خيار العراق الوطني
ضاقت حلقة الحكم في العراق الى حد التمركز الكثيف متمثلآ بالقائد الضروره مما قاد هذا التكثف الفردي الى حد أحراق البلد برمته, والآن تعددت حلقات الحكم في العراق حتى وصل الى حد التشتت مما افقد البلد كثافة الضوء اللازم فأسقط البلد في غياهب الظلام.
أنها مفارقه غريبه فقد فيه البلد توازنه السياسي مما أسقطه في حاله دورانيه ترمى فيه الأجزاء بعيدآ عن المركز حيث يصل فيه الجميع الى حاله من الأعياء الشديد فيفقد الجميع توازنه ويحل اللانظام في الجو العام , مما يفتح الباب على مصراعيه لكل الأحتمالات وهي أحتمالات لا تحمل في طياتها ما هو أيجابي لا بل أحلاها مرآ. ومن المفارقات ان هذه المراره يتجرعها الجميع.
العراق بلد يمتلك مقومات دوله يستطيع أن يحيا فيه الجميع حياة حره كريمه ولكن هذه الحياة لا تتحقق الا أذا أمتلك الجميع روح الجماعه وأعتقاد كل من يعيش فيه أنه بلد الجميع, لا خصوصيه ولا امتياز, لا لفرد ولا لقوميه ولا لدين ولا لمذهب , أنه بلد كل مواطن في هذا البلد , فقوانينه للجميع وثرواته للجميع وحمايته للجميع.
لا خيار لهذا الشعب الا خيار واحد , وهو الخيار الوطني. فهذا الخيار وحده من يستوعب ألوان الطيف العراقي ويتسع لكل مصالح ابناءه بكل طوائفهم وقومياتهم وأن ما هو موجود من هذه الأحزاب والتجمعات السياسيه, أما أن تكون أحزاب أقليات قوميه أو أحزاب سياسيه حريصه على فئات أو طوائف معينه أو منها ما يخضع لأعتبارات مصلحيه أو قبليه أو طائفيه حيث وبالنتيجه أنها لا تتسع لكل العراقيين.
رب سائل يسأل ما هو المخرج لهذا المأزق التاريخي الذي يعيش فيه البلد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.
لاشك أن الرهان المطروح اليوم وكما أعتقد هو بروز خيارات وطنيه يكون بديلآ ناضجآ لكل الكيانات المصابه بالعوق الفكري والسياسي , والمصابه بتشوهات فكريه ذات منطلقات مناطقيه وفئويه وطائفيه. أن المشروع الذي يعيد لهذا الشعب عافيته وأستقراره النفسي والمواقفي عن طريق أشباع حاجاته النفسيه والماديه والروحيه, وهذه الحاجه لا يلبيها الا توجهات تنبع من روح هذه الأمه ومن عبق هذه الأرض .
أن ما يعصف بهذا البلد هو التوجهات المتطرفه , وعندما أقول متطرفه أعني كل ما هو طائفي وشوفيني ومناطقي واناني, ولايمكن الحد من هذه التوجهات الا الأعتدال والوسطيه (أنا جعلناكم أمه وسطا).
أن البلد اليوم قابل القسمه على أي عدد, وهذا العدد يكبر مع مرور الأيام على الأزمه,ومادام هناك من يؤمن بطريقه القسمه فقط في حساباته في وقت البلد بحاجه الى من تكون له معرفه بكل طرق الحساب المعهوده وأن نحتاج الى سياسيون يجيدون حسابات الجمع لكي يبنوا بلدآ وشعبآ واحدآ وعندما يحقق هؤلاء نتائج الجمع لا شك سوف هؤلاء وحدهم من يحسنوا القسمه العادله بين أبناءه وهي من يؤسس لحاله من الأطمئنان بين الجميع وهي حاله جدآ ضروريه لبناء بلد مستقر يطمئن فيه الجميع على حقوقهم .
أن البلد الذي يسود فيه تكافؤ الفرص لا يمكن أن يتزاحم أبناءه على كل فرصه تختلط فيها الجداره وعدمها مما يربك المشهد وتعم الفوضى.
أن أس الفوضى التي يعيشها بلد كالعراق هو ضياع المعايير الرصينه في كل الأستحقاقات والتي هي أساس الفوضى مما شجع كل من له أسباب القوه والنفوذ بالأستحواذ على أستحقاقات غيره ويعتبرها هو غنائم ينتزعها القوي من الضعيف وهذا هو سبب أستقواء الكتل السياسيه على بعضها بالأستعانه بأجنده خارجيه ليكون صاحب اليد الطولى على أخيه في الوطن لكي يغتنم ما يمكن أغتنامه من ثروة هذا البلد , وهكذا حدثت السرقه الكبرى في التاريخ , حيث تجري الآن أكبر سرقه في التاريخ حيث يسرق بلد بكامله, ومن اين ,مع الأسف من أبناءه! وهذه سابقه خطيره يكاد لا تحدث الا في بلد أسمه العراق.
أنا أقول أن كل من لا يشعر بالأنتماء لهذا الوطن عليه الأنسحاب اليوم قبل الغد وان لم ينسحب يعني هناك رغبه بسرقات أخرى على الأخرين الحريصين على البلد المبادره بأخراجه , خاصه وان هناك الآن فرصه انتخابيه يكون فيها المواطن حر بانتخاب الأجدر والأحرص على البلد وشعبه. أنها لحظة الحقيقه التي يجب أن يقولها كل عراقي شريف, يتمنى وينشد العيش الرغيد لهذا الشعب المظلوم بكل المقايس.
أن العراق بلد التنوع , وهذه حقيقه لا مناص منها ولكل فئه من مكوناته خصوصيتها, ويجب على كل فئه من فئاته أحترام خصوصية الفئه الأخرى, لكن المهم في الأمر هو أن هذه الفئات لها مشتركات تجمعهم , والا يكون الطريق الأسلم لهم هو حل هذه الشراكه الخاسره والغير منسجمه ,قبل ان تقع الطامه الكبرى والفجيعه العظمى الا وهي الحرب الأهليه, وهنا يخسر الجميع والكل لا يجني الا الخيبه والخسران , فالجميع أمام مسؤلية كبرى, اما يعقدوا العزم على بناء دوله أسمها العراق واما التجزئه القائمه على أسس القانون الدولي , حيث كل يأخذ حقه ويعيشوا كجيران بسلام, لأن العكس هو ضحك على ذقون هذا الشعب المسكين والمبتلى بسياسين أجازوا ضمائرهم بأجازه طويله , وجمدوا عقولهم الى الأبد .
أياد الزهيري