اياد الزهيري

Loading

ومن الجمال ماقتل
طالما تساهم المقاربة بتوضيح المراد , وكشف الهدف الحقيقي في تفسير أي حدث , والأفصاح عن مقاصده المضمرة , عن أعين المراقب ,وهنا أرتأيت أن تتقدم الموضوع المراد نشرة مقاربة توضح للقاريء الكريم السبب الحقيقي للهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام , وبطريقة غير مسبوقة , وعادتاً صانعي الأحداث ذات الأهداف , والمقاصد الغير أخلاقية , والغير مقبولة قانوناً , يعمدون الى تغليفها بعناوين , ومسببات لاتمت بصلة لمقاصدهم الحقيقية , وأهدافهم العميقة , فيغلفون جرائمهم , وأفعالهم الشنيعة بدوافع عارية عن الصحة , وهذا ما جعلني أستعين بحادثة مقتل الصحابي الجليل مالك بن نويرة , الذي عمد خالد بن الوليد على قتله , بطريقة بشعة , وذلك بحز رأسه , وطبخه بقدر على النار , بدعوى أنه مرتد , ولم يدفع الزكاة , والحقيقة التي كشفتها كتب التاريخ ,أن السبب الحقيقي لقتل مالك هو أعجاب خالد بن الوليد بزوجة مالك الفائقة الجمال (ليلى بنت سنان) , وقد لاحظ مالك أعجاب  خالد بزوجته , وطمعه بها ,وأحسن بأنها سبب قتله , فصاح بوجه خالد , هذه التي قتلتني, وقد حُزت رقبة الرجل , وغُلفت الجريمة تحت عنوان جريمة الردة, ولكن الحقيقة تُكشف ولو بعد حين , ويقال أن التاريخ يعيد نفسه , ولكن بشخصيات مغايرة , وبسيناريو مختلف , ولكن بذات الأهداف , ولكن الأختلاف بين ما أراده خالد , هو الفوز بليلى زوجة مالك , وبين هدف من يقوم بالهجوم على الإسلام اليوم ليس خطف الأسلام لهم بما يتمتع به من جمال المعنى , وكبير القدر , ولكن بدافع الحسد , ورغبة بتدمير منافس يقف حائلاً بوجه مخططات شيطانية يزمعون تنفيذها , والإسلام , بما يمتلكه من قوة الممانعة , وشروط البقاء , وجمال الصورة , يشكل عائقاً يصعب تجاوزه , إلا بتدميرة , والقضاء عليه.  قد يتسائل الكثير ، من المتابعين للأحداث ماهي القوة التي يمتلكها الإسلام , لكي تغري , وتدفع الغرب كل الغرب بالهجوم عليه ،وخاصة أمريكا وربيبتها إسرائيل، وهو تسائل محق ، لأن حجم الهجوم وزخمه كبير جداً  وشرس . أنا شخصياً وقد يشاركني البعض في رؤيتي هذه ، هو أن الإسلام دين يتمتع بحيوية عالية جداً ، ويمنح المنتمين أليه فعالية خارقة ، مما يجعله يلعب دوراً محورياً في تشكيل العالم ، وفي وضع تصوراته  عليه، ويمنح أتباعه دوراً عظيماً في بناء حضارة على هذا الكوكب ، ويصنع منهم لاعبين على درجة عالية من المهارة والنشاط ،لما يلهمهم من طاقة كبيرة ، وعزيمة أسطورية في صناعة الحدث، وهذا ما يتضايق منه الآخرون ، المنافسون ، وأثار حفيظتهم ، وهم  أصحاب مشروع الحداثة الغربية، مما يخلق حالة من التزاحم والتنافس بينهم ، وبين الإسلام ، وهذا هو السبب الحقيقي ، من رسم  شكل الصراع الحالي بين الإسلام كعقيدة ،وبين الأمبريالية الغربية كأيديولوجيا حضارية غربية ، وهم قد صرحوا عنه بأكثر من مصدر ودراسة وضعت لتحديد شكل العلاقة مع المسلمين المنتمين لهذا الدين ، وخاصة الذين جعلوا منه آيدلوجيا ، ومنهج عمل في رسم تفاصيل حياتهم، وبناء مشروعهم الحضاري، وهذا مايجب أن يعرفه المسلمون ، في سر الهجمة الشرسه على الإسلام دون غيره من الأديان ، التي تعتبر خاملة  في أستنهاض المنتمين أليها ، والتي لاتشكل أي قلق لهم منها ، بل لعلهم يعتبروها أديان فقدت صلاحيتها، ولم تصبح أكثر من موروث ،تُختصر في طقوس فلكلورية لا أكثر ، وهذا لا يثير حفيظة اصحاب المشروع الحضاري الغربي ، وأن المنتمين لهذه الأديان ،يسهل أستيعابهم ، وتدجينهم ، ولهم تجارب ناجحة في تميع قيمهم الموروثة ،وتعويضها بالقيم والمفاهيم الغربية ، ولعل تجاربهم في أمريكيتين وأستراليا ، وجنوب شرق آسيا وغيرها من بلدان لدليل على هضم الحضارة الغربية لهذه الثقافات ومسخها  والترويج للقيم والثقافة الغربية التي أجتاحتهم ،أما الإسلام فعصي عليهم أبتلاعة، وقد أدركوا ذلك بأنفسهم، وعرفوا درجة حيويته، التي من الصعب قهرها  ، وما مروا به من تجارب مسلحة فاشلة لكسر أرادة المسلمين  أعطاهم قناعة راسخة عن قوة وحيوية الإسلام كدين ينبغي تجنيد كل علومهم وتكنولوجيتهم ، وطاقاتهم لمواجهته ، والحقيقة أن تشخيصهم في محله ، وقائم على دراسات معمقة ، من قِبل المنظرين الأستراتيجين الغربين ، وأن مايمتلكونه من رؤية عن الإسلام يمكنني القول ،وبضرس قاطع يفوق كثير  مما يقدر فيه هذه الحيوية والفعالية من الكثير من المسلمين ، والسبب يعود إلى دراساتهم ، ومعرفتهم الواقعية، والدقيقة للإسلام ،،ومن كل الأختصاصات ، مما توفرت لهم صورة واضحة وجلية ،لعلها أكثر مما توفرت لدى الكثير من الباحثين المسلمين .
وخلاصة القول ، وكما قُتل مالك لجمال  زوجته، يُحارب الإسلام اليوم لكماله.
أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *