البعثيون الدواعش
بنظره سريعه الى التاريخ القريب , وبالتحديد في ستينيات القرن السابق, سنجد أن التاريخ يعيد أنتاج نفسه, حيث أستخدم البعث شذاذ الآفاق من المجرمين وما يدعون ب(الشقاواة) في بغداد وبعض محافظات العراق في تنظيم أسمه الحرس القومي. هذا التنظيم معروف عند العراقيين بسوء السمعه, والذاكره العراقيه لا زالت طريه بممارسات هذا التنظيم البشعه, وهو يمثل الجناح العسكري للبعث المجرم, واليوم وعلى نفس المنوال وبذات السياق يستخدم اليوم حزب البعث مجرمين محليين , وآخرين من خارج الحدود , وهم ما يسمى بتنظيم داعش , وكما هو معروف أن حزب البعث له تجربه بالتعامل مع مجرمين دولييين من أمثال كارلوس وابو نضال وغيرهم.
ليس من المفارقات , ولا هو بالأمر العجيب والغريب أن يتفق البعثيون والدواعش في حربهم ضد الشعب العراقي, فهم وجهان لعمله واحده, بما لهم من منطلقات واهداف وأساليب واحده,حيث يرجع هذين الفصليين الى أصل واحد, وهو ان قيادات داعش اليوم هم ذاتهم ,قيادات الجيش السابق واليكم بعض هذه القيادات.
*وليد جاسم العلواني: نقيب في الجيش السابق , ويشغل حاليآ مصب رئيس المجلس العسكري لداعش.
*العميد محمد الندى الجبوري: مسؤول اركان تنظيم داعش وهو عضو قياده فرقه في حزب البعث.
*عدنان أسماعيل نجم: عقيد في الجيش السابق وحاليآ عضو المجلس العسكري لداعش.
كما ان التاريخ الأجرامي لكل الفصيلين والفكر الشمولي لهما والذي لا يعترف بالأخر ,ساهم في توحيدهما, فداعش تحمل فكرآ تكفيريآ قائم على القسريه والكراه, وهذا هو عين ما يراه حزب البعث, هذا الحزب الذي سام الشعب العراقي سوء العذاب وهو صاحب مبدا من لم يكن معي فهو ضدي, فالبعث وداعش وجهان لعمله واحده, كما لما للتخادم المصلحي بين الأثنين من اثر في تقاربهم , حيث يجعل كل واحد منهم سلمآ للوصول الى اهدافه,فالبعث يطمح للسلطه , وداعش تسعى لبسط مفاهيمها الظلاميه. هذا ما اسس له صدام في تسعينات القرن الماضي عندما اتفق معهم على بناء جوامع ومراكز دينيه خاصه بالمتطرفين مقابل تقديم العون له في حربه ضد الشعب العراقي.
أن الروح الأجراميه للبعث وداعش وسعيهما لنشر الرعب في المنطقه , وتعطش الأثنين للدماء ,مهد لزواج مؤقت بينهم ,اقول مؤقت بسبب معرفتنا بالمزاج البعثي المتقلب بتقلب المصالح, حيث تاريخ حزب البعث هو ما يؤكد هذا , والذاكره العراقيه ما زالت طريه في استذكار ما صرح به احد اكبر قياداتهم السابقيين , علي صالح السعدي والذي قتل على يد رفاقه , باننا جئنا الى الحكم بقطار امريكي, اما الأن فالبعثيون يطمحون بالرجوع الى الحكم بقطار داعشي وهابي. هذا هو البعث , لا مبدأ له , لا دين له ,الا مبدا الوصول الى السلطه, فهو لا يرعوي باي وسيله يصل بها الى مراميه السلطويه.
ان رجال البعث هم صعاليك السلطه بامتياز ومدمنيها,فهم يعرفون جيدآ أن لا وجود للبعث بدون السلطه, بالأضافه أن ما يفسر شغفهم بالسلطه , يرجع الى أنهم مسكونون بعقدة التفوق , وأن السلطه ثوب لا يروق الا لهم , أما الأخرين فما عليهم الا السمع والطاعه, معتبرين ان السلطه ملك عضوض لهم عبر التاريخ , وهذا الحق بالحكم جاء نتيجه وهم مزعوم أتفق عليه قيادات حزب البعث مع أناس أدعوا الأنتماء للمذهب السني زورآ وبهتانا, مصتصحبين معهم حق الهي مزعوم , بانهم ابناء بني اميه , وبني العباس , وبني عثمان , فسلسلة الحكم لا تنتهي الا لنا , وهذه هي تصريحاتهم تملئ اعلامهم المضلل. هذا الأعلام المشبوه والذي رفع منسوب العداء بين أبناء الشعب الواحد , بل ومستعدون لأغراق المنطقه بالفوضى وملئها ببحر من الدماء ان آلت لغيرهم, وما يعيشه العراق اليوم من خراب وتدمير الا أصرارهم على هذا المنطق المنحرف.
بالأضافه الى ما ذكرناه , لاشك هناك عوامل اخرى ساعدة بما حصل , منها التآمر الدولي الذي عزم على التخلص من أرهابي القاعده الذين صنعوهم ودربوهم ومولوهم لعملياته الخاصه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في افغانستان, فكان القرار رميهم في محرقة الحرب في العراق وسوريا ولكن بموقد ووقود عراقيه , سوريه. كما ان نافخ النار هذه المره هم القياده الكرديه الحاليه لتسعر من آوارها لكي ينضجوا عليها دولتهم المزعومه. أنها خيانه عظمى لبلد تنعموا بثرواته , وتاريخ اسود سوف يلاحقهم , وذاكره عراقيه سوف لا تنسى خيانتهم , وهم لا شك سوف لا يسلموا من نار ساهموا في أشعالها وشاركوا بتاجيجها , ولكن سوف نرى وترون , لا يمر وقت طويل الا وتراهم اول المحترقين بنارها , وسوف لا يخرج رابحآ الا طرفآ واحدآ الا وهو اسرائيل.
أن هذه الحرب سوف تغير خرائط وتهجر شعوب وتحرق دول , وتاتي بانظمه وتذهب باخرى. اننا قادمون على تغير جوهري ودراماتيكي يجتاح منطقة الشرق الأوسط, ولكن بريشه واجنده أمبرياليه وبتنفيذ (جحوش) بعض ابناء المنطقه وبخذلان وتآمر حكامهم.
كذلك من العوامل التي ساهمت بما حدث , هو التراخي والتغافل من قبل قيادات في الدوله أتجاه الخلايا النائمه للبعثيين وكذلك أنشغال البعض بجمع المال والأستحواذ على المواقع الرفيعه في الدوله بدون مؤهلات , وهذا ما يذكرنا بمعركة احد أيام الرسول (ص) عندما سال لعاب بعض المقاتلين نحو الغنائم مما جعلهم يتركون مواقعهم وينشغلون بالغنائم مما شجع العدو باغتنام الفرصه بالأنقضاض عليهم, كما ان التمهيد لهذه النكسه ما كانت لتحصل لولا العمل الذؤوب للأعلام المضاد والطابور الخامس في توهين عمل الدوله والحط من قدرها في عين المواطن وابعاد السبب الحقيقي للمشكله , الا وهم الرهابيون, والتركيز فقط على فشل الدوله . الغرض منه التمهيد لصنع حاله من الأنهزام والأنكسار عند المواجه, وهذا ما حدث بالفعل في احداث الموصل.
هناك قضيه من الضروري الأشاره اليها , الا وهي الفرار الجماعي لرفاق الحزب من البعثيين في الأنتفاضه الشعبانيه والتي جعات صدام حسين ان يفكر بالبديل , الذي يضمن له سلطانه ويثبت له كرسي حكمه , لأنه فقد الثقه تمامآ باعضاء حزب مهزوزي الثقه والعقيده , وأستبدالهم بقوه قتاليه عمياء ,يمكن معهم قيام حلف غير مقدس , وهذا لا يمكن ان يتوفر الا بوحوش الصحراء من الوهابيين والتكفيرين , المتمثلين اليوم بداعش والقاعده.
من هنا جاءت قرارات البعث باستخدام الدواعش كحصان طرواده لتنفيذ مخططاتهم للوصول للسلطه.
لا شك ان الوطنيين اليوم من العراقيين امام موقف تاريخي , هو ان لا يدعوا الجرح العراقي ينزف بمخالب الدواعش والبعثيون, وهم لا غيرهم من يلقن هذه الأوغاد درسآ لن ينسوه وهم الرجال القادرون على ارجاع الدواعش واذنابهم من البعثيين الى جحورهم او قبرهم بارض العراق ليواروا سوءتهم للأبد.
أياد الزهيري