علي السراي ||
هي أمي…
إمرأة كبيرة تجاوزت عقدها الثامن،
أسمعها وهي على سجادتها وفراش مرضها دوماً تردد ثلاث.
منتظرينك، منتظرينك، منتظريك
لتبدأ بعدها السلسلة الذهبية بالدعاء لابن فاطمة.
ثلاثيتها تلك تبعث الدفء والهدوء والاطمئنان في أرجاء البيت.
تُرى من تنتظر هذه الثمانينية
ولمَّ ثلاث؟
إنها سمفونية العشق المترسخة في وجدان كل من طابت ولادته وكرم محتده.
نعم هي كالملايين العاشقة تنتظرُ إمامها المهدي أرواحنا له الفداء، أسمعها تتحدث معه بثنائية اسمها (المهدي وفاطمة ).
إسمين متلازمين لدى أُمي.
ويقيناً هكذا هُنَّ كل الامهات.
مجتمع جُبل على الحب العفوي النقي ، والولاء المطلق، والعقيدة الحقة،والإنتظار الصادق للأمل، ذلك الذي سيشع بنوره على أرجاء الكون.
أمي … كلما اشتد الالم بها ويصل معها إلى حالة لايعلمها الا الله، جلست إلى جانبها واضعاً يدي على موضع الالم قائلاً لها، أمي ( إدعي ) الله ان يُطيل بعمرك كي يقر عينيكِ برؤية إمامك القادم ( ابن الزهرة) وأعدك إن مَن الله علينا جميعاً بظهوره فسأخذك اليه بهذه (العربة) لتمسكي بإطراف ثيابه وتقبلين يديه وتقسمين عليه بأمه الزهراء بما تحبين وتريدين،
وحينما تسمع مني ذلك الكلام تهدأ لديها ثورة الالم، وتسكن انفاسها، فاسمعها بعد هنيئة تحمد الله وتشكره وتقول ثلاث منتظرينك، منتظرينك، منتظرينك…
سيدي يابن فاطمة… كثيرة هي الجراح العاشقة …وأرواح المتألمة والآمال المنتظرة لخروجك الذي هو الدواء الذي لا داء معه، ترنوا إلى نظرة منك، ولمسة من يدك الحانية لتنسى آلامها، جراحها ، آهاتها، فتطفىء نار الاشتياق.
كثيرون كأمي… ينتظروك… كي يقر الله بك أعينهم، واعين تاقت للقياك يا أمل المستضعفين وحلم الانبياء والأوصياء والاولياء والمتعبين يا وعد الله الصادق…
ومازالت أمي بعفويتها وفطرتها السليمة تدعو الله لك كل يوم بالفرج وهي تنتظر … وتردد بعفوية ثلاثيتها التي تبعث في نفسها الامل والأنتظار…
نبارك لكم ايها العاشقون المنتظرون حلول ذكرى ولادة إمامكم المهدي أرواحنا لتراب مقدمه الفداء.
إنهم يرونه بعيداً ونراه قريبا.
كربلاء المقدسة
١٢ شعبان…
قبل الولادة بثلاث