حقائقه أو من يعيش البعض في تجربه دينيه معينه وأقصد به دين ما غير الأسلام, وهذه التجربه لا تجيب على أسئلته حينها يفقد الثقه بهذا الدين و وقد تسحبه هذه التجربه الفاشله على كل الأديان في الأرض وهذا أعتقد ما دعى ماركس أن يقول كلمته الشهيره (الدين أفيون الشعوب) . أن المحلل لشخصية ماركس وللظروف التي عاشها لا يستغرب من مقولته هذه, لأن الدين المسيحي قبل ماركس وفي حياته وهو يعيش في وسط مسيحي أوربي وكذلك ديانته اليهوديه وما تحمله من نظره عنصريه أتجاه الشعوب الأخرى ومسيحيه كانت في خدمة أمراء وملوك أوربا وعلى حساب الضعفاء والمساكين , داعيك عن مساهمه المسيحيه في تعاسة هذه الشعوب عبر ممارسات فيها الكثير من الأحتقار للحياة والمرأه  وماتلقاه العلماء من أضطهاد نتيجه للأرائهم وما ساهمت فيه الكنيسه في صناعة مجتمع طبقي مقيت وما أشعلته من حروب صليبيه في العالم راح ضحيته الملالين من البشر. كل هذا دفع البعض ومنهم ماركس الى هذه النظره المزدريه للدين متجاهلين التميز بين الأديان وخصوصية كل واحد منهم.

أن الذي أريد أن أقوله وهذا ليس من عندياتي ولكن هو من جوهر الدين السلامي وصلب عقيدته بل هدفه الأساس هو أصلاح الحياة وتنظيمها والسير بها الى الأفضل والأكمل حيث قال الأمام الحسين (أني لم أخرج أشرآ ولا بطرآ وأنما خرجت طلبآ للأصلاح أمة جدي محمد) وكذلك ما يصرح به القران من توجه نحو الأصلح والأقوم ( أن هذا القران يهدي للتي هي أقوم) وهكذا حيث توجد المصلحه فثم وجه الله.

من هذه المقدمه أردت التنبيه من محاولات وتوجهات بل وممارسات  من طبيعتها أن تحجم بل وتعطل قوة وطاقة ما يمتلكه الدين الأسلامي من قوى جباره في صنع حياة أفضل عن طريق حصر مهامه في جوانب محدوده مقتصره على التوعيه والأرشاد الديني  في حين أن الجانب الأهم هو التمظهر في مؤسسات أسلاميه فاعله تخلق جوآ وحركه أسلاميه فاعله تبصم الأسلام في كل جانب ومؤسسه وشارع ومدرسه في المجتمع لأن الأسلام لا يعرف بالخطب وحدها بل بالعمل الذي يلامس حياة الناس.

أن في الأسلام الكثير مما يمكن أن يقدمه وان عجز لا سامح الله فسوف نجد هناك أحساسآ أجتماعيآ من لا جدوائية هذا الدين لأنه بنظرهم عجز من أن يقدم لهم شيئآ, فمثلآ أن كان الدين لا يصلح لنا حالآ ولا يساهم في تقويم وتشكيل أخلاقنا ولا يطور حياتنا , فما الجدوى فيه, فالدين ليس طلمسآ و لا حرزآ نعلقه برقابنا أو أيدينا ومن يعتبره ذلك فليس له الحق برفع شعار (الأسلام هو الحل).

أنا أحذر وأنبه الى ممارسات بأسم الدين أن أستمرت فلا تلحق بالدين الا التشويه والأساءه وهناك من يسعى الى هذا بقصد أو بدون قصد , وهناك من خطط لهذا الأستخدام السئ والقاصر للدين وهم يعملون بذلك مع سبق الأصرار والقصد جلبآ لمنافع خاصه فرديه أو حزبيه أو لأسباب أستراتيجيه تحمل أجنده خارجيه تقصد سوءآ  بالأسلام وأهله وهي مخططات خطيره ومرعبه تحمل في طياتها الكثير من خطط الشيطان ومخاتلاته وحقده وعداواته وأن خير من يقوم بهذا الدور اليوم هو الولايات المتحده الأمريكيه وأسرائيل بالتعاون مع أذنابهم وعرابيهم في المنطقه وهم كثيرين وعلى راسهم السعوديه وقطر والأردن.

أن الأسلام يتعرض الى هجمه شعواء بتشويه صورته السمحاء بصوره وحشيه حين ترجم الوهابيون متمثلين بالقاعديون اليوم أسلامآ لا عهد لمحمد (ص) به حيث قدموا صوره مشوه تشعر الأخرين بالتقزز من الأسلام عن طريق ملابسهم الغريبه ولحاهم الكثه والشعثه والأدهى بسلوكياتهم البشعه وممارساتهم الهمجيه فصوروا الأسلام دين السماحه والرحمه (أنا جعلناك رحمة للعالمين) على أنه دين السيف والجريمه وأن أتباعه هم آكلي أكباد ضحاياهم.

أن الأسلام اليوم يسوق عبر ممارسات جرائم الوهابيه في مدن وشوارع المسلمين عبر القتل اليومي والمذابح بالساطور والسكين . هذه الصور اليوميه عبر الأعلام تحمل الكثير من الصور المعتمه عن الأسلام والكثير من الذكريات المؤلمه لهم مما يكون سببآ رئيسيآ في شرخ العلاقه بين الأسلام والمسلمين في العالم الأسلامي كما كانت المواجه بين المسيحيه والشعوب الأوربيه في العصور ما بعد الوسطى حيث نبذت المسيحيه وابعدت من حياة الناس , حتى أصبحت كنائسهم عباره عن متاحف لا غير تزار لأغراض النزه والبحث عن الفن  , وهذا ما نحذر منه عندما يسعى الوهابيون أن يحدثوا الوقيعه بين الأسلام والمسلمين وحينها يفقد المسلمون أعز وأغلى هويه لهم الا وهي الهويه الأسلاميه والتي تختزن في داخلها مدلولأ حضاريآ عظيمآ يمكن أن يكون المسلمون فيه أمه عظيمه , وهذا ما لا يريده أعداء المسلمين وهو بالحقيقه مبتغى قوى الهيمنه والتي تضمر للمنطقه أهداف تدميريه تكون مقدمه لأستعمارها وبالتالي أستحمارها.

أنا أتمنى أن تنتبه المؤسسات الدينيه الى أخذ عنصر المبادره وتجعل من الدين المحرك الرئيسي لكل النشاطات التنمويه والحركات الداعيه الى حرية الأنسان وصون كرامته ودعم واسناد كل المبادرات التي تؤمن العيش الرغيد له  , وهنا اشير الى أن بيوت العباده لو تبنت بصدق واخلاص مطالب الناس وآمالهم لأقبلوا عليها بقلوبهم وعقولهم لا فقط بعواطفهم لأنهم يشعرون انها تشعر بمعاناتهم ومتحمسه لتحقيق أحلامهم بحياة حره كريمه وهذه المبادره هي مصداق ل (خير الناس من نفع الناس) كما جاء بالنص الديني وهذه حقيقه موضوعيه ينبغي على كل المعنين والذين يهمهم مستقبل الأسلام أن يهتموا بالأنسان لأن كما قال أحد القاده الأفارقه (الخبز قبل الشعار) , وان هذا الراي لم يكن هو راي كاتب هذه السطور بل هي من بداهة دين الله الذي يقر ويبارك كل ما فيه خير الأنسان بل حث دين الله وأمر بالجهاد وأعلان الثوره على الطغاة والمستغلين من اجل المستضعفين بل هو بالحقيقه دين المستضعفين والناصر لهم مقابل المستكبرين وهو مصداق ما قاله الأمام علي (ع) حين قال (والله لوما ما أخذ الله على العلماء من الميثاق ان لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم لالقيت حبلها على غاربها) .

أن من يريد للأسلام الخير والعلو والرفعه يكون من الواجب على المؤسسه الدينيه أن تستبعد كل ما هو طارئ عليها فاقد للعلميه والنزاهه والعمل المخلص لأن تجار الدين هم الكارثه الحقيقيه عليه والقنبله الجرثوميه التي تسمم بدنه وتصيبه بالعلل والأمراض مما يجعله خاويآ مريضآ مما يكون سببآ في هروب اهله منه وقوه طارده لغيرهم وهذه هي المصيبه الكبرى والطامه العظمى والتي كفانا الله شر الوقوع فيها وان من المهم والضروري حماية الأسلام من بعض من يتكلمون باسمه  , فهم ممن يهددون حصونه من الداخل, حيث أن رجل الدين المزيف والمتاجر به هو اخطر ما يهدده لأن الأخطار الخارجيه لا تزيده الا منعه وقوه , لأن التحدي يصنع الحضاره كما يقول المؤرخ الأنكليزي توينبي  . وهكذا يكون الأمر ينطبق على كل المؤسسات والأحزاب والتجمعات والدول أن الضعف البنيوي فيها هو الخطر الحقيقي , لذى يسعى أعداء الأسلام الى التسقيط الشخصي للشخصيات الكبيره لما لها من تاثير معنوي على أتباعه قاصدين توهينه من الداخل ليسهل الأنقضاض عليه من الخارج وهذه هي المؤامره اليوم على الأسلام واليوم نشاهد ظهور بعض الشخصيات وبجلباب الدين ومع القصد بعمائم سوداء تهاجم مقدسات الدين وهو من باب صناعة الضد النوعي وهو من اخطر الحروب على كل جماعه وهذا ما نشاهده داخل المذهب الواحد وكذلك بين المذاهب داخل الدين الواحد وما الفتنه الطائفيه في هذه الأيام الا مصداق لذلك.

نحن نتطلع بل وندعواالمؤسسات  الأسلاميه أن تربي لنا قاده يقودون الحياة لا أن يجلسوا في صوامعهم  وتكاياهم وهذا يتطلب رجال من الطراز الأول وعلى هذا الأساس أتمنى من الحوزات العلميه أن تقبل النوابغ من الطلاب كما فعلت كلية الفقه في قبول طلابها عند التاسيس فخرجت لنا اساطين العلم كالشيخ الوائلي والدكتور مصطفى جمال الدين وغيرهم حيث تتوسم في شخصياتهم ميزات القياده لا أن تستقبل الفاشلين من الطلاب والهاربين من مواجهة الواقع لأن الحوزه حري بها أنتاج قاده للمجتمع لأن من يقود المجتمع ينبغي أن يكون من المتميزين لأنه العين التي يرى بها المجتمع والعقل الذي يفكر والأراده التي تبني والأخلاق التي تحفظ القيم حتى أن الله سبحانه وتعالى يقول (لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقه أو معروف أو اصلاح بين الناس).

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *