أمتي تقتل أمتي
لم أسمع لم أرى لم أقرأ عن أمه قاتلت نفسها كالأمه العربيه. أنها تستحق وبأمتياز لقب الأمه المنتحره.
كما يكون الشعر ديوان العرب فالحروب ديوان تاريخهم ,حتى يمكن القول أن تاريخ العرب شعر وحرب مع العلم أن الشعر عندهم أداة من ادوات الحرب.
من هذا التاريخ يتضح أنه لم تنشغل أمه بالحروب مثلما أنشغل العرب ولكن هذا لا يلغي ما للشعوب الأخرى من حصه في هذه الحروب ولكن الفرق أن العرب لم يصلوا الى لحظة الوعي التاريخي كما وصلت الشعوب الأخرى وخاصه المتحضره, بأن الحروب تمثل نزعه عدوانيه وشريره ينبغي مغادرتها بل شجبها.
هنا يأتي سؤال يطرح نفسه . لماذا هذه الحروب تجد ساحه خصبه لها في أمة العرب, طبعآ هناك أسباب عديده ومن أهم هذه الأسباب هو البعد البدوي في النفسيه العربيه , هذا البعد القائم على النهب والسلب والتمظهر بالقوه والخيلاء وضرورة الشعور بالغلبه على الآخر بالأضافه الى ذلك هناك بعد جدآ مهم ويعتبر شعورآ آسرآ للشخصيه العربيه وهو عقدة التفوق على الأخر. ومن الغريب أنهم يمارسون هذه العقده على بعضهم, فترى القبيله الفلانيه تحتقر القبيله الأخرى وتوصمها بأقبح الصفات وتتلذذ ب بمصابها حيث يدبجون الملاحم في ذمها ووصف قبائحها والنيل منها.
من الغريب أن حروب داحس والغبراء وحرب البسوس لم تنتهي في حينها ولم تكن شئ من التاريخ فقط وأنما هي حروب بدأت ولم تنتهي , فهي حروب تلد أخرى والى يومنا هذا , وهذا يجرنا الى المسبب الأول والمؤسس لهذه الحروب الا وهو الأنسان العربي المسكون بهاجس الأنتقام وصاحب النفسيه المشحونه بالعداء والخصام الدائم.
أن تفسير ذلك ليس بجبله أنجبلنا عليها وأنما ما كان للظروف المحيطه عاملآ أساسيآ في بناء هذه الشخصيه العربيه ذات البعد الصدامي.
أن للعرب تاريخ ملئ بمآسي الحروب , حتى كأن الحروب كلعنه نزلت عليهم ولا تزال تلاحقهم جيلآ بعد جيل , فهم حاربوا في الجاهليه وأستمروا بحروبهم الى عصر الكومبيوتر ولا أعتقد سينهون حروبهم في المستقبل القريب , في وقت العالم يواصل الحرب ولكن بطريقه أخرى , حرب التنافس العلمي أن صح التعبير , حرب السباق الى الفضاء وحرب السبق التنكنلوجي.
أن أسرائيل لم تعترض في السنوات الأخيره على صفقات التسلح العربي , والسبب أنها عارفه بأن هذا السلاح سوف يوجه الى صدور بعضهم , والواقع يتكلم عن ذلك , فالحروب لبنانيه لبنانيه وسوريه سوريه وعراقيه عراقيه وسودانيه سودانيه, ويمنيه يمنيه , ومصريه مصريه ,وليبيه ليبيه…….حتى الدوله الأفريقيه الصومال والتي أنضمت الى الجامعه العربيه نزلت عليها لعنة الحرب الأهليه.
أن الحروب العربيه ومنذ نشأتها حروب عبثيه ولا تزال وليومنا هذا , فقل بربك متى خرج العرب بحرب وهم فائزون ما عدا معركة حزب الله مع أسرائيل وبسبب هذا الأنتصار على أسرائيل عادى العرب حزب الله لأنهم أمه ألفوا الهزيمه ولا يرضوا بغيرها. أمه تعودت على محاربة النجاح لأنهم ألفوا الفشل والخسران برعاية الأعراب من قومهم.
أن الخطر الحقيقي في حروب العرب هو أنهم يعتقدون أن الحروب التي يخوضونها هي حروبهم ناسين أو متغافلين أنهم يخوضون حروب بالنيابه عن أعدائهم. العرب اليوم هم مقاولوا حروب بأمتياز محتجين على العالم على أي حرب تقوم بغير أرضهم , في وقت يحتج العالم عندما لا تقام بطولات كأس العالم في بلدانهم وهذا هو الفرق بينهم وبين غيرهم . هم العرب وحدهم من يحتكروا الحروب بلا منازع , بل ومارسوا من صور العدوانيه والقسوه ما لا يستطيع ممارسته أي من شعوب الأرض , الآن يفتخر الكثير منهم بممارسة النحر وأكل أكباد الموتى . أنها حمى القسوه .
أن الوطن العربي اليوم مرسوم له أن يكون محرقه لأهله عبر حروب أهليه عبر قيادات تنفذ سيناريوهات الحروب التي أعد لها أعداء الأمه بواسطة أبناء غير برره معروفون الأن بالساحه وعى رأسهم ال سعود.
من الواضح أن كل حروب العرب كانت هزيمه لهم وعارآ عليهم بسبب خيانتهم وغدرهم وتخاذلهم ولم يدخلوا حربآ نالوا فيها أحترام العالم الا معركه واحده ويتيمه الا وهي معركة حزب الله مع أسرائيل , حتى يكاد يعتبرونها هم وليد غير شرعي لهم.
أن تاريخ العرب تراجيديا سوداء , فالحرب هي الأصل والسلم هو الأستثناء, فحروبهم تلد أخرى ولم يتراءى بالأفق بأنهم يصلوا الى لحظة اليقظه التي وصلت لها شعوب العالم المتمدن . فأن العرب على موعد مع نهايه مأساويه لم يذكرهم التاريخ الا بروح الأشمئزاز والفرح بنهايتهم لأنهم أمه مؤلمه في ماضيها وحاضرها.
أن العرب اليوم بقيادة عرب الصحراء سوف يضعون هم نهايتهم بأيديهم حتى لا يبقى منهم من يواري الثرى عليهم ولكن قد يأتي من يقوم بالمهمه لا رأفه بهم بل لمنع عدوى قد تهب من رفاتهم.
قد تكون مقالتي فيها الكثير من الأحباط للكثير ولكنه واقع لا ينبغي نكرانه وأنه تشخيص واقعي لمن يريد وضع حلول وأنقاذ ما يمكن أنقاذه.
أياد الزهيري