حييت روضك عن بعد فحييني
الى مدرستي مدرسة التقدم
حييت روضك عن بعد فحييني
لقد تقدم بنا العمر يامدرسة التقدم ولم نعد اولئك الاطفال الذين كانوا يبكرون الى صفوفك لئلا يسبقهم المعلم اليها فتحل عليهم عقوبته
غزانا الشيب يامدرستي ولم نقاومه لابصبغ ولا حناء وقاومنا كل غزوات النسيان التي حاولت ان تنسينا اياك
لازلنا نتذكر (الاصطفاف ) ونحن نعرض ايدينا للتفتيش في ذلك الصباح القارس في ساحتك امام معلمينا
لازال صوت الشهيدالسيد حسين كاظم (استاد حسين) كما كنا نسميه يرن في سمعي وهو يعلمنا الحروف والكلمات من القراءة الخلدونية دار دور داران
فاذا جاءت (الفرصة) تسابقنا الى سياج المدرسة من جهة الشط لنتسلقه من اجل شراء (كيكه ولقم) من المحل الملاصق للمدرسة
صور المعلمين الافاضل الذين لازالت تداهم ناظري بين فترة واخرى
المدير استاذ يحيى محمد علي المعاون استاذ شاكر (اخي)استاذ حامد استاذ عباس الرويشداوي استاذ سريبت استاذ حميد عبد الرضا واستاذ عيسى هاشم (مطبقِّان) ونحن في الصف الرابع استاذ صاحب واستاذ مضر الشرع معلم الرياضيات الاشد حرصا على نجاح تلاميذه من الجميع والاشد انفعالا و(عصبية)
استاذ شوكت الذي جاء بعد جيلنامديرا
جدران مدرستي مدرسة التقدم وشعاراتها وما خطه عليها استاذ عباس ناجي لازلت اتذكرها
لاأدري لماذا كتب تلك العبارة
(وليعلم الاستعمار ان النفط مادة شديدة الاشتعال )!!!!!
مع ان حكومة البعث كانت دهن ودبس مع الاستعمار وكانت تمارس كل انواع الحب وماأبعدمن الحب من تحت الطاولة!!!
مغادرة المدرسة التي كنا نسميها (الحَلّه)ونحن نتدافع مسرعين افواجا وزرافات نحو بيوتنا ومن بعدها الى ساحات كرة القدم
بعض التلاميذ كان يضع دشداسته بدل القميص استعجالا للتخلص من اللباس المدرسي بعد مغادرة باب المدرسة بخطوات باسدال دشداشته ليختفي (البنطرون) تحتها والى الان لااعرف سبب هذا الاستعجال
تقدم بنا العمر يامدرسة التقدم وصرنا نتذكر ايامك ونتمنى لو عادت تصحب تلك الامنية عيون اغرورقت بالدموع وغرقت بالصور والذكريات
غادرنا بلادنا واهلناوشبابنا ودخلنا عامنا الستين ولازلنا كلما نظرنا اليكِ تتكسر الدموع في احداقنا
فانت مرتع من مراتع الطفولة والصبا
سلام عليكِ وعلى اهلك وجيرانك ومعلميك وتلاميذك وعلى جدرانك وعلى جرسك الذي لازال يرن بذاكرتي كلما خَمَلت
احمد الحسيني
ستوكهولم