مملكة الأرهاب
في تسعينيات القرن الماضي هبت رياح ثوره شعبيه من الشرق العربي ,وتحديدآ من جنوب ووسط العراق, ضد نظام دكتاتوري ,جثم على صدور العراقيين خمسه وثلاثون عام, وهي بحق بداية الربيع العربي كما يسميه البعض, أذا أراد المؤرخون أن يؤرخوا للأحداث بحياديه وواقعيه. الذي حدث أن هذه الثوره الشعبيه أجهضت لظروف وملابسات معروفه, منها ما هو من ينسب لوحشية النظام, ومنها ما هو أقليمي وآخر دولي بحجج وهميه ورؤيه طائفيه.
صحيح أن الأنظمه الدكتاتوريه تسكت الثورات ولكن لا تستطيع قتلها في نفوس الثوار,وهذه الحقيقه أكدتها أحداث المغرب العربي عند أنطلاق الأحتجاجات الجماهيريه ضد نظام زين العابدين بن علي, حيث حررت الشعب التونسي من حكم بوليسي مقيت, ولكن لقوة زخم رياح هذه الثوره , أستمرت بهبوبها على الجاره ليبيا فاقتلعت مجنونها القذافي , وهكذا أستمرت الرياح تجتاح المنطقه فأطاحة بدكتاتور مصر حسني مبارك , وهنا أحدثت زلزالآ مرعبآ لكل الطغاة في المنطقه ودخلوا حالة الأنذار القصوى تلافيآ لتداعياتها المرعبه عليهم ,مما دعى بالأسره السعوديه أن تدخل حالة الأنذار القصوى بعد ما وصلت رياح التغير على حدود بلدهم الشمالي ,فكانت ردود أفعالهم هو رد هذه الثوره الى نحرها عن طريق أشعال ثوره مضاده عبر أستبدال مفاهيم الحريه والعداله الأجتماعيه بمفاهيم التكفير ومصادرة حقوق الأنسان في التعبير عن حرية الرأي والعقيده والحضاره بالبداوه , فأنتدبوا لهذه المهمه وحوش الصحراء ومجانين المدن الكبيره وفاقدي الهويه في دول الغربه بقيادة مجموعه معتوه لفظها الزمن ,فضاقت بالحياة فأختارة الموت.
لا يغفل على أحد أن العائله السعوديه وأخواتها من دول الخليج هم معقل المال ومستودع التآمر وهو بعتقادهم ركيزة بقائهم في السلطه. هنا أستنفروا قوى الشر والظلام ,المتمثله بالوهابيه التكفيريه والتي كانت بالأمس القريب مرتكز وجودهم وسيفهم البتار بالتخلص من خصومهم في بداية القرن الماضي وخاصة عائلة الشريف حسين ملك الحجازوكانت حصيلته تملكهم لنجد والحجاز , بالأضافه الى أعتبارها الغطاء الشرعي في وجودهم. أنه الغول الطائفي البغيض والمال السياسي النتن والنفس التآمري الخبيث الذي طالما تمتعوا به. كل هؤلاء حان وقت أستنفارهم والعمل بهم ومن خلالهم لرد رياح ثورة الشعوب المحرومه وجعلها وبالآ عليهم ,لتكون عبره لكل من يفكر في يوم من الأيام بالخروج على السلطان ومحاولة النيل من مملكته . أنها الخطوط الحمراء والتي على الشعوب أن تعيها جيدآ ولا تفكر يومآ بالعبور عليها لأنها منطقه محرمه ,يحظر التقرب منها وألا مصيره الموت الزؤام.
من الثابت ان الشعوب الحره لا تعبء بهذه التحذيرات ولا تلتفت لأصوات الظالمين ولا تستسلم لهم عندما يقرروا ساعة الخلاص من جلاديهم., ولكن من الطرف المقابل ان المدمنين على السلطه لا يستسلموا سريعآ ولا سوف يقبلوا بالحقائق الواقعه لأن وهم السلطه قد ملئ عقولهم فما كاد يصدقوا الحقائق ,لذا عمدت المملكه العربيه السعوديه اليوم لأخذ زمام المبادره بالتصدي لهذا التسونامي الثوري من خلال قوى الظلام الوهابي تحت لافتة ما يسمى بالسلفيه الجهاديه, ذات البعد التكفيري لبقية الطوائف الأخرى وبالتالي أحداث تصدع في البنيه الأجتماعيه العربيه وخلق نسيج غير منسجم ,بل ومتقاتل, الهدف منه أشغال هذه الشعوب في حرب أهليه تستنزف فيها قوى النهوض الحضاري والسير بها الى الخراب والدمار ورائحة الدماء ,والمثال السوري هو خير مثال على هذا المخطط وهي تجربه ماثله للعيان وتحذير لكل من تسول له نفسه بالتقاطع مع سياسة المملكه العربيه السعوديه. هذه سوريا اليوم تشتعل بالبارود السعودي وينحر أبنائها بالسكين الوهابي وتخرب نفوس أبنائها بالمال الخليجي . أنها الفوضى الخلاقه بمديرها المفوض في المنطقه العربيه بندر بن سلطان , هذا الرجل الذي وقع عليه أنجاز المهمه من قبل الأمبرياليه الأمريكيه بالتعاون مع أسرائيل بعد أن فشل أباءه وأعمامه في أنجاز هذه الفوض عن طريق الحرب العراقيه الأيرانيه لتغير خارطة المنطقه .
أن بندر بن سلطان أخذ على عاتقه أنجاز المهمه والتي تبدا اول فصولها بتغير بوصلة العداء من أسرائيل الى أيران والتي من أهم صفحاتها هي الحرب الطائفيه وأشعال الفتنه بين أبناء ومكونات هذه الشعوب عبر أثارة البعد الغرائزي في هذه الجماهيري ,مستقيظآ فيها عدوانيه بغيضه وحقدآ أعمى ,مستغلين واقعآ أقتصاديآ مريضآ وجهلآ مستفحلآ وظلمآ متزايدآ وخيبه أمل كبيره تعيشها هذه الشعوب , وهذا أستغلال غايه في البشاعه ولوئم غايه بالوضاعه ,تنم عن نفس شيطاني لا يعرف الرحمه .هذه هي حقيقة آل سعود وهذه هي أهدافهم المعلنه وهي تدمير شعوب بأكملها لكي تعيش عائله واحده ببحبوحه من العيش ولو على جماجم الأخرين.
طبعآ من غير المعقول أن تتداعى أحداث المنطقه العربيه ويكون مصير شعوبها على حافة بركان , ومن المفارقه أن هذه البقعه من العالم مهد الحضارات وحاضنة النبوات ,أن تكون لقمه سائغه لألاعيب صعاليك الصحراء وأمراء الخيانه.
أن هذه الصوره الهزيله للعالم العربي اليوم لا يمكن أن تكون هي الصوره النهائيه التي تخرج بها هذه الأمه من التاريخ لكي تكون أمه غابره, وهي أمه تختزن من الطاقات ما يأبى عليها هذه النهايه الحزينه. أنه سؤال مصيري يطرح على الضمير العربي عن أسباب الخلاص ودواعي النجاة لأمه تحتضر.
مما سبق نستنتج أن ما يجري من فضائع على هذه الأمه لا يمكن أن يمر بسلام , لأن هذه الأمه تختزن طاقات لا تقبل الظيم ,في وقت وعت أن دينها يأبى عليها الذل ويجري في دمائها مبدأ هيهات منا الذله. هذا الشعار الذي سوف يضع حدآ وبالأحرى نهايه مخزيه لأباطرة الأجرام السعودي ومن يدور في فلكهم من المنافقين والطبالين ,الذين باعوا الشعوب بثمن بخس , لذى حري بالمثقف الشريف والأعلامي النبيل والسياسي الوطني ان يكون سدآ منيعآ بوجه فيضان الجريمه الوهابي التكفيري عن طريق ابراز الصوره البشعه للنظام السعودي وتعريته أمام الجماهير العربيه , بالأضافه الى تفعيل كل وسائل الثقافه لصياغة ضمير وطني يأبى الخضوع لهذه المخططات الخبيثه والعمل على صناعة نسيج وطني منسجم يصعب أختراقه والعمل على تقسيمه ليكون وقود لهذه المحارق التي أوقدها ال سعود , كذلك لا يمكن الأستهانه بدور علماء الدين الحقيقين في أبراز روح القيم الأسلاميه الرفيعه المساهمه في نشر قيم العدل والمساواة بين الناس , وأظهار الوجه الحضاري للأسلام والتي أن سادت أوساط جماهيرنا لدفعت الفكر السلفي الوهابي متقهقرآ الى عمق الصحراء ثانيه حيث موطنه الأصلي بل الى الربع الخالي ليلاقي حتفه وتتخلص الأنسانيه من أبشع فكر ظهر على وجه المعموره.
من المهم جدآ بالأضافه الى ما سبق هو تعرية حكام الخليج والسعوديه بفضح سلوكم المنحرف وعرض أباحيتهم ومجونهم والذي فاحت رائحته النتنه الى أنوف الجميع وهو سوف يفضح تناقضاتهم بالأدعاء أنهم حماة الدين والأسلام وهو منهم براء , عندئد سوف تظهر سوءتهم للجميع ويلعنهم الناس والتاريخ ويساهم في عزلتهم الى الأبد.
أياد الزهيري