الغربه ……..والمشاعر
الغربه ظاهره خطيره ومؤلمه أخذت تداهم حياة الأنسان وتسلب منه أستقراره وتخلق فيه حالة الرعب من المجهول .هذه الظاهره بد ت معانيها ومظاهرها تتسع وتشمل العديد من الكيانات , حتى أصبحت موضوعآ مقلقآ للمهتمين بالصحه النفسيه والأجتماعيه للفرد والمجتمع ,وفي نفس الوقت أصبحت موضع أهتمام الكثير من الباحثين, لما تتركه هذه المشاعر من أثر سلبي ونتائج وخيمه على الفرد والأسره والمجتمع.
من الواضح أن مشاعر الغربه تبدأ من الذات, حين يشعر الأنسان أن ما حوله لا يمت له بصله , بل وفي كثير من الأحيان يجهله ويحس الأنسان بصعوبة أن يمد علاقه مع المحيط الذي يعيش فيه , أذا لم نقل هناك حاله من التنافر والتضاد معه, مما يجعل من المستحيل تحمل الواقع أو المعايشه معه .
أن هذا الواقع المؤلم لابد أن يكون نتيجه لسبب, أن الأنسان في وضع لا يعرف نفسه, وهذا سبب أكيد سوف يجر صاحبه الى عدم فهم الأخرين وهولا شك نتيجه لعدم وضوح الرؤيه وخلل بالأدراك والذي يقود الى عدم التلمس الواعي للأشياء, والتي من اخطرها هو عدم الوعي للذات, وهي اقصى درجات الغربه , والتي من أخطر تداعياتها فقدان الهويه, وهنا هو مكمن الخطوره في حياة الشعوب والأمم , لأن من يفقد هويته سوف يفقد أنسانيته , حتى لتصل تداعياتها الى فقدان وطنيته والتي نحن نعيش بعض مظاهرها اليوم .
لا شك أن البحث عن الذات وتحديد الهويه ووضوح ملامحها هو الخطوه الأولى لتعزيز الذات وأبعاد مشاعر الغربه فيها , ولكن هذا ليس هو كل شئ في الموضوع , لأن هناك جانبآ أخر في الغربه سببها المجتمع وما يفرزه من مشاعر أتجاه الأخرين وما ينتجه من سلوكيات ومواقف وما يعكسه من أخلاقيات أتجاه بعضهم بعضآ , لأن الأنسان عندما يتجاوز غربة ذاته قد يقع في أزمة غربة المجتمع , وأن كانت أقل وطأه من غربة الذات ألا أن معاناتها ليس بالقليله ولا يمكن الأستهانه بها ولا أهمال تداعياتها على المجتمع والفرد.
أن معرفة الأنسان لذاته من اصعب المصاعب وأحتياجاته لاأدوات تحقيق ذلك كثيره ومتعدده. من هذه الوسائل التي تعيننا على فهم ذواتنا, أشياء من اهمها الله والعقل والتجربه الأنسانيه. لعل سائل يسأل ما علاقة الله بالموضوع . أنا أدعي أن علاقته صميميه واساسيه لأن النفس بها من المجاهيل والألغاز لا يمكن فكها الا بالجوء الى منشأها ,وهو القادر على فك شفرتها والعالم بضعفها وقوتها وهو الملهم لأستعداد الخير والشر فيها ولا ننسى قول أمير المؤمنين على (ع) (من عرف نفسه فقد عرف ربه), لذا يكون من العقل والمنطق وكسب الوقت أيضآ نستعين بالله على هذا المخلوق العجيب , وهذا لا يمنعنا بالأستعانه بوسائل العقل والتجربه.
يتضح من خلال ما تقدم ان المقدمه الصحيحه بمعرفة النفس سوف يقودنا الى أفضل المسارات وأكثرها أمانآ وأطمئنان لتلمس حياة بعيده عن الزلل والمخاطره والخسران.
أن العلاقه الصحيحه مع الله والمعرفه السليمه بالنفس هو الحصن الحصين من كل حاله من الأغتراب والغربه التي يمكن أن يتعرض لها الأنسان ويكفيه شر الوقوع في شراكها .
لا شك أن المعرفه بوابة الدخول الى حياة مطمئنه خاليه من منغصات الغربه وتداعياتها المرضيه , ولكن هناك ملامح وأستعدادات ان تجلت في الفرد لأفرزت حاله أيجابيه تبشر بخير , ويمكن أن أسميها أضاءات كشف الدلاله الا وهي :
أنا أفهمك , أذن أنا قادر على أن أتواصل معك.
أنا أتواصل معك, أذن بيننا لغه مشتركه.
بيننا لغه مشتركه , أذن بيننا مشاعر مشتركه وايجابيه.
بيننا مشاعر ايجابيه ,أذن بيننا أمكانية تقارب . أذن هناك جسور للحب.
بيننا حب , أذن هناك ركيزه للعشق.
بيننا عشق , أذن نحن شركاء حياة.
لكن يظل خيط البدء بالفهم والتفاهم. وحتى أفهمك لا بد أن أفهم نفسي أولآ , وحتى أصالحك لابد أن أتصالح مع نفسي , لأن من المحال أن أفهمك وأنا لا أفهم نفسي أن أتصالح معك وأنا غير متصالح مع نفسي.
أذن مشكلة المشاكل أن نعيش حاله خلل الأدراك , بمعنى أن نسمي الأسماء بغير مسمياتها, على سبيل المثال أن أفعل أشياء من أجل نفسي وأحاول أن ألبسها ثوب أنها من أجل الأخرين.
أنها دعوه ان نفهم من نحن, لكي نبدد غيوم الغربه ونمسح وحشة النفوس ونضئ دنيانا بمشاعل الود والرحمه والتواصل الأيجابي.
أياد الزهيري
أياد الزهيري
بسم الله الرحمن الرحيم سلامي وتحياتي الحاره الى اخي وعزيزي السيد علي القطبي ادام الله عزه. شكري وأعتزازي وتقديري لشخصكم الكريم على ما تبدونه من أهتمام ومتابعه لما نكتب من مواضيع وانا كلي اعتزاز بآرائكم السديده وتعليقاتكم الحكيمه فشكرآ لكم وان كنت لا استحق وصف مفكر لأنه لقب ليس بالقليل ولكن هذا من ذوقك ولطف مشاعرك وطيب اخلاقك فشكرآ سيدنا راجين لك كل توفبق وسدد الله خطاك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم أياد الزهيري
الكاتب والمفكرالعراقي اياد الزهيري مواضيعك في صلب الواقع وتستحق لقب مفكر لأن مواضيعك ليس فيا اجترار ولا حكايات مسموعة ومكررة انما قلمك نتاج فكر صحيح ودقيق لما يشعر به الفرد في عالم الغربة اضافة الى مواضيعك حول الدين والمجتمع والعمل السياسي والاجتماعي والاسلامي أدعو لكم بالتوفيق. 15 أكتوبر 2013 – 6:57 م
علي آل قطب الحسيني