محمد الكوفي

Loading

إطلالةٌ مباركة على ذكرى: ولادة الإمام القائم المنتظر المهدي صاحب العصر والزمان {عجل الله تعالى فرجه الشريف}،

إطلالةٌ مباركة على ذكرى: ولادة الإمام المهدي {عج}{ محمد بن الحسن العسكري} {عَلَيْهِ السَّلامُ}، يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة {255} هـ . ق . في مدينة سامراء {سُرّ من رأى} {وسام را} … وهي إحدى مدن العراق وأشهر ألقابه هي: المهدي، القائم، الحجة، بقية الله. هجرية سنة 869 ميلادية. وكان لطيب ريحه يفوح منه رائحة المسك ،
وأبوه هو الإمام الحادي عشر الحسن العسكري {ع}، وأمه السيدة الجلية {نرجس} وهي حفيدة قيصر الروم.
الثاني عشر هو الإمام محمد بن الحسن المهدي {عَلَيْهِ السَّلامُ}، الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، ويصلي خلفه ابن مريم {عَلَيْهِ السَّلامُ} ويتم الهل به ويفرح به المؤمنون.
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}
الّلهُمَّ صّلِّ عَلى مُحمّدْ وَآلـِ مُحمّدْ وَعجِّلْ فـَرَجَهُمْ السَّلامُ عَلَيكـُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتـُهُ
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49}. سورة هود كانَ وَما زالَ العالَمُ يَنتَظِرُ فَجراً مِثلَ ذلِكَ الفَجرِ ، الذِي أَشرَقَ بِنُور ِوَجهه وسَطَعَ مِن مَوضِعِ ولادَتِهِ
{ عليه السلام } حَتّى بَلَغَ أُفُقَ السَماءِ .
************
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و صلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين
نرفع آيات التهاني والتبريكات إلى صاحب هذه الذكرى ولي العصر والزمان مولانا الإمام القائم عجل الله فرجه الشريف والمراجع العظام وكل شيعي موالي لأهل البيت {عليهم السلام{، وذلك بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحجة ابن الحسن { عليه السلام{،لذا أبارك لكم أيها الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات هذا اليوم المبارك بمناسبة ولادة حفيد الرسول محمد المصطفى {ص}، المباركة كل عام والجميع بألف خير وصحة وعافيه، واخص بالذكر الأخوة والأخوات القراء الأعزاء والأخوة الطيبين العاملين  في موقع الوحدة الإسلامية والكادر العام المحترمــين جميعاً، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،.
أسْعَدَ اللهُ أيَامَنَا وَأيَامَكُمْ بِكُلّ خَيْرْ وَجَعَلَهَا مَسَرَّاتُ ُوَأعْيَادْ, وَأعَادَهُ اللهُ عَلَيْنَا
وَعَلَيْكُمْ بَاليُمْنِ وَالخَيْراتِ وَالبَرَكَاتْ إنهُ سَمِيعٌ لِلدَّعَوَاتْ ..
في ذكرى ميلاد الإمام السجاد {عليه السلام}،
************
مقال خاص: إلى الإخوة في موقع شبكة الوحدة  الموقرة والمحترمة.
الحلقة الأولي
************
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين .
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}{ع}.
رواه الشيخ الصدوق في الأمالي بسنده عن أبي الصادق قال: قال لي عليٌّ {ع}: هي لنا وفينا هذه الآية
ومنها: ما رواه الطوسي في الغيبة بسنده عن محمد بن الحسين عن أبيه علي بن الحسين {ع} عن جده عن عليٍّ {ع} في قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} قال هم آل محمد يبعث اللهُ مهديَّهم بعد جهدهم فيُعزِّهم ويذل عدوهم {3 }.
ومنها: ما رواه فرات الكوفي في تفسيره بسنده عن ثوير بن أبي فاخته قال: قال لي عليُّ بن الحسين {ع} أتقرأ القرآن؟ قال: قلتُ: نعم قال {ع}: فاقرأ طسم سورة موسى وفرعون قال: فقرأت أربع آيات من أول السورة إلى قوله: {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} قال لي: مكانك حسبك، والذي بعث
محمدًا {ص }بالحق بشيرًا ونذيرًا إنَّ الأبرار من أهل البيت وشيعتهم كمنزلة موسى وشيعته{4 }.
إنّ المهديّ {ع} خلف أباه في إمامة المسلمين، وهذا يعني أنه كان إماماً بكلّ ما في الإمامة من محتوىً فكري وروحي في وقت مبكر جداً من حياته الشريفة.
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }{69}. الزمر.
************
:ســــــر مــــــن رأى أو ” ســــــامُــــــراء”
من المدن العراقية القديمة ، والتي كانت يومًا عاصمةً للدّولة العباسية لمدّة ستين سنةٍ تقريبا.
تقع المدينة على الضّفة الشّرقية لنهر دجلة وتبعد نحو 118كم إلى الشّمال من العاصمة بغداد. يحدّها من الشمال تكريت، من الجنوب بغداد، من الغرب الرّمادي، من الشّمال الغربي الموصل، ومن الجنوب الشّرقي ديالى.
************
بحثنا في هذه الليلة عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه .
الإمام المهدي في عقيدتنا نحن الشيعة الأمامية ألاثني عشرية هو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت {عليهم السلام} . نعتقد بأنّه ابن الحسن العسكري سلام الله عليه ومن أولاد الإمام الحسين من أهل البيت سلام الله عليهم .
ونعتقد بأنّه مولود حي موجود ، إلاّ أنّه غائب عن الأبصار .
****** « 1 » ******
1} ــــ «- أهل البيت في كلام الإمام علي {عليه السلام}: «لا يقاس بآل محمّد ص من هذه الأمة أحد، ولا يُسوَّى بهم مَن جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساسُ الدين،وعمادُ اليقين، إليهم يفيءُ الغالي، وبهم يُلحق التالي، ولهم خصائص حقِّ الولاية، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذا رجع الحقّ إلى أهله، ونُقل إلى منتقله».{1}.»{1}.
****** « 2 » ******
2} ــــ «- المقدِّمة: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه المخلصين، ومن اتّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعــد:اعتقد المسلمون منذ فجر الرسالة الإسلامية وإلى اليوم بصحة ما بشّر به النبيّ الأعظم { صلى الله عليه وآله وسلم}. من ظهور رجل من أهل بيته {عليهم السلام.{ في آخر الزمان ـ يسمى المهدي ـ يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. وعلى ذلك كان ترقّب المؤمنين وانتظارهم مهدي أهل البيت قرناً فقرناً، ولم يشذّ عنهم إلاّ شرذمة قليلة من دعاة التجديد والتحضّر، نتيجة لتأثرهم بالدراسات والبحوث الاستشراقية غير الموضوعية من أمثال ماكتبه فان فلوتن، ودونالدسن، وجولدزيهر، وغيرهم من المستشرقين الذين حاولوا ـ بتطرفهم المعهود في التحليل والاستنتاج بخصوص مايتصل بعقائد المسلمين ـ إنكار ظهور المهدي {عليهم السلام.{ في آخر الزمان.
وقد يكون بعض من اغترّ بمناهجهم حَسَن النيّة في الدعوة إلى التجديد في فهم القضايا الإسلامية ومحاولة إبراز توافقها وانسجامها مع المفاهيم الحضارية التي فرضتها المدنية المعاصرة، فرأى أنّ في إنكار فكرة ظهور المهدي {عليهم السلام.{ ردّاً حاسماً على الدعوات الصليبية ـ المقنّعة بقناع الاستشراف ـ التي استهدفت الإسلام فصورته ـ ببحوثها وكتاباتها ـ آلة جامدة لاتنبض بالحياة.
وهكذا انعكست آثار بعض الدراسات الاستشراقية على ثقافة البعض منّا، مما أسهم في إيجاد خرق من الداخل، ترى من خلاله تأويل بعض الثوابت الدينية، والتشكيك بقسم منها كقضية ظهور الإمام المهدي {عليهم السلام.{ في آخر الزمان، وربما قد تسمع الترديد المملّ لأقوال المستشرقين إزاء مسألة الظهور، وما كان هذا ليتم لولا التفاعل اللامدروس مع تلك الثقافات المحمومة، والتأثّر بها لدرجة الاعتقاد بأنّها حقائق مسلّمة على الرغم مما فيها من خبث ودهاء وتطرّف في التحليل والاستنتاج، وكيد بالإسلام والمسلمين، وكيف لا، وهذا جولدزيهر، ودي بوير، ومكدونالد، وبندلي جوزي يصرّحون بتناقض القرآن الكريم{1}؟! فلا غرابة أن نجد ـ في حركات التبشير الصليبي ـ من يطعن بعقيدة المسلمين بظهور المهدي{2}، هذا مع أنّ فكرة الظهور لم تكن حكراً على المسلمين وحدهم كما سيتبين من دراستها في هذه المقدمة. .»{2 }.
****** « 3 » ******
3} ــــ «- { في سطور الإمام المهدي المنتظر{عجل الله فرجه}:تمهيد :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.
بحثنا في هذه المقال عن الإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه.
الإمام المهدي في عقيدتنا نحن الشيعة الأمامية الإثني عشرية هو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت {عليهم‌السلام}. نعتقد بأنّه ابن الحسن العسكري {سلام الله عليهم}. ومن أولاد الإمام الحسين من أهل البيت {سلام الله عليهم}.
ونعتقد بأنّه مولود حي موجود ، إلاّ أنّه غائب عن الأبصار.
عقيدتنا هذه من ضروريّات مذهبنا ، والتشكيك في هذه العقيدة هو الشك في هذه العقيدة لأبناء هذا المذهب خروج عن المذهب.
ولو أردنا أن نتكلّم مع أبناء غير هذا المذهب وندعو الآخرين إلى هذه العقيدة ، لا بدّ وأنْ نستدلّ بأدلّة مقبولة عندهم ، إمّا عندهم فقط ، وإمّا عند الطرفين.
بحثنا حول المهدي {سلام الله عليهم}. يكون في ثلاثة فصول :
النقطة الأولى : لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الأمة مهدياً ، وأنّ رسول الله {صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم}. قد أخبر به وبشّر به وذكر له أسماء وصفات وألقاباً وغير ذلك ، والروايات الواردة في كتب الفريقين حول هذا الموضوع أكثر وأكثر من حدّ التواتر ، ولذا لا يبقى خلاف بين المسلمين في هذا الإعتقاد ، ومن اطّلع على هذه الأحاديث وحقّقها وعرفها ، ثمّ كذّب أصل هذا الموضوع مع الإلتفات إلى هذه الناحية ، فقد كذّب رسول الله {صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم}. فيما أخبر به.
الروايات الواردة في طرق الفريقين وبأسانيد الفريقين موجودة في الكتب وفي الصحاح والسنن والمسانيد ، وقد أُلّفت لهذه الروايات كتب خاصة دوّن فيها العلماء من الفريقين تلك الروايات في تلك الكتب ، وهناك آيات كثيرة من القرآن الكريم مأوّلة بالمهدي {سلام الله عليهم}.
وحينئذ لا يُعبأ ولا يعتنى بقول شاذ من مثل ابن خلدون المؤرّخ ، حتّى
أنّ بعض علماء السنّة كتبوا ردوداً على رأيه في هذه المسألة.
ومن أشهر المؤلّفين والمدوّنين لأحاديث المهدي {سلام الله عليهم}.
من أهل السنّة في مختلف القرون:{2}
ــــــــــــــــــــــــ
المطلب الأوّل: في أنّ لهذه الاُمة مهديّاً
الفصل الأوّل ” وفيه مطالب”
المطلب الأول : في أنّ لهذه الاُمة مهديّاً: لا خلاف بين المسلمين في أنّ لهذه الأُمّة مهديّاً، وأنّ رسول اللّه {صلّى اللّه عليه وآله وسلّم.{ ومن أشهر المؤلّفين والمدوّنين لأحاديث المهدي سلام اللّه عليه من أهل السنّة في مختلف القرون:
أبو بكر ابن أبي خيثمة، المتوفى سنة 279.
نعيم بن حمّاد المروزي، المتوفى سنة 288.
أبو حسين ابن منادي، المتوفى سنة 336.
أبو نعيم الإصفهاني، المتوفى سنة 430.
أبو العلاء العطّار الهمداني، المتوفى سنة 569.
عبدالغنى المقدسي، المتوفى سنة 600.
ابن عربي الأندلسي، المتوفى سنة 638.
سعدالدين الحموي، المتوفى سنة 650.
أبو عبداللّه الكنجي الشافعي، المتوفى سنة 658.
يوسف بن يحيى المقدسي، المتوفى سنة 658.
ابن قيّم الجوزية، المتوفى سنة 685.
ابن كثير الدمشقي، المتوفى سنة 774.
جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911.
شهاب الدين ابن حجر المكّي، المتوفى سنة 974.
علي بن حسام الدين المتقي الهندي، المتوفى سنة 975.
نور الدين علي القاري الهروي، المتوفى سنة 1014.
محمّد بن علي الشوكاني القاضي، المتوفى سنة 1250.
أحمد بن صدّيق الغماري، المتوفى سنة 1380.
وهؤلاء أشهر المؤلّفين في أخبار المهدي منذ قديم الأيام، وفي عصرنا أيضاً كتب مؤلَّفة من قبل كتّاب هذا الزمان، لا حاجة إلى ذكر أسماء تلك الكتب.
عالمية الاعتقاد بالمهدي: إنّ فكرة ظهور المنقذ العظيم الذي سينشر العدل والرخاء بظهوره في آخر الزمان، ويقضي على الظلم والاضطهاد في أرجاء العالم، ويحقق العدل والمساواة في دولته الكريمة، فكرة آمن بها أهل الأديان الثلاثة، واعتنقتها معظم الشعوب.
فقد آمن اليهود بها، كما آمن النصارى بعودة عيسى {عليه السلام}، وصدّق بها الزرادشتيون بانتظارهم عودة بهرام شاه، واعتنقها مسيحيو الأحباش بترقّبهم عودة ملكهم تيودور كمهديٍّ في آخر الزمان، وكذلك الهنود اعتقدوا بعودة فيشنو، ومثلهم المجوس إزاء مايعتقدونه من حياة أُوشيدر.
وهكذا نجد البوذيين ينتظرون ظهور بوذا، كما ينتظر الأسبان ملكهم روذريق، والمغول قائدهم جنگيزخان.
وقد وجد هذا المعتقد عند قدامى المصريين، كما وجد في القديم من كتب الصينيين. {3}
وإلى جانب هذا نجد التصريح من عباقرة الغرب وفلاسفته بأنَّ العالم في انتظار المصلح العظيم الذي سيأخذ بزمام الأمور ويوحّد الجميع تحت راية واحدة وشعار واحد:
منهم: الفيلسوف الانجليزي الشهير برتراند راسل، قال: {إنّ العالم في انتظار مصلح يوحّد العالم تحت عَلَمٍ واحد وشعار واحد}. {4}
ومنهم: العلاّمة آينشتاين صاحب چالنظرية النسبية}، قال: چإنّ اليوم الذي يسود العالم كلّه الصلح والصفاء، ويكون الناس متحابِّين متآخين ليس ببعيد}. {5}
والأكثر من هذا كلّه هو ماجاء به الفيلسوف الانكليزي الشهير برناردشو حيث بشّر بمجيء المصلح في كتابه {الإنسان والسوبرمان}.
وفي ذلك يقول الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد في كتابه {برناردشو} معلّقاً: چيلوح لنا أنّ سوبرمان شو ليس بالمستحيل، وأنّ دعوته إليه لاتخلو من حقيقة ثابتة}. {6}
أما عن المسلمين فهم على اختلاف مذاهبهم وفرقهم يعتقدون بظهور الإمام المهدي في آخر الزمان وعلى طبق مابشّر به النبي {صلى الله عليه وآله وسلم}، ولا يختص هذا الاعتقاد بمذهب دون آخر، ولا فرقة دون أُخرى. وما أكثر المصرّحين من علماء أهل السنة ابتداءً من القرن الثالث الهجري وإلى اليوم بأنّ فكرة الظهور محلّ اتّفاقهم، بل ومن عقيدتهم أجمع، الأكثر من هذا إفتاء الفقهاء منهم: بوجوب قتل من أنكر ظهور المهدي، وبعضهم قال: بوجوب تأديبه بالضرب الموجع والاِهانة حتى يعود إلى الحقّ والصواب على رغم أنفه ـ على حدّ تعبيرهم ـ كما سنشير إليه في الفتوى الصادرة على طبق معتقد المذاهب الأربعة.
ولهذا قال ابن خلدون معبّراً عن عقيدة المسلمين بظهور المهدي: {اعلم أنّ المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الإعصار: أنّه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت، يؤيد الدين، ويُظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى المهدي}. {7}
وقد وافقه على ذلك الأستاذ أحمد أمين الأزهري المصري ـ على الرغم مما عرف عنهما من تطرّف إزاء هذه العقيدة ـ فقال معبّراً عن رأي أهل السُنّة بها: {فأما أهل السُنّة فقد آمنوا بها أيضاً} {8}، ثم ذكر نصّ ما ذكره ابن خلدون. {9}
ثم قال: {وقد أحصى ابن حجر الأحاديث المروية في المهدي فوجدها نحو الخمسين}. {10}
ثم ذكر ما قرأه من كتب أهل السنة حول المهدي فقال: {قرأت رسالة للأستاذ أحمد بن محمد بن الصديق في الردّ على ابن خلدون سماها: { إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون}، وقد فنّد كلام ابن خلدون في طعنه على الأحاديث الواردة في المهدي وأثبت صحّة الأحاديث، وقال: إنّها بلغت التواتر}. {11}
وقال في موضع آخر: {قرأتُ رسالة أُخرى في هذا الموضوع عنوانها:{الإذاعة لما كان ومايكون بين يدي الساعة} لأبي الطيب بن أبي أحمد بن أبي الحسن الحسني}. {12}
وقال أيضاً: }قد كتب الإمام الشوكاني كتاباً في صحة ذلك سماه: التوضيح في تواتر ماجاء في المنتظر والدجال والمسيح}. {13}
إذن لأفرق بين الشيعة وأهل السنّة من حيث الإيمان بظهور المنقذ مادام أهل السنّة قد وجدوا في ذلك خمسين حديثاً من طرقهم، وعدّوا ظهور المهدي من أشراط الساعة، وأثبتوا بطلان كلام ابن خلدون في تضعيفه لبعض الأحاديث الواردة في ذلك، وأنّهم ألَّفوا في الرد أو القول بالتواتر كتباً ورسائل، بل لأفرق بين جميع المسلمين وبين غيرهم من أهل الأديان والشعوب الأخرى من حيث الإيمان بأصل الفكرة وإن اختلفوا في مصداقها، مع اتّفاق المسلمين على أنّ اسمه {محمد} كإسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولقبه عندهم هو {المهدي}.»{3}.
****** « 4 » ******
اعترافات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي عليه السلام :
4} ــــ «- لا شك في أنّ الرجوع إلى أصحاب كلّ فن ضرورة، والأولى بصدد ما نحن فيه، هم علماء الأنساب، واليك بعضهم:
1 ـ النسابة الشهير أبو نصر سهل بن عبد الله بن داود بن سليمان البخاري من أعلام القرن الرابع الهجري، كان حياً سنة {341 هـ}، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة 329 هـ.
قال في سر السلسلة العلوية: {وولد علي بن محمد التقي {عليه السلام}: الحسن ابن علي العسكري {عليه السلام}. من أُم ولد نوبيّة تدعى: ريحانة، وولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقبض سنة ستين ومائتين بسامراء، وهو ابن تسع وعشرين سنة.. وولد علي بن محمد التقي {عليه السلام}.جعفراً وهو الذي تسميه الأمامية جعفر الكذاب، وإنّما تسميه الأمامية بذلك ؛ لادعائه ميراث أخيه الحسن {عليه السلام}. دون ابنه القائم الحجة {عليه السلام}. لأطعن في نسبه{.{23ج
2 ـ السيد العمري النسابة المشهور من أعلام القرن الخامس الهجري قال ما نصه: {ومات أبو محمد {عليه السلام}. وولده من نرجس {عليه السلام}. معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله، وسنذكر حال ولادته والأخبار التي سمعناها بذلك، وامتُحن المؤمنون بل كافة الناس بغيبته، وشره جعفر بن علي إلى مال أخيه وحاله فدفع أنْ يكون له ولد، وأعانه بعض الفراعنة على قبض جواري أخيه}..{24}.
3 ـ الفخر الرازي الشافعي {ت / 606 ه}، قال في كتابه الشجرة المباركة في أنساب الطالبية تحت عنوان: أولاد الإمام العسكري عليه السلام ما هذا نصه: {أما الحسن العسكري الإمام {عليه السلام}. فله ابنان وبنتان: أما الابنان، فأحدهما: صاحب الزمان عجل الله فرجه الشريف، والثاني موسى درج في حياة أبيه. وأما البنتان: ففاطمة درجت في حياة أبيها، وأم موسى درجت أيضاً}. {25}
4 ـ المروزي الازورقاني{ت | بعد سنة 614 ه} فقد وصف في كتاب الفخري جعفر ابن الإمام الهادي في محاولته انكار ولد أخيه بالكذاب{26}، وفيه أعظم دليل على اعتقاده بولادة الإمام المهدي.
5 ـ السيد النسابة جمال الدين أحمد بن علي الحسيني المعروف بابن عِنَبَه {ت| 828 ه} قال في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب: {أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسُرَّ من رأى، وكانت تسمى العسكر، وأُمّه أُم ولد، وكان في غاية الفضل ونهاية النبل، أشخصه المتوكل إلى سُرَّ من رأى فأقام بها إلى أن تُوفي، وأعقب من رجلين هما:
الإمام أبو محمد الحسن العسكري {عليه السلام}، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم، وهو والد الإمام محمد المهدي { صلوات الله عليه}. ثاني عشر الأئمة عند الأمامية وهو القائم المنتظر عندهم من أُم ولد اسمها نرجس. واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذّاب؛ لادعائه الإمامة بعد أخيه الحسن}.{27}
وقال في الفصول الفخرية { مطبوع باللغة الفارسية} ما ترجمته: {أبو محمد الحسن الذي يقال له العسكري، والعسكر هو سامراء، جلبه المتوكل وأباه إلى سامراء من المدينة، واعتقلهما. وهو الحادي عشر من الأئمة ألاثني عشر، وهو والد محمد المهدي {عليه السلام}. ثاني عشرهم}.{28}
6 ـ النسابة الزيدي السيد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني من أعيان القرن الحادي عشر.
ذكر في المشجرة التي رسمها لبيان نسب أولاد أبي جعفر محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب {عليهم السلام}، وتحت اسم الإمام علي التقي المعروف بالهادي {عليه السلام}. خمسة من البنين وهم: الإمام العسكري، الحسين، موسى، محمد، علي. وتحت اسم الإمام العسكري عليه السلام مباشرة كتب: {محمد بن} وبإزائه: {منتظر الأمامية}. { 29}
7 ـ محمد أمين السويدي {ت|1246 ه} قال في سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب: { محمد المهدي: وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشَّعر، أقنى الأنف، صبيح الجبهة}. {30}
8 ـ النسابة المعاصر محمد ويس الحيدري السوري قال في الدرر البهية في الأنساب الحيدريّة والاَوَيسيّة في بيان أولاد الإمام الهادي {عليه السلام}: {أعقب خمسة أولاد: محمد وجعفر والحسين والإمام الحسن العسكري وعائشة.
فالحسن العسكري أعقب محمد المهدي صاحب السرداب}. ثم قال بعد ذلك مباشرة وتحت عنوان:
{ الإمامان محمد المهدي والحسن العسكري}: {الإمام الحسن العسكري: ولد بالمدينة سنة 231 هـ وتوفي بسامراء سنة 260 هـ. الإمام محمد المهدي: لم يذكر له ذرية ولا أولاد له أبداً }. {31 }
ثم علق في هامش العبارة الأخيرة بما هذا نصه: {ولد في النصف من شعبان سنة 255 هـ، وأُمّه نرجس، وُصِفَ فقالوا عنه: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم، أروع، كأنّه غصن بان، وكأنَّ غرّته كوكب دريّ، في خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضّة، وله وفرة سمحاء تطالع شحمة أذنه، ما رأت العيون أقصد منه ولا أكثر حسناً وسكينةً وحياءً}. { 32} وبعد، فهذه هي أقوال علماء الأنساب في ولادة الإمام المهدي عليه السلام وفيهم السني والزيدي إلى جانب الشيعي، وفي المثل: أهل مكة أعرف بشعابها. .»{4 }.
****** « 5 » ******
اعتراف علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي {عليه السلام}:
5} ــــ «- هناك اعترافات ضافية سجلها الكثير من أهل السنة بأقلامهم بولادة الإمام المهدي {عليه السلام}.وقد قام البعض باستقراء هذه الاعترافات في بحوث خاصة، فكانت متصلة الأزمان، بحيث لاتتعذر معاصرة صاحب الاعتراف اللاحق لصاحب الاعتراف السابق بولادة المهدي {عليه السلام}.وذلك ابتداءً من عصر الغيبة الصغرى للإمام المهدي {عليه السلام}.{260 هـ ـ 329 ه} والى الوقت الحاضر.
وسوف نقتصر على ذكر بعضهم ـ ومن أراد التوسُّع في ذلك فعليه مراجعة الاستقراءات السابقة لتلك الاعترافات { 33}ـ وهم:
1 ـ ابن الأثير الجزري عز الدين {ت|630 ه} قال في كتابة الكامل في التأريخ في حوادث سنة { 52260}: {وفيها توفي أبو محمد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمة ألاثني عشر على مذهب الأمامية، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر}. {34 }
2 ـ ابن خلكان { ت|681 ه} قال في وفيات الأعيان: {أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله، ثاني عشر الأئمة ألاثني عشر على اعتقاد الأمامية المعروف بالحجة… كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين} ثم نقل عن المؤرخ الرحّالة ابن الأزرق الفارقي { ت|577 ه} انه قال في تاريخ مَيَّافارقين: { إنَّ الحجة المذكور ولد تاسع شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين ومائتين، وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين، وهو الأصح}{ 35}…؟.
أقول: الصحيح في ولادته {عليه السلام}. هو ما ذكره ابن خلكان أولاً، وهو يوم الجمعة منتصف شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين، وعلى ذلك اتفق جمهور الشيعة وقد أخرجوا في ذلك روايات صحيحة في ذلك مع شهادة أعلامهم المتقدمين، وقد أطلق هذا التاريخ الشيخ الكليني المعاصر للغيبة الصغرى بكاملها تقريباً أطلاق المسلمات وقدمه على الروايات الواردة بخلافه، فقال في باب مولد الصاحب {عليه السلام}: { ولد {عليه السلام}. للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين}.{ 36} .»{5 }.
****** « 6 » ******
6} ــــ «- اسمـــــه ونسبــــــه: المنتظر الشريف: والثاني عشر هو الإمام المهدي المنتظر محمد بن الحسن العسكريين علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب الحسيني خاتمة الإثني عشر سيداً. {ع}.
وأما أمه: {عليه السلام}. فأم ولد يقال لها : نرجس خير أمة ، وقيل : إسمها غير ذلك ،
الذي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجورا، ويصلي خلفه المسيح ابن مريم {عليهم السلام أجمعين}. ويتم الله به نوره ويفرج به المؤمنون.
فهؤلاء هم أئمة الشيعة وعددهم اثنا عشر إماماً فإذا قيل : الشيعة الأمامية، أو الأثنا عشرية أو الجعفرية كانوا هم المقصودين دون سواهم . فلم يقل أحد من الفرق الإسلامية بإمامتهم غيرهم. {سلام الله عليهم أجمعين}.
وإذا تتبعنا الآيات القرآنية النازلة بخصوص والتي تبين فضلهم وشرف منزلتهم وطيب عنصرهم وطهارة نفوسهم وعظيم شأنهم ، كآية المودة وآية إذهاب الرجس والتطهير ، وآية المباهلــة،وآية الأبرار، وآية الصلاة والتسليم،
وغيرها كثير. وإذا تتبعنا الأحداث النبوية الشريفة الواردة في فضلهم وتقدمهم على الأمة وأعلميتهم وعصمتهم فإننا سنسلم قطعاً بإمامتهم وأنهم أمان الأمة من وسيتبين لنا جليا بأن الشيعة هم الفائزون لأنهم تمسكوا بحبل الله المتين وهو ولائهم واستمسكوا بالعروة الوثقى ل انفصام لها وهي مودتهم، وركبوا سفينة النجاة وأمنوا من الفرق والهلاك. ولذلك نحكم ونجزم بمزيد اليقين والمعرفة بأن الشيعة الأمامية هم أهل السنة المحمدية.{ فقول الله تعالى: لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ {قّ:22}. صدق الله العلي العظيم. » {6}.
****** « 7 » ******
7} ــــ «- قال عز وجل في محكم كتابه الكريم: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ {5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ {6}} سورة القصص ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون » ومَرِضَ أبو محمد {عليه السلامُ{. في أول شهر ربيع الأول سنةَ ستين ومائتين ، وماتَ في يوم الجمعة لثمانِ ليالٍ خَلَوْنَ من هذا الشهر في السنةِ المذكورةِ، وله يَوْمَ وفاته ثمانٌ وعشروَنَ سنة، ودُفِنَ في دُفِنَ فيه أبوه من دارِهما بسُرَّ مَنْ رأى .
وخَلَّفَ ابْنَه المنتَظَرَ لدولةِ الحقِّ . وكانَ قد أخْفى مَوْلدَه وسَتَرَأمْرَه ، لصُعوبة الوَقْتِ ، وشِدَّةِ طَلَب سُلْطانِ الزمانِ له ، واجْتهادِه في البَحْثِ عن أمْرِه ، ولمِا شاعَ مِنْ مَذْهَب الشيعةِ الأمامية فيه ، وعُرِفَ من انتظارِهم له ، فلم يُظْهِرْ وَلَدَه {عليه السَلامُ } في حياتِه ، ولا عَرَفَه الجُمْهورُ بعد وَفاتِه .
وكانَ الإمامُ بعد أبي محمد {عليه السَلامُ } ابْنَه المسمّى باسمِ رسولِ اللهِ {صلّى الله عليهِ والهِ }، المكنَى بكُنْيته ، ولم يُخَلِّفْ أبوه ولَداً غَيْرَه ظاهراً ولا باطناً، وخلفَه غائباً مُسْتَترا على ما قَدَّمنا ذِكْرَه .
وكانَ مولده {عليه السَلامُ } ليلةَ النصفِ من شعبان ، سنةَ خمسٍ وخمسين ومائتين .
وأُمُّه أُمُّ ولدٍ يُقال لها : نَرْجِس .
وكانَ سِنُّه عِنْدَ وفاةِ أبي محمد خمسَ سنين ، آتاه الله فيها الحِكْمةَ وفَصْلَ الخطاب ، وجَعَلَه آيةً للعالمين ، وآتاه الحكمةَ كما آتاها يحيى صبيّاً ، وجَعَله إِمامَاً في حال الطُفوليّةِ الظاهرةِ كما جَعَلَ عيسى بن مريم عليه السلامُ في المَهْدِ نَبياً.
وقد سَبَقَ النصُّ عليه في ملّةِ الإسلام من نبيّ الهُدى عليه السلامُ ثمَّ مِنْ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بن أبي طالب {عليها السَلامُ }، ونَصٌَ عليه الأئمةُ {عليه السَلامُ } واحداً بعد واحدٍ إِلى أبيه الحسن{عليه السَلامُ } ونَصٌَ أبوه عليه عِنْدَ ثِقاتِه وخاصّةِ شيعتِه .
وكانَ الخبرُ بغَيبتِه ثابتاً قبل وُجوده ، وبدَوْلتِه مُستفيضاً قَبْل غَيْبتِه ، وهو صاحبُ السيفِ من أئمَّةِ الهُدى {عليه السَلامُ }، والقائُم بالحقِّ ، المُنتَظَرُ لدولةِ الإيمانِ ، وله قَبْلَ قيامِه غَيْبَتان ، إِحْداهما اطْوَلُ من الأخْرى، كما جاءَتْ بذلك الأخْبارُ، فأمّا القصرى منهما فمُنذ وَقْتِ مَوْلدِه إلى انقطاعِ السَفارةِ بَيْنَه وبينَ شيعتِه وعَدَم السفراءِ بالوفاةِ . وأما الطُولى فهي بَعْدَ الأولى وفي آخرها يَقُومُ بالسَيْفِ .
قالَ الله تعالى : { وَنُريدُ أنْ نَمُن عَلَى الذين استُضعِفوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهمْ أئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَرْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهمُا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ }{ القصص 28 : 5 – 6 . } وقالَ جلّ ذِكْرُه : وَلَقَدْ كَتَبْنَا في ألزٌبورِ مِنْ بَعْدِ ألذِّكْر أنَ الأرْضَ يَرثُها عِبَادِيَ ألصالِحُونَ} {الأنبياء 21: 105. } .
وقالَ رَسولُ ِ الله {صلّى الله عليهِ والهِ} : { لَنْ تَنْقَضِيَ الأيام والليالي حتى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً من أهل بيتي ، يُواطِن اسْمُه اسْمي ، يَمْلَؤُها عدلاً وقسطاً كما مُلِئَتْ ظُلْماً وجَوْراً}
وقالَ {عليه السَلامُ }:«لولَمْ يَبْقَ من الدنيا إِلآيوم واحد لَطَوٌَلَ اللهً ذلك اليومَ حتّى يَبْعَثَ الله فيه رَجلاً من ولدي ، يُواطىءِ اسْمُه اسْمي ، يَمْلَؤُها عَدْلاُ وقِسْطاً كما مُلِئتْ ظُلْماً وجَوْراً»
* { نص الله تبارك وتعال على القائم {عليه السَلامُ } وأنه } *{1}
* { الثاني عشر من الائمة {عليه السَلامُ } } *
1 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي قال : حدثنا محمد بن آدم الشيباني عن أبيه أدم بن أبي إياس قال : حدثنا المبارك بن فضالة ، عن وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال : قال رسول الله { صلى الله عليه وآله }: لما عرج بي إلى ربي جل جلاله أتاني النداء : يا محمد ! قلت : لبيك رب العظمة لبيك ، فأوحى الله تعالي إلي يا محمد فيم اختصم الملا الاعلي ؟ قلت : إلهي لا علم لي ، فقال : يا محمد هلا اتخذت من الادمين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك ؟ فقلت : إلهي ومن أتخذ ؟ تخير لي أنت يا إلهي ، فأوحى الله إلي : يا محمد قد اخترت لك من الادميين علي بن أبي طالب ،{عليه السَلامُ } فقلت : إلهي ابن عمي ؟ فأوحى الله إلي يا محمد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك ، يسقي من ورد عليه من مؤمني أمتك ، ثم أوحى الله عزوجل إلي : يا محمد إني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين ، حقا أقول : يا محمد لأدخلن جميع أمتك الجنة إلا من أبي من خلقي ، فقلت : إلهي { هل } واحد يأبى من دخول الجنة ؟ فأوحى الله عزوجل إلي : بلى ، فقلت : وكيف يأبي ؟ فأوحى
الله إلي : يا محمد اخترتك من خلقي ، واخترت لك وصيا من بعدك ، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك ، وألقيت محبته في قلبك وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حياتك ، فمن جحد حقه فقد جحد حقك ، ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يواليك ، ومن أبى أن يواليك فقد أبى أن يدخل الجنة ، فخررت لله عزوجل ساجدا شكرا لما أنعم علي ، فإذا مناديا ينادى ارفع يا محمد رأسك ، وسلني أعطك ، فقلت : إلهي اجمع أمتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا علي حوضي يوم القيامة ؟ فأوحى الله تعالى إلي يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم ، وقضائي ماض فيهم ، لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء . وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك ، عزيمة مني { لأدخل الجنة من أحبه و } لا ادخل الجنة من أبغضه و عاداه وأنكر ولايته بعدك ، فمن أبغضه أبغضك ، ومن أبغضك أبغضني ، ومن عاداه فقد عاداك ، ومن عاداك فقد عاداني ، ومن أحبه فقد أحبك ، ومن أحبك فقد أحبني ، وقد جعلت له هذه الفضيلة ، وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول ، وآخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم ، يملا الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا ، انجي به من الهلكة ، وأهدي به من الضلالة ، وأبرئ به من العمى ، وأشفي به المريض ، فقلت : إلهي وسيدي متى يكون ذلك ؟ فأوحى الله عزوجل : يكون ذلك إذا رفع العلم ، وظهر الجهل ، وكثر القراء ، وقل العمل ، وكثر القتل ، وقل الفقهاء الهادون ، وكثر فقهاء الضلالة والخونة ، وكثر الشعراء ، واتخذ أمتك قبورهم مساجد ، وحليت المصاحف ، وزخرفت المساجد وكثر الجور والفساد ، وظهر المنكر وأمر أمتك به ونهوا عن المعروف ، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء ، وصارت الأمراء كفرة ، وأولياؤهم فجرة وأعوانهم ظلمة ، وذوي الرأي منهم فسقة ، وعند ذلك ثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخراب البصرة على يد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج ، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي {عليه السَلامُ } وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان ، وظهور السفياني ، فقلت : إلهي ومتى يكون بعدي من الفتن ؟ فأوحى الله إلي وأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة ولد عمي ، وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى الأرض وأديت الرسالة ، ولله الحمد على ذلك كما حمده النبيون وكما حمده كل شئ قبلي وما هو خالقه إلى يوم القيامة .
2 ـ حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا أحمد بن مابنداذ قال حدثنا أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير { احمد بن هلال العبرتائي متهم في دينه غال . ورواية ابن أبي عمير عن المفضل بدون الواسطة بعيد) عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه {عليه السَلامُ } عن أمير المؤمنين {عليه السَلامُ } قال : قال رسول الله { صلى الله عليه وآله}: لما اسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله فقال : يا محمد إني أطلعت على الأرض إطلاعه فاخترتك منها فجعلتك نبيا و شققت لك من اسمي اسما ، فأنا المحمود وأنت محمد ، ثم أطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك ، وشققت له اسما من أسمائي ، فأنا العلي الأعلى وهو علي ، وخلقت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان عندي من المقربين ، يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحدا لولايتهم فما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي ، يا محمد تحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب فقال عزوجل : ارفع رأسك فرفعت رأسي وإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي وعلي بن محمد ؟ والحسن بن علي ، و « م ح م د » بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري قلت : يا رب ومن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء ألائمة وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي وبه أنتقم من أعدائي ، وهو راحة لأوليائي ، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما ، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري .
3 ـ حدثنا غير واحد من أصحابنا قالوا : حدثنا محمد بن همام ، عن جعفر بن محمد بن مالك الفرازي قال : حدثني الحسن بن محمد بن سماعة ، عن أحمد بن الحارث قال : حدثني المفضل بن عمر ، عن يونس بن ظبيان ، عن جابر بن يزيد الجعفي قال : سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول : لما أنزل الله عزوجل على نبيه محمد { صلى الله عليه وآله « يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم » قلت « يا رسول الله عرفنا الله ورسوله ، فمن أولو الأمر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك ؟ فقال {عليه السَلامُ }: هم خلفائي يا جابر ، وأئمة المسلمين { من} بعدي أولهم علي بن أبي طالب ، ثم الحسن والحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر ، و ستدركه يا جابر ، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم موسى ابن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه ، وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان قال جابر : فقلت له : يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته ؟ فقال {عليه السَلامُ }: إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها سحاب ، يا جابر هذا من مكنون سر الله ، ومخزون علمه ، فاكتمه إلا عن أهله .
قال جابر بن يزيد : فدخل جابر بن عبد الله الأنصاري على علي بن الحسين {عليها السَلامُ } فبينما هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر {عليها السَلامُ } من عند نسائه وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه ، وقامت كل شعرة على بدنه ونظر إليه مليا ، ثم قال له : يا غلام أقبل فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ، فقال جابر : شمائل رسول الله {صلى الله عليه وآله}. ورب الكعبة ، ثم قام فدنا منه ، فقال له : ما اسمك يا غلام ؟ فقال : محمد قال : ابن من ؟ قال : ابن علي بن الحسين ، قال : يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر ؟ فقال : نعم ، ثم قال : فأبلغني ما حملك رسول الله { صلى الله عليه وآله }، فقال جابر : يا مولاي إن رسول الله { صلى الله عليه وآله }، بشرني بالبقاء إلى أن ألقاك وقال لي : إذا لقيته فأقرئه مني السلام فرسول الله يا مولاي يقرء {عليك السَلامُ } ، فقال أبو جعفر {عليه السَلامُ }: يا جابر على رسول الله السلام ما قامت السماوات والأرض ، وعليك يا جابر كما بلغت السلام ، فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه فسأله محمد بن علي {عليه السَلامُ } عن شئ فقال له جابر : والله ما دخلت في نهي رسول الله {صلى الله عليه وآله}. فقد أخبرني أنكم أئمة الهداة من أهل بيته من بعده أحلم الناس صغارا وأعلم الناس كبارا ، وقال : ” لا تعلموهم فهم أعلم منكم ” فقال أبو جعفر {عليه السَلامُ }: صدق جدي رسول الله { صلى الله عليه وآله.{ إني لأعلم منك بما سألتك عنه ولقد أوتيت الحكم صبيا كل ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت .
4 ـ حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم ابن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن علي بن أحمد بن الهمداني قال : حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري قال : حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي ابن موسى الرضا {عليه السَلامُ }، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ابن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن ـ أبي طالب {عليهم السَلامُ } قال : قال رسول الله {صلى الله عليه وآله}: ما خلق الله خلقا أفضل مني ولا أكرم عليه مني ، قال : علي عليه السلام : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال {عليه السَلامُ }: يا عليه مني ، قال : علي {عليه السَلامُ }: فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال {عليه السَلامُ }: يا علي إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين ، والفضل بعدي لك يا علي وللائمة من بعدك فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ، ولا الجنة ولا النار ، ولا السماء ولا الأرض ، وكيف لا يكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى التوحيد ومعرفة ربنا عزوجل وتسبيحه وتقديسه وتهليله لان أول ما خلق الله عزوجل أرواحنا فأنطقنا بتوحيده وتمجيده ، ثم خلق الملائكة فلما شاهدوا أرواحنا نورا واحدا استعظموا أمورنا فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة لستبيحنا ونزهته عن صفاتنا ، فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن نعبد معه أو دونه فقالوا : لا إله إلا الله ، فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا الله لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال وأنه عظيم المحل ، فلما شاهدوا ما جعل الله لنا من العزة والقوة ، قلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم لتعلم الملائكة أن حول ولا قوة إلا بالله ، فقالت الملائكة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة قلنا : الحمد لله لتعلم الملائكة ما يحق الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ، فقالت الملائكة : الحمد لله ، فبنا اهتدوا إلى معرفة { توحيد } الله تعالى وتسبيحه وتهليله وتحميده ، ثم إن الله تعالى خلق آدم عليه السلام وأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولأدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لأدم كلهم أجمعون .
وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل مثنى مثنى ، وأقام مثنى مثنى ، ثم قال : تقدم يا محمد ، فقلت : يا جبرئيل أتقدم عليك ؟ فقال : نعم لان الله تبارك وتعالى اسمه فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين وفضلك خاصة ، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر ، فلما انتهينا إلى حجب النور قال لي جبرئيل عليه السلام : تقدم يا محمد وتخلف عني ، فقلت : يا جبرئيل في مثل هذا الموضع تفارقني ؟ فقال : يا محمد إن هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله عزوجل لي في هذا المكان فإن تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله ، فزخ بي زخة في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزوجل من ملكوته ، فنوديت يا محمد ، فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فنوديت يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فاياي فاعبد وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي في بريتي لمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتك أوجبت ثوابي ، فقلت : يا رب ومن أوصيائي ؟ فنوديت يا محمد { إن } أوصياءك المكتوبون على ساق العرش ، فنظرت ـ وأنا بين يدي ربي ـ إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا ، في كل نور سطر أخضر مكتوب عليه اسم كل وصي من أوصيائي ، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت : يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدي ؟ فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك . وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ، ولأعلين بهم كلمتي ، ولاطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ، ولا ملكنه مشارق الأرض ومغاربها ، ولاسخرن له الرياح ، ولأذللن له الرقاب الصعاب ولا رقينه في الأسباب ، ولا نصرنه بجندي ، ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ، ثم لاديمن ملكه ولا داولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة.
**{ ماروى في ميلاد القائم صاحب الزمان حجة الله ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم } *{2}
1 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن رزق الله قال : حدثني موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب {عليهم السَلامُ } قال : حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب {عليهم السَلامُ } قالت : بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي {عليهم السَلامُ } فقال : يا عمة اجعلي إفطارك [ هذه ] الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه ، قالت : فقلت له : ومن أمه ؟ قال لي : نرجس قلت له : جعلني الله فداك ما بها أثر ، فقال : هو ما أقول لك ، قالت : فجئت فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي : يا سيدتي [ وسيدة أهلي ] كيف أمسيت ؟ فقلت : بل أنت سيدتي وسيدة أهلي ، قالت : فأنكرت قولي وقالت : ما هذا يا عمة ؟ قالت : فقلت لها : يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت : فخجلت واستحيت .
فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت ، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة ، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة ، ثم قامت فصلت ونامت .
قالت حكيمة : وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك ، فصاح بي أبو محمد {عليه السَلامُ } من المجلس فقال : لا تعجلي يا عمة فهاك الأمر قد قرب ، قالت : فجلست وقرأت الم السجدة ويس ، فبينما أنا كذلك إذ انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت : اسم الله عليك ، ثم قلت لها : أتحسين شيئا ؟ قالت : نعم يا عمة ، فقلت لها : اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك ، قالت : فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به {عليه السَلامُ } ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد {عليه السَلامُ } هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ، ثم قال : تكلم يا بني فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا رسول الله { صلى الله عليه وآله} ، ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة { صلى الله عليه وآله }،إلى أن وقف على أبيه ، ثم أحجم.
ثم قال أبو محمد{عليه السَلامُ }: يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به ، فذهبت به فسلم عليها ورددته فوضعته في المجلس ثم قال : يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا قالت حكيمة : فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد عليه السلام وكشفت الستر لا تفقد سيدي {عليه السَلامُ } فلم أره ، فقلت : جعلت فداك ما فعل سيدي ؟ فقال : يا عمة استود عناه الذي استودعته أم موسى موسى {عليه السَلامُ }.
قالت حكيمة : فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال : هلمي إلي ابني ، فجئت بسيدي {عليه السَلامُ } وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ، ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ، ثم قال : تكلم يا بني ، فقال : أشهد أن لا إلا إله الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين { صلوات الله عليهم }. أجمعين حتى وقف على أبيه {عليه السَلامُ }، ثم تلا هذه الآية : « بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون » قال : موسى فسألت عقبة الخادم عن هذه ، فقال : صدقت حكيمة .
2 ـ حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس { رضي الله عنه} قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل قال : حدثني محمد بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا محمد بن عبد الله الطهوي قال : قصدت حكيمة بنت محمد {عليه السَلامُ } بعد مضي أبو محمد {عليه السَلامُ } أسألها عن الحجة وما قد اختلف فيه الناس من الحيرة التي هم فيها فقالت لي : اجلس فجلست ، ثم قالت : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لا يخلي الأرض من حجة ناطقة أو صامتة ، ولم يجعلها في أخوين بعد الحسن والحسين {عليهما السَلامُ } تفضيلا للحسن والحسين وتنزيها لهما أن يكون في الأرض {عليهما السَلامُ }إلا أن الله تبارك وتعالى خص ولد الحسين بالفضل على ولد الحسن {عليهما السَلامُ } كما خص ولد هارون على ولد موسى {عليه السَلامُ } وإن كان موسى حجة على هارون ، والفضل لولده إلى يوم القيامة ، ولا بد للأمة من حيرة يرتاب فيها المبطلون ويخلص فيها المحقون ، كيلا يكون للخلق على الله حجة ، وإن الحيرة لا بد واقعة بعد مضي أبي محمد الحسن عليه السلام ، فقلت : يا مولاتي هل كان للحسن عليه السلام ولد ؟ فتبسمت ثم قالت : إذا لم يكن للحسن {عليه السَلامُ } عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين {عليهما السَلامُ }، فقلت : يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته {عليه السَلامُ }قالت : نعم كانت لي جارية يقال لها : نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها ، فقلت له : يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك ؟ فقال لها : لا يا عمة ولكني أتعجب منها فقلت : وما أعجبك [ منها ] ؟ فقال {عليه السَلامُ }: سيخرج منها ولد كريم على الله عزوجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فقلت : فأرسلها إليك يا سيدي ؟ فقال : استأذني في ذلك أبي {عليه السَلامُ } قالت : فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن
{عليه السَلامُ }: فسلمت وجلست فبدأني {عليه السَلامُ } وقال : يا حكيمة أبعثي نرجس إلى ابني أبي محمد قالت : فقلت : يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك ، فقال لي : يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك ؟ ؟ الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا ، قالت حكيمة : فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد {عليه السَلامُ } وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أياما ، ثم مضى إلى والده {عليهما السَلامُ } ووجهت بها معه .
قالت حكيمة : فمضى أبو الحسن {عليه السَلامُ } وجلس أبو محمد {عليه السَلامُ } مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي ، فقالت : يا مولاتي ناوليني خفك ، فقلت : بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري ، فسمع أبو محمد {عليه السَلامُ } ذلك فقال : جزأك الله يا عمة خيرا ، فجلست عنده إلى وقت غروب الشمس فصحت بالجارية وقلت : ناوليني ثيابي لانصرف فقال {عليه السَلامُ }: لا يا عمتا بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم على الله عزوجل الذي يحيى الله عزوجل به الأرض بعد موتها ، فقلت : ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل ؟ فقال : من نرجس لا من غيرها ، قالت : فوثبت إليها فقلبتها ظهرا لبطن فلم أربها أثر حبل ، فعدت إليه{عليه السَلامُ } فأخبرته بما فعلت فتبسم ثم قال لي : إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لان مثلها مثل أم موسى {عليه السَلامُ } لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها ، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى {عليه السلام }، وهذا نظير موسى {عليهما السَلامُ }.
قالت حكيمة : فعدت إليها فأخبرتها بما قال وسألتها عن حالها فقالت : يا مولاتي ما أرى بي شيئا من هذا ، قالت حكيمة : فلم أزل أرقبها إلى وقت طلوع الفجر وهي نائمة بين يدي لا تقلب جنبا إلى جنب حتي إذا كان آخر الليل وقت طلوع الفجر وثبت فزعة فضممتها إلى صدري وسميت عليها فصاح [ إلي ] أبو محمد {عليه السَلامُ } وقال : اقرئي عليها « إنا أنزلناه في ليلة القدر » فأقبلت أقرأ عليها وقلت لها : ما حالك ؟ قالت : ظهر [ بي ] الأمر الذي أخبرك به مولاي فأقبلت أقرأ كما أمرني ، فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم علي .
قالت حكيمة : ففزعت لما سمعت ، فصاح بي أبو محمد {عليه السَلامُ } لا تعجبي من أمر الله عزوجل إن الله تبارك وتعالى ينطقنا بالحكمة صغارا ، ويجعلنا حجة في أرضه كبارا فلم يستتم الكلام حتي غيبت عني نرجس فلم أرها كأنه ضرب بيني وبينها حجاب فعدوت نحو أبي محمد {عليه السَلامُ } وأنا صارخة ، فقال لي : ارجعي يا عمة فإنك ستجديها في مكانها .
قالت : فرجعت فلم ألبث أن كشف الغطاء الذي كان بيني وبينها وإذا أنا بها و عليها من أثر النور ما غشى بصري وإذا أنا بالصبي {عليه السَلامُ } ساجدا لوجهه ، جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبابتيه ، وهو يقول : « أشهد أن لا إله إلا الله [ وحده لا شريك له ] وأن جدي محمدا رسول الله وأن أبي أمير المؤمنين ، ثم عد إماما إماما إلى أن بلغ إلى نفسه . ثم قال : اللهم أنجز لي ما وعدتني واتمم لي أمري وثبت وطأتي ، وأملا الأرض بي عدلا وقسطا » .
فصاح بي أبو محمد {عليه السَلامُ } فقال : يا عمة تناوليه وهاتيه ، فتناولته وأتيت به نحوه ، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلم على أبيه فتناوله الحسن {عليه السَلامُ } مني [ و الطير ترفرف على رأسه ] وناوله لسانه فشرب منه ، ثم قال : امضي به إلى أمه لترضعه ورديه إلي قالت : فتناولته أمه فأرضعته ، فرددته إلى أبي محمد {عليه السَلامُ } والطير ترفرف على رأسه فصاح بطير منها فقال له : احمله وأحفظه ورده إلينا في كل أربعين يوما ، فتناوله الطير
وطار به في جو السماء وأتبعه سائر الطير ، فسمعت أبا محمد {عليه السَلامُ } يقول : « استودعك الله الذي أودعته أم موسى موسى » فبكت نرجس فقال لها : اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه وذلك قول الله عزوجل : « فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ».
قالت حكيمة : فقلت : وما هذا الطير ؟ قال : هذا روح القدس الموكل بالأئمة {عليهم السَلامُ } يوفقهم ويسددهم ويربيهم بالعلم.
قالت حكيمة : فلما كان بعد أربعين يوما رد الغلام ووجه إلي ابن أخي {عليه السَلامُ } فدعاني ، فدخلت عليه فإذا أنا بالصبي متحرك يمشي بين يديه ، فقلت : يا سيدي هذا ابن سنتين ؟ فتبسم {عليه السَلامُ } ثم قال : إن أولاد الأنبياء والاصياء إذا كانوا أئمة ينشؤون بخلاف ما ينشؤ غيرهم ، وإن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى عليه سنة ، وإن الصبي منا ليتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ويعبد ربه عزوجل ، [ و ] عند الرضاع تطيعه الملائكة وتنزل عليه صباحا ومساء .
قالت حكيمة : فلم أزل أرى ذلك الصبي في كل أربعين يوما إلى أن رأيته رجلا { فيه غرابة لان كل من رآه {عليه السَلامُ } في أيام أبيه رآه وهو صبي} قبل مضي أبي محمد {عليه السَلامُ } بأيام قلائل فلم أعرفه فقلت لابن أخي {عليه السَلامُ } من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه ؟ فقال لي : هذا ابن نرجس وهذا خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي .
قالت حكيمة : فمضى أبو محمد {عليهما السَلامُ } بعد ذلك بأيام قلائل ، وافترق الناس كما ترى والله إني لأراه صباحا ومساء وإنه لينبئني عما تسألون عنه فأخبركم ، وو الله إني لأريد أن أسأله عن الشيء فيبدأني به وإنه ليرد علي الأمر فيخرج إلي منه جوابه من ساعته من غير مسألتي . وقد أخبرني البارحة بمجيئك إلي وأمرني أن أخبرك بالحق .
قال محمد بن عبد الله : فو الله لقد أخبرتني حكيمة بأشياء لم يطلع عليها أحد إلا الله عز وجل ، فعلمت أن ذلك صدق وعدل من الله عز وجل ، لان الله عز وجل قد أطلعه علي ما لم يطلع عليه أحدا من خلقه .
4 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال : حدثنا علي بن محمد قال : ولد الصاحب {عليه السَلامُ } للنصف من شعبان سنة خمس و خمسين ومائتين.
5 ـ حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنهما قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، قال : حدثنا الحسين بن علي النيسابوري ، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن السياري قال : حدثتني نسيم ومارية قالتا : إنه لما سقط صاحب الزمان {عليه السَلامُ } من بطن أمه جاثيا على ركبتيه ، رافعا سبابتيه إلى السماء ، ثم عطس فقال : الحمد لله رب العالمين و{ صلى الله على محمد و آله} ، زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة لو أذن لنا في الكلام لزال الشك .
قال إبراهيم بن محمد بن عبد الله : وحدثتني نسيم خادم أبي محمد عليه السلام قالت : قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد مولده بليلة ، فعطست عنده فقال لي : يرحمك الله ، قالت : نسيم ففرحت بذلك فقال لي {عليه السَلامُ }: ألا أبشرك في العطاس فقلت : بلي [ يا مولاي ] فقال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام .
في عدّة من المصادر : كمسند أبي داود الطيالسي {٣}، وصحيح ابن حبّان {٣}، والمعجم الكبير للطبراني {٣}، وغيرها. وعن بعض الكتب إضافة بلفظ : « من مات ولم يعرف إمام زمانه فليمتْ إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً » ، وقد نقله بهذا اللفظ بعض العلماء عن كتاب المسائل الخمسون للفخر الرازي.
وله أيضاً ألفاظ أُخرى موجودة في السنن ، وفي الصحاح ، وفي المسانيد أيضاً ، نكتفي بهذا القدر ، ونشير إلى بعض الخصوصيات الموجودة في لفظ الحديث :
« من مات ولم يعرف » ، لابدّ وأنْ تكون المعرفة هذه مقدمة للاعتقاد ، « من مات ولم يعرف » أي : من مات ولم يعتقد بإمام زمانه ، لا مطلق إمام الزمان ، بإمام زمانه الحق ، بإمام زمانه الشرعي ، بإمام زمانه المنصوب من قبل الله سبحانه وتعالى.
« من مات ولم يعرف إمام زمانه » بهذه القيود « مات ميتة جاهلية » ، وإلاّ لو كان المراد من إمام الزمان أيّ حاكم سيطر على شؤون المسلمين وتغلَّب على أُمور المؤمنين ، لا تكون معرفة هكذا شخص واجبة ، ولا يكون عدم معرفته موجباً للدخول في النار ، ولا يكون موته موت جاهلية ، هذا واضح. .» {7}.
****** « 8 » ******
8} ــــ «- أمه المحترمة: {عليه السلام}: نرجس أو مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم، وهي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون. .
****** ******
كنيته: {عليه السلام}: أبو القاسم، كنية رسول الله { صلّى الله عليه وآله وسلّم }.
****** ******
ألقابه: {عليه السلام}:المهدي، القائم، المنتظر، صاحب الزمان، الحجة، الخاتم، صاحب الدار.
****** ******
صفته: {عليه السلام}: ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخد، أقنى الأنف، أشم أروع، كأنه غصن بان، وكأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال كأنه فاتة مسك على بياض الفضة، برأسه وفرة، سمحاء سبطة تطالع شحمة أذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه، ولا أعرف حسناً وحياءً.
****** ******
• غيبته الأولى: {عليه السلام}: وتسمى الصغرى مدتها تسع وستون سنة، نصب فيها سفراء بينه وبين شيعته، فكان {عليه السلام} يتصل بهم، وتخرج توقيعاته إليهم، وهم:
****** ******
الأول: أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عمرو العمري ألأسدي وكيل الإمام الهادي والعسكري {عليهما السلام}.-
****** ******
الثاني: ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد المتوفي سنة 304 هـ. – الثالث: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي المتوفي سنة 326هـ. – الرابع: أبو الحسن بن علي محمد ألسمري المتوفي سنة 329هـ.
****** ******
• غيبته الثانية: وتسمى الكبرى، بدأت بعد موت علي بن محمد ألسمري سنة 329 هـ وحتى يأذن الله له بالخروج. آخر توقيع من الإمام المهدي{عليه السلام} له.
****** ******
«بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد ألسمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توصِ إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغَيبة الثانية، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجل وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي مَن يدّعي المشاهدة، ألا فمَن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم» {6}.
قال الراوي: وفي اليوم السادس من وصول التوقيع مرض { رضي الله عنه}، وانتقل إلى رحمة الله تعالى، وكان آخر ما تحدّث به بعد أن سألوه: مَن وصيّك من بعدك؟ فقال: «لله أمر هو بالغه»
الإمام المهدي }عليه السَّلام{ :محمد بن الحسن العسكري المهدي ولد ليلة الجمعة 15/شعبان/255 هـ قال ابن حجر في (الصواعق{ }عمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الكلمة وسمي القائم المنتظر، قيل لأنه ستر بالمدينة }سامراء{ وغاب فلم يعرف أين ذهب ومر في الآية الثانية عشرة قول الرافضة فيه أنه المهدي} انتهى.
والمستند في هذا الاعتقاد هو النص الصحيح – وعلى الأقل من وجهة نظر المعتقد بها – والاعتقاد بحياته }عليه السَّلام{ إنما هو امتداد للاعتقاد بقدرة الله تعالى الذي هو على كل شيء قدير والنصوص في ذلك كثيرة منها:
رواية الكليني بإسناده عن جماعة منهم محمد بن عثمان العمري، قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه {عليه السَّلام} ونحن في منزله وكنا أربعين رجلاً فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم، أطيعوه ولا تتفرقوا بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد {عليه السَّلام}. وذكر السيد الأمين: جماعة ممن رآه في الغيبة وذكر كثيراً من البلدان في {أعيان الشيعة 4/468}. -{7}.
وفاته: تُوفّي{رضي الله عنه}: في 15 شعبان 328ﻫ بالعاصمة بغداد، ودُفن فيها، وقبره معروف يُزار{8}.
****** ******
*نقش خاتمه: {عليه السلام}: أنا حجته وخاصته. *رايته: مكتوب عليها {البيعة للهج.
****** ******
*محل ظهوره: {عليه السلام}: مكة المكرمة. * محل بيعته: بين الركن والمقام. * جيشه: عشرة آلاف.
****** « 15» ******
• دولته: {عليه السلام}: تشمل العالم بأسره، وقد تواتر الحديث الشريف عن النبي {صلّى الله عليه وآله وسلّم} بأنه {عليه السلام} يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
****** ******
• مدة ملكه: {عليه السلام}: أكثر الروايات تصحر أن مدة ملكه {عليه السلام} أقل من عشر سنين.
****** ******
*أنصاره: {عليه السلام}: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ـ عدد أهل بدر ـ وهم خواص أصحابه، وأصحاب الألوية،
وعماله فيما بعد على الأمصار. وردت روايات مختلفة وبعبارات شتى في شأن القضايا التي تتعلق بالإمام المهدي عليه السلام ، والتحاق 313 نفر من أصحابه إليه عند ظهوره من مكة المكرمة، إمام العصر عليه السلام أيضاً في انتظار تكامل عدّتهم، وهؤلاء الأصحاب هم السابقون الأولون لبيعة الإمام {عج} ، وبحضورهم يعلن الإمام عليه السلام عن الخروج، ويبدأ الخروج بشكل مراحل، فهؤلاء الأصحاب هم حملة ألوية الإمام {عج}، وولاته على الكرة الأرضية بأسرها. Ttp
://al-shia.org/html/ara/others/index.php?mod=monazerat&id 140»- {8}.
****** ******
9} ــــ «- عن أحمد بن يوسف أبو العباس القرماني الحنفي {ت|1019 ه} قال في كتابه {أخبار الدول وآثار الأول} في الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي القاسم محمد الحجة الخلف الصالح:
{وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيى {عليه السلام}. صبياً. وكان مربوع القامة، حسن الوجه والشعر، أقنى الأنف، أجلى الجبهة… واتفق العلماء{18} على أنّ المهدي هو القائم في آخر الوقت، وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره، وتظاهرت الروايات على إشراق نوره، وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره، وينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح عن ديجوره، ويسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره}.»- {9}.
************
10} ــــ «- سليمان بن إبراهيم المعروف بالقندوزي الحنفي {ت|1270 ه}
كان القندوزي رحمه الله من علماء الأحناف المصرحين بولادة الإمام المهدي {عليه السلام}. وأنّه هو القائم المنتظر، وقد مرت أقواله واحتجاجاته كثيراً في هذا البحث ولأبأس بذكر قوله: { فالخبر المعلوم المحقق عند الثقات أن ولادة القائم {عليه السلام} كانت ليلة الخامس عشر من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين في بلدة سامراء}.
ونكتفي بهذا القدر، على أن ما تركناه من أسماء العلماء الذين قالوا بولادة الإمام المهدي، أو الذين صرحوا بكونه هو المهدي الموعود المنتظر في آخر الزمان هم أضعاف ما ذكرناه، وقد أشرنا فيما تقدم إلى الاستقراءات السابقة التي اعتنت باعترافاتهم وسجلت أقوالهم. »- {10}.
************
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعرّفنا حقّه ، أن يعرّفنا حقّ رسوله ، أن يعرّفنا حقّ الأئمّة الأطهار ، أن يعرّفنا حقّ إمامنا ، وأنْ يوفّقنا لأداء الوظائف والتكاليف الملقاة على عواتقنا.
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه الأحاديث مأخوذة من الكتب العربية و الفارسية الشيعية والسنية ومن مكاتب مواقع الانترنت:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ــــ «- المهدي {ع} منا أهل البيت -عدد المصادر : { 246 {«http://www.mezan.net/radalshobohat/Main101.htm »«{1}.
2 }ــــ « -المهدي المنتظر في حديث السنة المعتبر. تأليف: الشيخ عادل الحريري.»{2}.
3 }ــــ « – الإمام المهدي {عليه السلام}. تأليف: السيد علي الحسيني الميلاني. »{3}.
4 }ــــ « – كتاب ظهور الأمام المهدي عليه السلام عام 2015 ميلادية نبوءة قرآنية المؤلف : جابر البلوشي 6/2006.»{4 }.
5}ــــ « – شبكة إسلامية عقائدية تعرض حقائق وجود صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وترد على أصحاب البدع المنحرفين من جهة وعلى المنكرين من جهة ثانية .» http://www.alqaem.net/index.html»-{5 }.
6}ـــ «- العلامة المولوي الهندي – وسيلة النجاة – رقم الصفحة : { 420 }- طبعة مطبعة كلشن فيض في لكنهو. »- {1}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1}ـــ «- نهج البلاغة: الخطبة.»- {1}.
************
2}ــــ «- المقدِّمة:{1}،المستشرقون والإسلام/ الدكتور عرفان عبد الحميد:17، ودراسات في الفكر الفلسفي الإسلامي / الدكتور حسام الدين الآلوسي:68، و بحوث في القرآن الكريم، للدكتور عبد الجبار شرارة: 52 ـ 54، فقد بيّن مزاعم المستشرقين وأقوالهم بتناقض القرآن الكريم، وفنّد جميع مفترياتهم. {2}، عقيدة الشيعة | دونالدسن: 231، والسيادة العربية | فان فلوتن: 107 و132.»- {2}.
************
3}ــــ «- { في سطور }:{ (1}، تاريخ ابن خلدون 1 / 311، الفصل الثاني والخمسون. }،
{2} – {3} المهدية في الإسلام / سعد محمد حسن: 43 ـ 44، والإمامة وقائم القيامة | الدكتور مصطفى غالب: 270. {4} المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه | السيد عبد الرضا الشهرستاني: 6. {5} المهدي الموعود ودفع الشبهات عنه: 7. {6}برناردشو | عباس محمود العقاد: 124 ـ 125. {7} تاريخ ابن خلدون 1: 555 | الفصل 52. {8} المهدي والمهدوية | أحمد أمين: 41. {9} المهدي والمهدوية: 110. {10} المهدي والمهدوية: 48. {11} المهدي والمهدوية: 106. {12} المهدي والمهدوية: 109. {13} المهدي والمهدوية: 110. »-{3}.
************
4} ــــ «- {23}المجدي في انساب الطالبيين: 130.{25}الشجرة المباركة في أنساب الطالبية / للفخر الرازي: 78 ـ 79. {26}الفخري في انساب الطالبيين: 7. {27}عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب: 199. {28} الفصول الفخرية في الانساب | للنسابة جمال الدين أحمد بن عِنَبَه: 134 ـ 135. {29} روضة الألباب لمعرفة الأنساب | للنسابة الزيدي السيد أبي الحسن محمد الحسيني اليماني الصنعاني: 105. {30} سبائك الذهب | السويدي: 346. {31} الدرر البهية في الأنساب الحيدريّة والاوَيسيّة 1405 هـ: 73 طبع حلب سوريا. {32} هامش الدرر البهية: 73 ـ 74. »- {4}.
************
5}ــــ «-{33}راجع كتاب الإيمان الصحيح للسيد القزويني، وكتاب الإمام المهدي في نهج البلاغة للشيخ مهدي فقيه ايماني، وكتاب من هو الإمام المهدي للتبريزي، وكتاب الزام الناصب للشيخ علي اليزدي الحائري، وكتاب الإمام المهدي للأستاذ علي محمد دخيل، وكتاب دفاع عن الكافي للسيد ثامر ألعميدي. وقد ذكر الكتاب الأخير مئة وثمانية وعشرين شخصاً من أهل السنة من الذين اعترفوا بولادة الإمام المهدي عليه السلام مع ترتيبهم بحسب القرون، فكان أولهم أبو بكر محمد بن هارون الروياني ت|307 هـ في كتابه المسند مخطوط وآخرهم الأستاذ المعاصر يونس أحمد السامرائي في كتابه: سامراء في أدب القرن الثالث الهجري، ساعدت جامعة بغداد على طبعه سنة 1968 م. انظر دفاع عن الكافي 1: 568 ـ 592 تحت عنوان: الدليل السادس: اعترافات أهل السنة. {34} الكامل في التأريخ 7: 274 في آخر حوادث سنة | 260 هـ. {35} وفيات الأعيان 4: 176 | 562. {36} أُصول الكافي 1: 514 باب 125. »- {5}.
************
6} ـــــ أبن صباغ المالكي – الفصول المهمة – رقم الصفحة : { 274 } – طبعة العري. »«- الذهبي – سير أعلام النبلاء – الجزء : { 13 } – رقم الصفحة : { 119 ج – رقم الترجمة : { 60 }«- الشيعة هم أهل السنة – الدكتور محمد ألتيجاني السماوي.ص- 150-151»-{6}.
************
7} ــــ «- 1- كمال الدين وإتمام النعمة للشيخ الصدوق – 2- { من كتاب كمال الدين وإتمام النعمة}. »- {7}.
************
8} ــــ » المصدر السابق: 516 ح44. 7. المصدر السابق: 516 ح44. 8. اُنظر: المصدر السابق: 503 ح32. »«- http://rafed.net/booklib/view.php?type=c_fbook&b_id=6«- المؤلف: السيّد علي الحسيني الميلانيالمحقق: المترجم: الموضوع : العقائد والكلام الناشر: مركز الأبحاث العقائدية. » {1}مسند أبي داود الطيالسي : ٢٥٩ ـ دار المعرفة ـ بيروت. {2}صحيح ابن حبّان ١٠ / ٤٣٤ رقم ٤٥٧٣ ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت ـ ١٤١٨ ه‍ ، وفيه : « من مات وليس له إمام ». {٣} المعجم الكبير للطبراني ١٩ / ٣٨٨ رقم ٩١٠.» -{8}.
************
9} ـــــ «- في سطور:الإمام المهدي المنتظر {عجل الله فرجه}«- http://www.14-masom.com/14masom/14/fe-stor/1/1.htm » -{9}.
************
10}-»-{18} انظر إلى قوله: واتفق العلماء وقارن بما يدعيه أنصاف المتعلمين وبعض المغرر بهم من مزاعم باطلة تحت شعارات التصحيح. { 19} أخبار الدول وآثار الأول | القرماني: 353 ـ 354 الفصل 11. » -{1}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله تعالى: {“ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” { الحج، الآية 32}.
{رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا{البقرة: 286}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
abo_jasim_alkufi@hotmail.com،
الكاتب و الإعلامي الحاج مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الحداد العبودي – أبو جاســـــــم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *