Loading

بين يدي رمضان

واحده من نعم الله على الأنسان هو أعطاه فرص ذهبيه للمراجعه وأعادة التنظيم كما يقال في المفهوم العسكري عادتآ , وهي حاله تحصل بعد الهزيمه وأما أعادة التنظيم في رمضان فهو أعادة التنظيم بعد الهزيمه الروحيه للأنسان وهي حاله يعيشها الأنسان المسلم كما يعيشها الأنسان في كل مكان وهي حاله أصبحت ماثله للعيان معلنه عن هزيمه روحيه يعيشها العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى ما . هناك الكثير ممن ينهزم في معركته مع نفسه فيتصاعد رصيد الشر على الخير وعندها يكون الشيطان صاحب السطوه واليد الطولى في سلوكه.

هنا يأتي شهر رمضان فيوفر للأنسان فرصته في بناء صومعته مع نفسه يتذكر فيها أخطاءه ويفتح سير مسيرته وينظر في دفتر حسابات عمله, ويلقي من خلالها نظره الى خارج ذاته فسوف لا يرى بعض من كان معه في العام الماضي فيجده وقد غادر الحياة , والأن هم في قبورهم مرتهنون باعمالهم ولا نعرف حالهم وكيف أل مصيرهم بما قدمت أيديهم , وكذلك هناك من كان معك واليوم وهو مبتلى بمرض أسلبه القدره على صيامه ومشاركة أخوانه في مراسيمه الجميله.

من كل ما تقدم ألم يجدر بنا أن نستقبله بقلوب مؤمنه ونفوس مطمئنه تحب الخير وتعمل له. أنه رمضان حمام النفوس الذي يطهرها من درن الفساد والخطيئه ليصقلها مما تراكم عليها من صدأ المحارم والموبقات وينفض عنها غبار الغش والخداع ويغسل عنها بقايا الذنوب لتخرج طاهره نقيه كما خلقها الله.

حري بنا أن نطهر ألسنتنا من قذف الأخرين بسوء الكلام وقلوبنا من الغل والكراهيه وملئها بالحب والتسامح وأستبدال سحنات وجوهنا الغاضبه بوجوه مليئه بالسماحه والرضى وأن نغير موجات التردد لأآذننا لكي لا نسمع ترددات الغيبه والنميمه ونستعد لأستقبال موجات كلام الله والأدعيه المأثوره.

فليكن رمضان شهر عزيمه لأستكثار الطاعات والمساهمه في صناعة البر والأحسان وقراءة القرآن. أن من ركب قطار الشر والعدوان يستطيع بفضل شهر رمضان أن ينزل في محطة شهر الله فينتقل فيها المسافرون من سكك مهالك الشيطان الى سكك مسالك الرحمن بعد أن يتزودوا بمؤنة الهدايه الربانيه والنفحات المحمديه.

لا شك أن شهر رمضان هي فرصه للتجدد في الشخصيه المسلمه ولكن وقد يسأل الأنسان لماذا كل هذه الفرص والأنسان المسلم دون الطموح وهو الآن مصدر قلق للعالم وهو تسائل مشروع لأنه واقع لا محيص عنه. أن السبب الحقيقي هو عدم وجود علاقه حقيقيه مع الله وان القلوب مغلقه أمام الفيض الألهي في هذا الشهر الكريم والا لماذا حياتنا مريضه ونفوسنا هزيله ورمضان هو عيادة النفوس المتعبه. الم يحن الوقت بالرجوع الخالص الى الله والعاقل من أنتهز الفرصه وهي الأن سانحه وابواب الله مفتوحه في هذا الشهر الكريم , شهر الرحمه والغفران كما في حديث رسول الله(ص) (أذا جاء رمضان فتحت أبواب السماء , وغلقت أبواب جهنم ,وسلسلت الشياطين)

أن من نعم الله علينا أن عبادة صوم شهر رمضان ذات أثرين شخصي وأجتماعي . فهو بالأضافه الى ما يعكسه من أيجابيات على المستوى الفرد في تهذيب النفس والصعود في سلم الكمالات الروحيه , فهو يخلق فضاءآ روحيآ أيجابيآ مما ينعكس على المجتمع ككل بما يشيعه من جو تتصاعد فيه لقاءات

الأحبه من الأهل والأصدقاء وما يوفره من فرص التواصل الأجتماعي في ظل جو تكافلي رائع مما يزيد في اللحمه الأجتماعيه .

من الملاحظ ونحن نعيش حاله فوضويه لا نحسد عليها بسبب الكثير مما لو صمنا عنها لرجعنا الى سابق ودنا كعراقيين ونعيش بخير وسلام ومحبه . فمثلآ لو صمنا من الكذب والنفاق والفتن والرياء والربا والكلام الجارح والسرقات والسلب والشتم.

هذه المفردات هي ما يجب أن نصوم منها وهذا هو صوم الجوارح , فلو صمناه لطابت جراحاتنا. فلو صمنا رمضان بهذا المنظور لكان عيدنا أحسن الأعياد ولكانت أيامنا أحسن الأيام وليالينا كلها مسرات وهذا ليس ببعيد ولا بالمستحيل لأن قرار هذا النوع من الصيام هو بأيدينا وماتقرره أرادتنا.

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *