محمد جواد الدمستانيمحمد جواد الدمستاني

Loading

12

الزينة و الطيبات من الرزق (أصول الرزق 12-14)

محمد جواد الدمستاني

حالة يتوقف فيها كثير من النّاس و هي حول جواز استعمال الزينة و الثياب الفاخرة و الأنيقة مرتفعة الأثمان و عدمه، و الذي يظهر من الروايات و سيرتهم عليهم السلام و أقوال العلماء بأنّ ذلك جائز، و في الرواية أنّ علي بن الحسين (عليه السلام) كان يلبس الجبة الخز بخمس مئة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيشتو فيه، فإذا خرج الشتاء باعه فتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)[1].

و عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) متكئا علي أو قال على أبي فلقيه عباد بن كثير البصري و عليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله انك من أهل بيت النبوة وكان أبوك و كان فما هذه الثياب المروية عليك فلو لبست دون هذه الثياب؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك يا عباد، من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق، ان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس بها بأس، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) فلا تؤذني و كان عباد يلبس ثوبين قطريين[2].

و روي عن الإمام الصادق عليه السلام بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن العباس إلى ابن الكوا و أصحابه، و عليه قميص رقيق و حلة، فلما نظروا إليه، قالوا: يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسنا و أنت تلبس هذا اللباس؟ فقال: «و هذا أول ما أخاصمكم فيه (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق)[3] و قال الله: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)[4]»[5].

و في الرواية: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان فقال: والله لآتينه و لأوبخنه فدنا منه، فقال: يا ابن رسول الله ما لبس رسول الله صلى الله عليه و آله مثل هذا اللباس، و لا علي عليه السلام، و لا أحد من آبائك، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه و آله في زمان قتر مقتر و كان يأخذ لقتره واقتداره و إنّ الدّنيا بعد ذلك أرخت عزاليها فأحق أهلها بها أبرارها، ثم تلا (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق)[6]، و نحن أحق من أخذ منها ما أعطاه الله غير أني يا ثوري ما ترى علي من ثوب إنما ألبسه للنّاس ثم اجتذب يد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الأعلى و أخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا فقال: هذا ألبسه لنفسي وما رأيته للنّاس، ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن وداخل ذلك ثوب لين فقال: لبست هذا الاعلى للنّاس و لبست هذا لنفسك تسرها[7].

  1. – الموسوعة الفقهية الميسرة – الشيخ محمد علي الأنصاري – ج 3 – ص 201، الآية سورة الأعراف 30، جامع أحاديث الشيعة – السيد البروجردي – ج 4 – ص 313 (كان يلبس الجبة الخز بخمس مئة درهم والمطرق الخز بخمسين دينارا، فيتشتى فيه، فإذا خرج الشتاء باعه، وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق).
  2. – الکافي – الشيخ الكليني- ج6- ص443، موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) – الشيخ هادي النجفي – ج 4 – ص 444، جامع أحاديث الشيعة – السيد البروجردي – ج ١٦ – ص ٦٨٨
  3. – سورة الأعراف، آية 32
  4. – سورة الأعراف، آية 31
  5. – وسائل الشيعة (آل البيت) – الحر العاملي – ج 5 – ص 17
  6. – سورة الأعراف، آية 32
  7. – الكافي – الشيخ الكليني – ج 6 – ص 442

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *