وسقطت الأقنعه
في بداية القرن الماضي كان هناك شاعرين عراقيين كبيرين لا أود ذكر أسميهما ,حيث كانا لا يألون جهدآ في نقد النظام الملكي وفضح ممارساته وأجندته المعروفه بالتبعيه للأستعمار البريطاني , وعندما حدث للأحدهما أن مدح هذا النظام على غير عهد صاحبه به ,هجاه بكل قوه , وندد به أشد تنديد لموقف يعتبره ملئ بالخيانه وبعيدآ عن شيم الوطنيه , فأنشده يقول وفي حضرته .
صه يارقيع فمن شفيعك في غدا فلقد صدأت وبان معدنك الردي
وهنا نحن اليوم وكما يقال التاريخ يعيد نفسه , يظهر علينا ممن تغنى بالوطنيه والعروبه والأسلام وهي لا شك بريئه منهم , وقد سقطت أقنعتهم المزيفه كاشفه للجميع عن وجوه مزيفه وبشعه مكشره عن أنياب مستعده لتقطيع أوصال وطن , متحالفين مع تتار العصر من الدواعش الغرباء ضد أبناء جلدتهم.
لقد بان الخيط البيض من الخيط الأسود وأنكشفت الحقائق المره على واقع متآمر وأجنده خبيثه يقوم بها بعض ممن أستوطن أرض العراق. أستوطنوها في زمن القحط بعد أن جفت أراضيهم ونضبت أبار مياههم وكادوا أن يموتوا جوعآ في أرض الجزيره (نجد) أحتضنتهم أرض العراق وأكرمهم شعبه وبدلآ من أن ينضموا الى بلد الحضاره ,أستفاقت نفوسهم على جذور البداوه ,وها هم يسعون الى ألحاقه بصحراء الجزيره عبر ما يسمى بالأقلمه لكي يسلبوا منه سمته الحضاريه لتكون البداوه هي الحاكمه.
للأسف مر زمن طويل وهؤلاء الأعراب يمثلون علينا دور أخوة يوسف . فهم يمنحونا صفة الأخوه فقط عندما نؤدي لهم تحية الولاء والطاعه, كذلك نحن أخوان لهم عندما نقوم بتنظيف شوارعهم , وعندما نكون جنود في حروبهم العبثيه. نكون مواطنين في عرفهم فقط عندما نقف حماة على أبواب قصورهم , وعندما نكون عاملين نحرث في مزارعهم, ولكن المواطنه يسقطونها عنا حين نطالبهم بالمشاركه في هذا الوطن ونطالب بحقوق المواطنه ,حينها يرفعوا عقيرتهم ويتهموننا بأننا أبناء أولئك الذين أسروا رجالهم وسبيت نساءهم من قبل أجدادهم المحاربين الذين أتوا بهم من بلاد الهند والسند,لكي يكونوا أقنانآ في أراضيهم ورعاة لحيواناتهم. هم يطلقوا علينا ( بالشروكيه) , وهي كلمه تحمل الكثير من النظره الدونيه لأهل الوسط والجنوب.
أن هؤلاء الأعراب يذكروننا بقصة عنتره بن شداد العبسي ,ذلك المحارب القوي , وهو أبن أحد وجهاء عشيرة بني عبس , ولكن عشيرة بني عبس كغيرهم من الأعراب ينظرون اليه بعين الأستخفاف والأستهجان للون بشرته السمراء وهذه من قيم الجاهليه الأولى وتصنيفهم المعتمد , وهو لا يعدوا في نظرهم الا واحد من العبيد , ولكن عندما وقعوا في مأزق الغزو
من قبل قبيله أخرى لا عهد ولا قوه لهم بها أستنجدوا فيه وأكدوا له أنه واحدآ منهم وأبنهم البار وسيفهم البتار.
الزمن يعيد نفسه فأبناء الشيعه هم عرب أقحاح طالما كانوا وقودآ لهم في حروبهم المجنونه واليوم يقومون الدنيا ولا يقعدوها مستصرخين أخوانهم العرب بأن الشيعه أجتاحوا مناطقهم وأحتلوا بغداد صارخين ومولولين أنجدونا من أحفاد الفرس المجوس, وحينما تجتاح مناطقهم موجات الشر الداعشي يستنجدو بالحشد الشعبي المعروف الهويه والمنشأ.
اليوم علينا أن نضع النقاط على الحروف وأن نحدد موقفنا من هؤلاء المشكوك في أنتمائهم للعراق, لأن دماء أبناءنا ليست رخيصه ولا تهدر متى يشاء الأخرون, فبعد أنجلاء غبار المعركه على أبناء الوسط والجنوب تحديد علاقتهم بكل الأطراف الأخرى وعلى أساس العدل والأنصاف , لا أن نكون كبش فداء للحمه الوطنيه. وكما حصل بالزمن البعيد حيث ذبحنا على مذابحها واليوم نذبح على يد داعش وحلفائهم من بقايا فدائي صدام
السؤال المطروح هل نبقى نقدم القرابين تلو القرابين الى أن تستفيق ضمائر الأخرين وعنئذ يتكرموا هم علينا بأن يمنحونا هوية الشريك في الوطن.
أياد الزهيري