أراء ودراسات في القياده ج1
بالنظر لأهمية الموضوع ومدى تأثيره وتداخله في حياتنا وما يعكسه من أسقاطات وتأثيرات في مجتمعاتنا تكون نتيجته صياغة مجتمع وأنتاج لون أسري معين وعلاقات أجتماعيه ذو طابع خاص وعلاقات أنتاج تأخذ لونها من طبيعة هذه القياده. أذن نمط القياده هي من تعطي لون ونمطية الحياة في بلد ما وهي من ترسم بريشتها مزاجية الحياة والناس في أي مجتمع أنساني.
من الأمور البديهيه أنه لا يسير أي نشاط سواء صناعي أو زراعي أو ديني أو أجتماعي نحو هدفه المرسوم له بدون قائد لمجموعه من الأعضاء المشتركين في نشاط ما. من هذا المفهوم يعرف القائد بأنه الشخص المتواجد ضمن مجموعه يمارس عليهم تأثير أكثر من بقية الأعضاء وهي عملية تأثير ونفوذ أجتماعي.
القائد ليس من الضروري أن يكون شخصآ رسميآ بل ممكن أن يكون شخصآ غير رسمي وهذا ما يحدث للنشاطات والتجمعات الدينيه والمدنيه ولكن من شروطه الأساسيه أن يحمل أو يسعى على تحقيق هدف الجماعه التي يقودها وسوف يفقد هذه الصفه القياديه عند التخلي أو العمل على الضد من هدف الجماعه الذين أتفقوا عليه جميعآ.
هناك أشاره لابد منها وهو أنه ليس كل الخبراء والمفكرين يصلحون كقياديين لأن القياده ملكه وأستعداد في شخصية الشخصيه القياديه, وهناك خطأ شائع في أوساطنا وهو كثير الحدوث وكثيرآ ما يخلق المشاكل بنفس الوقت وهو أن يتوهم الكثير بأن كل من يمتلك معلومات جيده في حقل من الحقول هو قادر على القياده . وهناك خطأ أكثر شيوعآ وأكبر خطرآ وهو أعتقاد البعض أن كل من يحسن الكلام والقادرعلى جذب أنظارهم هو أيضآ يصلح أن يكون شخصيه قياديه وهذا وهم جدآ كبير وهو ما نشاهده اليوم بأكثر من موقع ومجال فترى الجماهير وفي لحظه من التأثر والحماسه بأقوالهم يتسارعون لأأنتخابهم كأشخاص قياديين في مجال لا يحسنون قيادته وبالتالي يصاب هؤلاء المنتخبين بخيبة أمل كبيره مصحوبه بردت فعل عنيفه أقلها فقدان الثقه بهذا القيادي وفي كثير من الأحيان وهنا تكمن الخطوره هو أهتزاز الثقه حتى في خطه الفكري وهذا الأنعكاس يحدث دائمآ بالمجتمعات ذات الوعي الواطئ أو المعدوم مما يساهم في حرق ورقة هذا الذي وضع في موضع القياده جارآ الخيبه على خطه الفكري وهذا ما يساهم في نشوء الفوضى الفكريه المصحوبه بأنعدام الثقه بالأشخاص والأيدلوجيات المطروحه في الساحه والذي يكون هذا القائد الفاشل منتمي اليها.
هناك ميزات قياديه وسلوك ينبغي توفرها في شخصية القائد لكي تؤهله الى النجاح في مهامه وفي مختلف الظروف . من هذه الميزات الأتي.
1-الطموح: وهي صفه جدآ مهمه في شخصية القائد وهي تعبر عن عدم رضاءه بالواقع والسعي بنقله الى واقع أخر أفضل . أي يمتلك هدف ورؤيه لتحقيق هذا الهدف على شرط أن يكون هذا الهدف ينطلق من حاجه واقعيه له ويعبر عن رغبه وحلم من يقودهم, وهذا الطموح لدى القائد هو سبب مهم في خلق روح الحركه والنشاط والهمه في روحية القائد مما يصبح هو الدينمو لحركة معيته في موقع العمل أو الحزب أو جمعيه دينيه أو أجتماعيه معينه.
2-الثقه بالنفس وهي صفه جدآ مهمه في عمل القائد وهي ما تعزز صفة الطموح في نفسه وينظر الى الأهداف بأنها أهداف ممكنه التحقيق وهو قادر على تحقيقها.
3-الشخصيه المتوازنه وهي صفه جدآ مهمه وهو النظر للجميع بأنهم ذو قيمه متساويه مبتعدآ عن الأنتقائيه في العمل لكي لا يشعر الأخرون بأنحيازه لجهه أو مجموعه ما وبالتالي فقدان الثقه بالعمل سويتآ مما يؤسس لحاله من عدم الأخلاص في العمل على الأقل عند بعض المشتركين في النشاط.
4-السيطره : السيطره لا تعني الدكتاتوريه بل القدره على أستيعاب الأخرين والشعور بالتمكن في مجال العمل والقدره على الأداره والتوظيف الأقصى للأمكانيات المتاحه بدون فقدان عقد عناصر العمل.
5-الأستقلاليه: عنصر ذو أهميه بالغه تجعل القائد ذو حركه متوازنه مما يجنب نفسه الأنجرار الى جهه معينه أو محل أملاءات من ألأخرين فيقع في فخ الأخرين مما ينعت بأنه شخصيه ضعيفه أو على أقل تقدير منحازه لطرف دون طرف مما يفقده أخلاص جزء غير يسير من معيته وكذلك يعرض الهدف المنشود من قبل الأخرين للضياع.
6-العمل الخلاق: صفه لا يمكن التغافل عنها في شخصية القائد وهو القدره على الأبتكار والأتيان بالحلول الجديده والفكار الناضجه والواقعيه مما يبعث في نفوس معيته الأحترام والأعتزاز به والأعتراف الضمني بأنه رجل الساعه والرجل المناسب بالمكان المناسب.
7-الشعور بالمسؤوليه: هو أهم شعور يشعر به من يعمل مع القائد أو من يقع عليه قرار القائد. بوجود هذا الشعور يسود الأطمئنان بين الجميع وتعم الثقه في أي تجمع , وهي حاله ضروريه للأستقرار في أي معمل أو جمعيه ولكن هذه الصفه هي الحلقه المفقوده في حياتنا السياسيه والأجتماعيه كعراقيين وهذه هي أم المشاكل في مجتمعنا وأن فقدانها هي حجر الزاويه في ما نعيشه من فوضى أجتماعيه وسياسيه وأقتصاديه وهي من أنشأت أزمه الثقه بين الناس مما أفقد صفة الأمان في مجتمعنا , وكما هو معلوم أن فقدان الأمان مصدر كل أزعاج في المجتمع.
8-الخبره الأجتماعيه: هي الأداة المهمه في توظيف الخبره والكفاءه في الواقع وبدونها تكون كل الخبرات والمؤهلات سوف لا تسعفك في نجاح عملك أذا لم تمتلك خبره أجتماعيه وجاذبيه شخصيه تجعل منك شخصآ موثرآ بالأخرين تجعلهم يسلكون الطريق الذي تحدده لهم بيسر وسهوله . هذه الصفه يعبر عنها أحيانآ بالكارزمه وهي شخصيه جدآ مهمه في مجتمعاتنا الشرقيه وخاصه المجتمع العراقي لأنه مجتمع يتأثر كثيرآ بالشخصيه الرمز.
من الملاحظه ما لصفات الشخصيه للقائد من أثر حاسم في عملية القياده وهناك في هذا الموضوع أهم صفتين له وهي الثقه بالنفس والنضوج والتوازن النفسي . هذه الميزات هي حجر الأساس للمهاره والكفاءه الأجتماعيه والأنفتاح على وجهات النظر الأخرى, لأن من لم يمتلك ثقه بالنفس سوف يتعثر كثيرآ في عمله ويلاقي الكثير من المصاعب التي يصعب عليه حلها. لذلك أن للشخصيه القياديه قدره على الأنبعاث بمريديه ويعبر عنه بالقدره الأيحائيه وهذا يأتي من عدة أسباب منها شخصيه خلاقه ولها القابليه على التطور وثانيآ تتمتع بمنطق رياضي وتجريبي بحيث يجيد لغة الأرقام وثالثآ له قياده تستمد حركتها من أفكاره الخلاقه أي غير أرتجالي.
يتضح من ذلك ما للشخصيه القويه من قدره أيضاحيه (تعليليه) كبيره عندما يعني الأمر نشاطات الأعضاء وقدرته على التأثير الأيجابي عليهم وأنجازهم للعمل وهم على قناعه ورضى مع شعور بالرضى والرغبه بالعوده ثانيه للعمل. بالأضافه لما سبق أيضآ هناك صفات يجب توفرها في شخصية القائد ومنها الأنسجام مع المجموعه التي يعمل معها ولها , الأنبساط والسماحه وهي عكس التعالي والتكبر على العاملين معهم بل يشعرهم بأنه واحدآ منهم على حد سواء لكي ينفتحوا على بعض بكل شفافيه وبدون تكليف مما يفتح أفاق للعمل سويتآ . الأنفتاح والرغبه بالأطلاع كذلك الوعي بالهدف ومعاملة الأخرين بلطف . وهناك صفه جدآ مهمه في عالم اليوم وهو ما نطلق عليه بالضمير الحي وهذا هو صمام الأمان والضمانه الكبيره لكل عمل جماعي . كذلك هناك صفه مهمه وضروريه لنجاح القائد في مهمته وخاصه لمن يعمل في الشأن العام وهو الأنفتاح الى خارج أطار مجال عمله وأن يكون منفتح على الأفكار والخبرات الجديده لأن في ذلك فرصه لتدفق أفكار جديديه تساهم في تطور كل نشاط نحو الأمام.
أياد الزهيري