Loading

قل لي من تنتخب أقل لك من أنت

في هذه الأيام النقاشات حاده والأحاديث كثيره والجدل ساخن حول الذهاب وعدم الذهاب الى الأنتخابات.أنه موقف لا يحسد عليه ومأزق عجيب وقع فيه المواطن العراقي,عندما أصبح أمام الأستحقاق الأنتخابي وهو له في هذا الموقف الكثير من الحق لأن الصوره أمامه ضبابيه والذي يزيد المشهد ضبابيه هو كثرة المدعين وزيف المزيفين والذي يزيد من حيرة المواطن هو قناعته بأن هؤلاء المرشحين لا رغبه لهم في الترشيح الا المصالح الشخصيه والفئويه, مما حدى بالبعض بالأعراض عنها ولكن وللأسف أن هذا الأعراض لا يزيد في الأمر الا ألتباسآ وتعقيدآ.

أن هناك من يستفيد من هذا النفس السلبي لدى الكثير ويعتبرها فرصه ذهبيه له لتكريس الواقع  الشاذ وبالتالي الأستمرار في تكريس الحاله السلبيه والتي سوف تدر عليه الكثير من المال الحرام والأستغلال البشع للسلطه.

صحيح أن دعوات البعض لمقاطعة الأنتخابات نتيجه لحالة من اليأس والأحباط ولكن الأستمرار بالمقاطعه سوف يضع مصير بلدنا على كف عفريت الفساد من خلال دعوة البعض لمقاطعة الأنتخابات بل علينا ان نتخذ موقف ايجابي لا يكلفنا الا بضع دقائق اذهب بها للتصويت والتي سوف توفر علي الكثير من الجهد والوقت أقضيها بعد  ذلك بالمظاهرات والأعتصامات والمسيرات في الشوارع.

أن عدم الذهاب للأنتخابات هو اعتراف ضمني بان هذه الممارسه لا نستحقها ونحن غير جديرين لها ولا تليق الا لغيرنا وهو بلا شك نابع من عدم الثقه بالنفس , وهي بالحقيقه هزيمه لنا واعتراف بأننا لسنا جديرين بأن نضطلع بهموم الوطن والوقوف بوجه تحديات الزمن.

أن عدم ممارسة حق    الأنتخاب هو عملية أقصاء وتجميد للذات لأن الذات تثبت وجودها من خلال ممارستها ونشاطها وما تتركه من بصمات في النشاط الحياتي.

أن من الغريب هناك شعوب قاتلت وقدمت القرابين تلو القرابين من أجل نيل حقهم في ممارسة أنتخاب من يحكموهم , وهذا اعز شئ تفتخر به الثوره الفرنسيه والأنكليزيه ولكن من المؤسف أن الكثير من أبناء الشعب العراقي في هذه الأيام من يشيح بوجه عنها أعتراضآ على ممارسة خاطئه للنخب السياسيه في البلد, في وقت ينسى ان هذا الأعراض هو معارضه سلبيه لأن المواطن بدل من ان يواجه المشكله ويحاول معالجتها عبر التغير تراه يهرب منها عبر عدم الذهاب الى صناديق الأقتراح.

لاشك ان هذا الأهمال والجهل عند الكثير هو السبب الرئيسي والقناة الحقيقيه لرجوع الدكتاتوريه الى الحياة السياسيه العراقيه وبالتالي تصبح الدكتاتوريه قدرآ قدره الشعب العراقي على نفسه, وهذا يعبر عن انتكاسه اخلاقيه وثقافيه في المجتمع العراقي لانه أهمل كل التضحيات التي قدمها الشهداء على مذبح الحريه وهو نكران لكل جميل قدمه هؤلاء الشهداء وهو أرواحهم الطاهره. ولا شك ان الشعب الذي لا يستطيع ان يحفظ منجزات شهداءه شعب لا يستحق الحريه.

أن الأمه الآن امام أختبار الوجود الحي لها للأن الأمه الحيه هي الأمه التي تصنع قاده كبار وهي لا تقبل أن تكون ادوات شطرنج يحركها من يشاء ويبقيها على حالها من يشاء, بل هي من تفرض على القاده مسارهم الذي يختارون والطريق التي يرغبون .

أن ممارستك الأنتخابيه هو دليل حريتك ومن خلال  الحريه سوف تمتلك قرارك بيدك وهذا القرار هو من يغير الخارطه السياسيه في بلدك ومن خلال هذا التغير السياسي سوف يلقي بظلاله بتغير كل جوانب الحياة الأقتصاديه والأجتماعيه والثقافيه…… أن أهدار هذه الفرصه بمحض أرادة الشخص هو كمن يعتدي على نفسه بل يغري الأخرين باستلاب حريته, فالشعوب تقدم الدماء والأرواح من اجل ان تنال هذا الحق ونحن نفرط به . أنها مفارقه خطيره!

اني لا ابالغ حين اقول أن التفريط بهذه الفرصه الأنتخابيه اهدار للكرامه  وأستخفاف بمستقبل الأجيال القادمه. فلتكن مشاركتنا فرصه لصعود الأنسان النزيه والوطني . اما عدم المشاركه فهي  مشاركه لصعود اللصوص وعديمي الخبره وذوي الأجنده الخارجيه وعنئذ سوف يدفع الجميع الثمن غاليآ.

أننا اذا اردنا رؤيه مستقبليه لبلدنا ولنا آمال وامنيات عظيمه لأبناء شعبنا هو الذهاب الى صناديق الأقتراع وانتخاب ما هو جدير بكل هذه الأماني الكبيره التي يحلم بها هذا الشعب.

أياد الزهيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *