لماذا أحتلت الموصل
لم يكن أحتلال الموصل من قبل الداعشيون وأذنابهم من البعثيون ومن ورائهم من البرزانيون وبتخاذل من النجيفيون , وبمباركة الأوردغانيون في هذا الوقت لم تأتي من فراغ , بل لها ألف مغزى ومغزى , وتنطوي على الكثير من الأهداف الشريره لكل هؤلاء الأشرار. حان الوقت لكسر الصمت والأبتعاد عن كل صور المجامله أزاء من يضمر سوءآ بالعراق وأهله, لأن الخطر يهدد الأوطان والأعراض , لا بل ويهدد تاريخ وحضارة شعب بكامله. الكل أمام مسؤليه تاريخيه , لا عذر فيها لأحد من بذل كل الطاقات لحماية شعب يتعرض لأشرس هجمه عرفها التاريخ تهدد وجوده .
الأن ,الآن سقطت ورقة التوت وأنكشفت سوءات من يدعي شرف الوطنيه العراقيه.الآن كشف البعض عن أنيابه لقضم الأراضي المتنازع عليها, ورفعت الغطاء عن نوايا الطامعين بتربة وثروة العراق من قبل الجاره الشماليه تركيا وبان السم الزعاف لبعض الأفاعي من أعراب الخليج, الذين ضمروا لشعب وأرض العراق سوءآ. أن كل هذه الأطراف شكلت حلفآ مقدسآ الغايه منه تقسيم ومن ثم أضعاف بلد كبير هو العراق, والذي طالما شكل وجوده لهم قلقآ كبيرآ على أنظمتهم وكياناتهم الهزيله.
أنها مسرحيه هزيله ,بأخراج الأخوين النجيفي , مدعيان سقوط المدينه ,متظاهرين بذرف دموع التماسيح عليها, ومسرحيه مثلها أزلام النظام البائد بتعاون داعشي وأجنبي بما لا يقبل الشك.
أنها لعبه مكشوفة الأهداف والبواعث ولا تخفى حتى على المعتوهين ,فضلآ عن العقلاء والعارفين. أهداف شريره هدفها تقسيم دولة العراق أو دمجه مع أراضي دول أخرى ,لتأسيس دولة الشر الوهابي,مما يكشف عن خارطه جديده للمنطقه يلعب العامل الطائفي دورآ محوريآ وكبيرآ فيها ليدخلوا المنطقه في أتون حرب طائفيه لا نهايه لها وأشعال حريق لا ينطفئ, يكون وقوده شعوب هذه المنطقه وأستنزاف ثرواتها لكي لا تقوى على النهوض ,بالأضافه الى توجيه ضربه قاضيه الى الأسلام وأظهاره على أنه دين الحرائق والموت لتكون النتيجه هجران شعوب المنطقه له ,لأنهم يعلمون أن هذه المنطقه قلعة الأسلام الحصينه وقاعدته التي ينطلق منها الى العالم , وهو ذات السيناريو الذي حدث في العصور الوسطى في أوربا , وما الألحاد والعلمانيه الأوربيه الا نتيجه للحروب الدينيه التي حدثت في أوربا بقيادة طائفيوا ذلك الزمن.
أن المتتبع للأحداث في العراق وخاصه بعد ظهور نتائج الأنتخابات وفوز السيد المالكي وأقترابه من تشكيل حكومه الأغلبيه وخاصه بعد أن لوح قسم من متحدون للأصلاح برئاسة المطلق وبروز بوادر أتفاق مع المالكي لتشكيل حكومه ذات أغلبيه سياسيه, مما أثار غضب محور البارزاني-النجيفي-علاوي ,حينئذ جن جنونهم , ولم يبق لهم الا التآمر على العمليه السياسيه وهذا ما حصل فعلآ.
أن شعور هؤلاء بخسارتهم والأقتراب من أفول نجومهم ,مما دعاهم الى الأسراع بقلب الطاوله على العمليه السياسيه وأن التحرك المشبوه في الزياره الأخيره للنجيفي الى تركيا وما تبعه من تسارعآ دراماتيكيآ للأحداث ,تبعته مباركه برزانيه عن طريق فتح باب جهنم على المركز عن طريق تسهيل مهمة داعش وأخواتها للدخول الى الموصل ومن ثم أحتلالها قاصدين أضعاف المركز وتشتيت جهده وقطع الطريق على تشكيل الحكومه الجديده ,لكي يعطوا لأنفسهم فرصه جديده بأمكانية أرجاعهم الى الساحه السياسيه عبر أقتطاع جزء من العراق وبناء أماره يترأسها أمراء البيت النجيفي والذي بالوقت نفسه وعلى طريقة التخادم مع الطرف الكردي , يسعى من خلالها الأقليم على بسط سيطرته على الأراضي المتنازع عليها والتي طالما حلموا بضمها الى الأقليم, وهذا ما حصل حيث تحركت قوات البيشمركه والتي تأخذ رواتبها من بغداد الى السيطره على كل الأراضي المتنازع عليها من نفطخانه الى الحدود السوريه وهذا هو الذي حصل. ليس هذا فقط بل عمدوا الى أهانة الجنديه العراقيه وأستيلائهم على الكثير من الأسلحه والمعدات العسكريه العائده الى الجيش العراقي, وهكذا دخل البارزاني في لعبه خطره في المنطقه وأشعل حرائق سوف يكون هو أول من سيحترق بها.
ماذا يمكن أن نفسر تواجد الأرهابين من السلفيين وأعوان النظام البائد و ظهورهم من على شاشات التلفزه من أربيل وقيادة الحملات الأعلاميه من هناك للهجوم على بغداد وأصدار التصريحات والبيانات المعاديه للمكون الشيعي وأصدار التصريحات بالأنتقام منهم.
أن أربيل متورطه اليوم بحمله عدوانيه قذره ومشبوه أتجاه بغداد , وهي اليوم تمثل عاصمة الأعلام المضاد ضد العراق وتنفذ من أرض الأقليم أجندات مشبوهه وهي مشاركه وبأمتياز بقيادة محور برزاني ,نجيفي , أوردوغاني وبرعايه سعوديه قطريه ,ولكن سوف لا يمر وقت طويل ,الا وترى تحطم أحلام هؤلاء الحمقى على صخرة الوطنيه العراقيه وهمة الشجعان من أبناء العراق الغيارى.
لاشك ولا ريب أن حجم الهجمه وخطورة المؤامره تتطلب من الجميع وحدة الكلمه , ومن المهم أن يعلموا أن مصيرهم واحد ,في السراء والضراء , وعليه من الضروري بمكان أن يفوتوا الفرصه على أعدائهم ما دام هناك متسع من الوقت وأن لا يدعوا الأخرين يأكلوا من لحومهم ويجعلوهم لقمه سائغه للأوغاد من وحوش الصحراء.
أن الأمر يتطلب الكثير من التعقل والأكثر من الجهد , لأننا أمام مخططات جهنميه تجعل وجودنا بين الحياة والموت,فمن أراد الموت فليتنابز وليختلف , ومن أراد الحياة فليتعقل ويتوحد مع أخوانه لدرء خطر المغول الجدد بقيادة قارون العصر عبد الله بن سعود وتخطيط أسرائيلي مقيت. ليس أمام العراقيين من الوطنيين الا العمل المشترك وتوحيد الجهود لصد عدوان لا سامح الله أن تمكن سوف لا يبقي ولا يذر.
أياد الزهيري