Loading

التحالف الوطني على مفترق طرق

التحالف تعني الأئتلاف والألتئام والتوافق على هدف موحد يتفق عليه الجميع , وهو عكس الأنفراد والتفرد

, والعراق بلد له تاريخ طويل من تفرد حكامه , والذي كل ما جناه من جراء ذلك هو الخراب والفاقه وتشرد شعبه في المنافي والأفاق. أن طبيعة التلون العرقي والمذهبي والديني في بلد كالعراق يحتم على قادته , ولكي يحافظوا على وحدته وسلامه الأهلي , أن يسعوا الى تشكيل كابينه حكوميه متنوعة الأطياف , موحدة الأهداف. هذه الصيغه لا تسد الطريق أمام أكثريه سياسيه متوحدة الأليات والأهداف لقيادة البلد,لذا يتحتم على قادة الكتل السياسيه والحريصه فقط على وحدة تربة وشعب العراق أن يبتعدوا عن الضجيج الأعلامي وأن يتجنبوا الأتهامات والتخوين والتسقيط السياسي, لأن هذا  سوف يبدد كل فرصه لقيام تحالف قوي بين هذه الكتل ,لذا ومن منطلق المسؤوليه الشرعيه والتاريخيه وحتى الأنسانيه بأن يزن أعضاء كتلة دولة القانون الأمور بحكمه ورويه , وأن يلبسوا ثوب الأيثار , وكذلك الدعوه موجه لأعضاء كتلة التيار الصدري الى التقليل من تصريحاتهم التنابزيه , وكذلك رجاءنا موصول للسيد عمار الحكيم أن لا يدفع بمجموعه من الشباب القليل الخبره بالعمل السياسي والأعلامي هذه الأيام على شاشات التلفزه , مندفعين بأصوات وكلمات تستفز شركائهم القريبين.

نحن الآن أحوج ما نكون لصوت العقل والحكمه , بعيدآ عن الأنزلاق في المهاترات والمناكفات السياسيه القاطعه لجسور التواصل بين كتل التحالف الوطني.

لا يخفى على أحد , أن هناك الكثير من المحاولات من قوى وشخصيات ,كل همها وخالص هدفها هو كسر عرى التحالف الوطني لأسباب باتت معروفه للقاصي والداني وبمباركة أجندات أقليميه لا تضمر للعراق خيرآ , ولكن هذه لا تشكل غرابه لمن يدرك منطق الأحداث بالمنطقه , ولكن الذي يثير الأستغراب ويصدم الجمهور هو عندما ينبري أحد أطراف التحالف الوطني , بمحاولة الخروج على الأجماع , والتصريح بمحاولة التحالف مع تكتلات و شخصيات من الصعب الأطمئنان لها , لما يشوب تاريخها وسلوكها السياسي الكثير من الشبهات , والذي يكون التحالف معها يشكل ضربه عنيفه للتحالف الوطني , والتي قد تعرضه للأنهيار, وهذا  ما سوف يلعن فاعله التاريخ الى الأبد.

قد يسأل سائل , لماذا هذا القلق والخوف على جدار التحالف الوطني من التصدع , في وقت بات معروف ,لا ثابت بالسياسه ولا مقد س . نعم أكيد للخوف دوافعه وأسبابه , ومن جملة هذه الأسباب , هو ما مخطط له من تمزيق لهذا البلد , وتزاحم الأشرار على الوقيعه بين أبناءه , والأخطر من ذلك ,هناك من بين أبناء هذا الوطن من له أستعداد على تمزيق البلد وبيعه تفصيخ كما يقال باللغه الدارجه. كما أن التسائل الثاني . لماذا نناشد التحالف الوطني دون غيره للحفاظ على وحدته وجعله الضمانه لوحدة العراق. هذا صحيح والسبب هو المعطيات التاريخيه والواقعيه جعلتنا نحمل التحالف الوطني هذه المسؤوليه التاريخيه لصد كل محاولات تمزيق العراق من قبل أعداءه , وهو شرف يستحقه , لما لتاريخ أبناء هذا التحالف من تاريخ وطني قدم من خلاله الدماء الزكيه والأرواح الطاهره على مذبح الحريه.

أن أس تماسك التحالف الوطني هو ترسيخ العمل الجماعي ,ووضع نظام داخلي يحترمه الجميع, ووجود أشخاص يؤثرون المصلحه العامه ويؤمنون بالعمل الجماعي, وذوي نظره أسترتتيجيه ثاقبه تقدر عواقب الأمور ويستشرفوا المستقبل.

أن الشعب العراقي أعطى فرصه ذهبيه لممثلي التحالف الوطني ليقوموا بواجبهم الشرعي والوطني, وأن يكونوا على مستوى المسؤوليه وان لا يضيعوا الفرصه الممنوحه لهم من الشعب والذي سوف لا يستمر بالعطاء لمن يهدر فرصته بحياة حره كريمه, وليعلم  قادة التحالف الوطني أن هذا التخويل مؤقت ومرهون بأعمالكم وحسن سلوككم , وأجعلوه ذمه في أعناقكم . بل هي فرصه ذهبيه لتسجلوا موقفآ تاريخيآ تبنون عليه مجدكم وترفعوا من خلاله راية بلدكم, فلا تخيبوا بتفككم أمل ناخبيكم.

من الضروري التنبيه الذي يصل الى مستوى التحذير ,من أن أي كتله من التحالف الوطني يسعى للأنضمام بمفرده مع متحدون أو التكتل الكردي ,سوف يسير معهم على رمال متحركه ,ولا يمر وقت طويل الا ويقلبوا عليهم ظهر المجن.

حذاري حذاري من الوعود المعسوله والأمنيات الفاتحه لشهية البعض, فأنها مفخخه سرعان ما تنفجر عليكم , وعندها لا ينفع الندم.

أن التعصب الأعمى وضيق الأفق عند البعض والغرور والصلف عند البعض الأخر سوف يدخل الجميع في عمق الزجاجه, والتي لا أمل بالخروج منها الا بكسرها , وعندئذ يتشظا الجميع بزجاجها الدامي, هذا اذا ما أفترضنا الأسوء الا وهو أختناقهم جميعآ ولم يجدوا من يشيعهم الى مثواهم الأخير, وحينئذ لا يجدوا من يترحم عليهم.

أستطيع أن أقول أن المغامره بفرط التحالف الوطني هو مغامره بكل المكتسبات التي تحققت للشعب العراقي بعد حكم الدكتاتور, ومن يفرط بالأرث الجهادي لهذا الشعب سوف لا يشفع له شافع بنيل ثقة أي مواطن وسوف يسود تاريخه بصفحات الذل والخسران.

أملنا أن لا يكون التحالف الوطني مطيه لتحقيق مآرب قادته وأنما جسرآ أمينآ يعبر عليه الشعب العراقي الى شواطئ الأمان .

كما لا يخفى على أحد بأن كتل التحالف الوطني ذوي أيدلوجيه أسلاميه , وهذه قنواتهم الأعلاميه خير من يعبر عن لونهم الفكري والعقائدي, وشعاراتهم الأنتخابيه ما يشير وبقوه الى ذلك , وهذا  بالطبع له أستحقاقاته وألتزاماته ,حيث يكون أبتعادهم  المنهجي عما يدعوه , سوف يسقط ورقة التوت عنهم , ويرفع غطاء الشرعيه عن أفعالهم , لذا يكون من أول أولوياتهم الأسترشاد بمسيرة قياداتهم التاريخيه والتي يدعون الأنتماء اليها ويفخرون بالأنتساب اليها , ومنهم الأمام علي (ع) صاحب المقوله المشهوره (لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين) واليوم ونحن نقف على حافة الهاويه , وبامس الحاجه الى من يجنب الأتلاف الوطني أنهياره ويحافظ على كيانه , ومن يقوم بهذا العمل هو من يسلم لكي يسلم الأتلاف , وهذا ليس استسلام بل بطوله وأباء وايثار منقطع النظير, ولا يقوى عليه الا الأبطال . فهل هناك من يستحق هذه البطوله. امل ذلك قبل فوات الأوان. وأمل بقيادات التحالف الوطني أن يحسنوا لعبة فقه المصالح ,كما يلعبها غيرهم باتقان . ونصيحه أخيره , أقولها باعلى صوتي يا قادة التحالف الوطني العبوها صح فالكره بساحتكم.

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *