علي السراي

Loading

سيدي يا أبا طالب.

بقلم: علي السراي

أُنبيك سيد البطحاء أن مازلت في ذلك الضحضاح من النار .
ومازلت كافراً لم تنطق الشهادتين.
بل وقد تمادوا بكفرك وزعموا أن الاية ( إنك لاتهدي من احببت ) قد نزلت فيك، وإن ابن أخيك النبي صلى الله عليه وآله كان يقول لك ( قل لا إله إلا الله انفعك بها يوم القيامة فكان جوابك ( أنا أعلم بنفسي )

ومضوا بأكثر من ذلك سيدي وزعموا
أن من كفلته يتيماً قال أن أهون أهل النار عذاباً عمي أخرجه من أصل الجحيم وعليه نعلان من نار يغلى منهما دماغه.

فلم يتركوا باباً للشيطان إلا وطرقوه، ولاطريقاً إلا سلكوه، ولا سلوكاً إلا واتخذوه نهجاً راسخاً لهم في محاربتكَ فقال قائلهم

أن قوله تعالى:{ مَا كَانَ لِلنَّبِىّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلىِ قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَـبُ الْجَحِيم وَ مَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَهِيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبِيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لّلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} أُنزلت في أبي طالب لأن النبي قد استغفر له بعد موته .

كذلك زعم أبناء الخنا أن علياً جاء إلى النبي بعد موت أبيه فقال له: إن عمك الضال قد قضى فما الذي تأمرني فيه ؟

بل وعشرات من أمثلة الكذب والزور والبهتان قد ألصقوها بك

وكل جريمتك وجريمتنا معك هو أنك أبا علي ونحن أتباعه …
نعم… أبا عليُّ الذي حطم كبرياء قريش وأصنامها…

عليُّ الذي ضرب خياشيم القوم حتى شهدوا لله بالوحدانية ولاخيه النبي الخاتم بالرسالة.

علي الذي أرسى بسيفه دعائم دين الله وثبّتَ أركانه وأقام بُنيانه.

عليُّ الذي دعس بأخمص قدمه رؤوس وصدور كبار كفار قريش، فجندل أبطالهم، وقتل صناديدهم، ووتر واترهم، وركس راياتهم وهزمهم في كل حروبه وأذاقهم الذلة والبسهم العار في سوح المواجهة والطعان.

نعم عليّ…
علي الذي عادل بضربة الخندق عبادة الثقلين وهو ذات الموت الاحمر الذي ترك في صدورهم حقداً دفينا.

لذا قد أفرغوا ومازالوا نار حقدهم فيك سيدي يا سيد البطحاء، وادعوك كافراً لم تنطق الشهادتين لحد اللحظة …

ألا تباً لكم وترحاً أيتها الأمة الملعونة،
فضّ الله أفواهكم، وشلت أياديكم يا اعوان الشيطان وجنوده، ولا أنالكم شفاعة سيد المرسلين
أكل ذلك يقال عن الكافل والحامي والمدافع الشرس الذي يكن ينام ليلهُ خوفاً على ابن أخيه اليتيم من الاغتيال والقتل حتى قال الشاعر

ولولا أبو طالب وابنه لما مثل الدين شخصاً فقاما فذاك بمكة آوى وحامى وهذا بيثرب جس الحِماما.

سيدي ياسيد البطحاء فدتك أمي وما أنجبت، يامن إذا وضع إيمانك في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة لأخرى لرجح إيمانك ، على العهد باقون معك وعلى ولاية ولدك قسيم الجنة والنار أمير المؤمنين علي عليه السلام.
وبانتظار ذلك الموعود الذي سيقصم الله به ظهور الطغاة والمستكبرين ليُحق الحق ويبطل الباطل مما فعله الاولون والاخرون

ولعنة الله على الظالمين.

اللهم عجل لوليك الفرج والعافية والنصر.

٢٦ من شهر رجب
ذكرى وفاة بطل الاسلام المؤمن الموحد سيد البطحاء عم النبي وكافله أبو طالب سلام الله تعالى عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *