(أغتيال المثال)
المثال والنموذج الناجح من العوامل التي تُديم وتدعم نجاح أي فكر أو أعتقاد معين ، وكلما كان هذا المثل الأعلى ،أو النموذج ناجحاً وراقياً ، ويدفع بأتجاه الأيجابية كلما ألقى بتأثيره على صمود وبقاء الأفكار والعقائد التي هي مصدراً له ، لهذا السبب تُهاجم الشخصيات القدوة ، وذات التأثير الكبير والنفوذ المؤثر ، من أجل أسقاط هذا المثل الأعلى والناجح ، أملاً بأنحسار تأثيره، وتهوين نفوذه لكي يصبح نموذج لايستحق الأعتبار والأشادة ،وبالتالي التقليل من قيمة الأديان والأفكار التي صنعت وقومت وأنتجت هذه النماذج الناجحة . من هذا المنطلق ، وعلى هذا الأساس عُقدت الندوات والمحاضرات والحوارات والمناظرات على شاشات التلفزة من أجل النَيل من هذه النماذج سواء كانت شخصيات أو تجارب سياسية أو فكرية ، ومثال ذلك ماجاءت به قناة العربية من لقاء مع الكاتب العراقي الجنوبي رشيد الخيون الذي تحول من كاتب يساري الى شحاذ على موائد حكام الخليج ، في هدف واضح هو التهوين من كتاب اقتصادنا والبنك اللاربوي في الأسلام للسيد محمد باقر الصدر ، والذي يُعتبر من فلاسفة الأسلام الكبار ، ومايمثله من أيقونة مهمة في الفكر الإسلامي المعاصر ، وبالتالي ماينعكس ذلك على التجارب الاسلامية المعاصرة لغرض معروف الهدف باعتبارها اليوم تعتبر جدار الصد الأول للأحتلال الامريكي، والخندق الأول لصد الغزو الفكري الغربي ، وهناك الكثيرة من الأمثلة في تناول شخصيات مهمة وذات تأثير ونفوذ على الساحة الفكرية والسياسية، يتناولونها بطريقة يرمون من خلالها مسخ شخصياتهم ، وتمزيق صورتهم في ذهنية المشاهد ، أملاً بتقليص دورهم ، ومحو تأثيرهم، لأن تأثيرهم مزعج للأمر يكي والأسرائيلي وللخصوم الفاقدي لشرف الخصومة.
أياد الزهيري