سيادة النائب عدنان الزرفي ..
بعد التحية ..
لا شّك أنّك قد سمعت بالقاعدة الفقهية التي تقول ( الضرورات تبيح المحظورات وتقدّر بقدرها ) ، والقاعدة العلمية التي تقول ( لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه بالاتجاه ) .. بعد سقوط النظام الديكتاتوري الصدامي المجرم في العراق عام ٢٠٠٣ ، تكالبت على العراق منظمات أرهابية طائفيّة مجرمة ، معلنة الحرب على شيعة العراق بالمفخخات والعمليات الإنتحارية ، حتى بلغ الأمر ذروته عام ٢٠٠٦ بعد تفجير مرقد الأمامين العسكريين عليهم السلام ، حينها بات العراق ساحة مستباحة لكل قوى الظلام والشر من كل أرجاء المعمورة ، لينشروا الموت والخراب وهم مدعومين بفتاوى كبار العلماء السعوديين وغيرهم لجهاد الرافضة الكفرة .. وجميع من جاء من هؤلاء تحت عنوان الجهاد في سبيل الله ، حتى بات قتل الرافضي هو أحب الأعمال لديهم قربة إلى الله تعالى .. وبالرغم من مقتل مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء في الشوارع والأسواق وفي المراقد المقدسة ، إلا أنّ ذلك لم يدفع شيعة العراق لإنشاء الحشد العقائدي الذي يواجه الحشد الأرهابي الطائفي الذي جيّشت له التنظيمات الإرهابية ومراكز الفتاوى السنيّة ، حتى جاءت الفتوى المباركة للسيد السيستاني التي حمت العراق وشعبه ومقدساته ، فقبل هذا التاريخ لم يكن هنالك حشد عقائدي ، بالرغم من الحاجة الماسة لهذا الحشد العقائدي ، فحين يهرب عشرات الآلاف من الجيش والشرطة وقوى الأمن أمام بضعة مئات من الإرهابيين ، تبرز الحاجة لهذا الجيش العقائدي انطلاقا من نظرية الضد النوعي ، فالمنظمات العقائدية لا تواجه بالجيوش النظامية ، بل بجيوش عقائدية مضادة لها ، و لولا هذا الحشد العقائدي يا سيادة النائب عدنان الزرفي المحترم ، لاستباحت داعش مدننا ومقدساتنا وساقت نسائنا سبايا كما سيقت النساء الأيزيديات ، فالحمد كل الحمد لله تعالى أنّ بلدنا يملك حشدا عقائديا يدافع عن بلدنا وشعبنا ومقدساتنا ، وهذا الحشد العقائدي يا سيادة النائب هو جيش رديف لقواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي ، وفكرته ليست خطرة ولا خاطئة ، بل العكس من ذلك تماما ، فما دام الآخرين ينظرون لنا أكثر خطرا من اليهود الصهاينة عليهم ، فالحشد العقائدي يبقى ضرورة و واجب لا مناص منه ..