سكين داعش
أنا لست من المتنبئين ولا من قراء الكف ولا من الذين يؤمنون بالحتميه التاريخيه التي يقول بها الكاتب الأمريكي فرانسيس فوكو في كتابه نهاية التاريخ, ولكني أومن بالمثل العربي القائل على نفسها جنت براقش. الأمه العربيه والأسلاميه اليوم هي من أختارت أن تمثل دور براقش. هذا الدور بدأ عندما صحونا على ولادة مولود الأمه الجديد والذي أسمه داعش. هذا المولد الذي ولد من رحم موروثنا المزيف والذي أنتج لنا مولودآ مشوهآ متمثلآ بداعش.,فداعش لم يولد من فراغ , ولم ينزل من السماء ولكنه وليد واقعنا المتخلف والكثير من موروثنا المشبوه والمدسوس. أنها حقيقه شاء من شاء وأبى من أبى. داعش ساهمت في أنجابه الأكثريه الساحقه من هذه الأمه المستنده والمتكأه على تاريخ ملئ بالمفخخات والمعبد بالألغام. حتى أن ما نعيشه اليوم من واقع ينبئنا بمستقبل غير مريح بل لعله خط النهايه في حياة الأمه.
من الأمور الغير مريحه والتي سوف تهز كيان ووجود هذه الأمه هو أن داعش سوف يحقق ما عجزت عنه الأمبرياليه العالميه بجبروتها وما عجزت عنه الشيوعيه بكل قدراتها.
رب سائل يسأل عن كيفية هذه القدره العجيبه لهذه الظاهره الداعشيه وفي أنجاز ما عجزت عنه هذه القوتان الكبيرتان.
صحيح أن هذا الرأي يثير الدهشه ويستحق التوقف عنده ولكن الواقع سيكشف الكثير عن أفرازات أعمال داعش الوقحه.
أنا أتنبأ بظهور موجه ألحاديه كبيره وقاسيه في المجتمعات الأسلاميه متمثله بالأفصاح والأعلان عن الألحاد والأنكار بشكل سافر وبطريقه خاليه من أي أعتبار لمشاعر المؤمنين حيث تتسم بعدم المبالات وقد تكون صداميه وعنيفه لكل من يعترضها أو يتنكر لها ,وهي بلا شك كرد فعل لأساليب داعش الأجراميه والمتخلفه, وسوف تبدأ هذه الأصوات ولعل بعضها بدأ في عقر دول محافظه كالسعوديه, حتى أني لا توقع وأرجوا أن لا يتحقق توقعي لأنها حاله لا سمح الله أن حصلت سوف يكون المجتمع في مهب الريح وسوف يتعرض الى صدمه تفقده توازنه , من مثل حرق كتب مقدسه والأشهار العلني بالألحاد ,وأن تحقق هذا فأنه أنجاز قد عجزت عن تحقيقه كل الكتب الماركسيه التي دخلت الدول العربيه والأسلاميه, أما الأنجاز الثاني والتي عجزت عن تحقيقها الأمبرياليه , الا وهو أستنزاف وتمزيق هذه البلدان وتحويلها الى بلدان خاويه مستسلمه لا تقوى حتى على أعالة نفسها ,فتفقد حينها كل مقومات حياتها فتمسخ وتذهب الى حتفها بأرجلها وتكون حينئذ من الأمم الغابره.
هذا ما أرى في الأفق وهو بالطبع توقع غير سار ولا يطمئن ولكني أراه قادم بسرعة قدوم القطار الداعشي الغادر.
لعل هناك الكثير ممن ترتعد فرائصه ويعرق جبينه لهذا التوقع , بل ولعل هناك من يسخر منه ,ولكنه للأسف واقع ولكن الذي يمنع وقوعه هو نضج المواقف وصدق القائمين على المشهد السياسي لهذه البلدان والأستعداد للتضحيه بالوقف بوجه الهجمه الشرسه لهذا التنظيم الداعشي والتعامل الحذر من الداعمين له . أنه عمل كبير لا تقوى عليه فئه بذاتها بل عمل جماعي تأتلف فيه كل الفئات المجتمعيه وخاصه نخبهم الثقافيه والدينيه والسياسيه, مواقف عمادها نكران الذات وحب الوطن وهذا يتطلب الكثير من الحزم والشجاعه لكي يساهموا بأيقاف القطار الداعشي السريع والمدمر ومنع وصوله الى محطته النهائيه.نحن في الفرصه الأخيره بل وفي الوقت الضاع من هذه اللعبه القذره,فهل هناك من منجد ينجد هذه الأمه. الله أعلم.
أياد الزهيري