محمد الكوفي

Loading

نعزي العالم الإسلامي بمناسبة استشهاد السيدة فاطمة المعصومة أخت الأمام الرضا {عَلَيـْهِما السَّلامُ}، نرفع أحرى التعازي لمقام مولانا صاحب الزمان {عجّل الله فَرجَه} في ذكرى استشهاد السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم{عَلَيـْهِما السَّلامُ}،
* * * * * * * * * * * *
كما ونعزي مراجعنا العظام {دامت ظلالهم{، والأمة الإسلامية جميعا بهذا المصاب الجلل فعظم الله أجوركم وأجورنا بهذا المصاب الجلل الذي سيبقى خالدا مدى الدهر مهما فعل الطغاة،…
* * * * * * * * * * * *
وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة عظم الله أجوركم يا موالين ..
مقال: إلى الإخوة الأعزاء في موقع شبكة الوحدة الإسلامية المحترمة.
* * * * * * * * * * * *
السيدة فاطمة بنت الإمام الكاظم {عَلَيـْهِما السَّلامُ}، الروضة الفيحاء والمعصومة العذراء
نقل العديد من كبار العلماء زيارة خاصة من الإمام الرضا (ع) لأخته المعصومة فاطمة بنت الإمام الكاظم (ع) في قم، بعبارات تدل على عظم مقامه وسمو جلالها.
فلنرحل بأرواحنا إليها ونردد مع الرضا (ع) في روضتها، ونستمر بالسلام على آبائها أئمة الحق واحدا تلو الآخر ثم نقول:

(أسأل الله أن يرينا فيكم السرور والفرج وان يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد (ص) وان لا يسلبنا معرفتكم انه ولي قدير، أتقرب إلى الله بحبكم والبراءة من أعدائكم والتسليم إلى الله، راضيا به غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد (ص) وبه راض، نطلب بذلك وجهك يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فإن لك عند الله شانا من الشأن).
* * * * * * * * * * * *
فهذه شهادة معصوم على عظمة شأن هذه السيدة الجليلة التي رأت وتحملت مرارة الدنيا وعذابات الحياة ابتغاء ربها وإخلاصا لإمامها الرضا (ع) حيث ارتحلت من مسقط رأسها المدينة المنورة قاصدة خراسان لتلتحق بأخيها الرضا شوقا وتوقا إليه، فقطعت الغيافي والصحارى متحملة قسوة وعنوة الطرق مع ثلة من حواريي بني هاشم والشوق يحدوها لزيارة الإمام الرضا عليه السلام الذي استدعاه الخليفة المأمون العباسي قهرا إلى خراسان ليأمن من انتفاضة العلويين بقيادته على عرشه المارد وحدث ما حدث وما إن وصلت السيدة فاطمة المعصومة إلى مدينة ساوه الإيرانية الم بها المرض فقعدت على فراشه ليال وأيام، وبعد أن أحست بقرب قضاء نحبها وأيقنت بالرحيل عن هذه الحياة سألت عن المسافة إلى مدينة قم، فقالوا: ليس بالكثير،

فقالت: أنقلوني إليها، فنقلوها إلى قم وكأنها على علم ويقين ان هذه البقعة من هذا البلد ستحتضن جسدها الطاهر وستكون هذه المدينة من بعد عشا للموالين من شيعة جدها ومرفأ يحطون رحالهم فيها طلبا للأمن وانتهالا للعلم والمعارف الإسلامية.
وفور وصولها إلى قم استقبلها أهل هذه المدينة بمشايخها ورجالها ونسائها فأكرموها أحسن اكرام وضيفوها افضل ضيافة وأجل حفاوة، تكريما لأجدادها من آل الرسول (ص) فمكثت في قم أيام قلائل فلحقتها المنية وفي قلبها شوق الوصول وحلم رؤية أخيها الإمام الرضا (ع)،

ولعل إرادة الله شاءت ان تكون مدينة قم بسبب احتضانها لهذه السيدة الجليلة مشهدا من مشاهد العترة الطاهرة التي تهوي إليها قلوب العاشقين من شتى بقاع العالم ولتزيدهم قوة التمسك بالعقيدة الحقة والتضحية في سبيلها والتفاني لأجلها وها هي قم اليوم أصبحت كعبة آمال العاشقين وقبلة أحلام المشتاقين ومهوى أفئدة محبي عترة الرسول، يجذبهم مرقد السيدة معصومة ذات المنارات الساطعات والقباب الشامخات والروضات الوضاءات، فمن علامة محبة هذه الأمة لنبيها هي محبة ذريته وإكرامها لأنها ذرية مباركة، وجب علينا الإتيان بحبها والمودة إليها، إنطلاقا من الآية الشريفة: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى).

ولا يخفى على القارئ ان لزيارتها فضلا عميما وأجرا جزيلا وكما ورد عن الأئمة الكرام عليهم السلام، فعن الإمام الرضا (ع) قال: {من زارها فله الجنة}، وعن الإمام الجواد (ع): (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة)، وعن الصادق (ع) قال: (ان لله حرما وهو مكة وان للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرما وهو المدينة وان لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة وان لنا حرما وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمى فاطمة فمن زارها وجبت له الجنة).

لاشك ان حصول كل هذا الفوز والفضل بسبب زيارتها ومنها الجنة يجب ان يقترن بالعمل الصالح والإيمان بمعرفة مقام آل محمد (ع)، والمعرفة شرطها هي ان يعرف الزائر ان الأئمة المعصومين مفروضو الطاعة، ومن هنا جاء التأكيد المستمر في زيارة قبور العلماء والصلحاء والأولياء والصديقين وهي من الأعمال المستحبة والمشروعة وخاصة مشاهد المعصومين وذراري الرسول، والتوسل بهم يستوجب الرحمة وقضاء الحوائج ومغفرة الذنوب وغيرها ان شاء الله.
* * * * * * * * * * * *
بسم الله الرحمن الرحيم
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ ۖ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍتَ جْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ القرآن الكريم » سورة آل عمران » الآية ﴿١٩٥﴾
* * * * * * * * * * * *
كان شهادة السيدة المظلومة فاطمة المعصومة ابنة الإمام موسى بن جعفر{عَلَيـْهِما السَّلامُ}،
في اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 201هـ في مدينة قم المقدسة، وكان عمرها {عَلَيـْهِما السَّلامُ}، آنذاك لا يتجاوز ثمانية وعشرين سنة كما ورد في الرويات، وما مر عليها في هذه الفترة القصيرة من حياتها إلا المآسي والأحزان كعمتها عقيلة بني هاشم زينب الكبرى(عليها السلام), وأنها ما فتحت عيناها على الحياة إلا ورأت أبيها في السجن، وكان أشد من لاقى صنوف التعذيب والإرهاب من الدولة العباسية وتحملت هي أيضا اشد الظلم والمضايقات في العهد العباسيين كما وتحمل العلويين ذريت الإمام علي {عَلَيـْهِم السَّلامُ}، وأولاد الرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله).
* * * * * * * * * * * *
تعريف: السيّدة فاطمة بنت الإمام الكاظم عليه السّلام.
هي السيّدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السّلام)، سليلة الدوحة النبويّة المطهّرة، وغصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة، وحفيدة الصدّيقة الزهراء عليها السّلام، المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصّتها يد العناية الإلهيّة فمنّت عليها بأن جعلتها من ذريّة أهل البيت المطهّرين. حدّثت عن آبائها الطاهرين عليهم السّلام، وحدّث عنها جماعة من أرباب العلم والحديث، وقد ورد في بعض التواريخ أنّ الإمام الرضا (عليه السّلام(. لقّبها بالمعصومة.
* * * * * * * * * * * *
1 ـ اسمها ونسبها:(عليها السلام): حفيدة الإمام الصادق، وبنت الإمام الكاظم، وأخت الإمام الرضا، وعمّة الإمام الجواد(عليهم السلام).
لا يخفى أن للتسمية أهمية كبيرة، ولها في نظر أهل البيت (عليهم السلام) عناية خاصّة،

وهي وإن وجدت مع وجود الإنسان باعتبار المدنية الطبيعية المقتضية للتعامل مع الأشخاص والأشياء المختلفة الموجبة للتميز فيما بينها إلا أنّ تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) أدخلت تعديلات مهمّة في وضعها وإطلاقها على الأشخاص والأشياء راعت فيها الجوانب النفسانية والأخلاقية، فحثّت على تخيّر الاسم الحسن، واعتبرت ذلك من حقوق الأبناء على آبائهم. ففي رواية عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله ما حقّ ابني هذا؟ قال: تحسن اسمه، وأدبه، وتضعه موضعاً حسناً بل إضافة على ذلك كان أهل البيت (عليهم السلام) يغيّرون بعض الأسماء إذ ربّما تترك أثراً سلبياً على نفس المسمّى.

فقد روى الإمام الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام): أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يغيّر الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان. وروي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام) في حديث إسلام سلمان وأنّ اسمه كان روزبه، وأنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) اشتراه من امرأة يهودية بأربعمائة نخلة ـ إلى أن قال (عليه السلام) ـ: قال سلمان: فأعتقني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسمّاني سلمان.
2 ـــ أشهر أسماؤها وألقابها :(عليها السلام):« لما كانت السيدة المعصومة (عليها السلام). ربيبة الإمامة فقد حظيت بأحسن الأسماء، وأجمل الألقاب، وإن لأسمائها وألقابها من الدلالات والمعاني ما يشير إلى سمو مقامها ورفعتها عند الأئمة (عليهم السلام):

اسمها فاطمة وكم لهذا الاسم من شأن وخصوصية عند الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم، وكم كان الأئمة (عليهم السلام). يولون هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. روى الكليني بسنده عن ألسكوني، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني ما غمّك؟ فقلت: ولدت لي ابنة، فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها، وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك، وتأكل من غير رزقك، فسرّى والله عني، فقال: ما سمّيتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه، آه، آه، ثم وضع يده على جبهته، ثم قال: أما إذا سمّيتها فاطمة فلا تسبّها، ولا تلعنها، ولا تضربها. إن لهذا الاسم قدسية في نفوس أهل البيت (عليهم السلام)، ولذا ذكر بعض الباحثين أن جميع الأئمة (عليهم السلام) كانت لهم بنات بهذا الاسم،

حتى أن أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي كان اسم أمّه فاطمة واسم زوجته فاطمة، كان له بنت اسمها فاطمة، وأنّ الإمام الكاظم (عليه السلام) كانت له أربع بنات بهذا الاسم، الأمر الذي يؤكد على أن هذا الاسم ليس أمراً عادياً، فيا ترى ما هو الوجه في ذلك. إن شيعة أهل البيت (عليهم السلام) يدركون تماماً خصوصية هذا الاهتمام وأبعاده ومغزاه، فإن المتسمّيات بفاطمة من النساء كثير، إلا أنّه ما إن يطلق هذا الاسم ويتناهى إلى الأسماع حتى تتبادر الأذهان إلى فاطمة بضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) التي كانت واسطة العقد وملتقى النورين ومنشأ السّلالة النبويّة الشريفة والذريّة الطاهرة. وإلى ما جرى على فاطمة (عليها السلام) ـ من الخطوب والمآسي،

وما نالته فاطمة من إجماع أصحاب أبيها على هضمها، والتنكّر لمقامها، وحرمانها من حقّها ـ يمثل كل ما مرّ من أحداث مؤلمة وفجائع أصابت أبناءها وشيعتها عبر التاريخ. وإن في تأوه الإمام الصادق (عليه السلام) ثلاث مرات ووصيته للسكوني أن لا يسبّ ابنته ولا يلعنها ولا يضربها حيث سمّاها فاطمة دلالات تقصر عنها العبارات وتتعثّر الأفكار. إن الأمة قد انحرفت عن طريق الهداية والرشاد منذ اللحظة التي عزم فيها القوم على هضم فاطمة وظلمها وهتك حرمتها حيث داسوا على وصايا النبي (صلّى الله عليه وآله) بأقدامهم وتجاسروا على بيت النبي في هجوم شرس زعزع القواعد التي أرساها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لضمان سلامة الأمة من الضيعة والضلال. ولو أن الأمة أنصفت وأعطت فاطمة حقها لكانت قيادة الأمة بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) ولابيضّ وجه التاريخ. ولسنا في مقام الحديث عن تاريخ حياة فاطمة (عليها السلام)،

وإنّما أردنا الإشارة إلى أن تسمية إحدى بناتها باسمها يحمل من الدلالات ما هو أكبر من مجرد إطلاق اسم على مسمّى، فإنّ في التسمية بهذا الاسم تذكيراً وإيحاء بما جرى في تلك الأيام التي أعقبت وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله). ومن هنا ندرك اهتمام الأئمة (عليهم السلام) وشيعتهم بهذا الاسم العظيم. وقد ذكرت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) عدة تفاسير لمعنى فاطمة وكلّها تدلّ على عظمة الصديقة الزهراء (عليها السلام) ومقامها.
المعصومة».ورد أنّ أخاها الإمام الرضا(عليه السلام). قد لقّبها بالسيّدة لمعصومة،
كما ورد أنّ جدّها الإمام الصادق(عليه السلام). لقّبها بكريمة أهل البيت قبل ولادتها(عليه السلام).

أ ـــ 1 ــ السيدة فاطمة:(عليها السلام): إن من تتبع حياة العترة الطاهرة (عليهم السلام). يعي بشكل واضح ما لهذا الاسم من خصوصية خاصة، وكم كان الأئمة (عليهم السلام). يولون هذا الاسم أهمية فائقة، لا نجدها في سائر الأسماء عندهم.
ب ـ 1 ـ السيدة معصومة:(عليها السلام): ويقترن هذا الاسم باسم فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فيقال في الأعم الأغلب فاطمة المعصومة، كما يقال عند ذكر أمّها الكبرى: فاطمة الزهراء (عليها السلام). وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا (عليه السلام) حيث قال: من زار المعصومة بقم كمن زارني. ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى،

فإنها تدلّ على أنّ السيدة فاطمة (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام (عليه السلام) بالمعصومة، والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهمّ النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها عمداً أو سهواً أو نسياناً،

ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما في بعض المعصومين (عليهم السلام)، وليست هي أمراً ظاهراً وإنّما هي حالة خفيّة من حالات النفس، ويستدلّ عليها بالنص أو القرائن القطعية الدالّة على ثبوتها، كما أنّها أمر مشكك، أي ذات مراتب تتفاوت فيها القابليات والاستعدادات من شخص إلى آخر. كعصمة السيدة زينب وعصمة أبي الفضل العباس(عليهما السلام).
وقد اتفقت كلمة الشيعة الإمامية على عصمة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) والملائكة وبعض الأولياء، وأن النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمة الاثني عشر والصدّيقة الزهراء (عليها السلام) في أرقى درجات العصمة، فإنّهم بلغوا من العصمة مقاماً لا تصدر منهم معصية،

ولا يتركون واجباً، ولا يبدر منهم ما كان على خلاف الأولى، وبذلك نطقت الأدلّة وقامت البراهين العقلية والنقلية كما هي مبثوثة في كتب الشيعة الإمامية الكلامية. ويتلوهم الأمثل فالأمثل بمقتضى تفاوت المراتب والمقامات. وعلى هذا فلا يبعد القول بأن السيدة فاطمة هي إحدى المعصومات وإن لم تبلغ درجة الصديقة الزهراء (عليها السلام)، أو أحد الأئمة (عليهم السلام).
وقد ذكر بعض الباحثين: عدّة قرائن تدلّ على ذلك ومنها: راجع هذا المصدر: دلالات ومعاني أسماء وألقاب السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها*

ومن أسماء وألقاب أخرى ذكر العلامة المتتبع الشيخ علي أكبر مهدي پور في كتابه القيّم (كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، الخاصة بهذه السيدة الجليلة، وقد عرفت به من دون سائر نساء أهل البيت (عليه السلام). كما اشتهر الإمام الحسن المجتبى عليه السلام من قبلها بهذا اللقب من دون سائر الرجال، فكان يقال له كريم أهل البيت (عليه السلام).
(وقد أطلقه عليها الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في قصة وقعت لأحد السادة الأجلاّء وقال له: «عليك بكريمة أهل البيت» مشيراً إلى هذه السيدة الجليلة).

والكريم هو الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل. ومن ذلك يعلم أنّ للكريم معنى واسعاً لا ينحصر في بذل المال أو إقراء الضيف أو حسن الضيافة، فإنّها من مصاديق الكرم لا تمام معناه. وعلى ضوء هذا المعنى الشامل للكرم يتجلّى لنا المراد من وصف أهل البيت عليهم السلام بأنهم أكرم الناس على الإطلاق لما اشتملوا عليه من أنواع الخير والشرف والفضائل، وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً من ذلك وحدّث به الرّواة. كما يتجلّى لنا أيضاً اتصاف هذه السيدة الجليلة بأنّها كريمة أهل البيت عليها السلام. وإنّ من أبرز مظاهر كرمها أنّ مثواها المقدس كان ولا يزال منبعاً للفيض، وملاذاً للناس، ومأمناً للعباد، ومستجاراً للخلق، وباباً من أبواب الرحمة الإلهية للقاصدين إليه.

أن لفاطمة المعصومة عدّة أسماء وألقاب غير ما ذكرنا، وردت في عدّة من المصادر، وهي: 1ـ الطاهرة 2ـ الحميدة 3ـ البرّة 4ـ الرشيدة 5ـ التقية 6ـ النقيّة 7ـ الرضية 8ـ المرضيّة 9ـ السيدة 10ـ أخت الرضا 11ـ الصدّيقة 12ـ سيدة نساء العالمين. وسواء ثبتت هذه الألقاب والأسماء أو لم تثبت إلا أن من الواضح انطباق ما تضمنته من معان ودلالات على هذه السيدة الجليلة. وقد أطلق أكثر هذه الأوصاف على أمّها فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ولا سيما الأخير منها،

فإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، كما أطلق على السيدة مريم بنت عمران (عليها السلام)، وقيّد ـ كما في الروايات ـ بأن سيادتها على نساء العالمين إنّما هو خاصّ بنساء زمانها، ولذا ينبغي التخصيص في إطلاقه على فاطمة المعصومة (عليها السلام) أو يقال بالتخصص إذ من المعلوم أن مقام فاطمة الزهراء (عليها السلام) لا يرقى إليه أحد من النساء، فإنّها بضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) وروحه التي بين جنبيه. وهكذا الحال بالنسبة إلى سائر الألقاب الأخرى. وعلى أي حال فإنّ في تسميتها بفاطمة ووصفها بالمعصومة وكريمة أهل البيت (عليهم السلام) وأنها صادرة من المعصومين دلالة على المقام الرفيع الذي بلغته سيدة عشّ آل محمد (صلّى الله عليه وآله).

3 ـ أبوها: (عليه السلام): سابع أئمة الشيعة موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).الذي أوتي الحكمة في حال صباه. أجلّ ولْد هذا الإمام الرءوف قدراً، وأعظمهم محلاًّ وأبعدهم في الناس صيتاً؛ لم يُرَ في زمانه أسخى منه ولا أكرم نفساً وعِشرة؛ وكان أعبد أهل زمانه وأورعهم وأجلّهم وأفقههم (2). كنيته أبو الحسن، وهو أبو الحسن الأوّل، ويُعرف بالعبد الصالح، والكاظم (3). وقد نصّ على إمامته الإمام الصادق عليه السّلام في حياته، وأوصى شيعته به من بعده (4). ولد بالأبواء (موضع بين مكّة والمدينة) يوم الأحد السابع من شهر صفر سنة 124هـ، فأولَمَ الصادق عليه السّلام بعد ولادته وأطعم الناس ثلاثاً. وقبض ببغداد شهيداً بالسمّ في حبس الرشيد، على يد السِّندي بن شاهك يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة 183هـ على المشهور، وعمره يومذاك 55 سنة. قام منها مع أبيه 20 سنة، وبعد أبيه 35 سنة، وهي مدّة خلافته وإمامته. عاصر الإمام الكاظم (عليه السّلام(. قسماً من حكم المنصور، ثمّ ابنه محمّد المهديّ ـ وقد حكم عشر سنين وشهراً وأيّاماً، ثمّ مُلك موسى الهادي فحكم سنة و15 يوماً،

ثمّ ملك هارون الرشيد بن محمّد المهديّ. واستشهد الكاظم (عليه السّلام(. بعد مضيّ 15 سنة من مُلك هارون، ودُفن ببغداد في الجانب الغربيّ، في المقبرة المعروفة بمقابر قريش (مدينة الكاظميّة الحاليّاً)، فصار يُعرف بعد شهادته بـ «باب الحوائج»
4 ـ وأمّها المكرّمة السيدة نجمة أمّ الإمام الرضا (صلوات الله عليه). إسمُها المبارك: فاطمة، ولقبها: المعصومة، وتُدعى في أسرتها: فاطمة الكبرى
5ـ اسمها ولقبها الشريف: فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام لقّبت بـ (المعصومة) لعلوا منزلتها وكمال صفاتها أمها هي السيدة الجليلة نجمة (عليها السلام) والدة الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) .
ومن أسمائها: (تكتم) وهي جارية بضم أوله وسكون الكاف وفتح التاء الفوقانية قبل الميم. و(طاهرة) و(أروى) و(سكن النوبية) و(سمان).
وقيل: (خيزران المرسية)، وقيل: (صقر)، وقيل: (شقراء النوبية).
كنيتها: أم البنين(1). (1) بحار الأنوار: ج49 ص3 ب1.

الظروف الاجتماعيّة والسياسيّة:
6ـ ولادتها: (عليه السلام): سبب الظروف الصعبة التي فرضتها السلطة العباسية على الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). فقد أصبح من العسير جداً الوقوف بشكل دقيق على تاريخ ولادة السيدة المعصومة (عليه السلام). ولذلك فقد ذكر بعض المؤلفين أنّ ولادتها (عليه السلام).كانت سنة 183 هـ، وهي السنة التي استشهد فيها والدها الإمام الكاظم (عليه السلام) ، وهو قول أكثر المؤرخين(1) (1) أعلام النساء المؤمنات: ص 576.

والقول الثاني إن السيّدة المعصومة ولدت في المدينة المنورة في الأول من ذي القعدة سنة173 هـ . مستدرك سفينة البحار في عهد الرشيد العبّاسيّ، ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع سلطوي إرهابيّ؛ فلقد قامت أركان الدولة العبّاسيّة على أنقاض الدولة الأمويّة، وتستّر العبّاسيّون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو «الرضا من آل محمّد» ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت (عليهم السّلام)، لكنّهم ما إن تسنّموا سدة الحكم واستتبّت لهم الأمور حتّى قلبوا لأهل البيت ظهر المجنّ، وامتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكلّ من يمتّ لهذه الدوحة العلويّة الشريفة بصلة، فلاحقوا أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام(. وقتلوهم وسجنوهم.

وهناك رأي يقول بسبب الظروف الصعبة التي فرضتها السلطة العباسية على الإمام موسى الكاظم (عليه السّلام)، فقد أصبح من العسير جداً الوقوف بشكل دقيق على تاريخ ولادة السيدة المعصومة(عليهم السّلام)، ولذلك فقد ذكر بعض المؤلفين أنّ ولادتها (عليها السّلام)، كانت سنة 183 هـ، وهي السنة التي استشهد فيها والدها الإمام الكاظم (عليهم السّلام)، وهو قول أكثر المؤرخين(1). واستبعد بعض المؤلفين(2) (2) كريمة أهل البيت عليها السلام: ص 103.
أن تكون ولادتها (عليها السلام(, في تلك السنة، لأنّ السنوات الأربع الأخيرة من عمر الإمام الكاظم عليه السلام كان فيها رهين السجون العباسية.

فيما ذهب آخرون(3) إلى أنّ ولادتها (عليها السلام). كانت في غرّة شهر ذي القعدة سنة 173 هـ.(3). (3) مستدرك سفينة البحار: ج 8، ص 261.
وبناء على هذا التاريخ تكون السيدة فاطمة قد عاصرت من حياة أبيها عشر سنوات، غير أنّ السنين الأربع الأخيرة من عمره (عليهم السّلام)، كان فيها رهين السجون العباسية، فلم تحظ منه ألاّ بست سنوات.

7ـ أيام طفولتها:(عليه السلام). فقدت والدها وهي في سن الطفولة لأنّ هارون الرشيد أودع أباها عام ولادتها السجن، ثمّ اغتاله بالسمّ عام 183ﻫ، ومات امامنا قتيلاً صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر، موحدًا لله قاصدًا وجهه الكريم، في سجن هارون ببغداد،
8 ـ نشأتها: (عليها السلام): وعلى هذا فلم تحظ السيدة المعصومة بلقاء أبيها (عليهما السلام(,لذا نشأت وترعرعت السيّدة فطمة المعصومة: (عليها السلام). تحت رعاية أخيها مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا(عليه السلام) وفي سنة 200 هـ اُبعد الإمام الرضا (عليه السلام).من المدينة إلى «مرو»

9ـ أ ـ رحلته إلى خراسان: (عليها السلام): ثم قام الإمام الرضا عليه السلام وجمع عياله فأمرهم بالبكاء عليه فانه لن يعود إليهم فأقاموا المأتم عليه قبل سفره إلى خراسان.(10) وكان خروج الإمام الرضا عليه السلام من المدينة سنة 200 هـ وشهادته سنة 203 هـ(11)
9ـ ب ـ رحلتها إلى خراسان: (عليها السلام): أما خروجها عليها السلام خلف الإمام الرضا عليه السلام فكان سنة 201 هـ وخرج معها موكب قوامه اثنان وعشرون شخصاً من الأخوة وأبنائهم والغلمان(12) طلباً لأخيها اكتنفت السيّدةَ المعصومة عليها السّلام ـ ومعها آل أبي طالب ـ حالةٌ من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا عليه السّلام منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان.

لقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا عليه السّلام أنّه سيُستشهد في سفره هذا إلى طوس خاصّة وأنّ القلوب الكليمة ما تزال تَدمى لمصابهم بالكاظم عليه السّلام الذي استُقدم إلى عاصمة الحكم بغداد، فلم يخرج من سجونها وطواميرها إلاّ قتيلاً مسموماً. كلّ هذا يدلّنا على طرف ممّا كان يعتمل في قلب السيّدة المعصومة عليها السّلام، ممّا حدا بها ـ حسب رواية الحسن بن محمّد القمّي في تاريخ قم ـ إلى شدّ الرحال، لتتحسّس عن أخيها الإمام. وهكذا رحلت تقتفي أثر أخيها الرضا عليه السّلام، والأمل يحدوها في لقائه حيّاً، لكنّ وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت أقعداها عن السير، فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة،

ثمّ سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم ـ وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوه ـ فقيل لها إنّها تبعد عشرة فراسخ، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم، فحمُلت إليها على حالتها تلك، وحطّت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعريّ، حتّى توفيّت سلام الله عليها بعد سبعة عشر يوماً. وفي أصحّ الروايات أن خبرها لمّا وصل إلى مدينة قم، استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم موسى بن خزرج، فلمّا وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتّى تُوفيّت… فأمرهم بتغسيلها وتكفينها، وصلّى عليها، ودفنها في أرض كانت له، وهي الآن روضتها، وبنى عليها سقيفة من ألبواري، إلى أن بَنَت زينب بنت محمّد الجواد عليه السّلام عليها قبّة (18).

10ـ سفرها إلى مدينة قم: (عليها السلام): وفي سنة 200 هـ اُبعد الإمام الرضا (عليه السلام)، من المدينة إلى «مرو» بأمر المأمون العباسي ولم يرافقه احد من عائلته إلى خراسان تقتفي أثر أخيها الرضا(عليه السلام)، والأمل يحدوها في لقائه حيّاً،
بعد مرور سنة على هجرة أخيها اشتاقت لرؤيته فتوجهت نحو خراسان بصحبة جمع من أخوتها وأبناء إخوتها، وكان الناس يستقبلونها ويكرمونها أينما حلّت. و كانت في الطريق تبيّن للناس مظلومية أخيها وغربته، ومعارضته للحكم العباسي. وفي أثناء ذلك وحينما وصلت القافلة مدينة «ساوه» توجّه بعض أعداء أهل البيت بصحبة(13).

بعض جنود الحكومة، واعترضوا طريق القافلة، وحصلت بينهم معركة استشهد على أثرها جميع رجال القافلة تقريباً، وطبقا لرواية فان السيدة معصومة أيضاً سُقيت السم. وعلى كل حال فقد مرضت السيدة فاطمة، إما بسبب حزنها الشديد أو بسبب تناولها السم، ولم يمكنها مواصلة السير.
11ــ وصولها إلى مدينة قم: (عليها السلام): فتوجهت نحو مدينة قم ـ بعد أن سألت عن المسافة بين «ساوه» وقم ـ وقالت: سمعت أبي يقول: «إن قم مأوى شيعتنا». فخرج أهل قم لاستقبالها وهي مريضة، فلمّا وصلت استقبلها أشراف قم، وتقدّمهم «موسى بن خزرج» زعيم ألا شعريين وأخذ زمام ناقتها ودخلت قم في 23 ربيع الأول سنة 201 هـ . ثم أناخت الناقة في محل يسمى اليوم «ميدان مير» أمام منزل «موسى بن خزرج».

بقيت السيدة فاطمة في قم 17 يوماً كانت مشغولة فيها بالعبادة والدعاء في محل يسمى «بيت النور» ويقع الآن في مدرسة «ستيه». وأخيراً حانت منيّتها في العاشر من ربيع الثاني «أو الثاني عشر منه على قول» قبل أن تحظى برؤية أخيها، فصار الناس في عزاء لفقدها وحملوها إلى محل يسمى «باغ بابلان» وهو موضع قبرها حالياً. وقبل أن ينزلوها في قبرها ظهر فارسان منقّبان من جهة القبلة واقتربا من الجنازة، وبعد الصلاة عليها حملها احدهما وأدخلها القبر وتناولها الآخر الذي كان داخل القبر. وبعد إتمام دفنها ركبا فرسيهما وابتعدا من غير أن يتفوّها بكلمة. ولعلّ هذين الفارسين هما الإمام الرضا (عليه السلام) والإمام الجواد (عليه السلام)،

كما أن الزهراء (عليها السلام)غسّلها أمير المؤمنين (عليه السلام) ومريم (عليها السلام) غسّلها عيسى (عليه السلام). وبعد دفنها وضع موسى بن خزرج مظلة من الحصير على قبرها الشريف حتى حلّت سنة 256 فبنت السيدة زينب بنت الإمام الجواد (عليه السلام) أول قبة على قبر عمتها، وصار ذلك المكان مقصداً للزائرين ومحبّي أهل البيت (عليهم السلام).
أحاديث حول السيدة المعصومة: (عليه السلام) :

روى القاضي نور الله عن الصادق (عليه السلام) قال:
إن لله حرماً وهو مكة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وان لأمير المؤمنين (عليه السلام) حرماً وهو الكوفة، ألا وان قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قم تُقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى (عليها السلام)وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنة باجمعهم.
عن سعد عن الرضا (عليه السلام) قال:يا سعد من زارها فله الجنة.

عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال: من زارها فله الجنة.
عن ابن الرضا (عليهما السلام) قال:من زار قبر عمتي بقم فله الجنة.
عن الإمام الصادق (عليه السلام):من زارها عارفاً بحقها فله الجنة.
عن الإمام الصادق (عليه السلام):«ألا إن حرمي وحرم ولدي بعدي قم»
12ـــ وفاتها: (عليها السلام): تُوفّيت(عليها السلام) بالسمّ ؟ في 10 ربيع الثاني 201ﻫ بمدينة قم المقدّسة، في إيران ولها مرقد ضخم ويزوره الملايين سنوياً
ذكر بعض المصادر أنّ المأمون لمّا بلغته أخبار القافلة التي تحرّكت من المدينة إلى خراسان،

وفيها اثنان وعشرون علَويّاً، وعلى رأسها السيّدة فاطمة بنت موسى عليها السّلام، وأنّ عدد أفراد القافلة يتعاظم كلّما تقدّمت في مسيرها، أوعز بالتصدّي لها، فتصدّى لها جماعة من جلاوزة النظام، وقتلوا وشرّدوا كلّ من كان فيها. وقيل إنّ السمّ دُسّ بعد ذلك إلى السيّدة المعصومة في مدينة ساوه، فلم تلبث إلاّ أيّاماً قليلة حتّى فارقت الحياة . ودُفنت فيها، وقبرها معروف يُزار. روى الحسن بن عليّ القمّي أنّ فاطمة (المعصومة) رضي الله عنها لمّا توفيّت وغُسلّت وكُفّنت، حُملت إلى مقبرة (بابلان) ووضعت على حافّة سرداب حُفر لها، فاختلف آل سعد في مَن يُنزلها إلى السرداب، ثمّ اتّفقوا على أن يتولّى ذلك خادم لهم صالح كبير السنّ،

فلمّا بعثوا إليه رأوا راكبَين مُقبلَين من جانب الرملة وعليهما لِثام، فلمّا قَرُبا من الجنازة نزلا وصَلّيا عليها، ثمّ نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه، ثمّ خرجا ولم يُكلّما أحداً، وركبا وذهبا ولم يدرِ أحد مَن هما.
13 ـــ وصيّة الإمام: (عليه السلام): وصيّة الإمام الكاظم وصدقته جعل الإمام الكاظم عليه السّلام ـ في وصيّته ـ أمر تزويج بناته بيد ولده الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام دون بَنيه الآخرين، وأنّه ـ وهو الأعرف بمناكح قومه ـ إن شاء تزويج أخواته من الأكفاء فعل، وإن أراد أن يترك تزويجهنّ ـ لعدم وجود الأكفاء، أو لوجود ظروف قاهرة ـ ترك. كما نلاحظ أنّ الإمام الكاظم عليه السّلام تصدّق بأرض ـ حدّدها بحدودها ـ على أولاده وبناته ما دُمنَ لم يتزوّجن ولم يكن لهنّ معيل، فإن عادت إحداهن، بعد زواجها، ـ كأنْ يُتوفّى زوجها ـ عاد إليها سهمها من الصدقة، وأضحى شأنها شأن من لم تتزوّج من أخواتها.

14 ــ زواجها: (عليها السلام): فما ذكره اليعقوبي في تاريخه([13]) من أن الإمام (ع) أوصى بعدم تزويج بناته فإن كان مستنده هو وصيّة الإمام (ع) التي ذكرناها فقد أخطأ في الاستنتاج، وإن كان غيرها فلم نقف عليه، ولا نستبعد أنّه قد التبس عليه الأمر وفهم من الوصيّة أنّ الإمام قد منع من تزويج بناته، وليس الأمر كذلك. ثم إنه من خلال ما تقدّم ذكره من الأمور الخمسة يمكننا استفادة السبب وراء عدم زواج بنات الإمام الكاظم (ع). والذي يترجح من جميع ذلك أن السبب أمران أحدهما يكمل الآخر، وهما: الأول: عدم وجود الكفء. والثاني: الخوف من الإقدام على مصاهرة الإمام (ع). أما الأول فإن الفقهاء وإن اختلفوا في تحديد معنى الكفاءة،

ولهم في ذلك أقوال وآراء ذكرها صاحب الجواهر([14]) وغيره إلا أنّهم اتفقوا على أن المؤمن كفء المؤمنة. وقد روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض. المصدر: فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء / محمد علي المعلم. لماذا لم تتزوج السيدة المعصومة؟

حول زواج السيّدة المعصومة إنّ نظرة فاحصة إلى مُجمل الأوضاع العصيبة التي عاصرتها السيّدة المعصومة عليها السّلام، والضغط الشديد والإرهاب اللذين تعرض لهما العلو يون والطالبيّون في عهد الرشيد، انتهاءً بالاعتقال والقتل الفجيع الذي تعرّض له كبيرهم الإمام الكاظم عليه السّلام (23).. يجعلنا ندرك سبب عدم زواج السيدة المعصومة وأغلب بنات الإمام الكاظم عليه السّلام. ولقد كان العلويّون والطالبيّون مُلاحَقين مُشرّدين، يلاحقهم جلاوزة الرشيد أينما حَلُّوا. أما الأكفاء من الآخرين، فالظاهر أنّ أحداً منهم لم يجرؤ ـ وقد عرف عداء الرشيد للكاظم عليه السّلام ـ على التعرّض لسخط هارون من خلال مصاهرته للإمام الكاظم عليه السّلام،

كما ندرك الحكمة التي جعلت الإمام الكاظم عليه السّلام ـ وهو العارف بهذا الظرف العصيب ـ يخصّص أرضاً معيّنة لتُوزّع عائداتها على بناته إن فقدن المُعيل الذي يُعيلهنّ. ويبقى أمر عدم زواج السيّدة المعصومة، وأغلب أخواتها الأخريات من بنات الإمام الكاظم عليه السّلام أحد الشواهد على الظلم والإرهاب اللذين تعرّض لهما أهل البيت عليهم السّلام في زمن العبّاسيين عامّة، وفي عصر الرشيد على وجه الخصوص.

15ـ كراماتها: (عليها السلام): ظهرت لها(عليها السلام). كرامات كثيرة، نقل بعضها مؤلّف كتاب (كرامات معصوميه)، كرامتها عليها السلام ينقل السيد أبو الفضل رضوي زاده ـ وهو أحد خدام السيدة المعصومة (عليها السلام). عن أحد أصدقائه الخدمة فيقول: في أوائل قدوم آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي رحمه الله من النجف الأشرف وتشريفه إلى قم كان قلقاً جداً حيث كان يتقدم الخاطبون لابنته بكثرة ولكنه لعسر حاله لم يكن يستطيع تجهيزها، وفي أحد الأيام يأتي إلى الحرم ويخاطب السيدة المعصومة عليها السلام قائلاً: يا سيدتي! لماذا لا تتلطفين وتنظرين إلى حالي؟ وبعد ذلك يرى في عالم الرؤيا أحد خدمة السيدة المعصومة (عليها السلام).

يقول له: إن السيدة المعصومة عليها السلام تطلبك. فيقول المرحوم السيد المرعشي عن حلمه هذا: وفي عالم الرؤيا تشرفت بزيارة السيدة المعصومة (عليها السلام). (في الفور) وعندما أردت الدخول إلى الحرم المطهر من إيوان الذهب (الإيوان القديم) رأيت سيدتين تقومان بالكنس وكانت إحداهما السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). حيث كنت قد رأيتها في منام سابق والأخرى السيدة المعصومة (عليها السلام).حيث كانت أنحف من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام). وقد قالت لي: يا شهاب! إنك تحت (رقابتنا) وعنايتنا فلا تقلق حيث ما كنت سواء في النجف الأشرف أو في قم. ويقول السيد المرعشي النجفي رحمه الله: وفي النهاية تحسنت أوضاعي ومعيشتي منذ ذلك اليوم أحسن فأحسن(21) (21) حياة وكرامات فاطمة المعصومة عليها السلام للبقاعي: ص 117.

16 ـ فضل زيارتها: (عليها السلام):
عمن ورد فضل زيارتها: وردتْ روايات فضل زيارتها عليها السلام – حسبما أعلم – عن ثلاثة من الأئمة المعصومين (عليها السلام)، وهي تحضُّ وتحرِّض المؤمنين بشكلٍ أكيدٍ وأسلوبٍ مرغِّبٍ عجيب على زيارة فاطمة بنت الإمام الكاظم (عليها السلام).
وإذا نظرنا في عباراتهم تلك نجد إجماعاً منهم على وجوب الجنة لمن زارها، وفي بعضها بزيادة عبارة: (عارفاً بحقها ) أي ( من زارها عارفاً بحقها ).

1 – عن ابن أخيها الإمام الجواد:
روى ابن قولويه القمى (رحمه الله) في كامل الزيارات: ص 536، ح 827
عن الإمام الجواد (عليها السلام). قال: (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة). [1]
2 – عن أخيها الإمام الرضا:
روى ألمجلسي في البحار ج 102 ص265 ط جديد،
عن الإمام الرّضا (عليها السلام). قال: ( من زارها فله الجنّة ) [2]
وورد عن الرضا (عليها السلام). أيضاً: (من زارها عارفا بحقها فله الجنة ) [3]
كما ورد عنه (عليها السلام). أنه قال: (من زار المعصومة بقم كمن زارنى) [4]
3 – عن جدها الإمام الصادق:

روى الحسن بن محمد القمي في كتاب تاريخ قم ص 214، وروى عنه ألمجلسي في البحار ج60 ص 216 ح41،
عن الإمام الصادق (عليها السلام): ( إنّ لله حرماً وهو مكّة، ولرسول الله حرماً وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ولنا حرماً وهو قمّ وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة ) وقال الراوي وذلك قبل ولادة أبوها الكاظم (ع).
وفي تاريخ قم ص 215 والبحار ج102 ص 265 ح4
عن الصادق (ع): ( إنّ زيارتها تعدل الجنة ).

وروى القاضي نور الله في كتاب مجالس المؤمنين وعنه ألمجلسي في البحار ج 57 ص 228،
عن الصّادق (عليه السلام). قال: ( إنّ لله حرماً وهو مكّة، ألا إنّ لرسول الله حرماً وهو المدينة، ألا وإنّ لأمير المؤمنين حرماً وهو الكوفة، ألا وإنّ قمّ الكوفة الصغيرة، ألا إنّ للجنّة ثمانية أبواب ثلاثة منها إلى قمّ. تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم ). وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة)).

قال الراوي: وكان هذا الكلام منه (عليه السلام). قبل أن يولد الكاظم (عليه السلام). تاريخ قم: ص 215.
ومما يدل على صحة مضمون العبارة الأخيرة في هذه الرواية، هو الزيارة الواردة عن الإمام الرضا (عليه السلام). التي علـّمها لشيعته الراغبين في زيارتها (عليه السلام)، والتي تتضمن عبارة: ( يا فاطمة اشفعي لنا في الجنة ) ، فلو لم تكن منزلتها تؤهلها لذلك لما علـّم شيعته – وعددهم بالملايين – أن يقولوها في زيارتهم لها. وبحار الأنوار: ج 60، ص 216 ـ 217.
ونحن لا نستغرب من ذلك لأنّ هناك أشخاص عظماء ليسوا من أهل البيت بل من شيعتهم، وقد ورد فيهم ما يقارب هذه العبارة، فقد قال النبي (صلى الله عليه وآله). في أويس القرني – الذي استشهد مع أمير المؤمنين علي (ع) في حرب صفين – أنه يشفع في مثل بني تميم أو في مثل ربيعة ومضر، علماً أنّ بني تميم من أكبر القبائل لاسيما إلى يوم القيامة.

وروى مسلم في صحيحه ج7 ص190 طبع دار الفكر بيروت، أحاديث كثيرة عن النبي (ص) يقول فيها: ( فإنْ استطعتَ أنْ يستغفر لك – أويس – فافعل )
ثم روى أيضاً بأنّ الصحابة – ومنهم عمر أيام خلافته – كانوا يطلبون من أويس أن يستغفر لهم عملاً منهم بوصية النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله).
وهو نفس معنى الشفاعة، فكأنّ النبي (ص) يقول لنا: إذا كان استغفارك لنفسك لا ينفعك بسبب كثرة ذنوبك، فاطلب من مثل أويس الذي له كرامة عند الله أنْ يستغفر لك، فإنّ استغفاره لك ينفعك.

17 ـ زيارتها: (عليه السلام): ورد في زيارتها: «السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ .
أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ .
أَتَقَرَّبُ إِلى الله بِحُبِّكُمْ، وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَالتَّسْلِيمِ إِلى الله راضِيا بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ، وَعَلى يَقِينٍ ماأَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدِي، اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ، يا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْناً مِنَ الشَّأْنِ»(6).

وقد ورد هذا الاسم في رواية عن الرضا عليه السلام حيث قال: «من زار المعصومة بقم كمن زارني)(4). وهذه التسمية تدلّ على أنّ السيدة فاطمة عليها السلام قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة، رياحين الشريعة: ج 5، ص 35.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر البحث من الكتب العربية والفارسة:
المصادر والمراجع : العربيّة. الفارسیة – Alawy.net .:. علوی.نت
1 ـ قبس من كتاب (فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء صلوات الله عليها)/ محمد علي المعلّم.
2 ـ الرسالة الفاطميّة تأليف : ميرزا محمّد بن سليمان التنكابني (1234 – 1302 ه . ق.) أوّل تأليف مستقلّ حول شخصيّة السيّدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها حقّقها وقدّم لها مجيد غلامي الجليسة.
3 ـ تاريخ قم: ص 215. وبحار الأنوار: ج 60، ص 216 ـ 217.
4 ـ عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 267.
5 ـ بحار الأنوار: ج 99، ص 266.
6 ـ رياحين الشريعة: ج 5، ص 35.
7 ـ كامل الزيارات: باب 106، فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام: الحديث 2، ص 536.
8 ـ حياة وكرامات فاطمة المعصومة عليها السلام للبقاعي: ص 117.
9 ـ ُنظر: أعيان الشيعة 8/391، مستدرك سفينة البحار 8/261.
10ـ المصدر: فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء / محمد علي المعلم. (13),(14),(15),
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ أعلام النساء المؤمنات: ص 576. 7) 1) وسائل الشيعة: ج15، باب 22، من أبواب أحكام الأولاد، الحديث 6. 2) المصدر نفسه/ الحدي 7. 3) كمال الدين وتمام النعمة، ص165. 4) الأصول من الكافي: ج1، باب الإش. *) من كتاب (فاطمة المعصومة قبس من أشعة الزهراء صلوات الله عليها)/ محمد علي المعلّم. 1) وسائل الشيعة: ج15، باب 22، من أبواب أحكام الأولاد، الحديث 6.
2 ـ كريمة أهل البيت عليها السلام: ص 103. – أ-1- الفروع من الكافي: ج6، كتاب العقيقة، باب حق الأولاد، الحديث 6، ص48. 😎 بحار الأنوار: ج43، ص10-16 و18 و65. 9) رياحين الشريعة: ج5، ص35.ب-2- 9) رياحين الشريعة: ج5، ص35. 10) أوائل المقالات، ص35، وتلخيص الشافي: ج1، ص183-196، 15) كريمة أهل البيت (عليهم السلام)، ص47-48.
3ـ مستدرك سفينة البحار: ج 8، ص 261.
4 ـ رياحين الشريعة: ج 5، ص 35.
5 ـ فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص 68 ـ 69.
6 ـ وهو السيد محمود المرعشي والد آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي رحمه الله. (كريمة أهل البيت عليها السلام: ص 43؛ سيدة عش آل محمد عليهم السلام: ص 35 ـ 37.
7 ـ فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص 74 ـ 75.
8 ــ وهو السيد محمود المرعشي والد آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي رحمه الله. {كريمة أهل البيت عليها السلام: ص 43؛ سيدة عش آل محمد عليهم السلام: ص 35 ـ 37.
8 ــ فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص 74 ـ 75.
9 ــ مجمع البحرين: ج 6، ص 152.
10 ـ بحار الأنوار 48/316. (1).بحار الأنوار: 48 / 288، 303.
11 ـ بحار الأنوار 99/266 ح4. ورواه عنه البحار ج 48 ص 316، وج 99 ص 265، 12 ـ ووسائل الشيعة: ج 14، ص 576. وراجعه أيضاً في ثواب 12
13 ــ الأعمال للصدوق ص 124 وعيون أخبار الرضا ص 267 وكامل الزيارات ص 224 حديث 1. كما في بحار
14 ـ الأنوار: ج102ص265، وجامع أحاديث ألشيعه: ج12ص617. راجعه في ناسخ
15ـ التواريخ: ج 3 ص68، ورياحين الشريعة:ج 5 ص35.
16 ـ فاطمة المعصومة لمحمد علي المعلم: ص 68 ـ 69.
17ـ حياة الإمام الرضا عليه السلام للسيد جعفر مرتضى ألعاملي: ص 428، نقلاً عن جامع
18 ـ الأنساب: ص56. (14) الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام: ص 4283)
19 ـ عيون أخبار الرضا: ج 2، ص 217 ـ 218. (11) منتهى الآمال: ج 451 وص 499. 20ـ الحياة السياسية للإمام الرضا عليه السلام للسيد جعفر ألعاملي: ص 428.
21 ـ تاريخ قم: ص 213. ([15]) 13]- تاريخ اليعقوبي: ج2، ص415.
22 ـ جواهر الكلام: ج30، ص92-116.
23 ـ من لا يحضره الفقيه: ج3، كتاب النكاح، باب الأكفّاء، الحديث 5، ص249.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
abo_jasim_alkufi@hotmail.com،
الكاتب و الإعلامي الحاج مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الحداد العبودي – أبو جاســـــــم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *